رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •

البارت الرابع عشر

بعد مرور شهرين

جلست في حديقة الجامعة وهي تتنهد بتعب بعد يوم حافل بالدراسة.. وجلست بجانبها صديقتها..

كيان بتعب: وأخيراً خلصنا المحاضرة الثالثة والأخيرة

مريم بتأفف: في المحاضرة الثانية نمت لأني ما قدرت أقاوم وبصراحة البارحه كنت سهرانة

كيان بلوم: قلت لك تسيبي خياطة الكروشيه اللي شاغله حياتك وتركزي في الدراسة أبرك لك، خصوصاً انه مو باقي إلا كم شهر ونتخرج ونرجع الديرة

مريم بإيماء: صح معك حق..

كيان بجديه: انتي لو تنظمي وقتك زيي بيكون أفضل، شوفي يعني وقت للمذاكرة ووقت للخياطة لأنها هوايتك يعني، وتحاولي توازني بين الأمرين

مريم باقتناع: صح.. من اليوم رح أطبق نصيحتك ايه كله ولا الدراسة عاد.. (وما كملت كلامها إلا ورن تلفونها لتخرجه من حقيبة اليد)

: وحده من البنات؟

مريم بنفي: لا

كيان باهتمام: من الأهل؟

مريم باستعجال: لحظة كيان (وردت) هاي.. (وابتسمت) أنا تمام انت كيفك

صرفت كيان أنظارها للحديقة من حولها والعشب الأخضر ومنظر الطلاب وهم يجلسون بشكل عشوائي وفي كل مكان، منهم من كان يذاكر دروسه ومنهم من يتحدث مع أصدقاء ومنهم من يستلقون على العشب ويتحدثون.. الجو لطيف وغائم، والمكان جميل.

بعد دقيقتين..

التفتت كيان لمريم ورأتها تقف وتحمل حقيبتها بعد ما أنهت تلك المكالمة: على وين؟

: بشار يبيني أقابله في الكافتيريا

: وليه؟

: بنجلس نشرب كوفي وندردش وكذا، يلا كيون أشوفك بعدين

كيان شعرت بعدم الراحة: انتبهي لنفسك.. باي

مريم وهي تبتعد بابتسامة: بااااي

تتنهد كيان وتقول بنفسها بقلق:" بشار يبيها في الكافتيريا عشان يشربون كوفي ويدردشون؟ مريم ليه تروح معه؟ ومين بشار هذا بعد؟"

~ ~ ~ ~ ~

وعلى الجانب الآخر

كانت يارا تخرج للتو من المكتبة برفقة أثير التي كانت تنظر لنفسها عبر مرآة دائرية صغيرة وتتحدث بدلع وتأفف كعادتها..

وقف أمامهما في الممر وأردف بابتسامة هادئة: صباح العسل

: صباح النور

يارا بابتسامة: هاااي راشد

أثير تناظر يارا بخبث: يويو أنا بروح هاا

يارا بإيماء: اوكي

وراحت أثير لأنها كانت تريد أن تدع يارا وراشد يتحدثان لوحدهما "ويخلا لهما الجو" مثل ما يقولون!!!