رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •

البارت السابع

أنا سأكون ورائك مهما كان قرارك💙

.

صباح اليوم التالي..

كان واقفاً في البلكونة يحتسي كوباً من تلك القهوة السوداء، يرتدي تلك البيجامة الرجالية الأنيقة السوداء.. يستمتع بذلك البرد فهم في فصل الشتاء الآن، لقد اعتاد على البرد لذلك هو لا يرتدي الآن جاكيت أو كنزة صوف فهو تربى منذ صغره في روسيا وتحديداً في تلك المنطقة التي ولد فيها والمعروفة بثلوجها وجوها البارد دائماً..

ناهيك عن أن عقله لا يهتم الآن إلا بتلك البريئة صاحبة العيون العسلية.. لقد رآها البارحة في أحلامه كالعادة وكانت تبكي وتشكي له حزنها.. تذكر الحلم وكأنه يراه..

الحلم..

قالت وتشكي بألم وملامحها كانت حزينة: أحسني مخنوقة من كل شي.. خصوصاً انه أبوي مريض بالقلب ويحتاج عملية واحنا يا الله يا الله نلقى كم ريال عشان ناكل فيهم..

نرجع للواقع..:

تنهد وهو يستوعب انها كانت حزينة بسبب والدها؟

قام بربط الأحداث وتذكر عندما رآها أول مره في الجامعة وعندما كانت تبكي..

لقد تأكد الآن أنها مهمومة بسبب هذا الأمر..

أمسك هاتفه ووضعه على أذنه بعد أن اتصل بأحدهم ليأمره وهو يتكلم بلهجة روسية متقنة: اسمعني جيداً.. الفتاة التي جلبت معلوماتها البارحة.. والدها مريض بالقلب وأريدك أن تدفع تكاليف عمليته من حسابي الخاص مهما كان المبلغ! أنت ستبحث عن عائلتها في الرياض وتعرف هو في أي مستشفى وبعدها تعرف عملك جيداً..

أنهى مكالمته ليشرب رشفة من تلك القهوة وعيناه تراقب البلكونة المقابلة له والتي رآها تخرج منها بالأمس.. بعد كم دقيقة دلف للداخل..

خرج من غرفته ليتجه للصالة هناك حيث كان أحمد مستلقي على الكنبة يتابع التلفاز وهو عاري الصدر فقط يرتدي شورت أخضر، وعمر جالس على طاولة الطعام يتناول فطوره بشراهة كعادته..

يوسف بلا مبالاة: إلا وين باقي الشباب؟

أحمد يناظره ويقول بسخريه: ما رجعوا من أمس..

يوسف يرفع حاجبه ويتجه لطاولة الطعام: شكلهم سووها ولاد الذين

عمر والأكل بفمه: مجانين

ليُفتح باب الشقة تزامناً مع كلام عمر.. ليدخل راشد ووراءه بشار وملابسهم مبهدلة..

يوسف وعيونه على الأكل: لو ما جيتوا

راشد يروح ويجلس معهم على طاولة الطعام: الله يلعن ذيك البنت اللي جابت لنا مشروب بدل العصير وسكرنا

بشار يجلس بجانبه ويقول: ترا رحنا ديسكو بعد الحفلة

عمر يرفع حاجبه: ووش له داعي؟ كنتوا في حفلة يعني مو نفس الشي