البارت التاسع والعشرون

85 10 36
                                    


" في الروح شقٌ هائل.. وليس في يدي خيطٌ ولا إبرة!"

.

وضعت الهاتف على أذنها وقالت بابتسامة مرحة ومشتاقة: هااي بابا كيفك؟

رد عليها والدها الذي كان جالساً في مكتبه، يمسك بورقة ويقرأها بعينيه: هلا بابا.. الحمد لله.. شلونك انتي حبيبتي؟

أثير بدلع: أنا مرره كويسه بس ناقصني شوفتك..

: ايه.. ان شاء الله

صمتت أثير بغير رضى؛ فهي متأكدة بأن والدها مشغول الآن لذا هو يرد عليها بكل برود العالم!

: إلا وش تبغين يا بابا؟ أحوّل لك فلوس؟؟

شعرت بالعبرة تخنقها بشدة، ردة بنبرة باكية مقهورة: لا ناقصني شوية حنان!!

وأغلقت الخط بسرعة، وبدأت في البكاء بضعف وانكسار!

على الطرف الآخر، وضع والد أثير هاتفه على مكتبه وتمتم بعدم اهتمام: وش تقول هذي بعد؟ أقسم بالله اني مو فاضي!

وأكمل عمله وكأن شيئاً لم يكن!

على الطرف الآخر

كانت أثير تتحسر على حظها النحس؛ فصحيح بأن والدها ثري وهي بنته الوحيدة والمدللة.. لكنها ليست سعيدة! ربما تتظاهر بالسعادة أمام البنات بسبب غرورها أو لأنها تحاول أن تعوض النقص الذي تشعر به! ربما هي سيئة مع كيان لأنها تحسدها على حب الناس لها وحب والدها لها.!

: أفااا؟ ليش تصيحي؟

التفتت بسرعة وخوف لعمر الذي جلس بجانبها بكل هدوء، كان ينظر لها باهتمام وشفقة!

ردت بسرعة وهي تمسح دموعها: ولا شي..

عمر يرفع حاجبه: أكيد؟

: ايه أكيد، وبعدين أنت مالك دخل فيني.. لو سمحت خلني بحالي!

عمر بإيماء: اممم.. انتي زعلانة عشان يوسف؟

أثير وعيونها حمراء من البكاء، ردت بسخريه: يوسف؟ وليه أزعل عليه يعني؟ هو مو شايفني أصلاً!

: شكلج اندفعتي ورا إعجابج فيه.. يعني.. جايز كنتي تحبي الشخص الخطأ!

صمتت أثير ونظرت لإسوارة يدها التي من ألماس خالص.. تفكر في كلامه الذي كان صحيحاً مئة بالمئة!

عمر ينظر لأشجار الحديقة بتأمل: يمكن كان مو حب، جايز يكون وهم!

أثير تنظر إليه وتمثل بأنها غير مبالية: أنت من وين جبت كل هذا الكلام؟ وبعدين من قالك اني أبكي بسبب يوسف؟

: يمكن لأنه مو شايف غير كيان!

قالت بقهر: لا تقعد تألف من راسك!

: تغارين عليه؟

أثير تحاول تمالك أعصابها: لا بس لو سمحت مالك دخل، أنا أبكي وحرة بكيفي!

رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن