البارت الرابع والعشرون

84 11 15
                                    

كان الظلام على وشك أن يغطي سماء تلك الجزيرة النائية.. كان الشباب والفتيات يجتمعون حول تلك النار يتبادلون أطراف الأحاديث مع بعضهم.. منهم من كان شارداً يُبحر في عالمه الخاص، ومنهم من كان يضحك ويمزح.. منهم الحزين والسعيد.. الساخط والراضي بما قسمه له القدر!..

يوسف كان يجلس بجانب كيان التي لا تلتفت أبداً إليه وكأنه غير موجود بالنسبة لها، طفح الكيل بالنسبة له لذا همس في أذنها وهو يقترب منها..

: قومي بقولك شي

كيان تقول بدون لا تلتفت له: ليه؟ أبي أجلس هنا!

يوسف عرف أنه مهما حاول يقنعها أو يقولها أنها ما رح توافق لأن راسها يابس، هز رأسه بتوعد لهذه العنيدة الجميلة.!

أما هي فابتسمت ابتسامة انتصار لأنها استطاعت أن تفرض عليه كلمتها لكن بداخلها فهي كانت في حالة سيئة جداً، كانت تحترق على نارٍ هادئة جداً.. هل تعلم عزيزي القارئ شعور أن تحب شخصاً ولكنك لا تستطيع أن تقترب منه وهو بجانبك؟ نعم إنها معقدة للغاية ولن يفهمها إلا الذي جرب هذا الشعور.! لذلك عزيزي القارئ لا تنشغل كثيراً في فك هذا اللغز أو ما يسمى بالعبارة.. فهناك أهم منها وهو أن تكمل البارت وتبحر في أحداث روايتنا.! (💗).

يارا وراشد كانا يتحدثان وهما جالسان بجانب بعضهما، قامت يارا بالضحك على قصة كانت تقولها لراشد، ليبتسم هو على ضحكتها التي ولأول مرة خطفت قلبه! لا يدري لمَ يراوده شعور غريب هذه الأيام عندما يكون معها! يشعر بأنه بدأ يحبها رويداً رويداً.. إحساس رائع يتسلل لأعماقه عندما يكون بصحبتها فهو تزوجها مثل ما يقول لكن بالسر.! هو لا يعلم إلى متى شعور الانتقام منها ومن والدها سيتوقف؟! هو إنسان جيد وليس شريراً كما تعتقدون فداخله أطيب وروحه جميلة.. لكن فكرة انتقامه وخطته ما زالت تشغل باله!

أبعد خصلتها المتمردة بنية اللون عن وجهها بخفه وهو يتأمل ملامحها عن قرب.. ابتسمت له وكأنها لا تعلم بحجم النار المشتعلة داخله.. إنه متردد.. في أمرٍ ما (سنكتشفه لاحقاً).!

أثير كانت تتأفف بدلع وتتألم من رجلها التي تورمت: ااخ هذا كله من المحار اللي دست عليه.. يا ربي رجلي كيف سارت (صارت) حمرااا ياا ربي

عمر يرد عليها بمرح: هو شوفي.. يعني بصراحة انتي اوفر!

: نعم؟؟

: ايه أما فيه احد يلبس كعب وهو جاي في رحلة بحرية.. بحرررييية!!

أثير بقهر: أنا كييفييي انت مالك دخل وبعدين أنا حُرة وأحب ألبس على الموضة وأتدلع انت وش دراك بهالسوالف؟!

عمر يضحك بخفه ويقول بمرح: الحمد لله ما أدري بهالسوالف ولا أبغى أدري بعد، والله ذكرتيني بالمتزوجين.. لكن لو طاحت لي زوجة مثلج أظني بانتحر!

أثير بغرور ودلع: نعمم يا عيوني وش قلت؟ لا يا روح أمك انت بتكون أسعد انسان في العالم، يعني مين ما يبي زوجته تكو دلوعة ومدللة وتلبس على الموضة؟!

رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن