البارت الثاني والثلاثون

78 9 28
                                    

"كل شيء حولك غير مؤثر، حتى تعطيه قيمة!"

.

كانت كيان جالسة مع يوسف في تلك الطاولة الخشبية المستديرة في أحد زوايا المطعم البسيط والراقي بنفس الوقت، فقد كان الديكور بسيطاً وراقياً في الوقت نفسه وكذلك بالنسبة للأثاث.. على الطاولة بعض الأطباق الروسية التي يتناولها الروس على الفطور، خبز الجودار بالزبدة، السجق، البيض، الفطائر والكريب، والمعجنات.. والقهوة!

كانا يأكلان وينظران لبعضيهما بصمت.. 

رن هاتف كيان ليقطع جو الصمت الذي كان سائداً بينهما، رأت الرقم وردت بهدوء: هلا يبه.. 

نظر لها يوسف بتفحص عندما علم أنها تحادث والدها.. كان يدرس ملامحها بصمت!

كيان بابتسامة مشتاقة: يا زينك يا بوي ههههه ان شاء الله من أرجع تشوفني وتكحل عيونك بشوفتي بعد

ابتسم يوسف على ابتسامتها تلك وقال بنفسه:" بس ما أظنك تطولين بالجلسة عند أبوك الغالي لأني بسرقك منه أول ما نوصل وبتكونين حلالي!"

كيان انتبهت لابتسامة يوسف وعينيه الشاردة في ملامحها الجميلة لتقول لوالداها باستعجال: ايه يبه بعد شوي بروح الجامعة، خاطرك في شي؟ .... ههههه سلامتك يا الغالي ... ربي يحفظكم من كل شر .... مع السلامة

انتهت المكالمة بينها وبين والدها لتنزل الهاتف وهي تتسائل باستغراب: وش فيك تطالعني كذا؟

: يمكن أدور عن شي فاقده.. 

ردت عليه بسخريه: في وجهي؟؟

رد بروقان تام: لا.. في عيونك العسلية هذي!

شعرت بقشعريرة تسري بجسمها فجأة، ارتبكت بشدة وابتلعت ريقها وتغيرت ملامحها فجأة..

استغرب يوسف من حالها الذي تبدل فجأة: وش فيك؟؟

كيان تتنهد بحزن: زعلانة.. على نفسي!

رفع حاجبه: فجأة؟ توك ما فيك شي..

نظرت لكوب القهوة الذي أمامها وقالت بغصه: كنت معاهدة نفسي إني ما أجي في هذا الطريق، يعني.. ما اتكلم مع شباب أو حتى ينفتح قلبي لأحد وهاا.. أنا الحين قاعده في مطعم أفطر مع شاب غريب.! (وبنبرة باكية) أنا حاسه اني انحرفت عن طريق الصواب! انحرفت عن طريق أحلامي وركضت ورا قلبي ونبضاته.!

ابتسم يوسف وأُعجِب بردها الذي التمس من خلاله انها فتاة عفيفة شريفة طاهرة القلب، صافية النية، لديها أحلام كبيرة جداً وأخلاق عالية تناطح الغيوم!.

كيان باستغراب: ليه تبتسم أنا قلت شي يفرح مثلاً؟ (وبحزن) مدري وش اللي وصلني لهالدرب؟ خنت ثقة أهلي فيني و..

قاطعها بسرعة: انتي ما سويتي شي غلط، صح انك قاعده تفطرين مع شاب لكن هذا الشاب بيكون زوجك بعد كم شهر من رجوعك لأهلك، غير انك بنت ثقيلة ورزينة وما شفتك بيوم تسوين حركات بايخه ولا تستخفين؟ وفوق كل هذا محافظة على حجابك وحشمتك وخلوقة.. وأنا شفتيني قليت أدبي معاك؟ شفتينا سوينا شي غلط؟ لا.. كل ما في الأمر اني قاعد أساعدك وأوقف معك وهذا شي طبيعي يسويه رجل مثلي أنا لبنت مثلك انتي!!

رواية أصدقاءٌ في الغُربة • مكتملة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن