في الأيام القادمة أصبحت مريم هادئة أكثر من قبل، منعزلة في الغرفة ترسم اليوم طوله و تخرج فقط لتتناول طعامها، ثم تعود.
أصبحت لا تتحدث مع خالد، حتى لا تنظر إليه، و هو لم يزعجها أيضا.
دخل في يوم إلى الغرفة، حيث لم تلاحظه كانت منهمكة في رسمها.
خالد:ألم تتعبي؟
إرتعبت مريم: متى دخلت؟
خالد: منذ بضع ثواني.
إستدارت لتكمل رسمها و تجاهلته كليا.
خالد:ماذا ترسمين؟
لكن لم ترد عليه.
بعد دقائق قال: هل تريدين الخروج من المنزل؟
توقفت يدها لكن لم تستدر إليه ولم تجبه.
خالد: ألن تجيبيني؟
مريم: هل تلعب بي مرة أخرى؟
خالد: أنا جاد هاته المرة.
إستدارت إليه و نظرت بتشكك: إلى أين؟
إبتسم خالد: أنا ذاهب إلى مؤتمر في مدينة بعيدة عن هنا لبضعة أيام.
مريم: إذا؟
خالد: لا أستطيع تركك هنا وحدك و لا أستطيع تركك مع إياد وأنتي لا تحبين صديقتك.
مريم بنفاذ صبر: اذااااا..
خالد: ستذهبين معي.
حاولت مريم إخفاء حماسها قدر الإمكان: حقا؟
تقدم منها خالد و إقترب منها واضعا يديه على الكرسي الذي تجلس عليه و نظر إلى عيونها بعمق: لكن تحت شروط، أولا عند خروجنا من هنا لا تتكلمي مع أحد، ثانيا لن تبتعدي عني ثانية، ثالثة ستمثلين أنكي زوجتي.
إنزعجت مريم ووقفت من مكانها: و لماذا أفعل ذلك؟
خالد ببرود: إن لم تفعلي سأتركك هنا وحدك.
ثم غادر الغرفة، و بقيت مريم تفكر ماذا تفعل.
في المساء في طاولة العشاء، نظرت مريم له بعد فترة طويلة: حسنا سأنفذ الشروط.
قدم إصبعه الصغير و قال:وعد؟
نظرت له بإستغراب ثم قدمت يدها هي أيضا و تلامست إصبعهما و هو شد عليه.
لكن فجأة شعرت مريم بألم في رأسها، أمسكها خالد لكي لا تسقط: هل أنتي بخير؟
بعدما ذهب الألم قالت: أنا بخير.
في الغد دخل خالد الغرفة فوجدها جالسة في الكرسي و ترتدي فستانها تنتظره.
خالد: إرتدي هذا.
قدم لها فستان أسود أنيق ذو أكتاف منفوخة كأنه من الستينات.
بعد إرتداءه خرجت من الغرفة، فنظر خالد لها و كأنه كاد يسقط على رأسه من جمالها، لكنه تمالك نفسه و قال: مثل ما إتفقنا.
مريم: نعم.
فتح خالد ذراعه: أمسكيني.
بعد تردد أدخلت مريم يدها في ذراعه، و أخيرا وضع المفتاح على الباب و رأت النور خارجا، أغمضت عينيها بشدة وبعد ثواني فتحتهم لترى الخارج لأول مرة منذ شهور، الشمس الساطعة، الأشجار الخضراء، نسمة الهواء التي تداعب شعرها و أهم شيئ صوت حركة الناس و السيارات.
لكنها فجأة شعرت بالخوف الشديد و أمسكت بذراع خالد بشدة.
إقترب منها و همس في أذنها: لا تخافي أنا معك.
ثم فجأة بدأت تهدأ دقات قلبها و شعرت بالراحة.
و ركبت سيارة خالد لكن عادالخوف مرة أخرى و عاد منظر السيارة المتحطة في رأسها.
وضع خالد حزام الأمان عليها و همس مرة أخرى: أنتي بخير، كل شيئ بخير.
ثم ركب جنبها و إنطلقا.
طوال الطريق كانت تشعر مريم بالخوف و تمسك فستانها بشدة و هي تنظر إلى الطريق.
كان يريد خالد مسك يدها لتهدأتها لكنه خاف من ردة فعلها.
لكنها أخيرا إستغرقت في نوم عميق لا تشعر بأي شيئ حولها.
وصلا إلى المكان الذي يقام فيه المؤتمر، كان يريد إيقاظها لكن لا يريد إزعاجها، لذلك قام بحملها، كان الجميع ينظر إليه بسعادة و يتمتمون: إنهم رومانسيين جدا..
شعرت مريم بحركة و أصوات حولها، لما فتحت عيونها وجدت نفسها في حضن خالد، فصرخت...
أمزلها خالظ بسرعة و قال:إهدئي لقد وصلنا..
نظرت حولها لترى فندق ضخم و كذلك الكثير من الناس الذين ينظرون إليها، لذلك إلتصقت بخالد من الخوف.
دخلا إلى الفندق و الوجهة إلى الإستقبال.
العاملة: مرحبا بكم أتريدون غرفة؟ هل أنتم متزوجون جدد؟
وبدأت تثرثر عن الغرف لشهر العسل و غيرها.
خالد:لا نحن لسنا متزوجون جدد نريد غرفة عادية.
قدمت العاملة المفتاح إليهم و جاء عامل أخر يحمل أمتعتهم.
دخلا إلى الغرفة أخيرا حيث كانا يشعران بالتعب.
نظرت مريم إلى خالد بمعنى أين سننام...
خالد: نامي على السرير سأنام في الأريكة.
بعدما غط خالد في نوم عميق، بقيت تنظر إليه و تقول في نفسها: لماذا لم أصرخ؟ لماذا لم أهرب؟ هل لأنني خفت منه؟ و إذا أختف منه لماذا ألتصق به كلما شعرت بالتوتر..
و نامت بعدما تعبت من التفكير.
إستيقظ خالد أولا ليرى وجهها البريئ، متذكرا كلتصرفاتها منذ خروجهما من المنزل من جهة يشعر بالراحة لأنها ترتاح قربه و من جهة أخرى يتساءل: إلى متى سوف تبقى هكذا.
فتحت عينيها لتنظر إليه و تبادله نظرات لم يفهمها.
خالد:لماذا لم تطلبي المساعدة؟
مريم بهدوء: لقد وعدتك.
خالد بإبتسامة: شكرا، بما أنك نفذتي وعدك سأكافأك.
نهضت مريم من مكانها و تقول بحماس: بماذا؟
خالد: سنذهب لتنزه.

أنت تقرأ
خطفني طبيبي
Mystery / Thrillerفتحت عيني و أنا في غرفة غريبة عني، خرجت أدور أين أنا هذا ليس منزلي، لا أحد هنا،هبطت السلالم أنادي ماما بابا.... لا أحد يرد، فجأة خرج شخص يلبس مئزر أبيض، من هو؟ أنا طبيبك.... أه حسنا، و عدت أدراجي لكن فجأة أدركت هذه ليست مستشفى... من أنت؟ لكن فجأة إن...