مريضتي

966 29 2
                                    

قبل سبع سنوات....
"خالد"
مرحبا أنا إسمي خالد تسعة وعشرون سنة، طبيب نفسي يشق طريقه للنجاح، نعم أنا من عائلة متواضعة صعب في هذا الزمن أن أتطور من دون الأموال و دعم العائلة،
والدتي توفت عندما كنت أدرس الطب، آخر كلمة قالتها لي أنها فخورة بي، إكتشفت بعد ذلك أن سبب مرضها كان والدي، لقد إكتشفت أن والدي يخونها و يمتلك زوجة أخرى و لديه إبن أصغر مني بعشر سنوات إسمه أيمن...
منذ اليوم الذي عرفت فيه ذلك لم أتحدث مع والدي مرة أخرى، بدأت العمل بدوام جزئي لأساعد نفسي في الدراسة.
قبل سنتين جاء أخي الصغير يبحث عني، والدته هربت و لم يحتمل العيش مع والدي...
أصبح يعيش معي، أحيانا يغادر ليبقى رفقة أصحابه للسفر...
في الحقيقة أنا لا أحاسبه و لا أعلي كلمتي عليه، يعيش حياته مثل ما يريدها، وفي نفس الوقت لا يدخل في خصوصيتي، فقط أساعده من الجانب المادي...
الحمد لله لقد تخرجت من جامعة الطب وإخترت التخصص العصبي و النفسي...
أنا أعمل حاليا في المستشفى الكبير للبلد الحمد لله بفضل ذكائي و إجتهادي، لدي الكثير من الأصدقاء في العمل و كل المرضى يحبونني و يريدون أن يتعالجوا لدي لأنهم يرتاحون لي...
كنت أجلس في مكتبي حتى جاءت صديقتي نورا، أول فتاة أعرفها في الجامعة أخترنا نفس التخصص و يجب أن أعترف هي متفوقة علي و أنا أستفيد من معلوماتها...
نورا: إذا هل ستذهب معنا؟
خالد: لدي موعد مع المريض بثنائي القطب مساءا.
نورا بتذمر: ألا تمل؟ كل يوم من العمل إلى المنزل من المنزل إلى العمل.
خالد: وماذا سأستفيد في سهرة معكم؟
نورا: ربما زوجة المستقبل.
خالد: هل مازلنا في نفس الموضوع؟
دائما نورا تخبرني أنني وحيد وأحتاج فتاة في حياتي، عندما أخبرها أنها معي، تخبرني أنه ليس نفس الشيئ..
خالد: وأنتي ماذا حدث مع الجراح؟
نورا بغضب: أنا أخبرتك إنه خائن.
خالد: هل أمسكتيه؟
نورا: أنا أذكى طبيبة نفس في البلد، أستطيع أن أكشف الخيانة بدون دليل.
خالد: وربما جننتي أنتي أيضا.
نورا: ربما أنا أستاهل الأفضل، غير ذلك لماذا تغير الموضوع نحن نتحدث عنك.
خالد: حسنا حسنا سوف أحضر.
نورا بسعادة: شكرا لك.
لقد مر يوم آخر في هذا المستشفى، على الرغم أنني ألتقي كل يوم بشخص جديد و مرض جديد، لكنني أشعر أن الروتين دمرني.
جهزت نفسي لأغادر المكتب حتى دخل زميلي حكيم: هل أنت مغادر؟
خالد: نعم.
حكيم: إذا سأذهب لمكتب نورا.
خالد: لقد غادرت قبلي.
حكيم: يال الخسارة.
خالد: ماذا حدث؟
حكيم: هنالك حالة ما كنت أريدك أن تهتم بها.
عدت إلى مكتبي وطلبت من الجلوس.
خالد: أخبرني.
حكيم: هنالك فتاة ذو سبعة عشر سنة، تعرضت لحادث منذ شهر و فقدت أصدقائها و هي دخلت في غيبوبة لمدة أسبوع، عندما إستيقظت و علمت بحال أصدقائها جن جنونها، ومنذ ذلك اليوم لا تتكلم مع أحد ودخلت في إكتئاب حاد.
خالد: أين هي الآن؟
حكيم: غادرت المستشفى منذ أسبوع، لقد كنت أتابعها لكن لم أجد حل لذلك أردت أن أنقلها لأحدكم إذا أردت ذلك.
خالد: حسنا أحضر والديها في الغد لأتحدث معهم.
إتصلت بي نورا: أين أنت الآن؟
خالد: أنا آسف لقد جائتني حالة جديدة.
نورا: أووف عليك.
لقد أعطاني حكيم ملفها.
" مريم سبعة عشر سنة، لقد توقفت عن الدراسة منذ ستة أشهر، تحب الرسم، علاقتها مع والدتها متوترة قليلا، لقد تعرضت لحادث في الثاني عشر من جوان كانت تركب في الخلف، مع أصدقائها الإثنين، يوسف ثمانية عشر سنة السائق و نسمة سبعة عشر سنة تجلس جنب السائق، توفيا أثر دخول حديد السيارة الأمامية في كل أنحاء جسدهم، تعرضت مريم لعدة كسور و جروح وكذلك حروق، بقيت في غيبوبة أسبوع كامل، لا أثار لإرتجاج الدماغ، أثار صدمة الحادث فقط.
بعد سماع خبر وفاة صديقيها تعرضت لصدمة كبيرة، أصبحت لا تتكلم و لا تأكل، تنام فقط وأحيانا تبكي"
لا أدري كيف، لكن هذه القصة أثرت في كثيرا، شبهتها لنفسي أنا أيضا خسرت والدتي و والدي في نفس الوقت لقدكرست نفسي في الدراسة لولا ذلك لفقدت عقلي.
أردت مساعدتها، أردتها أن تتخطى كل هذا.
في اليوم الموالي جاء والديها يبكون ويطلبون المساعدة، لقد وعدتهم أنني سوف أساعدها بشرط أن ينتعاون كلنا في ذلك.
وأول شيئ يجب أن تدخل المستشفى.
بعد يومين جاءوا كلهم.
دخلوا جميعا...
كانت فتاة جميلة ذو شعر بني مموج جميل و عيون عسلية مثل الغزال و جسم ممشوق، لكن ذو وجه متعب، شاحب و هالات السوداء تحت عينيها.
تنظر في الفراغ و لا تستطيع المشي.
جلسنا كلنا معا و بقيت أتحدث مع عائلتها وأخيها الصغير لأجعلها تعتاد علي.
لكن كأنها صخرة، كأنها ليست هنا أبدا، لا يوجد ردة فعل أبدا.
بعد نصف ساعة أخبرتهم أن يغادروا جميعا.
بقيت صورتها في ذهني، كيف لفتاة صغيرة و جميلة أن تتعرض لمثل هذا القدر، بعد أن رأيتها أردت أن أنقذها أكثر من أي وقت مضى.
قاطعت نورا تفكيري: أين وصلت؟
خالد: مريم.
نورا بإستغراب: من؟
خالد: الحالة التي أخبرتك عنها، نورا أحتاج مساعدتك.
أخبرتها بحالتها وأعطتني الإجراءات اللازمة لأخذها.
في المرة الموالية طلبت أن أجلس معها وحدنا.
مثل آخر مرة، مثل الشبح جسدها فقط هنا.
مرحبا أنا إسمي خالد. قلت..
لكن لم ترد علي ولم تنظر إلي حتى..
خالد: مريم هل أنتي هنا؟
نفس الشيئ، بقيت أردد نفس الأسئلة و أناديها لكن لا شيئ....
في اليوم الموالي نفس الشيئ، لذلك أردت أن أجرب شيئ أقوى.
خالد: ماذا عن يوسف و نسمة؟
أخيرا نظرت إلي بدون أن تنطق بشيئ.
ل

كنني ندمت كثيرا بعد أن رأيت هذه العيون الجامدة تحولت إلى عيون منكسرة، لأول مرة أردت أن أعانق إحدى مرضاي.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن