صورة من الماضي

434 15 1
                                    

كنت أجلس مع والدي في إحدى أيام راحته و بعد أن وضعت جنبه كأس القهوة المرة التي يحبها جلست جنبه و سكت.
إرتشف قليلا من قهوته و إبتسم بجانب شفتيه ثم نظر إلي و قال: هيا إنطقي.
مريم: لم أفهم.
فقال: أنا أعلم هذه الحركة جيدا هيا أخبريني ماذا تريدين؟
مريم: أعلم أن الأمر يبدو مجنون لكنني أريد أن أسجل في معهد الفن.
فجأة إختفت الإبتسامة من وجهه و أكمل شرب قهوته بصمت.
شعرت بالحزن و قلت: هل هذا يعتبر رفض!
نظر إلي و قال:هل أنتي متأكدة؟
مريم: أنا أشعر بالملل في المنزل أريد أن أقوم بشيئ أحبه.
إبتسم بحسرة و قال: موافق.
عانقته بشدة و شكرته كثيرا.
ثم ذهبت مسرعة لأجهز نفسي لأذهب إلى التسجيل.
لقد كانت هاته مرتي الثانية التي أغادر فيها المنزل منذ عودتي له.
المرة الأولى عندما ذهبت أنا و أخي نشتري بعض الملابس و اليوم.
كنت متحمسة جدا لهاته الخطوة.
و أنا في الطريق أنظر في الأشجار فجأة تذكرت عندما ذهبت مع خالد إلى ذلك المؤتمر و عندما كنا في الغابة كم كانت جميلة تلك الغابة، تلك الورود ذات الألوان البراقة و النسيم المنعش و الرائحة الزكية و خالد...
أفقت من ضروظي عندما أوقف والدي السيارة معلنا عن وصولنا..
عندما رأيت المعهد شعرت بالضيق في قلبي..
شعور غريب، كأنني كنت هنا من قبل.
فقلت بعفوية: هل جئنا إلى هنا من قبل؟
فقال والدي بعفوية أيضا: أنا لم أتي إلى هنا.
حاولت أن أخفي شعوري و أعيد حماسي الذي خرجت به من المنزل.
عندما دخلنا إلى مكتب المديرة رحبت بنا بحرارة.
ثم وقعت على ورقة الإنتساب و بعدها غادر والدي.
أخذتني المديرة إلى الأروقة و الأقسام و عندما وصلنا إلى فصل الرسم ذهبت و تركتني عند الباب.
فتحت الباب و دخلت نظر إلى الجميع بغرابة لكنهم عادو إلى تركيزهم مجددا.
لذلك حاولت ألا أسبب إزعاج و ذهبت لأجلس في آخر الصف و عندما رفعت عيني لأرى المعلمة لم أصدق ما تراه عيناي.
إنها هي....
بعد أن غادر خالد منزل مريم ذهب مباشرة إلى نورا.
بمجرد أن فتحت الباب.
قال لها: لقد ذهبت إليها.
فأخبرته أن يدخل.
نورا: لا تقلق كل شيئ سيحل.
خالد بحزن: لكنني إشتقت لها.
نورا: أتا أخبرك أن تثق بي.
و هكذا مرت الأيام مثل سابقتها حتى وصله إتصال من والد مريم.
أجاب سريعا بقلق: نعم عمي.
والد مريم: كيف حالك يا إبني؟
خالد: بخير ؟ و مريم؟ اه أنا..أنا أقصد و أنت؟
إبتسم و قال: بخير، أنا و هي لكن ..
خالد بقلق: لكن؟
أجاب: دعني أكمل، أخبرتني مريم أنها تريد أن تعود للمعهد
خالد: المعهد!
سكت قليلا ثم قال: ربما هذه خطوة جيدة ربما ستتذكر شيئ ما هناك.
و هكذا سبقهم خالد الى المعهد و تكلم مع المديرة و أقنعها أن تقبل بها و هي لم ترده أيضا.
و عندما ماد يغادر سمع صوت يناديه و عندما إستدار وجدها دنيا .
دنيا بإستغراب: خالد ماذا تفعل هنا؟
خالد: اه دنيا كيف حالك ؟
ثم ذهبا إلى حديقة المعهد و جلسا.
دنيا بحزن: إذا هذا ما حدث.
خالد: نعم.
دنيا: لكن إذا رأتني هنا؟
خالد: هذا الشيئ جيد ربما ستتذكرك.
دنيا: ستتذكرني على أساس صديقتها أو مجرد إمرأة تكرهها؟
خالد: لننتظر و نرى.
.....
عندما رأت مريم دنيا إندهشت و قالت في نفسها: هذه هي المرأة التي جلبها لي خالد على أساس صديقتي...
فأخذت حقيبتي و غادرت على عجالة.
لكن شخص أمسك بقميصي من الخلف، عندما إستدرت فكانت تلك الفتاة دنيا.
أبعدت نفسي بسرعة وقلت: ماذا تريدين؟
دنيا: ألا تريدي أن نتحدث؟
مريم: في ماذا عن تمثيلك؟
دنيا: أرجوك دعينا نتحدث فقط.
و هكذا ذهبوا في نفس المكان الذي كان فيه خالد مع دنيا قبل ساعات.
شعرت مريم بشعور غريب جدا.
دنيا: إذا ظعينا نتعرف على بعضنا، أنا إسمي دنيا أستاذة الرسم في هذا المعهد.
إبتسمت معها ببرود.
دنيا: أتعلمين قبل عامين فقط كنت تلميذة في هذا المعهد لكنني تخرجت بنتيحة عالية و تكرمت و بعد خبرة قليلة أصبحت معلمة هنا.
مريم بعدم إهتمام: جيد.
دنيا: و أنت يا مريم ما هو حلمك.
شعرت أنني رأيت هذا المشهد من قبل لذلك حاولت أن أتذكره لكنني شعرت أن رأسي يؤلمني لذلك أمسكته بشده.
دنيا و هي تمسكها من ذراعها: هل أنتي بخير؟
" قبل عامين...
خرجت كل من مريم و دنيا من الحصة.
دنيا: أووف تعبت و لازال المشروع و الإمتحانات...
ضحكت مريم: لكننا على الأقل في تخصص نحبه.
دنيا: إنتي إبقي تصبري نفسك بهذا الكلام.
مريم: إذا ما هو حلمك؟
دنيا: اااممم حلمي أن أصبح غنية و أسافر العاااالم هههه
ضحكتا معا ثم قالت دنيا: و أنت يا مريم ما هو حلمك.
إبتسمت مريم و قالت: إنه سر..
دنيا بإنزعاج: هياااا أخبريني.
مريم: لكن عديني أنك لن تضحكي علي.
دنيا بإهتمام: أعدك.
مريم: حلمي أن أصبح فنانة عظيمة و أقيم معرض خاص بي.
دنيا: هذا جيد.
مريم بخجل: أيضا..
دنيا: أيضا؟
مريم: أن أتزوج بخالد.
ضربتها بخفة و قالت بضحك: ما أغباكي
مريم: لماذااا؟ أنا أقول لك أنا أشعر بذلك إنه يحبني.
دنيا: إذا تزوجتي به أنا سأصبح معلمة في هذا المكان.
مريم بخوف:لا تقولي ذلك أريد أن أتزوج به.
دنيا بزعل زائف: هل ترينني غبيه لهاته الدرجة.
مريم: قليلا...
و ضحكا سويا"
قالت دنيا في نفسها: لقد وفيت بوعدي أنا معلمة الآن، الآن دورك عودي إلى زوجك عودي إلينا.
في الأول لم أكن أريد أن أستمر في الدراسة شعوري الغريب هنا و تلك الفتاة إنزعجت كليا، لكنني فكرت جيدا ووجدت أنني سأتبع حلم حياتي و لن يوقفني شيئ.
لقد ضيعت الكثير من الوقت أنا الآن أصبحت أكبر قليلا و لم أسجل شيئ في حياتي.
و هكذا أصبحت أذهب إلى المعهد بإستمرار و رغم مواجهتي أحيانا إلى الأستاذة دنيا إلا أنني حاولت تفاديها بقدر الإمكان.
الشيئ الجميل هنا أنه مكان هادئ غير مكتض.
عندما تنتهي الحصص أنسحب و أذهب إلى ذلك المكان الذي جلست فيه مع الأستاذة في آخر مرة لا أعرف لماذا لكنه بدا لي مكان مميز.
أخرج إحدى أقلامي و كراريسي و آخذ خيالي بعيدا أرسم أشياء تملأ داخلي.
أنا أراك هنا يوميا.
أفزعني صوت شخص ما.
الرجل: أنا آسف هل أخفتك؟
نظرت إليه لأجده شاب متوسط الطول بشوش الوجه.
مريم: أنا آسفة لم أشعر بك.
نظر الشاب إلى كراسي و قال: الرسم؟
مريم: نعم.
الشتب و هو يقدم يده: أنا آسف، أنا إسمي مراد طالب رقص.
تراجعت في الأول قليلا ثم شعرت بتأنيب الضمير لذلك مددت يدي و قلت: مريم، الرسم.
قال مراد بتعجب: أسمك مريم الرسم؟
ضحكت و قلت: لا، أنا أدرس الرسم.
ضحك و قال: أنا أعلم، أردت أن أضحكك لأنك تبدين جميلة عندما تضحكين.
سحبت يدي و عدت أركز في الرسم.
مراد: أتدرين أنا أراقبك منذ أيام.
شعرت بالخوف و إنسحبت قليلا للخلف: تراقبني؟
ضحك قليلا و قال: هل أبدوا لكي أنني سأخطفك.
إنقلبت ملامحي إلى غضب و قلت: ماذا تقول.
شعر مراد بالندم و قال: لم أكن أقصد ذلك أنا أمزح، لقد كنت أتدرت تحت تلك الشجرة لعدة أيام لذلك عندما رأيتك تظهرين مؤخرا في نفس المكان يوميا أردت أن أتعرف عليك.
إرتخت ملامحي ثم أخذت حقيبتي و كدت أغادر.
فقال: أرجوك لا تنزعجي مني، أنا طبعي هكذا.
كلامه ذكرني في حقيقة أنني كنت مختطفة في يوم ما و الشيئ الذي أغضبني اكثر أنني عدت لحياتي الطبيعية كأن شيئ لم يكن.
عدت إلى البيت و أقفلت على نفسي غرفتي.
بعد لحظات سمعت دقات في الباب لكن لم أرد لذلك دخل والدي ووجدني أجلي في كرسي مقابل النافذة.
والدي: هل أستطيع الدخول؟
لكنني لم أجيبه.
إقترب مني و جلس في الكرسي الذي جنبي: هل حدث شيئ ما؟
شعرت بغضب عظيم و نهضت من مكاني أقول: هل حدث شيئ؟ حقا؟ حقا يا والدي؟ هل تسألني هذا الآن حقا؟
هل تسائلت يوما أين كنت؟ لا، لا لا داعي لخوفك على الأقل عندما عدت للمنزل كنت تسألني ماذا حدث لك مريم؟ أين كنتي؟ مع من كنتي؟ هل أنتي بخير؟
لم يجدوالدي ما يقوله إلا طأطأت رأسه للأسفل.
مريم: إفعل ما تفعله دائما، إفعلوا ما تفعلونه دائما لا تسألوا تجاهلوا أنا لا شيئ لا شيئ.
شعرت بالدوار و بعدها لم أشعر بشئ.
خرجت من المعهد مع معلمتي كنت قريبة منها كثيرا...
دنيا: إذا هل سيأتي اليوم؟
مريم بحماس: سوف ترينه..
لقد شاهدته من بعيد ببذلته الجميلة و طوله الشاهق و كارزمته جاعلت قلبي يذوب.
نقزت دنيا و همست: ها هو...
كان يقترب ببطئ و يدي تمسك بشدة بمعلمتي.
و عندما توضحت الصورة كان خالد، إختفت إلتسامتي و قلت: أنت.
......
فتحت عيني من هذا الحلم الغريب لكن الواقع كان أغرب لقد رأيته أمامي إنه خالد.


خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن