أنا آسف...أنا آسفة

1.2K 49 12
                                    

لا أدري كيف لكنني أخذت الهاتف معي عندما هربت، ربما لأنني أردت دليل أنني مخطوفة، أو ربما لم أكن سأعطيه للشرطة لأن نورا سوف تتورط و هي من قامت بإنقاذي....
الآن لا يهم لا هذا و لا ذاك هذا الهاتف سيكون طوق نجاتي من هذا القارب الذي يغرق، لكن المصيبة ليس معي الآن..
هو الآن في جحر الثعلب يجب أن أعود و آخذه.
هناك أحد من الشيئن سوف يحدث، إما سآخذ الهاتف و أتصل بأحد ما لينقذني، إما سوف يمسك بي ذلك الحيوان المختل...
أنا خائفة لا أريد الإحتمال الثاني، يا إلاهي ماذا أفعل....
لكن لو بقيت هنا سوف أموت من البرد و الجوع و العكش أو حيوان ما سيقتلني ...
بدأت أمشي ببطئ شديد محاولة ألا أصدر أي صوت.
أقترب أكثر فأكثر إلى الكوخ الملعون..
أسمع أصوات البومة و الحشرات فقط لا صوت لذلك المنحرف المختل..
لقد وصلت إلى الكوخ، بدأ قلبي يدق بجنون و أعرق بشدة في ثواني كنت سأتبول على نفسي...
يا إلاهي أحميني...
إنتظرت لدقائق لأهدأ و أتأكد جيدا أن لا حركة حول الكوخ...
إقتربت أكثر و ها أنا ألامس الخشب البارد ببشرتي، إتكأت عليه، ثم ذهبت نحو النافذة طللت بطرف عيني، لظاهل المنزل، لا يوجد أحد بالداخل لا الله أين ذلك المختل...
فتحت النافذة بهدوء، صعدت و دخلت هناك...
أضعي رجلي كأنني أتمشى فوق البيض...
ذهبت إلى المكان الذي كان فيه فستاني مرمي بحثت جيدا لكن لا أثر للهاتف...
عندما كدت أغادر وجدت الشيطان ينتظرني عند النافذة يحمل الهاتف بين يديه: هل ضاعت منك لعبتك أيتها الصغيرة..
بأقصى ما لدي ركضت نحو الباب لأهرب لكن وحدته موصد، ذهبت لأبحث من مخرج ثاني لكنه أمسكني بكل قوة و ربطي أرضا.
مراد: أين تذهبين كنت أعرف أنك ستعودين إلي، هل أعجبك ذلك؟
بدأت أصرخ: إبتعد عني، أتركني....
لكنه بدأ يضربني و بدأت أشعر بالألم في وجنتي و فكي...
لكن هيهيات هل جئت إلي الجحيم دون أن أستعد..
أخرجت الحجرة التي أحضرتها معي من جيبي و ضربته على رأسها سقط أرضا، لكن كان سيقف فضرب مرة أخرى و أخرى و أخرى حتى رأيت الدن في يدي و هو ساقط في الأرض و الدم يخرج من رأسه...
رميت الحجر و عدت للوراء أرتجف و أنظر إليه في دهشة...
إنه لا يتحرك، هل مات؟ هل قتلته؟
لم يكن لدي وقت لأفكر فقد أخذت الهاتف و قمت بإتصال بآخر رقم.
بعد عدة ثواني ردت نورا: مريم؟
مريم: لقد قتلته.
نورا: ماذا؟ لم أفهمك..
مريم: أنا قاتلة لقد قتلته..
بدأت الدموع تنزل من عيني، لا يمكنني أن أفعل ذلك لا يمكنني قتل أحد.
نورا: حسنا إهدئي، تنفسي جيدا، أخبريني الآن أين أنت؟
مريم: في الغابة.
لقد أغلقت الخط، هل ستأتي لإنقاذي أم ستتصل بالإسعاف، أو تتصل بالشرطة...
في الحقيقة مهما كان الشخص الذي سيدخل من هذا الباب أريده إنقاذي فقط..
بدأت أشعر بالألم في رأسي و لم أعد أرى بوضوح جسمي كله يؤلم...
سقطت أنظر إلى الباب أرجوك تعال شخص ما لينقذني أرجوك..
سمعت صوت فتح الباب و دخل شخص نا أردت أن أفتح عيني لرؤيته لكنني لم أستطيع ثم فقدت وعيي...
فتحت عيني مرة أخرى لأرى نفسي في مكان لا أعرفه، فقط في غرفة يوجد فيها سرير كبير أبيض.
أنا لست في المستشفى و لست في السجن، أين أنا؟
تحسست وجهي فكان يحتوي على كمادات و ضمادات وكذلك هنالك حقنة لمحلول في يدي اليسرى...
سمعت صوت فتح الباب عندما فتح و كان الشخص الذي دخل لم أتوقعه.
إنه خالد....
تقدم مني و جلس على طرف السرير، ثم أمسك يدي بلطف و قبلها.
لم يقل شيئ و أنا لم أستطع أن أنطق بكلمة فقط الدموع التي تنزل على وجهي..
و هو كان يمسحها في هدوء، و رأيت تغرغر الدموع في عيونه.
بعد دقيقتين دخلت نورا إبتسمت معي ثم أقتربت، فنمسح خالد دمعته التي نزلت بهدوء.
نورا: هل إستيقظتي؟
هززت برأسي فقط.
نورا: هل تتذكريني؟
قلت بصوت يكاد لا يسمع: نورا.
إبتسمت بحنية: أحسنت.
ثم قلت بصعوبة: مراد..
رأيت علامة الإستفهامة في وجههما..
ثم قلت: الرجل...
نورا: لا تقلقي هو بخير الآن.
تنهدت بإرتياح.
نورا: هيا خالد دعها ترتاح..
مريم: لا...
نورا: لم أفهم.
مريم: لا أريده أن يذهب.
نظرا إلى بعضيهما ثم قالت: حسنا، سأحضر لكي شيئ لتأكليه.
ثم خرجت.
مددت يدي فأمسكها.
نطق أخيرا: هل تريدين شيئ؟
مريم: نعم.
خالد: ماذا تريدين؟ ماء وسادة؟ الحمام..
مريم: لا هذا و لا ذاك..
ثم أضفت: أنا آسفة..
فغلبتني دموعي و بدأت أبكي: أنا آسفة، إسفة جدا،أنا لم أ...
فقاطعني واضعا سبابته على شفتي..
خالد: أنا آسف...
مريم: لا أنا....
خالد: أنا...
مريم: أنا من هربت.
خالد: أنا من سجنتك...
مريم: لم أكن أعلم أنني كنت أعيش في النعيم.
خالد: لا ذلك ليس النعيم لو كان كذلك لما هربتي..
مريم: لقد كنت غبية..
خالد: لستي كذلك، أنا الغبي.
مريم: لماذا تعاكسني أنا متعبة.
فإبتسم ثم مسح دموعي.
سكت لثواني ثم قلت: أين أنا؟
خالد: في منزل نورا.
مريم: أريد العودة إلى المنزل.
إندهش كثيرا لكنه سعد أكثر.
عدنا إلى المنزل، كان يمسكني و أول مرة أشعر بالراحة لأنني عدت إلى هنا.
لقد كان المنزل رأسا على عقب كل شيئ مرمي على الأرض.
خالد: أنا آسف..
مريم: أنا آسفة..
كانت نورا وراءنا حيث نطقت: يكفي أنتما الإثنان، لقد أزعجتموني...
نظرنا إلى بعضنا و إبتسمنا.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن