الحرية

1.1K 38 12
                                    

عندما إستقيقظت لم يكن خالد جنبي مثلما إعتدت الأيام الماضية...
لقد أحضر لي لوحاتي و ألواني، أقضي معضم وقتي أرسم، كل شيئ يخطر ببالي، عندما يعود خالدفي المساء أسأله هل الرسمة جيدة يبتسم و يقول: لقد تحسنتي كثيرا...
بالتأكيد أنا فنانة..
في المساء يطبخ لي الأشياء التي أحبها و عندما يشتاق للمعكرونة يأتي لي و يقول: مريم إشتقت إلى المعكرونة.
أذهب مسرعة للمطبخ أحضرها، نتناول مع بعض و نتحدث في بعض المواضيع.
يتركني أذهب إلى الغرفة أولا و هو يبقى ليغسل الأواني، لا أشعر بنفسي حتى أغط في نوم عميق و أفتح عيني صباحا لأجد خالد ينام جنبي.
كل يوم أكتشف شيئ جديد، مثلا لديه رموش سوداء طويلة أطول من رموشي...
و لديه لحية ناعمة جدا، لا أشعر متى تطول و متى يقوم بقصها، و تلك الشامة التي تقع تحت شفتيه وحيدة...
لديه أكتاف عريضة، و شعر في صدره و بشرة صافية....
لقد حفظت كل تفاصيله.
أصبحت لا أفكر طويلا، و لا تأتيني أسئلة ليس لها معنى، أشعر بالطمئنينة هاته الأيام.
كنت منغمسة في لوحتي الجدسدة كانت غروب في البحر و طيور النورس تطير فوقه و شخص ينظر مثلي إلى هذا المنظر، حتى سمعت صوتا ما....
إنه صوت هزاز...
حاولت البحث عنه في كل مكان لكن لا أثر، عندما إقنربت من غرفة أيمن زاد حدة الصوت، ماذا أفعل هل أدخل؟ لكن خالدنبهني ألا أفعل، لكن...
أشعر بالفضول، حسنا سأرى مصدره فثط لأنها يزعجني ثم أخرج، فتحت الغرفة و كانت غير مقفلة، بحثت عن مصدر الصوت، فتحت الدرج لأرى هاتف قديم يهز عندما قلبته، كان إتصال وارد...
هل أرد أو لا؟
حتى توقف، ثم فجأة بدأ يهز من جديد من الفزعة رديت لأسمع صوت إمرأة، وضعت الهاتف في أذني: من أنت؟
مرحبا مريم أنا نورا.
مريم: نورا.
نورا: ليس لدي وقت إسمعيني جيدا، إبحثي تحت منضدة سرير أيمن ستجدين مفتاح، إنه مفتاح باب الخارجي.
أبعدت المنضدة بصعوبة لأجد المفتاح، أخذته و قلت: هل هو...
قاطعتني: نعم مريم هذا مفتاح نجاتك.
مريم: لكن...لماذا؟
نورا: ألم تطلبي مساعدتي في آخر مرة؟ أنا وعدتك أنني سأساعدك.
مريم: لكن أنا خائفة.
نورا: إفعلي الذي يريحك.
ثم أقفلت الخط.
كان خالد في المستشفى، دخل مكتبه و كان يرتب مكتبه، يستعد للمغادرة حتى ورده إتصال.
عندما رأى الإسم إنقبض قلبه و إرتحفت أوصاله.
رد عليه بصعوبة.
نورا: لقد إتصلت بها.
لم يستطع أن يرد عليها.
جلس في كرسيه لأن رجليه لم يحملانه.
نورا: إنه للأفضل.
ثم أقفلت الخط.
نزلت دمعة باردة من عينيه و أمسك صدره.
لبس سترته و غادرالمكتب مسرعا، ركب سيارته و يده ترتجف أدخل المفتاح بصعوبة و إنطلق مسرعا.
وصل إلى باب البيت وجده مغلقا قال في نفسه: سأفتح الباب و سأجد مريم هناك مثل العادة.
فتح الباب و خطواته تتثاقل، نادى بصوت خافت: مريم.
ذاهب للغرفة يقول في نفسه: ستكونين هناك، ستكونين هنا....
دخل الغرفة لكن لم يجد أحد أمسك الجدار و لم يستطع حمل نفسه.
أمسكت المفتاح هل أذهب أو لا، ربما هي تسخر مني ربما هي تمزح ذهبت لأجرب المفتاح لكنه فتح الباب حقا...
عدت للخلف خائفة، نعم إنه حقيقي...
أسرعت للغرفة و أغلقت على نفسي سقطت أرضا و قلبي يخفق بجنون...
بقيت على هذا الخال خمس دقائق لا أفكر بشيئ أشعر بفراغ فقط.
ثم فجأة كأن أحدهم ضربني كف:  ماذا تفعلييين؟ لقد إنتظرت هذه اللحظة منذ أشهر، يجب أن تهربي سوف يعود أهربي مريم.
أخذت نفسي و لم أنظر ورائي فتحت الباب، و خرجت أغلقته بقوة و إنطلقت بأسرع ما يمكنني أركض مثل المجنونة دون توقف نعم إنها الحرية.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن