قارب مثقوب

1.1K 36 8
                                    

لقد كنت أركض مثل المجنونة لم أنظر ورائي ولا لحظة، أدرينالين تصعد في جسدي، قلبي يدق بسرعة و أتعرق كأن مطر سقط علي...
نظرت حولي لم يكن هناك الكثير من الناس، أردت أن أذهب لأحدهم و أخبره أن يساعدني لكن خفت أن يعتقدوا أنني مجنونة..
لذلك ركضت دون توقف، كنت أرى نظراتهم لي، نظرات مخيفة...
رأيت الغابة، نعم أنا أتذكر هذه الغابة جيدا، إنها الطريق إلى منزلي.
بدأت أشعربالتعب و نفسي يتقطع، أمسكت نفسي وتوقفت أخيرا..
صدري يعلو وينزل، العرق ينزل من جبيني، و فجأة إرتفعت حرارتي...
أمسكت صدري و أنا ألهث، رجلي لم تحملاني فسقطت أرضا...
كان خالد في المنزل، يجلس على الكرسي يقابل اللوحة التي كانت ترسمها مريم.
وضع يده عليها وقال: هل هذه الحرية التي كنتي تبحثين عنها؟
نزلت الدموع من عينيه وهو يقول: كان من اللمكن أن أريك هذا المنظر والكثير غيره...
فجأة شعربالغضب الشديد و قرر الخروج للبحث عنها وإرجاعها..
حتى ورده إتصال، كانت نورا.
خالد بغضب: ماذا الآن؟
نورا: ماذا حدث؟
خالد:ها قد ذهبت، ها قد غادرت مثل ما أردتي هل أنتي مرتاحة الآن؟
نورا: هذا للأفضل..
صرخ خالد: لمن؟ لمريم؟ أنتي تعلمين أن لا مكان لعا غيري، هل تقصدين لي؟ أنا لا أستطيع حتى التنفس من دونها.
نورا: لكن...
قاطعها خالد و قال بتهديد: لو حدث لها شيئ، أو تضررت شعرةمن رأسها سوف تدفعين الثمن غاليا.
ثم أقفل الخط وبدأ يكسر في كل مكان....
عندما كانت مريم ترتاح في وسط الغابة سمعت صوت حركة ما.
إختبأت سريعا و هي تفكر: هليمكن أن يكون حيوان؟ حيوان مفترس؟ غير ممكن هذه الغابة لايوجد فيها حيوانات مفترسة، يوجد طيور فقط..
هل هو مجرم ما؟ أو خالد...
لا أدري كيف أصف ذلك، لكن عندما إعتقدت أن القادم سيكون خالد شعرت بالراحة..
تمنيت أن يكون هو..
لكن لمحت رجل في الأربعينات، يرتدي لباس الصيد و يضع قبعة فوق رأسه و كذلك يحمل بندقية بيده ينظر إلى السماء.
خفت في الأول لكن ماذا أفعل يجب أن أخرج قبل أن يرميني في الرصاص.
عندما خرجت من مخبئي وجدته يوجه بندقيته نحوي..
رفعت يدي و قلت: أرجوك ساعدني.
نظر إلي لثواني، ثم أنزل سلاحه.
الرجل: من أنتي؟
مريم: أرجوك ساعدني، أريد الذهاب إلى منزلي.
نظر إلي من الأسفل إلى الأعلى ثم إبتسم: أه تذكرتك أنتي جارتي.
قلت بإستغراب: حقا؟
إقترب الرحل مني وهو يبتسم: ألم تتذكريني، أنا مراد جاركم في الشارع المقابل.
في للحقيقة لم أتعرف عليه،لكن شعرت بالراحةأن هنالك أحد تذكرني، أحد يعرفني و يرجعني إلى أهلي.
مريم بتوتر: نعم تذكرتك أنت جاري، كي..كيف حالك؟
إبتسم أكثر و ظهرت أسنانه المصفرة: أنا بخير، بم أرك منذ زمن طويل..
مريم: لقد، لقد كنت بعيدة عن هنا، لقد نسيت كريق العودة..العودة للمنزل، أرجوك خذني إلى منزلي عائلتي تنتظرني..
مراد: أكيد.
ثم قدم يده: هيا نعود إلى المنزل،إنه من هذا الطريق.
ترددت في الأول لكن أعطيته يدي، نعم هذا هو قارب نجاتي..
تمشينا قليلا، كنت أنظر حولي، نعم أنا أتذكر هنا، لكن لماذا لا أتذكر طريق العودة للمنزل.
فجأة شعرت بالدوخة، أمسك مراد بي: هل أنتي بخير؟
رغم ضعفي إلا أنني سحبت نفسي: أنا بخير.
مراد: لا يجبأن ترتاحي لا يبدو أنك بخير.
لم أكن أستطع التحدث.
فقال: هناكمنزل قريب من هنا، عندما أحضر للصيد أرتاح فيه.
أذخني إلى ذلك المنزل.
نعم كان منزل صغير خشبي...
فتح الباب ثم دخلنا، شعرت بالدوار ثم فقدت وعيي.
كنت أقابل البحر و الشمس تغرب في منظر جميل، الرجل الذي يصطاد هناك وحده، يستمتع بوقته...
ثم رأيت خيال داخل البحر، كان يلوح لي..
لوحته له أيضا، إنه خالد ناديته بأعلى صوت، لكنه إستدار و بدأ يمشي داخل البحر.
خفت كثيرا و بدأت أناديه: خالد خاااالد..
لكن لا أمل فقد بدأ يختفي تدريجيا..
ركضت مسرعة، حتى وصل الماء صدري، أبحث عنه و أصرخ بإسمه.
حتى أمسك أحدهم ساقي و أدخلني للأسفل.
إستيقظت و أنا أصرخ...
وجدت مراد يمسك ساقي و هو ينظر إلي بنظرات غريبة..
كنت قد لاحظت، أنني لا أرتدي فستاني صرخت مبتعدة: ماذا تفعل..
نطق بصوت كفحيح الأفعى: ليس هناك شيئ أنتي معي الأن..
بدأ يقترب مني و يضع يده في ساقي مرة أخرى لكن بعنف..
صرخت بتألم: لااا تفعل..
لكن ضحك بأسنانه الصفراء: لن يسمعك أحد هنا أيتها الصغيرة...

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن