"خالد"
فتحت عيني لأجد نفسي مرمى في سرير المستشفى و كانا كل من نورا و أخي الصغير أيمن واقفين جنبي.
أخبروني أننا تعرضنا لحادث و أنني نجوت بأعجوبة و قد كنت في غيبوبة لمدة أسبوع.
لا يهمني كل هذا...
رغم الألم الذي كان يحيط بجسدي إلا أنني صبخت بأعلى ما لدي: مريم، أين مريم.
طبطبت نورا على يدي و قالت: مريم على قيد الحياة هي الآن في غيبوبة مثلك، ستستيقظ اليوم أو غدا.
خالد: سأذهب لأراها.
أمسكتني نورا مع الممرضة.
الممرضة: لا يمكنك النهوض سيدي.
أبعدت يدها بقوة: أتركيني.
لكن أمسكتني نورا هي الأخرى: خالد إهدأ، أنظر إلى حالتك، أنت مكسور في رجلك و كذلك الضربات في عضلاتك و رأسك كيف يمكنك النهوض...
خالد بتألم: لا يهم أريد أن أراها.
نورا: عندما تستيقظ مريم هل تريد أن تراك هكذا؟ كيف تستطيع حملها من اليوم و صاعد إذا لم تشفى.
هدأت قليلا و عدت إلى سريري.
لكنني طلبت رؤيتها في اليوم الموالي...
أحضر أيمن كرسي متحرك و أخذني إليها، لقد كذبوا علي هي ليست بخير إنها في العناية المشددة.
خالد بخوف: طبيب ماذا حدث لزوجتي؟
أخبرني الطبيب أنها عانت بكسور في كافة أنحاء جسدها، غير ذلك إصابة في رأسها كانت عميقة و نزفت بشدة و هي الآن على قيد الحياة بمعجزة إلاهية.
بكيت مثل طفل صغير، حاول أخي أن يرجعني إلى غرفتي لكنني طلبت أن أبقى أنظر إليها حتى لو من بعيد.
ملاكي الصغير مرمي في سرير الإنعاش و كل الأجهزة متصلة بها، بشرتها الشاحبة و وجهها الأصفر كأنها جثة، كنت أستطيع تحمل كل شيئ في هذه الحياة إلا هذا المنظر.
الحمدلله بعدأيام تحسنت و خرجت من الإنعاش و أخذوها إلى غرفة مثلي، لكن مزالت في غيبوبة و أبت أن تستيقظ.
لكن الآن أستطيع أن أمسك يدها و أداعب بشرتها و أمسح على رأسها.
لقد كانت عائلتها مثلي خائفة عليها.
كانت أمها كل يوم تأتي لزيارتها، فقالت: هل ستستيقظ إبنتي يا صهري؟
خالد: ستستيقظ لا تستطيع أن تتركنا بعدها، هي أقوى شخص قابلته في حياتي.
لكن أطالت غيبوبتها شهرين.
أنا شفيت كليا وغادرت عرفتي، لكنني أبيت أن أغادر المستشفى، حيث بقيت في جنبها ليلا و نهارا.
و في يوم ممطر، حدثت المعجزة التي صليت من أجلها شهرين كاملين.
فتحت مريم عينيها وأخيرا رأيت هذه العيون العسلية إعتقدت أنني لن أراهم طوال حياتي.
خالد: مريم، أنا هنا مريم.
لكنها كانت تنظر بتعب، لذلك ناديت الدكنور بسرعة.
لم تستطع أن تنطق بشيئ سوا النظر بحولها صم عادت للنوم.
طمنني الطبيب أنها و سوف تستيقظ مرة أخرى.
لقد كان محق فثد إستيقظت في الغد و كان كل عائلتها حولها.
و هذه المرة رأيت إبتسامتها، لقد كانت تبتسم مع أمها: حبيبتي أنا هنا الحمدلله أنك فتحت عينيك.
الأب: إبنتي الجميلة أخيرا إستيقظت.
لكن فجأة أصبحت مريم تبكي: أنا آسفة، آسفة.
الأم: لماذا أنتي آسفة؟ نحن هنا.
قالت بصوت ضعيف: يوسف، نسمة...
إستغربنا كلنا ثم قال الأب: عنا تتحدثين؟
نظرت إلي ثم قالت: لقد أخبرني الطبيب، لقد فقدتهم..
و زاد نحيبها....
خرج الأب مسرع و نادى الدكتور.
جاء الطبيب و بدأ يتكلم مع مريم.
الطبيب: مرحبا ما هو إسمك؟
مريم قالت.
ثم قال: ما هو آخر شيئ تتذكرينه؟
مريم و هي تشهق: لقد كنا نحن الثلاثة معا، ذهبنا لرحلة ثم إصطدم بنا شيئ ما.
الطبيب: مع من كنتي في الرحلة؟
مريم: نسمة و يوسف، أصدقائي في الثانوية.
نظرنا إلى بعضنا بإستغراب.
ثم أشار الطبيب إلى والديها و قال: من هؤلاء؟
مريم: أمي و أبي.
الطبيب: و هذا؟
إبتسمت مريم: أخي الصغير.
ثم أشار إلي: و هذا؟
نظرت بإستغراب: الطبيب.
رد الطبيب: أي طبيب؟
عقدت حاجبها و قالت: لا أعلم لكنني أتذكر أنه أخبرني أنني فقدت أصدقائي.
شعرت بالغضب: مريم هذا أنا خالد.
إبعدت يدها من يدي و نظرت إلي كأنني رجل غريب لا تعرفه.
أخرجني الطبيب من الغرفة و قال: إهدأ، سوف نقوم بتصوير المغناطيسي لدماغها، لكن أعتقد أنها تعاني من فقدان الذاكرة الرجعي، نحن نعرف أنها تعرضت لحادث مرتين و أنها كانت في غيبوبة مرتين لذلك دماغها عالق في ذلك الوقت.
خالد: يا إلاهي لا تريني عملي أخبرني أين الحل؟
الطبيب: أنت تعرف أن الدماغ عضو حساس يجب أن نتعامل مع الوضع بحذر.
خرجت من المستشفى و أنا أكسر كل شيئ جاء أمامي.
و عدت إلى المنزل لأنني لم أحتمل الوضع هنا.
إتصلت بي نورا: لقد سمعت ما حدث، هل أنت بخير؟
خالد بغضب: كيف أكون بخير و زوجتي لم تتعرف علي؟
نورا: أنت تعلم أنها تعرضت لهذا الشيئ سابقا و أنا في وضع محرج لكن بفضل مساعدتنا سوف تتحسن مثل المرة الماضية ألا تتذكر؟
خالد: هذا ليس مثل المرة الماضية، أنا زوجها الآن، لقد صبرت شهرين لا أستطيع أن أعيش من دونها أكثر.
ثم نزلت دمعة من عينيه و قال:إشتقت إلى نظرات الحب في عينيها، إشتقت إلى إحتضانها لي و إلى كلكلمة دافئة كانت تقولها لي.
نورا: سآتي إليك الآن.
مرت الأيام و لم تتحسن، لقد كذب علي الطبيب فقد أصبحت حالتها سيئة، عاشت نفس الصدمة من الأول.
هذه المرة أعطوها طبيب آخر يتبع حالتها.
لكن أصبحت حالتها من سيئ إلى أسوء، لقد أصبحت تتعرض لنوبات صعبة و أصبحوا يعالجونها بالكهرباء.
أنا لن أسمح لهم بأذية صغيرتي.
لذلك طلبت أن أتبع حالها، رفضوا في الأول لأنني من عائلتها، لكنهم أخذوا خبرتي بعين الإعتبار و أنا من كان سبب شفاءها في الأول سمحوا لي بذلك.
و ها أنا أراها أول مرة منذ ثلاث أشهر، منذ أن رفض عقلها يتعرف علي.
لكن أنا أعلم أنا قلبها سيفعل.
دخلت إلى غرفتها، حيث كانت شبه نائمة من الأدوية التي تتعاطاها.
عيونها المتعبة و جسدها المرهق.
خالد: مرحبا أنا الدكتور خالد.
لكنها لم تنظر إلي و لم تحرك ساكنا و هذا جعلني أتألم أكثر.
خالد: أنا من سيتبع حالتك من اليوم فصاعد، غير ذلك أنا لدي أسلوب علاج مختلف لذلك لا تقلقي.
لكن لا أمل. إلا أنني لن أفقده و لن أفقدها سأحول حتى آخر يوم في حياتي.
و هكذا مر عام و حالتها لم تتحسن أبدا، لقدبقيت عالقة في ذلك اليوم و هذه المرة حقا تعيش جثة بدون روح، تقضي كل أيامها ساكنة لا تحرك شفتاها أبدا حتى أعتقد أنها فقدت النطق.
و أياما أخرى تأتيها نوبات تصيح و تتخبط.
ثم مع الدواء المهدئ تنام لأيام كأنها لا تريد أن تستيقظ.
أخبرني الجميع أن أفقد الأمل لكنني لم أفعل.
لقد جربت كل أنواع العلاج.
لذلك نسيت ما يمكن أن يعنيه العلم و المنطق و أحضرت أحد الشيوخ الذين أدلني عليه أحد من المرضى و أخبرني أنه يستطيع علاج أي أحد.
أدخلته إلى المستشفى بالسر و قد كان يقوم بوضع أحجاره حول سريرها و يقرأ أشياء لم أفهمها.
أنا الآن في وضع لو أخبروني أنني ستشفى إذا أخذتها للفضاء سأفعل.
لكن يال الغرابة أصبحت حالتها أفضل في الأيام التي بعدها.
لقد أصبحت هادئة و تتكلم و تريد أن تذهب إلى بيتها.
نعم مازلت لم تتعرف علي، لكن على الأقل أصبحت إنسان الآن.
رفضوا اللجنة أن تذهب إلى منزلها لأنها تعتبر خطر عليهم.
لذلك حاربت لكي آخذها إلى منزلي و أكمل علاجها.
المدير: هل ستأخذ كل المسؤولية إذا حدث شيئ سيئ للمريضة و من حولها؟
خالد: أنا آخذ كل المسؤولية.
و بعد ذلكسمحوا لي بأخذها إلى المنزل.
عدت إلى منزلي و أزلت كل شيئ يجمعنا معا و وضعته في القبو، ثم أحضرتها إلى المنزل.
ذهبت لأشتري بعض الحاجيات، عندما عدت وجدتها إستيقظت و تريد الهرب، خفت أن يحدث شيئ لها لذلك أغلقت الباب، و كلما إقتربت منها كانت تعود للوراء حتى وقعت على الدرج.
نظرت إلي بخوف و قالت: أرجوك أعدني إلى منزلي.
خالد: أنتي تنتمين هنا.
مريم بغضب: أنت مجنون مريض نفسي من تعتقد نفسك لتخطفني سوف تسجن.
لذلك أدركت أنني أصبحت في نظرها طبيب مريض نفسي قام بخطفها.
أنت تقرأ
خطفني طبيبي
Mistério / Suspenseفتحت عيني و أنا في غرفة غريبة عني، خرجت أدور أين أنا هذا ليس منزلي، لا أحد هنا،هبطت السلالم أنادي ماما بابا.... لا أحد يرد، فجأة خرج شخص يلبس مئزر أبيض، من هو؟ أنا طبيبك.... أه حسنا، و عدت أدراجي لكن فجأة أدركت هذه ليست مستشفى... من أنت؟ لكن فجأة إن...