الصدفة و القدر

647 30 7
                                    

قبل سبع سنوات.....
"مريم"
دنيا: إذا إعترفت بحبك أخيرا
مريم: و أنا لست نادمة.
دنيا: و حتى إذا قبل ماذا ستقولين لعائلتك؟
مريم: عائلتي آخر شيئ أفكر فيه..
نعم أنا لا يهمني أي شيئ حاليا، فقط أريد أن أكون معه.
لم يتصل بي في الأيام القادمة و لم يحضر للمعهد ليقلني...
بعثت له رسالة" إذا ستهرب مثل الجبان؟"
لكنه لم يرد أيضا...
لذلك لم أحتمل و ذهبت إلى المستشفى.
هذه أول مرة أزور فيها المستشفى بعد خروجي منها.
مريم: أين مكتب الدكتور خالد؟
الممرضة: إنه ليس هنا حاليا.
كدت أن أغادر ثم قلت: و الدكتورة نورا؟
أخذني الممرض إلى مكتبها..
طرقت الباب و دخلت.
إبتسمت نورا عندما رأتني، رحبت بي و أدخلتني لمكتبها.
نورا: كيف حالك هذه الأيام؟
مريم: أنا أدرس، و أبدي جيدا..
نورا: هذا جيد و عائلتك بخير؟
مريم: لقد دخل أخي الصغير ليدرس سنته الأولى و أمي تهتم به و أنا أدرسه أحيانا و كذلك والدي فخور بنا...
نورا: إذا حياتك تمضي بسلاسة...
مريم: ليس حقا، الدكتور خالد لا يرد علي.
نورا: حقا...
مريم: أنا أعلم أنه يتكلم معك لذلك أرجوك إتصلي به، أحتاجه.
نورا: مريم، ألا تعتقدي أنك تضغطين عليه.
مريم و الدموع في عينيها: أنا أحتاجه أرجوكي..
نورا: لماذا تحتاجيه، لديك عائلة، و أصدقاء و كذلك دراستك حياتك مثالية.
مريم: لكنني أحبه..
نورا: و إذا لم يكن حب؟ و إذا كان مجرد تعلق؟
مريم: أنا لا أعرف و أنتي لا تعرفين حتى خالد لا يعرف، دعينا نجرب، دعينا نعرف إذا كان مجرد حب أو نزوة.
سكتت نورا قليلا ثم قالت: إنه في منزله، أخذ عطلة.
إبتسمت و قلت: شكرا لكي.
ثم غادرت المستشفى إلى اكثر شخص أريد رؤيته الآن....
بعدما غادرت مريم قالت نورا: نعم ربما يكون مجرد نزوة بالنسبة إليك و أنا لست خائفة عليك، و ماذا عن خالد؟ و ماذا عن مشاعره.
وصلت أخيرا إلى البيت...
بعدما دقيت الباب فسمعت صوته منذ زمن..
خالد: من؟
مريم: أنا..
لم أسمع شيئ بعدها..
مريم: أرجوك خالد إفتح الباب، خالد أنا أحتاجك..
سكت قليلا ثم قلت: خالد أنا لا أستطيع من دونك..
فسمعت صوت الباب يفتح، كان واقف وراء الباب في حالة يرثى لها، ملابسه غير المرتبة و لحيته التي كبرت..
خالد: أدخلي..
ثم إستدار و دخل منزله، تبعته ثم جلسنا في الصالة...
قال خالد ببرود: ماذا تريدين؟
مريم: أنت.
خالد: ليس لدي وقت لكلام الأطفال...
مريم: بماذا أنت مشغول؟ هل تستقبل مرضاك في منزلك بهذا المنظر؟
خالد: لقد إستقبلتك...
فار دمائي و قمت بصفعه..
مريم: أنا أعرف أنك تتكلم هكذا لأنك تريد حرق دمي و تزيد غضبي لكي تجعلني أكرهك، لكنني أنا من كنت في مكانك قديما كنت أحاول أن أجعل شخص أحبه يكرهني...
خالد بغضب: لا تقارنينني به.
مريم بغضب: أنا لا أقارنك، أنت مختلف و أنا مختلفة و هذه المرة مختلفة واجهني أو بالأحرى واجه نفسك بالحقيقة...
ثم أضفت: لنقم بهذا، لو أخبرتني بالحقيقة سوف أختفي من حياتك و لن تراني مرة أخرى..
وقف بواجهتي و قال: هل حقا سوف تختفي من حياتي؟
مريم: أنا أقسم.
إقترب مني أكثر حتى بدأت أشعر بأنفاسه في وجهي..
خالد: مريم، سوف أقولها مرة و لن أعيدها.
كان قلبي ينبض مثل المجنون أنتظر تلك الكلمة التي تخرج من فمه.
خالد: مريم أنا أحبك.
نعم تلك الكلمة التي إنتظرتها لكنني لم أستطع أن أقف، شعرت أن رجلي ضعيفان و يرجفان، لذلك أمسكته من ذراعيه.
نظرت إلى عيونه، عيونه المملوءة بالدموع ، كان أضعف مني لكنه يتداعى القوة.
لذلك أقتربت منه أكثر حتى لامس أنفه أرنبة أنفي..
شعرت أن انفاسه تدفئ أكثر و أنا أحبس أنفاسي و أشعر بالإختناق...
شعرت بالدوار و كأنني بدأت أفقد الوعي، إقتربت أكثر و لامست شفاهي شفتيه و شعرت بالدغدغة أسفل شفاهي لأنها لامست لحيته.
لم يترك  مكانه و لم يبتعد، رأيت عيونه تنغلق ببطئ و شفاهه تلتهم شفتي...
لقد كانت أول قبلة في حياتي، شعرت أن روحي تأخذ من طرفه، شعرت أنه ملكني في تلك اللحظة.
لكنني أفقت عندما إبتعد عني و أنا لازلت أشعر بلمسة شفاهه على شفتي.
خالد بصوت ضعيف: لقد أخبرتك كل شيئ الآن يمكنك أن تنفذي وعدك...
إقتربت منه لأشم رائحته و أستمتع بها: لكن خالد، لا يمكنك أن تقول شيئ و تقبلني ثم تطلب مني أن أبتعد هذا ليس منطق.
أبعدني عنه و قال: لا هذا هو المنطق، أنتي صغيرة و لن تفهمي، علاقتنا مستحيلة.
مريم: لماذا؟
خالد: المجتمع لا يسمح.
مريم: و هل يهمني المجتمع؟
خالد: أنا يهمني..
مريم: أنا سأبتعد الآن، لكنني أنا أعدك أنك أنت من تعود إلي.
ثم أخذت نفسي و غادرت المكان، المكان الذي بدأ فيه حبي و المكان الذي إنتهى فيه...
الله يدري كيف مر علي الأيام التي بعدها، أشعر بالفراغ و الإشتياق.
كنت كل مرة أمسك هاتفي لأتصل به لكنني أوقف نفسي في آخر لحظة...
كل مرة أجد نفسي أذهب إلى منزله، أحاول أن أدق بابه لكنني كنت أعود أدراجي و قلبي بقي في ذلك المكان.
و هكذا مرت ثلاث أشهر بدون أن نتحدث أو نلتقي..
دنيا: إلى متى ستبقين هكذا؟
مريم: أخبرتك أنني لا أريد.
دنيا: إنه مكان راقي ليس مثل آخر مرة أعدك.
مريم: لكنني لا أريد الخروج...
دنيا: إلى متى سوف تبقين متعلقة به؟
مريم بغضب: لا أريد التحدث عنه.
و هكذا قبلت الذهاب معها...
نعم لم تكذب لقد كانت حفلة فاخرة فيها العديد من الطلاب معنا و كذلك من المعاهد المجاورة...
حاولت أن أجلس في إحدى الطاولات بعيدا عن الجميع.
الهدوء نعمة لكنه أحيانا نقمة....
قال ذلك شخص ما، عندما رفعت رأسي كان هناك شاب يبدو أصغر مني ذو عيون زرقاء و شعر بني فاتح.
مرحبا أنا إسمي جميل.
مريم: مرحبا.
جميل: ما إسمك؟
سكت لأنني لم أكن أريد أن أجيب.
جميل: إذا سأسميك ملاك، لأنك تبدي أنك سقطت من السماء.
نظرت إليه بتذمر..
ضحك و قال: حسنا حسنا، فقط رأيتك من بعيد تبدين وحيدة لذلك أردت أن أواسيك. فأي معهد؟
مريم: الفنون.
جميل: رائع، أنا لا أدرس في المعهد في الحقيقة، لقد جئت مع صديق. فأنا أدرس في الجامعة تخصص طب النفسي.
نظرت إليه و تذكرت الشخص الذي لا يأبى أن يخرج من عقلي.
فقلت: طب نفسي.
جميل بحماس: نعم هذا هو عامي الأول أنا متحمس جدا.
ثم أخفض صوته و إقترب مني كأنه يهمس لي: على الرغم أنهم أخبروني أنني سأصبح مجنون في الآخر.
إبتسمت فقال: ها، أنتي تستطعين الإبتسامة أيضا.
هذا المشهد كان يشاهده شخصا من بعيد و قلبه يتلوى من الألم.
وقف جميل فجأة و قال: أستاذي.
لأنظر أنا أيضا و أرى خالد واقفا بعيدا ينظر إلي.
أمسكت رأسي و قلت في نفسي: ماذا الآن هل أنا أتوهم؟
لكن صوت جميل أفاقني: أريد أن أعرفك عن الدكتور الخاص بي خالد.
نظرت إليه بدهشة يا إلاهي هذه ليست صدفة، هذا القدر.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن