لا يمكننا أن نكون معا

710 35 7
                                    

قبل سبع سنوات....
"خالد"
منذ ذلك اليوم أصبحنا أصدقاء أكثر من علاقة طبيب و مريضته...
نتسكع معا و نسمتع معا و نقضي وقتنا معا...
غيرنا كل قوانيننا، لم يعد هناك ثلاثاء و جمعة و لم يعد هناك جلسات.
أمر على منزلها و أتصل عليها، بعد دقائق تنزل بملابسها العادية و شعرها الغير مرتب.
مريم: هل سنذهب إلي مكان مهم؟
خالد: رأيت أحد المطاعم التي تبيع الأكل الياباني هل تريدين التجربة؟
مريم: دقائق قليلة، أجهز حالي و أنزل.
خالد: لكنك جميلة هكذا.
مريم: لا تمزح أنا أشبه الشبح.
أحيانا تتصل بي في المساء تسألني عن أي شيئ، و نقضي ساعات نتحدث في الهاتف حنى يغلبنا النعاس و ننام.
لقد تحسنت كثيرا، و تخطت تلك الصدمة...
لقد قررت أن تدخل في معهد الرسم.
مريم: ما رأيك؟
خالد: أنا سعيد لأنك قررتي ذلك، أنا فخور بك.
و هذه أول مرة تعانقني.
إرتمت في أحضاني، جسدها يلتصق بجسدي و يدي يلمسان شعرها الحريري، و أنفاسها تتسرب إلى جلدي، و الدفئ ينتقل من بطئ منها إلي.
مريم: شكرا لك خالد على كل شيئ.
كنت متوتر جدا و خائف أن نسمع دقات قلبي.
أبعدتها عني ببطئ و قلت مازحا: هل أحضر لأتموضع عاري وسط الصالة و أنت ترسمونني.
ضربتني بخفة لكتفي و قالت: ألا تخجل من نفسك.
بعد أيام إتصلت بي سعيدة: خالد لقد أصبحت لدي صديقة جديدة.
خالد: حقا من تكون؟
مريم: إسمها دنيا، طويلة القامة كأنها أمي، سأعرفك عليها المرة القادمة.
عندما ذهبت لأقلها من درسها وحدتها تخرج مع مجموعة من الأصدقاء، بنات و شباب.
كان الشباب ينظرون لها بإعجاب شديد...
شعرت بالغيرة الشديدة و قلبي بدأ ينقبض.
لاحظت وجودي لذلك خرجت من السيارة.
مسكت يد إحدى الفتيات التي كانت معها و ركضت إلي.
مريم و هي تبتسم : لقد جئت مثل ما وعدتني.
خالد: هل يمكن أن أعدك بشيئ و لا أفعله؟
مريم: المهم هذه صديقتي دنيا.
قدمت يدي لأصافحها: مرحبا أنا خالد.
إبتسمت لي ثم قالت لمريم: إذا هذا هو صديقك الذي تضلي تتحدثين عنه.
مريم: توقفي...ليس لهذه الدرجة.
ثم أمسكتني من يدي و قالت: هيا بنا.
نظرت إلي جميع الشبان الذين كانوا معها، ثم قربتها مني و قلت: هيا نذهب.
شعرت بلذة الإنتصار.
نورا: هل أنت مراهق؟
خالد: لا أدري ما يحدث لي لكنني أحاول أن أهزم مجموعة من الأطفال الصغار لأفوز بها.
نورا: لقد أرهقتني.
خالد: حسنا فهمت أنا طبيبها،وأنا كبير في العمر و كذلك هي تمر بأزمة، لقد حفظتها.
نورا: أنت حقا تتصرف مثل الأطفال.
في يوم إلتقينا في إحدى الحدائق.
خالد: لماذا رفضتي أن أقلك؟
كانت تنظر للأسفل و لا تتكلم معي.
قلت بتوتر: هل حدث شيئ؟
رفعت رأسها و مانت متوترة جدا.
ثم أخذت شيئ من حقيبتها و قالت: عيد ميلاد سعيد، هذه هدية بسيطة أرجوك لا تضحك علي.
إستغربت، ثم تذكرت أن يوم عيد ميلادي...
ثم ضحكت: هل تصدقين أنني نسيت عيد ميلادي.
مريم: ولم يعايدك أي شخص قبلي.
خالد: لا لم يفعلوا
مريم بسعادة: الحمدلله.
لقد كانت كرة من الثلج و تصدر صوت موسيقى.
مريم: لا تضحك هذا طفولي، إنها فكرة دنيا.
خالد: هذه أفضل هدية قدمها لي أحد في حياتي.
مريم: حقا، كنت أريد شراء كعكة لكن مصروفي لم يكفي.
خالد: يمكنك طبخها لي أنا أحب طبخك.
مريم: أنا أود ذلك، إنتظر.. لكن...أنا...
خالد: ماذا؟
مريم: كنت أريد أن...لو أردت...إن لم أزعجك.
خالد: أخبريني بما تريدين.
مريم بخجل: هل يمكنني أن أحضر لمنزلك لأطبخ لك الكعكة؟
خالد: ماذا؟
و ها هي أول مرة تحضر إلى منزلي.
مريم: منزلك جميل و صغير و دافئ...ها هل هذه اللوحة التي رسمتها تلك المرة؟
خالد: منزلي مليئ باللوحات التي رسمتها.
مريم بسعادة: حقا...أنت مجنون، إذا أين المطبخ؟
خالد: بذلك الإتجاه.
و هكذا بدأت مريم تطبخ الكعكة و أنا أحاول أن أرتب المنزل قليلا.
مريم: لقد جهزتها.
خالد: ياا ما أجملها.
مريم: هل لديك شموع؟
خالد: لا ليس لدي..
مريم: هذا لا يهم...
و بدأت تغني أغنية عيد الميلاد لي، و أنا أنظر إليها و أقول هل هذه هي النهاية السعيدة الذين يحكون عنها في الأفلام؟
مريم: هيا تمنى أمنية.
أمنيتي الوحيدة هي أنتي، أتمنى أن تبقي معي طوال حياتي.
بعدما تناولنا الكعكة، جلسنا في الصالة نتحدث و ندردش.
مريم: إذا تعيش وحدك؟
خالد: نعم، لكن أخي الصغير يأتي في بعض الأحيان.
مريم: هل لديك أخ صغير؟
خالد: نعم و هو تقريبا في عمرك و إسمه أيمن.
مريم: آه جميل و أين والديك؟
خالد: والدي يعيش في الخارج و والدتي توفت منذ سنوات.
مريم: آه أنا آسفة ما كان يجب أن أسأل.
خالد: توفت والدتي عندما كنت في الجامعة، كانت فخورة بي لأنني طبيب و أخبرتني أن أعالج الكثير من الناس عندما أكبر و قالت لي شيئ لا أستكيع نسيانه " المرض الجسدي متعب، لكن المرض النفسي قاتل حاول إبني أت تعالج الناس من الداخل"
هل تعرفين لماذا ماتت والدتي مريم؟
لقد إكتشفت أن والدي لديه إمرأة أخرى في حياته و يمتلك إبن آخر غيري، لقدبدأت تمرض تدريجيا دون أن ننتبه لها حتى فقدناها...
نزلت الدموع من عيني و هذه أول مرة أبكي أمام أحد.
إقتربت مني و عانقتني...
أكملت: لقد كرهت والدي منذ معرفتي بالحقيقة، بعد وفاة والدتي أكمل حياته مع الإمرأة الثانية حتى أنهى حياتها هي أيضا، لقد دمر حيات عائلتين، لم أتكلم معه منذ وفاة أمي، لكنني لم أستطع كره أخي هو أيضا ضحية لذلك المجرم.
وهاكذا نحن نحاول أن نرمم أنفسنا و نكون سند بعضنا.
أفقت لنفسي، مسحت دموعي و إبتعدت عنها.
ثم قلت: أنا آسف، ما كان يجب...
صمت عندما وجدتها تبكي...
أمسكتها من وجنتيها: لماذا تبكي؟ أخبرتك أنني آسف...
مريم: منذ ذلك اليوم، شعرت أنني في مت و الآن أعيش في الجحيم، لقد تمنيت أن أكون قدمت فعلا و ذهبت معهم...
لقد بدأت تنقطع أنفاسها..
خالد: حسنا إهدئي ليس هنالك داعي لكي تحكي لي..
مريم: لقد كان إسمهما يوسف و نسمة.
خالد: حسنا مريم...
مريم: لقد كانت نسمة صديقتي منذ الصغر و يوسف كان حبي الأول...
سكت لأنني لا أعرف ماذا أقول و شعرت أن أحدهم يمسك رقبتي و يضغط علي.
مريم: لقد كانت نسمة مرحة و إجتماعية عكسي أنا، كانت لديها أحلام و تحب أن تعيش شبابها، في الوقت الذي كنت أعيش فيه في صراع مع عائلتي حول مستقبلي، دخل يوسف إلى حياتنا، شعرت أنه الذي أنقذني من سقوطي...
تعلقت به و أعجبت به و أحببته، لكنني أبقيت ذلك داخلي لأنني خفت، لكن كنت أعرف أنه سيأتي يوم و أعترف له، لكن...لكن أخبرتني نسمة أنها تحبه و تريد أن تكمل حياتها معه، ماذا يمكن أن أفعل؟ تدمرت و لعنت حياتي....و أكثر شيئ دمرنب عندما حاء يوسف في ذلك اليوم يعترف أنه يحبني، كنت أريد أن أعانقه و أخبره أنني أبادله المشاعر، أخبره أن نهرب من هنا أن نعيش معا، لكن...لكن لم أستكع خيانة صديقتي لذلك رفضته و عشت في دمار، قررت التخلي عن كل شيئ لكن أتعلم إكتشفت أن هنالك شيئ أهم من كل هذا ألا و هو صداقتنا نحن الثلاث و عندما قررت أن أرمي كل شيئ جانبا و نعيش بسعادة مع بعض...حدث....
بدأت تبكي بهسترية و تسعل بشدة.
لذلك عانقتها و بدأت أهدأها: نورا أبليتي جيدا لكن ليكفي..
بعدما هدأت نظرت إلي و قالت: أردت أن أموت بعدها، لم يكن هنالك سبب أعيش من أجله، لكن جاء شخص ما و أخذني من الظلمات إلى النور، شخص جعلني أتمسك في الحياة مرة أخرى، شخص جعلني أؤمن بالفرصة الثانية، شخص حعلني أؤمن أنني أستطيع أن أحب مرة أخرى...ألا و هو أنت ذلك الشخص.
تجمدت في مكاني أنا مذهول منا أسمعه،لكن دقات قلبي تتصاعد مثل الطبول و لا أستطيع سماع شيئ غيرها و أشعر بالفراشات في معدتي تطير وتدغدغني.
نظرت إلي بعدما مسحت دموعها: أنا أحبك خالد...
أخيرا أفقت من غفوتي و أحلامي و عدت إلى الواقع، تذكرت كلام نورا. 
وقفت من مكاني و أعطيتها ظهري: ماذا تقولين؟
رفعت صوتها: أنا أحبك قلت..
خالد:هل أنتي مجنونة؟ كيف؟ كيف يمكنك أن تقولي ذلك؟
قابلتني وقالت: لأنني أعني ذلك أنا أحبك.
خالد: أنتي تتوهمي ذلك، أنت لا تحبينني..
مريم: ماذا تقول؟
قلت بغضب: أنتي لا تحبينني، أنتي تملئين بي الفراغ في قلبك يا مريم، لقد مررتي بصدمة.
مريم بغضب: هل تعتقد أنني مجنونة؟ أنا أحبك حقا أحبك و لم أحبك من البارحة...
أمسكتها من كتفيها و قلت: لا لم تفعلي و لا تستطيعي، أنا طبيبك و أنتي مريضتي و فوق ذلك أنا أكبر منك بسنوات عديدة و و أنتي تمرين بفترة سيئة أنتي تتخيلين ذلك.
إبتعدت عني و صفعتني: هل مازلت تراني كمريضتك؟ هل تمزح معي؟ و ما دخل العمر في الحب يا هذا؟ أنت هو المجنون أنا أرى الحب في عينيك يا خالد لكنك تنكر.
أهذت حقيلتها و كادت تغادر ثم إستدارت: ليكن في علمك أنا لن أستسلم، أنا أحبك و هذه المرة لن أضيع الشخص الذي أحبه من يدي.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن