قبل سبع سنوات.....
"مريم"
لقد مر تقريبا عام منذ ذلك اليوم.
لا أريد الحديث عنه، لا أريد تذكره، في نفس الوقت لا أريد تجاوزه.
بقيت عالقة في هذه الحلقة لفترة طويلة، لا أريد التقدم و لا أريد العودة إلى الوراء.
لا أريد أن أموت لكن في نفس الوقت لا أريد أن أحيى.
أصبحت جسد بدون روح، أتنفس فقط لكن لا شيئ يعمل غير دقات قلبي.
أتمنى أن أموت كل يوم، أخبر نفسي هل سأموت اليوم؟
عندما يغمى علي أخر شيئ أفكر فيه هل لن أستيقظ؟
لكن مع الأسف أول شيئ أراه عندما أفتح عيني هي والدتي، لذلك ألعن نفسي مئة مرة.
نعم عائلتي، يحاولون مساعدتي الآن؟
لقد طلبت المساعدة منذ زمن طلبت مغادرة الدراسة، طلبت حياة جديدة لكنهم رفضوا، و الآن؟
يخبرونني أن أتخطى، أسمع والدتي تبكي كل يوم عند رأسي تطلب السماح مني لكن لقد فات الأوان.
ثم أخذوني أتعالج عند طبيب ما، لم أهتم له و لم أنظر إليه أنا لا أحتاج أن أتعالج أحتاج أن أختفي من هذه الحياة.
لكنه ذلك الملعون أدخلني إلى المستشفى، هنا في هذا السرير الأبيض محاطة بالمجانين، هل تريد عائلتي التخلص مني الآن؟ هيهات لن أدعهم يرتاحون في حياتهم.
لقد تمردت، صرخت، أخرج كل صوت لي في هذه الحياة.
لكن ذلك الطبيب أعادني إلى منزلي بشرط أن نلتقي كل أسبوع و نتحدث.
أنا لا أهتم به، أريد العودة فقط.
و ها قد جاء ذلك المزعج مرة أخرى، يهددني أنه سيعيدني إلى المستشفى إذا لم أتكلم معه....
تحدثت معه رغما عني، أو بالأحرى أجيبه فقط، لقد أرغمني على الرسم أيضا.
عندما أمسكت فرشاتي منذ زمن شعرت أنني نسيت كيف أرسم، يدي تتحرك وحدها و لا تستمع لي، ترسم أشياء لا أريد رسمها و ذاكرتي تأخذني إلى طريق لا أريد سلكه.
دمرت لوحة بعد لوحة لكنني لم أتخطى أبدا.
لكن الطبيب خالد أعجب بلوحاتي الغير جميلة و أحب الألوان المقززة، لذلك رسمت له العديد من هذه اللوحات الرخيصة.
نعم يزورني كل يوم ثلاثاء، كرهت ذلك اليوم كثيرا.
لكن على الأقل أستطيع أن أشتم إنسان و ألعنه و هو يبتسم.
بعد ذلك أرغمني على طبخ المعكرونة..
دخلت إلى المطبخ منذ زمن، نسيت أين أبدأ و ما أفعل؛ لكنه أخبرني أنه سيتناول أي شيئ أطبخه حتى لو كان سم.
لذلك طبخت له أي شيئ ليأكل و يغادر المكان، لكنه أعحب كثيرا بطبخي و أخبرني أنه لم يتناول ألذ من هاذه الباستا حتى لو في المطاعم.
في مرة جلسنا في الحديقة نسقي نبتتي المفضلة، أخبرني أنه لا يفقه شيئ في النباتات.
كيف يمكن لطبيب متعلم لا يعرف شيئ بهذه البساطة لذلك علمته كل شيئ يخص النبات من الزرع و السقي و اللقح و أخيرا نمو النبتة.
كان مركز بشدة حتى جعلني أشعر أنني معلمة.
لقد كان الأحد عندما تذكرت شيئ لم أخبره به بشأن النباتات الجافة، فإنتظرت الثلاثاء لأخبره بها.
أحضر لي كتاب عن مختلف النباتات في إحدى المرات.
أخبرته: أعتقد أنك أنت من تحتاجه.
فقال: لو قرأته وحدي سأشعر بالملل لذلك أردتك أن تقرئيه لي.
قرأت الكتاب جيدا و لخصته و كنت أنتظر حضوره كل ثلاثاء لأعلمه كل الأشياء التي لا يعلمها. أحيانا يسألني أسئلة لم أكن أعرفها، أكتبها و عندما يغادر أبحث عن كل الأسئلة في الأنترنت و أجيبه عنها في المرة القادمة.
لا أريده أن يخيب أمله بي.
لقد غار أخي الصغير عندنا رآني أدرس الطبيب خالد، لذلك كان يحضر إلى غرفتي في المساء و يطلب مني أن أدرسه و أفعل ذلك، لكنه يخدعني و يطلب مني اللعب معه فقط.
الطبيب خالد طفولي جدا، يطلب رسومات مثل الأطفال.
لسماء زرقاء مع طائرة أو بحر مع باخرة أو قطار أزرق يخرج منه البخار...
و الآن أصبح أخي يقلده و يطلب مني رسم كرة أو سنجاب و غير ذلك لكنني كنت أفعل ذلك لكي لا يشعر بالغضب.
في مرات كنت ألعب مع الطبيب شطرنج، هذه المرة هو علمني كيف ألعبها رغم أنني إستصعبت ذلك لكنني أصبحت أهزمه الآن....
أبي أحضر أرجوحة ليلعب بها أخي.
لكن أخبرني الطبيب أنه يريد أن يركبها و أنا أدفعه، طفولي جداا.
لقد دفعته على الرغم أنه ثقيل جدا، و عندما تعبت أردت أن أنتقم منه لذلك طلبت منه أن يدفعني..
لكنه دفعني بقوة و كدت أسقط صرخت بأعلى صوتي لكننا ضحكنا كثيرا...
منذ شهر أول مرة أخرج من المنزل منذ زمن، ذهبت أنا و الطبيب إلى الحديقة، كانت حديقة هادئة فيها سناجب و قطط و العصافير..
أخذني إليها الطبيب لكي نكتشف النباتات الجديدة.
إستمتعت كثيرا بوقتي، لم أكن أريد أن ينتهي اليوم؛ لكن للأسف إنتهى و ها قد عدت إلى المنزل.
بقيت طوال الأسبوع أفكر في ذلك اليوم و عندما لحق الثلاثاء طلبت من خالد أن يأخذني إلى الحديقة مرة أخرى و قبل، لقد سعدت كثيرا.
واليوم أيضا تنزهنا و طلب مني خالد أن نلتقط صورة معا.
أخذتها معي إلى المنزل و بقيت أنظر إليها في كل وقت و أبتسم كل مرة.
و المرة التي بعدها طلبت منه أن نتناول المثلجات، هو مثل أين إنسان طفولي طلب ذوق الفراولة، لكنني أردت أن أجرب ذوق الشكولاته مع النعناع، نعم لم تكن مثل ما تخيلتها لكنها منعشة...
لقد ضحك علي و أخبرني أنني غريبة ذات ذوق غريب.
و ها قد إنتهى هذا اليوم أيضا مع الأسف و عدت إلى المنزل، عندما فتح لي باب السيارة لكي أنزل، أبيت النزول.
خالد: ماذا حدث؟
مريم: لا أريد النزول.
خالد: لماذا؟
زممت فمي: لكن أشعر بالملل في المنزل، نحن نلتقي مرة في الأسبوع، أريد أن أفعل ذلك أكثر.
ضحك بخفة ثم قال: حسنا سأحضر بالجمعة و نذهب إلى مكان ما.
مريم: حقااا؟
خالد: حقا.
نزلت من السيارة و أنا أشعر بالسعادة.
وهذه المرة لا أنتظر يوم الثلاثاء هذه المرة أنتظر يوم الجمعة، أفكر طوال النهار أين سنذهب، ماذا سنفعل.
و مثل ما وعدني لقد جاء بالجمعة و هذه المرة ذهبنا إلى إحدى البحيرات..
أحضر معه خيمة و صنارة و دلو.
مريم: هل سوف نصطاد اليوم؟
خالد بسخرية: أنتي ذكية جدا يا مريم.
مريم: هل أنا طفلة؟
خالد: نعم سأعلمك الصيد.
و مثل ما قال علمني من الألف إلى الياء كيفية الصيد.
لكننا عندما إصطدنا السمكة الصغيرة شعرت بالشفقة عليها و قلت: هل يمكننا أن نرميها مرة أخرى؟ لقد خطفناها من عائلتها و أصدقاءها.
خالد: إنها سمكتك إفعلي بها ما يحلو لك.
لذلك رميتها.
شعرت بالجوع في هاته الأثناء.
لذلك إشترينا البيتزا...
شعرت اليوم أن خالد هادئ ليس مثل المعتاد.
لذلك سألته: هل أنت بخير؟
خالد: نعم، لماذا؟
مريم: أنت هادئ جدا اليوم.
نظر إلي مطولا و لم أفهم نظرته ثم قال: لا يوجد شيئ.
لم أكن أعرف ما يدور في ذهنه.
و أصبحنا نلتقي مرتين في الأسبوع في كل مرة نقوم بفعالية جديدة و أكتشف أشياء جديدة معه.
أصبحت أتناول الأكل في طاولة الطعام مع عائلتي مرة أخرى و أتحدث مع عائلتي ما تعلمته مع خالد...
أساعد أخي في الدراسة و أتحدث مع والدي في آخر الليل.
و أنتظر بفارغ الصبر أن يأتي يوم الجمعة و الثلاثاء لألتقي بخالد.
أرتدي الكثير من الفساتين و كل مرة عندما يراني خالد يخبرنني أنني جميلة اليوم، لذلك أشعر بالفراشات في بطني...
أو عندما يمسكني في يدي عندما أصعد السيارة أو عندما نتحدث و ننظر في عيون بعض أشعر بالخجل الشديد.
لكنني بدأت أشعر أنه أصبح متغير كثيرا مؤخرا.
لا يتحدث معي كثيرا ولا يشاركني يومه مثل العادة.
لا يخبرني أنني جميلة و لا يمسك يدي...
أصبحت أشعر الضيق و قلبي أصبح يضيق علي و ينقبض.
ماذا يحدث لي...
إنتظرته بالجمعة لكنه إتصل بي و أخبرني أنه مشغول.
شعرت بالغضب الشديد و أردت ألا أكله، لكنه عندما جاء يوم الثلاثاء كنت سعيدة لدرجة أنني نسيت أنني كنت غاضبة.
و اليوم أيضا لم ينظر إلى وجهي.
كنا نتمشى على شط البحر لذلك توقفت و هو أيضا توقف و نظر إلي: ماذا حدث؟
مريم: أنا التي أريد أن أسألك هذا السؤال، ماذا حدث؟
خالد: لم أفهم.
قلت بغضب: أنت أصبحت تتجاهلني، لا تنظر إلى وجهي و لا تتحدث كثيرا، أصبحت لا تحكي لي و لا تهتم بي.
قال بوجه بارد: و بأي صفة أفعل كل هذا.
مريم بغضب: لأنك صديقي..
خالد: أنا لست صديقك يا مريم، أنا طبيبك.

أنت تقرأ
خطفني طبيبي
Mystère / Thrillerفتحت عيني و أنا في غرفة غريبة عني، خرجت أدور أين أنا هذا ليس منزلي، لا أحد هنا،هبطت السلالم أنادي ماما بابا.... لا أحد يرد، فجأة خرج شخص يلبس مئزر أبيض، من هو؟ أنا طبيبك.... أه حسنا، و عدت أدراجي لكن فجأة أدركت هذه ليست مستشفى... من أنت؟ لكن فجأة إن...