نجاة

615 24 9
                                        

ركضت بأسرع ما عندي...
لم أنظر ورائي للحظة.
شاهدت تلك الغابة مرة أخرى و تذكرت عندما هربت من المنزل آخر مرة, عندما هربت في تلك الغابة الملعونة و إلتقيت بذلك الرجل الشيطاني...
خفت كثيرا و لم أستطع أن أدخل إلى هناك مرة أخرى.
في نفس الوقت لم أكن أستطع أن أعود إلى الوراء، إلى أين أذهب يا إلاهي...
لاحظت زفاف ضيق في آخر الشارع حيث يختبئ القطط و الكلاب.
أسرعت أختبئ هناك خلف مكب النفايات. تعبت من الركض و شعرت أن رأسي يدور.
تنفست الاعداء و أحاول ألا أصدر صوتا لكي لا ينتبه لي أحد، أسمع أصوات هنا و هناك لكنها بعيدة.
بعد ما هدأت أخيرا و تناقص صوت دقات قلبي إزداد صوت دقات عقلي و تذكرت كل شيئ حدث هناك.
تذكرت كل كلمة قرأتها في الورقة، للغابة قرأتها مرة فقط لكنني حفظتها عن ظهر قلب.
سبعة عشر سنة؟ منذ أن توقفت عن الدراسة، يا ترى لماذا أردت ألا أكمل دراستي، إه تذكرت لقدت أردت أن أمارس الفن و الرسم.
علاقاتها متوترة مع أمها، إه والتي لم تكن ترد أن أوقف دراستي لكنني أوقفتها غصب عنها.
يوسف؟ أليس ذلك يوسف الممرض، الذي شبهته إلى أيمن، الممرض الذي كان في المستشفى التي كانت فيه أمي مريضة.
لكن لماذا عندما أذكر إسم يوسف بين شفتي أشعر أن قلبي ينقبض.
و من هذه نسمة؟ نسمة...
كأنني سمعت هذا الإسم من مكان ما...
حادث؟
نعم لقد قرأت مكتوب أنني تعرضت لحادث، مثل...
مثل أحلامي، ليست أحلامي بالضبط الشيئ الذي يأتي في بالي عندما أريد الرسم.
ذلك الحادث الدموي، تذكرت قبل أن يعود أيمن للمنزل كنا نتحدث أنا و خالد عن الحادث...
قال لي هل تتذكرين؟
هل تعرضت لحادث، في الساعة عشر؟ منذ زمن طويل
يمكن أنني تعرضت لحادث مع صديقي و فقدت الذاكرة بطريقة ما...
لكن خالد...
خالد هو الطبيب؟
الطبيب الذي عالجني عندما فقدت الذاكرة؟
لكنني ماذا أفعل معه الآن؟
لماذا لا أتذكر أي شيئ...
لماذا آخر شيئ أتذكره هو خطفني خالد.
شعرت أن رأسي كاد سينفجر، الأسئلة التي كانت في ذهني في آن واحد تكاد أن تنخر دماغي....
فجأة سمعت صوت خالد من بعيد ينادي بإسمي..
لقد تعبت أريد أن أجد جواب، أريد أن أرتاح...
عندما كنت أكاد أخرج من مكاني سمعت صوت خالد مرة أخرى: لقد هربت، ماذا أفعل؟...لا أريد تذكر ما حدثآخر مرة و آخر مرة و آخر مرة، أنا تعبت...نعم أعلم سوف تضر هي أكثر مني....نعم نعم فهمت سأعيدها إلى المنزل و أعطيها حقنة، لا يجب أن أدعها تخرج من المنزل هذه المرة.
تذكرت كيف كان يعاملني في الأول و كيف كان يعطيني الحقن و يجعلني أنا و عندما أستيقظ أجد أن أيام مرت، كيف جعلتني مجنونة و جعلني أتعلق به و أحبه، هو يتلاعب لي...
فجأة سمعت صوت سيارة شرطة في الجهة المقابلة للشارع.
هذه فرصتي، يجب أن أهرب يجب أن يتم القبض على هذا المحرم، يجب أن أعود إلى عائلتي.
وقفت و ركضت مسرعة لكن مع الأسف لاحظني ذلك المختل وبدأ يناديني بأعلى صوت.
خالد: مريم!! مريم أنا هنا،مريم تعالي إلى هنا، مريم أنا لن أؤذيك تعالييي...
كلماته كانت تديب الخوف إلى قلبي و تزيد سرعتي نحو صوت سيارة الشرطة.
و الحمد لله لمحت شرطيين يتكلمون مع مجموعة من المراهقين...
إنخفض صوت خالد عندما رأى الشرطة هذه فرصتي..
أمسكت بأحدهم و قلت بخوف: ساعدني ساعدني...
نظرت ورائي لأجد خالد ينظر من طرف الآخر من الشارع...
الشرطي: ما بك يا آنسة.
وضعت يدي على صدري و بدأت ألتقك أنفاسي.
الشرطي: إهدئي و أحكي لنا ما حدث...
لكن رأيت خالد سوف يقطع الشارع.
أمسكت بمعصم الشرطي يشدة و أشرت على خالد: أنقذني منه،سوف يختطفني أرجوووك.
لكن خالد كان يقترب بهدوء مرعب جاعلني أرتعش في مكاني.
نظرت إلى الشرطي وقالت بخوف: ذلك هو رجل مجنون هو طبيب نفسي مختل خطفني و أغلق علي في منزله يمكن أن تسأل أيمن أنا مخطوفة يمكن أن تبحث عن عائلتي أنا إسمي مريم أرجوك خذني معك أعدني إلى عائلتي...
نظر الشرطي إلى خالد الذي يقترب منه.
صرخت بأعلى صوت و بدأت أسحب الشرطي: خذني خذني سوف يخطفني.
الشرطي: إهدئي، أنا هنا سوف أخذك إلى سيارة الشرطة و لتبقي هناك إتفقنا؟
لم أرد عليه، لكنه أخذني إلى السيارة و أقفل علي،ثم عادإلى خالد الذي كان يقف مع زميله.
تحدث مع بعض لوقت طويل و بين التجارة و أخرى ينظرون إلي.
و في الأخير رأيت خالد يعود أدراجه.
و إقترب مني الشرطي وقالت: سآخذك إلى عائلتك لا تقلقي.
شعرت بالطمئنينة، و أرجعني إلى منزلي حقا، لم أسأله كيف عرفت عنوان منزلي الذي كنت أنا قد نسيته فعلا، لكنه نفس المكان الذي أحضرني إليه ذلك المجنونة إليه آخر مرة.
نزلت و نزل مع الشرطي و قال: أنا معك حتى تدخلين إلى منزلك.
شعرت بالغرابة الشديدة و أنا أقترب إلى باب المنزل كأنني أول مرة أكون هنا.
مشيت بتثاقل و خوف.
طرقت الباب عدة مرات و أخيرا فتح الباب و طلت علي والدتي، إبتسمت معي لكنني شعرت بالغرابة.
مريم: لقد عدت.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن