أنا جاهزة

110 2 0
                                    

هذا أول موعد لي، أنا متوترة جدا...
المشكلة لا يمكنني أن أحكي لأي أحد.
عائلتي سيسألونني من يكون، لا أستطيع أن أجيبهم.
دنيا ستسألني من يكون و إذا حكيت لها عما يجمعني به ستنعتني بالمجنونة أو تتصل بالشرطة.
لذلك أبقيت ذلك لنفسي.
إرتديت تنورة و قميص بذات الون و التصميم ذو أكمام بلائم هذا الجو البارد.
سرحت شعري و تركته منسدل واضعة فوقه قبعة شتائية.
عندما نزلت إلى الطابق السفلي نظرت إلي أمي بتعجب
ثم قالت: إلى أين؟
مريم: سألتقي بشخص ما.
أمي: من هو هذا الشخص.
مريم بخجل: صديق.
بعد خروج مريم إتصلت فاطمة بخالد.
خالد: نعم خالتي كيف حالك
فاطمة: بخير يا إبني، لكن هناك شيئ يجب أن أقوله لك.
خالد بقلق: مريم؟ هل هي بخير؟
فاطمة: بشأن مريم، اه اممم
خالد: انطقي يا خالتي..
فاطمة: مربم ستذهب إلى موعد مع شخص ما.
شعر خالد بالراحة و إبتسم.
ثم قال: لا تقلقي سنلتقي معا.
إبتسمت فاطمة: حقا؟! هل عادت الأمور بينكم؟
خالد: نحن في البداية فقط سنبدأ من جديد
فاطمة بسعادة: الله يوفقك يا إبني و ترجعوا مثل ما كنتوا.
إتجهت مريم إلى المكان الذي إتفقا أن يلتقيا فيه، السينما.
و في هاته الأثناء وصل خالد و رآها من بعيد.
خطرت في باله أن يتصل بها.
عندما رأت إسمه على الشاشة توترت قليلا، ثم حاولت أن تتنفس ببطئ ثم تجيب.
و كل هذا يشاهده خالد من بعيد و يبتسم.
مريم: مرحبا.
خالد: لقد وصلت و أنتي؟
مريم و هي تنظر حولها: أنا أيضا وصلت.
خالد: ماذا ترتدين؟
مريم: أنا أردتي ملابس وردية بالأبيض.
إبتسم خالد و هو يحدق فيها من بعيد و قال بصوت هادئ: و أيضا؟
مريم: و أضع قبعة رمادية.
خالد و هو مسحور بجمالها: و أيضا؟
مريم: ماذا أيضا؟ حذاء أسود.
إبتسم ثم قال: لقد رأيتك.
شعرت مريم بالتوتر: اه حقا أين أنت.
فقال: إنتي تبدين جميلة جدا.
لقد شعرت بالخجل و لم تستطع أن تجيب فأقفلت الخط.
ضحك خالد من ردة فعلها.
ثم إقترب منها و لاحظته هي الأخرى.
إقترب منها و إبتسما مع بعضهما لكن لم يقولا شيئا.
هي بقيت تنظر يمينا و يسارا و هو بقي ضائع في جمالها.
مريم: أي فلم إخترته؟
هل تحبين أفلام الكرتون؟
مريم: نعم أحبهم.
خالد: هنالك فلم جديد يحكي عن أميرة مسجونة في قلعة و تريد أن تكتشف العالم لكن والديها يخافون عليها لذلك يسجنونها في القلعة.
لكن هنالك فارس ينقذها و يريها العالم التي تريده.
مريم بسخرية: لقد حكيت كل الفلم لماذا سنشاهده.
ضحك خالد: لا الفلم شيئ آخر أعدك أنك ستستمتعين...
و هكذا دخلوا إلى الصالة.
و جلسوا تقريبا المقاعد الأخيرة.
خالد: أنا آسف كان المكان مزدحم لم أستطع أن أجد مكان أقرب.
مريم: لا هنا أفضل و أهدأ.
و هكذا بدأ الفلم و عم السكوت.
كانت مريم تشاهد الفلم بشغف، و خالد كان ينظر إليها فقط و يبتسم لردات فعلها.
و هكذا إنتهى الفلم.
خرجا من القاعة متوحهين خارجا.
كانت مريم متحمسة و تعلق عن اللقطات التي أعجبتها.
و خالد كان هادئ و يبتسم معها.
ثم عندما خرجوا كان المساء قد حل فقال لها: ما رأيك أن نتنازل العشاء في مكان ما و نكمل حديثنا عن الفلم
مريم بحماس: حسنا.
ركبا السيارة و ذهبا إلى مطعم قريب.
مريم: هل رأيت عندما هاجمه ذلك المخلوق الأسطوري على الرغم أن الفارس لم يكن لديه قوى خارقة إلا أنه دافع عنها.
ثم أضافت: في تلك اللحظة إكتشفت أنها تمتلك قوى خارقة و حمته. لكنها لو لم تهرب من القلعة لم تكن ستكتشف قوتها.
ثم إختفت إبتسامتها: هل تعلم أنني و الأميرة متشابهتان
ثم تجمعت الدموع في عينيها:لقد كانت والدتي دائما تمنعني من ممارسة الرسم و دراستها، لأنها دائما كانت تعتقد أنني سأصبح فاشلة.
أمسك خالد يدها ثم قال: سأخرجك من القلعة.
ثم إبتسمت معه بإمتنان....
بعدما أكملوا عشاءهم كان الجو باردا جدا.
نظر خالد إليها و هي تقريبا تتلوى على نفسها من البرد، فنزع سترته و وضعها فوق كتفها.
مريم بتفاجئ: لا، أنت سوف تبرد.
فأمسكها في كتفيها و أحكم عليها: إذا كنتي تشعرين بالدفئ، سأشعر بالدفئ أيضا.
في تلك الوضعية كان يبدو أنه يعانقها.
فشعرت بالخجل الشديد و إبتعدت عنه و هي تشكره
بعدما أوصلها للمنزل أحست أنها لا تريد أن تنزل من السيارة...
خالد: لقد وصلنا.
مريم بخيبة أمل: حسنا.
لقد شعر خالد بما تشعر به.
خالد: ما رأيك أن نلتقي يوم الإثنين.
مريم: لكنني أدرس يوم الإثنين.
خالد: بعد ذلك.
مريم: أين يمكن أن نذهب بعد ذلك.
خالد: سأترك هذا لتفكيرك أنتي من تقرري.
هكذا بقت تفكر طيلة الأيام فجائت في بالها فكرة.
فإتصلت بخالد.
لقد كانت الساعة الواحدة صباحا و كان قد نام.
لكن عندما وجد إنصالها قلق كثيرا و رد عليها بسرعة.
خالد: مريم، ما الأمر؟
مريم بخجل: أنا آسفة لأنني أيقضتك في وقت نومك.
خالد: هل حدث شيئ ما؟
مريم: لا، لم يحدث، لكنني فكرت في مكان يمكن أن نذهب إليه.
فإبتسم و قال: أين؟
مريم: معرض اللوحات.
خالد: هذه فكرة رائعة.
مريم: إذا سنذهب؟
خالد بنعاس: أكيد.
مريم بخجل: أسفة لأنني أيقضتك..
خالد: لا بأس حتى أنا كنت سأحلم بك على كل حال.
أصبح وجه مريم أحمرا فقالت: تصبح على خير.
خالد: و أنتي من أهلي.
أقفلت مريم الخط بسرعة و هي تضع يدها على صدرها و تحاول أن تهدأ دقات قلبها...
مريم: ما هذا الشعور؟
و هكذا جاء يوم الإثنين و إلتقوا مرة أخرى و ذهبوا إلى المعرض الذي أشارت إليه مريم...
إستمتعت كثيرا و نسيت نفسها فيه، لم تكن تريد أن تخرج أبدا.
مريم و هي تقابل إحدى اللوحات: ما أجمل هذه اللوحة.
خالد: أنا أعرف إحداهن تعرف ترسم أفضل من هذا.
مريم بسخرية: ليست لهاته الدرجة.
أمسك خالد يدها فإستدارت إليه.
فقال بجدية: أنا أعدك يا مريم في يوم ما سوف تقيمين المعرض الخاص بك.
مريم بتفكير: هل تعتقد أنني سأستطيع؟
خالد و هو يهمس في أذنها: ستستطيعين.
شعرت بالخجل و إحمرت خدودها.
إبتسم خالد ثم قال: أنا من سيساعدك.
في اليوم الموالي ذهبت إلى دنيا و أخبرتها عن اليوم الذي قضته مع خالد.
دنيا: يااا أنتي محظوظة لأنك ذهبت إلى ذلك المعرض.
مريم: حسنا لنذهب معا في المرة القادمة.
دنيا: دعكي مني الآن كيف عاملك خالد؟
مريم و هي تضيع بأفكارها: خالد؟ خالد شيئ ثاني.
ثم نظرت إلى دنيا و قالت: إنه لطيف و يعاملني بحذر شديد خائف أن يمسكني فقط فيجرحني، يبتسم عندما ينظر إلي، يقول لي كلمات تجعل الفراشات تطير في بطني.
تنهدت ثم قالت: أنا خائفة.
دنيا: خائفة من ماذا؟
مريم: خائفة أنني سأقع في حبه.
أمسكت دنيا يدها و قالت: إفعلي ما يخبرك به قلبك، نحن قلبنا دائما على صواب.
ثم قالت في نفسها: غريب أمرك يا خالد، لقد جعلت مريم تقع في حبك مرتين.
و هكذا كانوا يلتقون كل إثنين و جمعة، حتى لو لم يذهبوا إلى مكان ما كان يوصلها من المعهد إلى المنزل.
كانت مريم تتمنى ألا تعد تلك الساعات و أن تقضي معه وقت أطول.
حتى عندما تعود للمنزل تتصل به لتسأله عن أي شيئ، ثم تغفوا و هي تكلمه.
أصبحت حياتها تتمحور حوله يا تكلمه في الهاتف أو تلتقي به و حتى تفكر فيه فقط.
كان خالد سعيد جدا و يعاملها بحذر شديد و يحاول ألا يتخطى حدوده أبدا.
كانت الأرض لا تسعه من سعادته، لكن في نفس الوقت خائف أن تأتيه نكسة أخرى فتكرهه أو تنساه من جديد.
كان هذا كابوسه الدائم، لكن بمجرد أن يراها ينسى كل هذا.
بعدما يعود للمنزل يذهب إلى سريره و يتذكر في كل مرة كان يعود إلى المنزل و يجدها تنام في السرير فيقابلها و يبقى يهيم في جمالها و براءتها.
فقال في نفسه: متى ستعودين جنبي؟
ثم أفاق نفسه قائلا: لا يجب أن تصبر لكي تحصل عليها ثانية.
كانت مريم في صراع مع نفسها،لا تحاول أن تفكر قدر الإمكان.
أخبرت نفسها أن تنسى كل الماضي و تحاول من جديد، كإنسانة جديدة كليا.
لكن دائما كانت تشعر أن هنالك شيئ ناقص في حياتها...
حاولت قدر الإمكان تجاهل ذلك الشعور لكنها فشلت...
لذلك قررت أنها إذا أرادت أن تبدأ من جديد يجب أن تحل كل مشكلة قديمة.
إتصلت بخالد.
خالد: مرحبا، أنا الآن في المستشفى تبقى لي مريضين و سوف نلتقي.
مريم: لنلتقي في الحديقة التي جنب المعهد.
خالد: لماذا غيرتي رأيك؟ كنا سنذهب لمعرض النباتات..
مريم: لنذهب إليه في المرة القادمة.
خالد: حسنا، بعد ساعتين في الحديقة.
و هكذا إلتقوا، كانت مريم خائفة جدا لكنها مقررة.
خالد: تخلصت بصعوبة من ماجد، لقد أخبرتك إنه يشك أن زوجته تخونه، لذلك حاولت أن أقنعه عكس ذلك...
مريم: خالد أريد أن أخبرك بشيئ.
خالد: أخبريني.
مريم: أنا أريد أن أسمع الحقيقة.
إنقلبت ملامحه و بدأ يشعر بالخوف فقال بصوت مترجي: مريم....
فقالت مريم بإصرار: أنا لا أستطيع أن أمضي قدما و أنا مازال لدي شيئ ناقص.
ثم قالت: أنا جاهزة.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن