الصداقة أهم

904 21 2
                                    

قبل سبع سنوات....
"مريم"
لقد أصبحت حالتي أسوء، أصبحت لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة.
لكن كانت نسمة تأتي إلي كل مساء، و تخبرني أنها بقيت وحدها اليوم مع يوسف، أنها أمسكت يده أو بعض الفتيات ظن أنهم مع بعض....
لقد أصبح يظهر على وجهي أنني سأمت من هذا الكلام.
يراسلني يوسف كل يوم، يسألني عن حالي، أنه يشعر بالفراغ من دوني، عن متى أريد العودة إلى المدرسة....
والدي يضغطون علي متى سأعود للدراسة.
بعد أسبوع عدت.
قامت نسمة بمعانقتي و إبتسم يوسف لي.
كنت أعتقد أنني يمكن أن أتحمل، لكنني لم أستطع...
كلما رأيت نظرات نسمة ليوسف، أو كلامها معه أشعر أنني أتحطم إلى قطع.
أصبحت قليلة الكلام، هادئة، أبتسم فقط....
نسمة: ماذا حدث؟ هل هنالك مشكلة في المنزل؟
مريم: لماذا؟
نسمة: منذ أن مرضت آخر مرة، تغيرتي...
مريم: لا فقط أنا متعبة.
نسمة: حسنا، سوف أخبرك عن حياة لقدتقربت مرة أخرى من يوسف....
و ها هي مرة أخرى تحكي عن يوسف بشغف، و عن غيرتها عليه،وعن خططها معه،تخبرني أن أتعمدتركها وحدها معه لكن يوسف دائما يأتي إلي و هي تتبعه.
لقد ذهبت نسمة لتحضر بعض أدواتها.
يوسف: هل أنتي بخير؟
مريم: نعم.
يوسف: لكن لا أعتقد ذلك،قولك أنك بخير لا يعني ذلك حقا، أنظري إلى عيونك متعبة و أسفلها الهالات السوداء، بشرتك شاحبة خاطفة اللون.
مريم: أنا مريضة.
يوسف: نعم وأنا أخبرت نفسي أنها مريضة، لكنك أصبحتي لا تتكلمي و لا تبتسمي حتى أنك لا تريدين الجلوس معنا.
إقترب مني وقال بصوت خافت: هل لديك مشكلة أخرى مع أمك؟ هل تضغط عليك لتختاري تخصص ما؟
الدموع نزلت من عيوني من دون أن أدرك.
أمسك يدي وقال: مريم، هل تريدين أن نهرب؟
نظرت إليه بإستغراب: ماذا؟؟
يوسف: أنا أشعر بك والدي يقومون بالضغط علي في كل شيئ، عندما أتعلم السياقة سوف آخذ السيارة و أهرب هيا نذهب.
مسحت دموعي و نظرت إلى نسمة التي كانت تتحدث إلى إحدى الفتيات و قلت بدون وعي: و نسمة؟
يوسف: أنا و أنتي فقط مريم.
نظرت إليه، نظراته كانت لا تفسر وأهم من ذلك كان لا يمزح.
لقد فكرت في كلامه طيلة الأسبوع، ليس أنني أريد الهرب معه، لا أستطيع أن أفعل ذلك بعائلتي...
لكن لماذا أخبرني أن نذهب معا، لماذا لم يخبرني أن نأخذ نسمة؟ نسمة صديقتنا أيضا..
هل يريدني أنا فقط؟
لقد شعرت بالفراشات في بطني لسماعي تلك الكلمات...
هل هو معجب بي؟ هل هو يحبني؟ هل يريد بناء مستقبله معي؟
تحت أفكاري إتصلت بي نسمة..
أصبحت لا أطيق الكلام معها، أصبحت أتجنبها قدر الإمكان.
لكن عندما أتذكر أنها صديقة طفولتي أرد عليها.
نسمة: مريم، سوف أعترف له في عيد الحب.
هذه الكلمات جعلتني أسقط من مكان عالي إلى تحت الأرض، ذكرتني أن صديقتي العزيزة تحبه، حتى لو كان يحبني و أحبه لا يمكن أن نكون معا...
هذه تعتبر خيانة لها.
مريم: بالتوفيق.
بعد بكائي الطويل، مسحت دموعي و خرجت من غرفتي متجهة إلى والدي.
مريم: أنا قررت سأبطل الدراسة اليوم قبل غد و ليس هنالك شيئ سيمنعني.
صرخت أمي علي و هدأها والدي، لكن لن أعودفي قراري أبدا.
في الغد ذهب والدي إلى الثانوية وسحب ملفي.
والدتي لم تتحدث معي منذ ذلك اليوم.
جاءت نسمة إلى المنزل و أخبرتني أنها ستشتاق إلي لكنها فخورة بي لأنني أخذت القرار الذي أريده.
نعم هذا هو القرار الذي أريده لكن أنتي من عجلته.
أرسل لي يوسف عدة رسائل" هل حقا بطلتي الدراسة؟...لقد أخذتي أخيرا القرار الذي إنتظرتيه طويلا...هل سترسمين الآن؟....ماذا تفعلين في هاته الأثناء؟....مكانك فارغ....أشعر بالفراغ من دونك....لماذا لا تردي علي؟...."
لم أرد على أي رسالة بعثها، لقد كنت أريد أن أخرجه من حياتي و من قلبي.
كانت نسمة تأتي إلي تقريبا كل يوم، كانت تخبرني في الأول أنها تشتاق إلي و تشعر بالفراغ من دوني،و بعدها بدأت تخبرني بحماس عن تقربها من يوسف و إقترب إعترافها له و هاته الأيام الأخيرة أخبرتي أنه تغير منذ ذهابي أصبح لا يجلس معها كثيرا و لا يكلمها....
في يوم ورد إتصال من يوسف، لم يتصلبي من قبل مرة.
لقد إنقبض قلبي بشدة و دون أدرك نفسي، رديت عليه.
لم يقل شيئ غير: أخرجي.
ثم أقفل الهاتف.
نظرت من نافذتي لأجده في الأسفل ينتظر تحت المطر.
أسرعت أخذت مظلتي و خرجت مسرعة، لأجده مبلل كليا..
إقتربت منه و غطيته بالمظلة.
مريم: لماذا جئت؟ غير ذلك أين مظلتك؟
يوسف بغضب: هل الآن تهتمين بي؟
مريم: يوسف أنا..
أمسك بذراعي بقوة و قال: لا تتكلمي فقط إسمعيني، إذا لم أقلها الآن سوف أنفجر، لا أستطيع العيش بدونك مريم، هل تفعلين هذا بي عمدا؟ لماذا لا تردي علي؟ لماذا توقفتي فجأة بدون أن تودعيني؟ هل أنا لا أحد؟
مريم: لا تقل شيئ....
قاطعني:لا سأقولها، أنا أحبك مريم، أحبك ليس كصديق أحبك كرجل، أريد أن أكون معك، أريد أن أهرب معك. منذ أول يوم رأيتك تنامين في الصف أعجبت بك، تمنيتك، إقتربت منك، أرجوكي كوني حبيبتي...
لقد بكيت هذه المرة،ليس بكاء صامتا مثل العادة بكيت بالصوت المرتفع.
عانقني بقوة و شعرت بالبرد يتسلل جسمي من ملابسه المبللة لكنني ضغطت عليه.
بعدما هدأت و جمعت شجاعتي نظرت إليه و قلت: أنا آسفة لكن لا أستطيع.
يوسف: لا تكذبي مريم أنا أعلم أنك تريدنني، أعلم أنكي تحبيني أنا أرى ذلك من عينيك.
مريم: أنا لا أستطيع..
يوسف: أخبريني السبب فقط.
مريم: سوف تفهمني في يوم ما.
و عندما كدت أغادر أمسك يدي و قال: دعنا ننسى ما حدث الآن، دعنا نبقى أصدقاء.
بعد أيام جائت لي نسمة تبكي.
مريم: ماذا حدث؟
نسمة: اليوم هو اليوم الذي إنتظرته منذ زمن.
لقد تذكرت اليوم هو عيد الحب، هل إعترفت ليوسف؟ هل رفضها.
مريم: إذا؟
نسمة: لقد أحضرت له الهداية و شكولاطه، و إعترفت بحبي له بطريقة رومانسية، لكن لقد رفضني بكل برودة و أخبرني أنني مثل أخته.
عانقتها و بكينا معا، نحن نبكي على شخص واحد...
نظرت إليها و أخبرتها: ما رأيك أن نصبح مثل زمن أصدقاء فقط؟ ثلاث أصدقاء يتجاوزون هموم الحياة معا.
بعد ذلك ذهبت إلى معهد الرسم، وبدأن حياة جديدة.
و نعم عدنا أصدقاء نحن الثلاثة معا من جديد على الرغم من شعور الغرابة الذي بقي بيننا.
على الرغم أنني مازلت أحبه، و مازلت أشعر أم يوسف مازال يحبني، لكن شعرت أن نسمة بدأت تتخطاه.
لكن مستحيل لا يمكن أن نصبح حبيبين أبدا.
بعد إنتهاء الدراسة، أتفقنا أن نذهب في رحلة نحن الثلاثة.
لقد أخذ يوسف رخصة سياقته، و سمح لي والدي أن أذهب.
جهزنا أنفسنا.
ركب نسمة جنب يوسف و أنا وراءهم، نظرت إليهم و أخبرت نفسي، نعم لقد خسرت حب حياتي لكن الحمدلله كسبت أصدقائي.
حتى شعرت نفسي أطير في السماء تحت صراخ نسمة و يوسف و فقدت وعي تحت صوت إنفجار.

خطفني طبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن