الفصل 25

2.8K 72 0
                                    

*انتظر عصام رد شقيقته على هاتفها المحمول وبعد عدة اتصالات منه أجابت أميمة بصوت متكاسل بزفرة ضيق:
_الو...ايوه يا عصام في ايه ع الصبح كل ديه اتصالات.
_أميمة انتي جايه القاهرة امتى؟
*هتف عصام بصوت غاضب.....رفعت اميمه حاجبها بدهشه وجلست نصف مستقيمة فوق الفراش تفرك عينيها الناعستان بخمول...و اردفت بسخرية:
_مفيش صباح الخير الأول يا دكتور.....ايه وحشتك بشكل ده عشان تكلمني الساعه 9 الصبح وتقولي نزله القاهرة امتى.
*مسد عصام عنقه المختنق.....وسالها بنبرة أشد قسوة من ذي قبل:
_انتي بتعملي كده ليه....ايه اللي بيوصلك انك تأذي نفسك وتاذي اللي حواليكي بشكل ده يا أميمة في
ايه في نفسك....انا بيقت اخاف منك.
*تجعدت ملامح أميمة بالقلق وهمت تقف ترتدي مزار قميص نومها الحريري وهمست تستفسر منه
عن ما يحدث معه:
_في ايه يا عصام ايه اللي بتقوله ده انت اتجننت؟
*رد عصام بلكنه تتميز غيظا منها:
_انتي اللي اتجننتي طول عمرك وانتي قاسية وجاحدة يا أميمة....حتي بابا وماما الله يرحمهم مسلوش من غرورك ومن جحودك ده.
*صرخت بعنف وهي تشعل سيجارة لتدخنها:
_عصام يظهر انك ناسيت أني اختك الكبيره انت بتكلمني كده ازاي يا تقول اللي عندك ياما تقفل مش عايزه اسمع كلامك الغبي ده.
*هدر اخيها بحدة وهو يسالها ويعلم انها بالتأكيد ساتكذب كعادتها:
_انتي من سنين عمر نيرة كلها جيتي وقولتلي أن نيرة بنت اتبنتيها انتي وحسن قبل موته بشهور
وإن ده كان طلب حسن الله يرحمه أن يتقال على البنت ديه قدام أهله انها بنته وبنتك انتي امها وهو ابوها صح ياأميمة......اميمة جوبيني كلامي صح.
*عبست أميمة تعقد جبهتها وهي تفور بالغضب المكبوت لماذا يتحدث عصام في هذا الأمر
وينبش في ماضي اغلقته منذ سنوات...عندما صرخ
عليها أجابت باختصار:
_ايوه....ده اللي حصل ايه اللي فكرك.
_انتي كدابه.....كدابة وحقيره يا أميمة....انتي مريضة حبك لحسن الناجي وفلوسه عموا قلبك وعيونك عن الحقيقة كلها....كدبتي كدبه وصدقتيها
أن حسن بيحبك انتي.....وساب سهيلة عشانك انتي
سهيلة فاكرها يا أميمة.
*تاففت أميمة وصاحت فيه بغضب شديد َ:
_انت ايه اللي فكرك بكلام ده يا عصام....خلاص خلصنه منه من زمان جدا ايه اللي خالك تفتحه وليه تجيب سيرة الزفته....
*صمتت اميمه فجأه وتذكرت حديث حمزه معاها ومعرفته حقيقه نسب نيرة....شهقت بخفوت ثم قالت لشقيقها الذي يلهث من شدة أنفعاله:
_عصام انت قبلت اللي اسمها سهيلة....انت تعرفها ايوه تعرفها انا فاكره كويس انك شوفتها قبل كده
مع حسن.....و.
*عادة اميمه إلى سنوات كثيرة مرت عندما أتى شقيقها عصام إلى باريس لزيارتها والاطمئنان عليها وتسليمها حصتها من المال في ميراث والدها الضئيل..... وهناك تعرف عصام على موسى رحيم
صديق اميمه وحبيبها والذي أراد الزواج بها بقوه
وفى إحدى المرات حضر حسن برافقة سهيلة وتعرفت سهيلة على عصام الذي هو الآخر مثلها له ميول سياسي وثقافي وانسجمت سهيلة بالحديث
معه لدرجة جعلت أميمة تسخط على شقيقها أيضا لأنه اهتم بتلك الأفعى التي تجذب من حولها برقتها وسلست حديثها بسهولة.....وبعد فترة عندما علم عصام بزواج أميمة من حسن إصابته الدهشة وقال لها بوضوح:
_ازاي دكتور حسن يتجوزك انتي......وسهيلة راحت فين.
*إجابته وقتها بغرور متعالي:
_اتقبض عليها في قضية سياسيه وابوه لما عرف طلب منه لازم يسبها ويبعد عنها.
*افاقت أميمة من شرودها على صوت شقيقها الحانق وهو يهتف فيها:
_انا غلطان اني صدقتك ومشيت ورا كدبتك الحقيرة اللي وهمتيني بيها......وسهيلة كانت مرات حسن وأم نيرة ولما عرفتي بكل حقارة بلغتي عنها واترمت هي في المعتقل.....
*قطع عصام حديثه وضحك بانفعال وسخرية من القدر الذي أوقع حسن الناجي وسهيله في طريق شر اسمه أميمة:
_ولا سبحان الله بعدها وفي أقل من شهر يموت حسن الناجي في حادثه عربية وترجعي انتي وكنك
مظلومة وبرئية......وانتي مجرمة قتالت قتله.
*تلبكت أميمة وتصفدت جبهتها بحبات عرق باردة
هل انكشف أمرها أمام الجميع.....هل مصيرها سيكون السجن.....لا لن تستسلم ابدا مستحيل فهي أميمة فاخر التي لايستطع احد التغلب عليها ابدا:
_الست ديه كدابه ياعصام كل كلمة قالتها كدب هي رجعه تنتقم مني عشان حسن فضلني عليها إياك تصدقها انا نزله مصر في بكره وهاجي اشرح.......
_لو شوفت وشك مش هحرمك يا أميمة ورحمة ابويا وامي ماهرحمك ابدا.....احسنلك تاخدي بعضك وتغوري عننا بشرك.....قبل ما حمزة الناجي وسهيله يعملوا تحليل dna ولعبتك تنكشف صدقيني انا لحد دلوقتي عامل حساب انك اختي أحمدي ربنا لولا كده كنت انا بنفسي بلغت عنك.
*تمتم عصام كلماته تلك قبل أن يغلق الهاتف بوجه اميمه التي صرخت تهتف باسمه:
_عصام....عصام استنى متقفلش.....عصام انا.
*صرخت بجنون وهي تكسر ما أمامها بغل وبسرعة البرق كانت تهتاف غالية وعندما اجابتها قالت لها من بين أسنانها المصتكين:
_غالية اسمعيني كويس لازم الليلة تنفذي اللي اتفقنا عليه خلاص مفيش وقت لازم الدنيا كلها تولع.....لحد مايجي وقت الضربه اللي هتكسر عيلة الناجي كلهم وناخد بتارنا انا وانتي منهم.
*اجابتها غاليه بتشفي مبتسمة:
_متجلجيش الليلة هتكون سودة بلون الطين على الكل وأولهم المحروسة ام الولد.
             - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*فرك مهدي وجهه بضيق وبتردد وقف أمام غالية التي تحولت وقد ظهر وجهها الحقيقي والتي كانت تخفيه خلف قناع من البراءة المزيف:
_اللي بيحوصل دهو كلاته غلط يا غاليه وانتي خابره زين اننا بنحفر جبر غويط بيدينا.....جبر حمزه الناجي هيدفنه فيه واحنا لستنا فينا الروح
من غير مايرمشله جفن يابت بوي.
*عقدت غاليه ذراعيها أمام صدرها وظلت واقفه في مكانها أمام شرفة الغرفة المطلة على النيل تستمع بصمت إلى اخيها وعندما انتهى من حديثه
همست قائله دون أن تلتفت له وتكلف نفسها عناء النظر إلى وجهه الشاحب:
_اهدا اكديه وبطل جبن متخافش من أيتها حاچه احنا مالناش صالح عاد.....اميمة هي اللي خطط لكل حاچه.
_انتي بتجولي بتخرفي تجولي ايه.....أميمة ديه كيف العجرب معتملش أيتها حاچه غير وهي متوكده منيها......وهتچرنا وياها لطريج واعر جوي
انسى حمزة وبزيدكي عاد.
*هتف مهدي بتلبك وقد تمكن منه الخوف.....في حين ضاقت عينان غالية بخطورة وصرخت بمهدي صرخة نفضته:
_لو هي عجربة اني حية ولدعتي والجبر و دايره بالي عليها مليح....انت بس خليك واجف جنبي وصدجني هتكسب كتير من المصلحة ديه..هتكسب
اللي طول عمرك رايده وبتتمناه.
*هدر مهدي بقلق:
_يفرحني اكسب اللي نفسي فيه وملحجش اصرفه عاد....طبعا وانتي يهمك في ايه المهم عنديكي تكسري جلب والد الناجي ومرته وخلاصي هو المحروج دهو لما يدره أن سلمي كانت هتهرب وياي.....ولا يعرف اني راحت السرايا وهو مش فيها هيسمي عليا.....مش بعيد يجتلك ويجتلني اني كماني.
*هزت غالية رأسها وقد نفذ صبرها والانتقام اعمها واغشي بصرها:
_اللهم طولك ياروح.....انت بهيم ومخك معيشتغلش غير ويا الغوازي وبس.....حمزة الضربه هتكون جويه عليه اني خابره زينة وكماني متنسيش اني البلد كلاتها مستنيه فرح خوه وكماني فرح المدعوج مناع يعني لو فكر يسوي أيتها حاجه هيكون بعد ماكل حاجه تتم......وعجبال ما يفكر يعمل وياك حاجه تكون حلت فوج راسه المصيبة الكبيرة اللي ميعرفش يجوم منيها واصل.
*اعتلت شفاه مهدي تلك المرة بضحكة ساخره وغمغم بصوت متعب:
_يبجا انتي متعرفيش والد الناجوية زينه.....حمزة مش راح يعديها بساهل اكديه ويجول عشانا عليك يارب.....لع تبجي غبية والد الناجي هيموتنا كلاتنا في غمضة عين وبكره تجولي مهدي جالها كلمة اني مليش صالح بكل ده الليلة هنعاود ع البلد وبلاها يا
غالية.
_لا لو الليلة آخر ليلة في عمري هعملها يا مهدي يعني هعملها......لو رايد انت تعاود وتتخبي كيف
البسة سافر بسلامة بس ملكش عندي حج ولا باطل وبجا خلي المحروسة بتاعتك تبجا تصرف ع السم الهاري اللي بتشمه يا حبيب اختك.
*رمقها مهدي بنظرة جانبية أخيرة قائلا قبل أن يغادر الغرفة:
_بجا اكديه يا غاليه بتمسكيني من يدي اللي بتوجعني ياخيتي بت امي وابوي مكنتش خابر انك جاسية جوي وملكيش عزيز غير نفسيكي.....ساوي
اللي يلد عليكي وانتي حره.
        - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*قبل زفاف عمار بساعات قليلة***
*صففت سلمي شعر ابنتها الصغيرة بسمة وقامت بوضع طوق من الفل الأبيض يزين شعرها الحريري
اتسعت عينان الصغيره بانبهار وضحكت باستمتاع وهي تلف في دوائر أمام والدها وخالها التي تحبه كثيرا لأنه دائما يصفها باميرته....صاحت سلمي في
ابنها العنيد الذي يرفض أن تساعده في ارتداء حلته
الانيقة وخرجت إلى زوجها الذي يجلس أمام التلفاز بجانب شقيقها يشاهدان إحدى مباريات كأس العالم
باهتمام:
_يامراري انتم جعدين جدام التلفزيون يلا جوموا خلاصي مفيش وجت....وانت يا بلال شوف حسين و راسه اللي انشف من الحجر الصوان دهو.
*أشار بلال لها برأسه وهو يركز في إعادة الهدف وحمزة يصرخ بجنون كروي:
_اباي ايوه اكديه.....دمنا نشف ياولد المخبل.
*نظرت لهم سلمي وعضت شفتيها بغيظ تعرفهم جيدا لم يتحركان حتى نهايه المباراة.....بخطوات سريعة دلفت إلى غرفتها لتسعد هي قبل أن تنتهي الحاجه دهب من صلاة المغرب وترهب الجميع:
*انتهت من تصفيف شعرها في لفائف حلزونية ناعمة تصل إلى منتصف ظهرها.....ووضعت بعض
اللمسات الهادئة من مكياج ناعم وكحل اسود أبرز جمال عيونها......انتهت المباراة وخرج بلال إلى الغرفة ليستعد وفي تلك اللحظة تفاجي بزوجته
وحبيته في هذا المشهد الرهيب من الجمال الرباني الناعم.....تسقط عن جسدها الصغير مزار حريري قصير فانساب المزار برقة الحرير من فوق جسدها
وبقت هي توليه ظهرها المكشوف وما تبقى وهي لا
تشعر بوجوده:
*ابتسم بلال وظل ينظرها بهدوء.....زوجته جميلة تحبه وتعشقه تفعل المستحيل حتى ترضيه وهو مصمم على الابتعاد عنها بجفاف حتى احس انها ابتعدت في الفترة الأخيرة وفقدة الامل وأصبحت علاقتهم الزوجية فاترة روتينية لا يتخللها المشاعر والأحاسيس:
*ملست فوق جيدها العاري بشرود تفكر هل ستنال على إعجابه الليلة ويغرقها بكلماته الحنونه.....حبيبها مازال يهيم بها عشقاً ام  تخلي عنها وأصبحت بالنسبه له زوجه غير صالحة للحب
تنهدت بحيرة وكبحت دموعها خائفة أن تهدم زينتها وتحركت قليلا تضع ساقيها الناعمتان في ثوبها الذهبي المخملي وهو مازال واقفا بعيد يسترق النظر إليها بإعجاب شديد يلهث من شدته اشتياق لها......فجاة انتفضت سلمي من لمست يده بنعومة على طول ظهرها:والتفت لتجده يلتصق بها من الخلف يساعدها على إغلاق سحاب الثوب ببطء شديد:
_مكنتش عارفه اجفله...
*همست بخجل....فتابع هو بصوته الرجولي الرخيم:
_اساعدك اني.....امال انا أهنيه بعمل ايه.
*ابتلعت ريقها بصعوبة وجسدها يرتجف وهي تشعر بشفتاه تجول فوق ظهرها ثم جيدها وهمس لها:
_اتوحشتك جوي حبيبتي.
*وازاح ماسك شعرها فنزلق فوق ظهرها كشلال من الحريري المموج دس أنفه به وأخذ يستنشقه بنهم
التفت إليه وهي ترتجف وابتسامة رقيقة تزين شفتيها وقالت بيأس مفعم بدلال:
_مانت اللي بعيد عني كأنك مصدجت.
*تأججت النيران في داخله وقد شعر بالغيرة برغم احتشام فستانها إلى أنها تبدو مغرية بشكل رهيب وقال بحنق رقيق:
_مش شايفة ان الفستان ضيح شوية من على صدرك وفخادك..
*شهقت سلمي بحرج كفتاة بكر تتلون وجنتيها من وصف حبيبها ونظرت في المرأة تقول:
_مش ضيج ولا حاجه هو تفصيلته اكديه.
*فغرت سلمي فمها بدهشة عندما مد زوجها يده يلمس مفاتنها....زوجها جرى في بعض الأحيان ولكن اليوم يبدو أكثر جرأة ووقحة....مد يده يغلق فكها قائلا بتسلية وهو يرى احمرار وجهها:
_متتحركيش كتير أهنيه واهنيه فاهمانه عليا معيزيش حد يشوفك غيري اني.....ربنا يصبرني لحد ماتخلص الليلة ديه على خير.
*صمتت تتامله بنظرات اشتياق قشعرت جلده وهزت رأسها موافقا بينما يضيف هو بصوت اجش:
_هنسيب الولد الليلة للحاچه وهنبجا وحدينا اني وانتي وبس.
*عضت على شفتها السفلي بقوة ثم هتفت بصوت مختنق:
_هنروح على فين.
*ارتفع حاجبيه ببراءة جعلت دقات قلبها تتصارع وهو يهدر بخشونه أمام شفتيها:
_هخطف مرتي الليلة.....عايز ابجا عريس اني كماني ولا ميحجليش.
*اطلقت ضحكة ناعمة تقل:
_واه يحجلك جوي جوي.
*اختطف شفتيها في قبلة عميقة قوية أودع فيها كل ما لديه من اشتياق وهو يضمها إلى صدره وجسده الصلب بقوة......وقبل أن يتعمق كان صوت دهب الناجي الناقوسي يصدح في الأجواء بنفور:
_همي يا مخبلة منك ليها اكديه هنوصل متأخر
يجطعكم نفر نفر.....كل واحده منيهم واخده رجلها وجفلة عليه تجولش هيطير.....يجطع العفش.
            - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*ضحكت نيرة عندما استمعت إلى صوت حماتها من الخارج وقد انتهت من تبديل ملابس حمزه الصغير برغم تعبها وثقل جسدها إلا أن الصغير يتعلق بها وبقوة......واخيرا وضعت له ببيون حمرا ليصبح الصغير وسيم يخطف العقل بقميصه الأبيض وسرواله الأسود.....وقالت لزوجها الذي كان يعافر مع ربطة عنقه:
_حمزة بعد ماتخلص خناق مع الكرافته لبس حمزتي الشوزة بتاعته.
*رفع حاجبه إليها بالمرأة وقال بسخط:
_حمزتك....والله عال.
*ثم اكمل وهو ينظر إلى الصغير الواقف خلفها بصعوبة يتشبث بفستانها:
_جرى ايه يابن عمار ماتهمل مرتي ياولد مالك لصج فيها اكديه.....كانك مشوفتيش حريمات جبل اكديه.
*ضحك الصغير وهو يطلق المهمات من ثغره ويده الصغيرة تتعلق بثوبها وهو يمشي في خطوات مترجحة خلفها:
_طيب خلاص متغريش كده منه وتعالى هنا انت كمان.....عشان ارحم المسكينة اللي في ايدك.
*قالت له مبتسمة.....فاقترب منها وهو يرمقها وقد ظهرت بطنها بشكل كبير في فستانها الأسود اللامع
وقد جمعت شعرها في كحة كبيرة يتدلي منها خصلات ذهبية ناعمة.....كشفت عن نحرها الورى من فتحت صدر الفستان المتهدلة:
*قرفص قليلا حتى تتمكن من مساعدته وملس على بطنها برقة يقل:
_شكلك تعبانه جوي شكلها هانت....من عيشة ليلة امبارح وانتي سرحانه وعيونك حزينة في حاچه.
*هزت رأسها قليلا وهمست بتعب:
_مفيش حاجه حببيي بس حاسه اني تعبانه شوية شكلي هولد بدري زي الدكتور ماقالت......بس اطمن انا دلوقتي كويسة.
_خلاصي بلاها مروحك ع الفرح خليكي أهنيه معاكي بهية وشيماء ولو مكنش في ضيوف كتير جاين ع الفرح كنت فضلت وياكي.
_حمزة انا بخير حبيبي.....متخفش هحاول معملهاش في الفرح.
*أطلق تنهيدة قلق خرجت من عمق صدره واحاط وجهها بكفيه الكبيران قائلا:
_جوليلي في ايه جواتك كتماه ومعيزاش تتحدتي عنيه.....اني خابرك زينه.
*غامت عيونها بسحابة رقيقة من الدموع وظلت تنظر إليه في شغف.....ثم رطبت شفتيها بلسانها قليلا.....فما كان منه إلا أنه انحني يطبع قبله سريعة فوق شفتيها وهمهم:
_نيرة وحياة بوكي مش ناجص جلج اتحدتي فيكي ايه؟
_بابا....بابا الله يرحمه يظهر انه كان يعرف على ماما وحدة اسمها سهيلة.....عشان كده هي بتكره وبتكرهني انا كمان.
*جحظت عيناه وقد وضحت على ملامحه علامات الدهشة والاضطراب مما جعلها تتاخذ خطوة إلى الخلف بحذر شديد خوفاً على الصغير المتعلق بها
تسأله:
_انت عارف حاجه يا حمزه.....تعرف الست ديه.
*رفعت يديها ببطئ وأخذت تتلمس بطنها المتشنجة بارتجاف.....ابتسم حمزة ابتسامة شاحبة مرتجفة ومن ثم حك ذقنه يقل:
_هعرفها منين يعني؟ يلا همي اتخرنا جوي أني هنتظرك بره.
*وخرج مسرعاً من الغرفة قبل أن تحدثه في هذا الأمر وقد شكت في مصدقيت حديثه.....نظرت في أثره حتى اختفى وخرج من الغرفة قشعرت بالخوف الشديد من شئ ما يحدث حمزة لا يكذب ولكنه الان كذب عليها وواضح من تلعثمه الشديد وشحوب وجهه.....خالها عصام سيحضر الزفاف و
هناك ستعرف منه الحقيقة كاملا الليلة:
_ياست سهيلة اعملي معروف بلاها تيجي الليله نيرة تعبانه جوي وعرفت حاچه عنيكي.
*هتف حمزة بصوت خافت وهو يتحدث بالشرفة إجابته سهيلة بحيرة:
_عرفت منين؟ انا أكدت على دكتور عصام ميقولش اني زرته في بيته.....طيب مش هاجي بس من فضلك يا حمزه طمني عليها.
*رفع رأسه إلى السماء وهمس بعدم تركيز:
_يا الله.....هيكون مين خابرها انك كنتي عنديه واتحدتي وياه....اني معيزيش نيره تعرف أيتها حاجه دلوكيت ده خطر واعر عليها.
*اغمضت سهيلة عينيها وتنهدت يائسة وقالت بضعف شديد:
_انا خايفة على بنتي نفسي اكون معاها زي اي ام وقف جنبها وتحمل المها انا كمان.....ليه كل ده يحصلي عملت ايه استهال عليه كده.....انا هتجنن
هتجنن.
*وبكيت بحرقة جعلت قلب حمزة يتألم وقد احتدت أنفاسه من الغيظ أميمة هي سبب مصائب تلك العائلة.....اميمة العقربة السامة والتي سيقتلع رأسها قريبا جدا ولكن الآن كل مايشغله ويقلق قلبه هو حبيبته التي تشحب يوما بعد يوم:
          - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*حفل زفاف اسطوري ضم الكثير والكثير من صفوة المجتمع من رجال أعمال ورجال في منصاب سياسة بالدولة....وبعد أسر عائلة الناجي المقيمين بمدينة القاهرة....بالإضافة إلى أصدقاء العروسين بالجامعه من طاقم التدريس إلى بعض الطلاب التي أصرت روجي على دعواتهم:
*من فيهم كان يتمنى لها الخير والسعادة مع زوجها الوسيم ذو الطلة المهيبة وأولها صديقتها المقربة علياء والتي كانت تتمنى لها الخير وهي الأخرى قد عقد قرانها على مهاب صديقهم بالجامعة واخريات
كانوا يحملون الضغائن إلى روجي ويحسدونها على الوقوع بهذا الشاب المكتمل:
*كانت الفرحه تعم على الجميع وأولهم العرسان الذي لم يفارق كل منهم الآخر وافتتح الليلة برقصة رومانسية على أنغام الموسيقى ثم رقصة جماعية تشارك بها أقرب وأصدقاء العروسين....وكان أول المتقدمين آدم وهمس.....وفرحة وزوجها زياد حتى سلمي التي خجلت وتحججت إلى زوجها بأنها تناست الرقص ولكن بلال أصر عليها وتقدمت معه إلى ساحة الرقص تشارك شقيقها السعيد:
          - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*أحست نيرة بحركته من خلفه ويديه تحطان فوق اكتافها الناعمتان وعطره الفج يملأ رئتيها همهم لها وهو يحاول رسم ابتسامة مزيفة لعلها تقتنع وتهدا:
_تحبي نرقج احنا كماني....هما احسن منينا في ايه يعني....تعالي وياي نعلمهم الحب.
*ظلت ملامحها فاترة لوهلة قبل أن تفلت من بين شفتيها ضحكة حزينة وهي تقول بترفع:
_اللي بيحب حد مش بيخبي عنه حاجه.....ويسيبه كده محتار.
*شبت نيران هوجاء في مقلتيه المظلمتين وهو يسالها بخشونه:
_انتي فيكي ايه عاد جولتلك معرفش أيتها حاچه وانتي بردك مصممة على اللي في رأسك....وبعدهلك
يانيرة اني صبري نفذ.
*اطبقت جفونها وهي تشعر بضربات وتقلصات بطنها تزداد فالتفتت إليه وفي عينيها دموع باردة ارعشته وقبضت على صدره وهتفت مبتسمة:
_روح شوف ضيوفك انا هدخل الحمام وارجع.
_خدي بهية أو شيماء وياكي.
*هدر بحنو....التفت إلى الفتيات البسيطات الوقفات أمام ساحة الرقص ينظرون بدهشة إلى الجميع َالضحكة لا تفارق شفتيهم....لتقل برقة:
_لا خليهم مبسوطين انا كويسة.....اطمن.
*وتحركت نحو غرف الاستراحة وهي تكاد تتعثر في مشيتها وهو يقف في مكانه يموت قلقاً عليها
يد قوية ربتت فوق كتفه جعلته يلتفت.....اخرج
زفرة قوية وقال بلهفة:
_دكتور عصام انت فين....اني بحدتك ع المحمول من بدري الحمد لله انك جيت دلوكيت جبل نيرة ماتشوفك.
*وأخذ يشرح إلى عصام الوضع.....وقبل أن تخرج إلى خارج القاعة التفت تنظر إليه لتتفاجي به يتحدث مع خالها الذي حضر للتو باهتمام وملامح وجهه يبدو عليها الغضب.....وهنا تأكدت بأن حمزه يعلم كل شئ وخالها أيضا وربما الجميع إلا هي الغافلة الوحيدة:
*ولم تمر إلى دقائق معدودة استقبل فيها حمزة بعد المدعوين والذي عرفهم به والد العروس السيد محمود....وبدت فقرات حفل الزفاف حيث أحي الحفل احد مطربين مصر المشهورين وتجمع الجميع بما فيهم العروس وصديقاتها حول المطرب الوسيم يرددون معه بعض الأغنيات:
_الف مبروك لعمار يا عمتي....ولاوني عتبانه عليكي جوي.
*تركت دهب حديثها مع إحدى سيدات عائلة الناجي والتفت إلى الصوت المألوف لديها تمكنت دهب من القول بلهجة لا تعلم كيف سيطرت علي
ثباتها:
_انتي ايه الا جابك لاهنيه يابت فطنة.....عايزه منينا ايه يا خربات البيوت.
*اغمضت غالية عينيها وأخذت نفسا باردا قويا.... قبل أن تقول بصوت لاينم عن شيء:
_يعني بدل ماترحبي بيا وتجوليلي معلش ناسيت اعزمك يابت خوي....تجوليلي اكديه مكنش العشم يا عمه....ع العموم انا جولت اچي وابارك للغالي واخو الغالي وابن الغالية في اللاول والأخير انتي عمتي اخت بوي.....اللي ريتني وحاجت عليا برغم انك كنتي السبب في موت امي....بس هه اني زيك
جلبي كبير جوي ومحسبيش حد على عمله.
*أجبرت دهب الناجي نفسها على الهدوء بشق الأنفس حتى لاتفسد ليلة ابنها وعروسته وحدقت في غالية التي تعرفها تمام المعرفة.....غاليه هنا لأجل استفزازها واخرجها عن طورها ولكنها لن تفلح.....بقت دهب تحدق فيها بثبات عميق وقالت
بصوت ناقوسي خطير:
_امك كانت كيفك ساحرة ووطية متعرفش غير النجاسة والشر.....وانتي كيفها فولة وانسجمت منيها غلطة عمري كلاته اني حاجيت عليكي في بيتي و چوزتك ولدي زينة الشباب ودفنت شبابه ويا وحده زيكي أرض بور مينفعش فيها زرع ولا جلع......حتي حجوجه مكنش عارف ياخدها منيكي
عشان انتي نص مرة.
*عضت غالية على شفتيها واصابعها تكورت على ثوبها وهي تدمدم بغل خافت:
_بتعيرني بمرضي يا دهب الناچي محديش امخلل فيها بكره انتي كماني تموتي وتيجي ذكرى.
*ضحكت دهب بسخط وترفع وهي تقل لها:
_دهب الناجي واه واه يا ولاد الحية خرجت من الشج اهه....اسمعيني زينة يا مرة اتحسبت ع النسوان دهب الناجي هتموت وتبجا ذكرى زي ما بتجولي الموت حج واني مستنياه....بس ع الأجل هموت واني سيبه ورايا مرت ابني كبير الناحية والبلد هسيب دهب جديدة جوية وصافية ولادة
هتجيب لولدي عيال من صلبه ومن دمها......مش مرة متعرفش غير الاعمال النجسة والخبث والتوجيع.......اياك تفكري انك سلمتي من يدي ابدا يابت فطنة انتي وخوكي حفرتوا جبركم بيدكم.
*وقفت غالية وقد امتعض وجهها و غيمة من السواد أحاطت بمقلتيها وهدرت بغل قاسي وهي تنحني على دهب وتهمس لها:
_استجوي على كيف كيفك يا كبيرة....بكره يجي اليوم اللي يهجر جلبك وجلب مرت ابنك.....وتعرفي وجتها مين اللي حفر الجبر بيده.
*نغزه من الخوف اطبقت فوق صدرها وجعلت أنفاسها تتلاشى تقسم انها رأت داخل عينان غاليه نيران حارقة تتطاير من مقلتيها.....ومقلتي شيطان
حمرا تلمع بالخبث والخبائث استعاذت بالله من الشيطان الرجيم بلسان حالها.....ووقفت مقابلها لتطردها شر طردة وهي تصب عليها اللعنات والدعاء......ولكن يد من حديد كانت تطبق على ذراع غالية وصوته الاجش الغاضب يقول لها:
_همي جدامي ياغالية من غير رط وحديت ملوش عازة.
*وخرج بها حمزه إلى خارج القاعة وهو غافل عن عينان أخرى تتابعه بغيرة وقهر:
_اما انتي كويسه....مالك ياما.
*لافيني شوية ميه أبل ريجي ياسلمي معرفاش جلبي انجبض ليه.....استرها معانا يارب.....استرها يا
ساتر.
*دمدمت دهب وهي تجلس في مكانها وقد لاحظ عمار أيضا شحوبها من بعيد.....همهمت سلمي بقلق وعيناها تبحث عن اخيها الذي خرج بغالية ولم يعود:
_الحرباية ديه جالتلك ايه ياما وايه جابها عايزه منينا ايه تاني مكفهاش هي واخوها اللي حوصل.
*أخذت نفسا مرتجف وسحبت المقعد تجلس بجانب امها تمسد يدها الباردة.....لتسمع دهب تهمهم بصوت يكاد يكون مسموع:
_انا خايفة على مرت خوكي والولد اللي جواتها هات العواجب سليمة يارب.
*شهقت سلمي وهي تضرب فوق صدرها وقد تسلل إليها هي الأخرى الخوف من مجهول لا يعلمه إلا الله وحده:
             - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*نظر لها وهو يسالها بغضب:
_ايه اللي جابك لاهنيه يا غاليه.....رايده ايه منينا يابت الناس....أحمدي ربك اني سمحتك وعافيت عنيكي والا كانت جتلتك من زمان وتويتك.
_مانت جتلتني يا غالي لما بعدت عني وطلجتني انت فاكر اني عايشة.....لا اني اكديه اكديه ميته وكان لازمن اشوفك واجولك على اللي في جلبي.
*ازدادت قسوة عينيه في لمحة كره لم يستطع مداراتها.......فقالت وقد لامسته غالية بحب حقيقي يشعرها بتملكه إلى أبعد الحدود وهمست لعينيه التي تحدق بها بانفاس متهدجة:
_جلبي تعب جوي بعد فراجك يا حمزة....مش جادرة اصدج انك طلجتني اكديه بسهوله بعد عشرة السنين ديه كلاتها يا ولد عمتي.
*ابعد يديها التي تلمسه وقال بملامح متجهمة قاسية لا تلين:
_انتي اللي عملتي اكديه في حالك يا غالية كنت شايلك فوج راسي وعمري ماكنت راح افكر اني افرط فيكي واصل.....بس انتي فكرتي تأذي نيرة اللي هي حته مني وانتي عارفه اكديه مليح.
*كتمت غيظها النابع من قلب متعب وهن....قلب برغم ضعف دقاته الا انه يحمل غل وقسوة لا يحملها قلب قوي يتشبث بالحياه:
_غصبن عني ياغالي الشيطان شاطر اضحكوا عليا وجوليلي انك راح تهملها لم تعرف الحجيجة كلاتها
لاجيت حالي بعمل اللي اتجالي من غير مافكر.
_مين دهم اللي اضحكوا عليكي يا غاليه وطلبوا منيكي.....مين ولد الهرمه دول اتحدتي.
*هتف بغضب وقد غامت مقلتيه بشرر من نيران متجوجه.....ابتلعت ريقها تتصنع خوفها منه وبداخلها يقفز شيطانها إلى فعل المزيد من أجل الحصول عليه مرة أخرى:
_جولتلك اتحدتي طوالي ياما تهمي من أهنيه ومشوفش وشك تاني.
*تلك المرة كانت صرخته أقوى وأعمق....فهتفت دون تردد:
_هيكون مين عاد غير أميمة....هي اللي خطط لكل شئ عشان تاخد منيك نيرة والچمل بما حمل....اني
مكنتش مصدجه اي كلمة من حديتها الواعر دهو لحد ماجالتلي انها معتخلفش وان نيرة مش بنتها
اني كنت راضية وساكته وجفلة خشمي عشانك يا
ولد عمتي......بس لما عرفت اكديه جولت يبجا انت
هطلجها لما متخلفش ليك الولد اللي نفسك فيه وانك بسي متچوزها عشان اكديه.....امال هتكون متچوزها ليه وانت عارف انها مش بنت عمك وأنها بنت حرام.
_اخررررررررررسي يا بنت الكلاب.
*صفعة قوية رطمت وجهها بقوة مع صرخه مرعبة لولا صوت الموسيقى العاليه داخل قاعة الزفاف لكن صوته شق مسامع الجميع....هكذا كان رد حمزه المتفاجي........على غالية خبيثة النفس والتي كانت تعلم جيدا بمراقبة نيرة لهم عن كثب فقد لمحتها في انعكاس صورتها على إحدى النوافذ الزجاجية
وفرحت كثيرا خطتها تسير على ما يرام:
*تحملت نيرة ألم بطنها القوى وهي تشعر بشئ ساخن يسيل من داخلها....وهي تستمع إلى صوت غالية الباكي وهي تمسد وجنتها:
_يدك اتمدت عليا يا حمزه ده جزائي عشان جيت اجولك على الحجيجة ووعيك لحالك وللاحواليك
ديه اخرتها.
*جذبها من مرفقها وهرول بها إلى مدخل باب الفندق الكبير وصرخ فيها:
_اخفي دلوكيت من جدامي جبل ماخلص عليكي وإياك خشمك السم دهو ينطج بكلمة واحدة عن مرتي اجسم بالله لكون جتلك انتي واللي جالت الكلام ده عن مرتي...
*بشعور حقيقي من الغل والغضب نزعت غالية ذراعها من بين يد حمزه القويه..... وهتفت فيه وكأنها تبصق بكلماتها السامة في وجهه حتى تشعله
وتزيد من غضبه:
_مرتك اللي بدافع عنيها ديه خبت عليك هي واختك حاجات كتير اولهم خوي اللي داخل جوات دارك في غيابك عشان يشوف خيتك ويجنعها تتطلج من چوزها غفلتك ياسيد الناس.
*تسمر في مكانه كرجل صنع من الثلج لتستغل غاليه بخبث دهشته وتكمل.....وخيتك الست سلمي الناجي من سبع سنين واكتر كانت هتهرب وياي خوكي لولا عمتي لاحجتها ومنعنتها جبل الفاس ماتجع في الرأس وياعالم حوصل ايه بنتها وبين خوي في الليلة إلى جضتها وياه.....وبلال الغلبان جال يستر عليها عشان الفضايح والكل غفلك وغفل جدي أيوب وعمي حسين.... مش خيتك وبس عمتي وعمتك حليمة.....واني اللي جولت لا مش هخبي عليك واصل وأول ماعرفت من مهدي بيعت خوي وجيت عشان اجولك.....يبجا ده جزاتي في الاخر ياحمزة.
*انسحب قلب نيرة وقد وصلت إلى مرحلة نزول ماء المشيمة من حول الرحم......وهي ترى حمزة متصلب واقف في مكانه كرجل إصابته صاعقة قوية نزلت فوف راسه جمدته......وغاليه تقف أمامه
وجهها يبدو هادي مستريح بعد أن أطلقت الوحش الساكن بداخله......التفت عنها فتبسمت وعملت بأن نيران مشتعلة ستحرق الجميع ولكن ما أفسد عليها خطتها وما لاتحسب حسابه هو ارتطم جسد نيرة أمام أعين حمزة وسقوطها فوق الأرضية الرخامية أمام نزلاء الفندق الذي تجمعوا حولها واطلقها صرخات الطلق وألم الولادة:
*جثم أمامها بخوف وهو يصرخ في الجميع:
_إسعاف.....حد يطلب إسعاف بسرعة.
*اراحت رأسها فوق كتفه واصابعها تضغط على يده
وصوتها يكاد يختفي......عندما قالت له والعرق يغرق وجهها:
_لو بتحبني بجد....متسمعش كلامها يا حبيبي...اياك
تسمعها يا حمز....
*غابت عن الوعي فضمها لصدره وشفتيه تقبل جبهتها المتعرقة وصوته الباكي يردد:
_مش هسمع بس جومي انتي بسلامة.....جومي بسلامة........
*ثم صرخ بصوت هستيري باكي:
_نيرررررة.
          - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
انتهى الفصل.
*نبذة من احداث الفصل الخامس والعشرون:
_سامحني ياخوي.....هو اللي غواني وملا عجلي بكلامه واني كنت صغيرة مفهماش.
*وضع راسه فوق ساق أمه وأخذ يبكي كطفل صغير خائف لأول مرة:
_لو نيرة راحت مني هموت ياما.....جلبي معيتحملش فراجها ابدا.
*ظلت تصرخ وتصرخ كمن إصابتهم لعنه أو مس شيطاني وشعرها الأشعت تهيج خصلاته حول وجهها:
_هتفضل هي اللي تكسب وتاخده مني.....كانت كل حاجة زينة لحد ما خرجت له وخربت كل حاجه لازمن تتجهر لازمن جلبها ينفطر على ولدها لازمن اخنجه بيدي انا.
*جحظت عينان روح وابتلعت ريقها الجاف حينما رفع مهدي أمامها اختبار الحمل وهو يعض على أسنانه بغضب مكتوم ويسالها بصوت إجرامي خطير:
_انتي حامل من مين يا زانيه يابت الكلاب.
*فتحت عيناها فتطلعت على وجهها الصبوح فتبسمت بتعب وهمست لها:
_انتي....مين؟
*لثمت جبهتها وبرقه ملست فوق وجهها وهي تنهار من البكاء وقالت باشتياق:
_انا امك يانيرة.

يتبع

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن