الفصل 21

2.8K 83 0
                                    


*وضعت دهب يديها على جانبي المقعد الذي تجلس عليه وقالت وهي تضغط بتركيز على مخارج كلماتها:
_يحرج مطنك ولد عجلك كيف عجل الحمار بتشك في البنته الا هتچوز منيها يا مخبل.
*نظر إليها عمار مباشرة وهو يقول بتحدي:
_أماه الله يرضي عنيكي انا مجولتيش اني شكاك فيها.....اني بتحدت وياكي عن اللي حوصل لو كنت شكاك في اخلاجها لحظة واحدة....مكنتش تچوزت منيها.
*رفعت رأسها ونظرت لولدها بمرح مصطنع وقالت:
_واه والنبي....اسمع يا واد حسين كلامي زين غيرتك الزياد عن اللزوم ديه ملهاش سبب تاني غير انك مش متوكد منيها.....يبجا فضها سيرة من دلوكيت وبلاها الچوزة ديه بنات الناس مش لعبة في يدك.....رايح چاي من صباحية ربنا كيف اليويو لما جلبت راسي وتجولي مش غيرة ياماه امال ايه يا واكل ناسك.
*كز عمار علي أسنانه وهتف بغيظ:
_يعني اجفل خشمي عاد يا ماه.....واحد متهبب جاعد ويا خطيبته وتيجي لحد عنيده ورجة مكتوب فيها " الا معاك ديه تخصني....و....وكانت حبيبتي" وفچاه اچي ادور ع المدعوج دهو الجاه هرب وعايزني اسكت ماني لازمن اهد الدنيا فوجاني تحتني....انا رجال ياماه مش عيل صغير.
*تمتمت الحاجه دهب بنفاذ صبر:
_اباي على عجلك ولد.......عجل كيف المركوب "الحذاء" حد جالك اسكت وماتتحدتش....اتحدت وياها بس بالأصول انت جولت من نفسيك انك واثج فيها.....مش تجعد تهبهب زي البجرة كتك الهم خلفة واعرة...
*مسح وجهه المتهجم بنفور وقال وهو يجلس في مكانه أمامها:
_اهه هو ده اللي حوصل والسلام....اعصابي فلتت مني غصبن عني وخلاص.....جولت الكلمتين بنرفزة لو مكنتش جولتهم كنت زماني طجيت.
*صاحت دهب بغضب وهي تجذب جلبابها منه:
_يا مراري اشج خلجاتي منيك.....انت وخيتك طول عمركم وانتم جلبين راسي ومشيلني الهم.....ربنا يباركلي فيك ياحمزة يا ولدي عاجل طول عمره ولازمن يفهم بالأول جبل ما يخرب الدنيا.....مش زيكي بغل في سرجة.
*زم عمار شفتاه وهتف بتراجع:
_امي ابوس يدك بدل ما تهزجي فيا....شوري عليا اعمل ايه؟
*حركت دهب شفتيها بسخرية....وقالت له:
_جوم اتهبب بدل خلجاتك وروح راضي البنته اللي فزت فيها زي البابور الجشاش "القطار السريع" رضيها ياموكوس جبل ابوها ما يعرف اللي هببته ويفركش الجوازة.....واه شوفوا الولد جاعد على جلبه مرواح.....جوم يا واكل ناسك.
*ابتسم عمار ووقف يقبل راسه أمه الغالية....وهتف بمرح:
_طيب جايم اهه....متفزيش فيا اكديه يا حاجة دهب...ياست الناس كلتهم...
*ابتسمت هي الأخرى بهدوء وهتفت وهي تراه يهرول إلى غرفته:
*الله يشفيك يابو عجل طجاج.
*************************
*وفي منزل روجي.....
*كانت تبكي في غرفتها وترفض أن تتحدث مع احد فقد أثارت القلق في قلوب الجميع بدخولها المفاجئ وهي تبكي وتنوح....وصوت شهقاتها يخرج من حلقها مكتوم.....لقد انتفضت هدى من مكانها تسألها بخوف:
_مالك يا روجي حصل ايه يا حبييتي؟
*بينما هتفت همس المتعبة قليلا بسبب ثقل جسدها و تورمه..... لقد اقترب موعد ولادتها لطفلتها الثانية:
_مالك يابنتي.....انتي وعمار اتخنقتوا ولا ايه؟
*لم تجابهم روجي وركضت إلى غرفتها تبكي بشدة وهي تتذكر ما فعله معاها عمار من صراخات وهتاف قوي عليها داخل سيارته....
*عمار مازال يشك بها ويعتقد انها تكذب عليه كيف وهي كانت صريحة وأكثر وضوح معه وقصت عليه كل ماحدث معاها من قبل ما تتعرف عليه ويدخل إلى حياتها:
*ظلت على هذا الحال ساعات تحبس نفسها بغرفتها وتبكي وهي تملس على محبسه الذي وضعه في اناملها منذ أيام.....ارتجف قلبها للفكرة عمار سيتركها....وينتهي كل شيء بينهما:
*حتى اتاها من خلف باب غرفتها صوت والدها الحنون وهو يهتف بحزم هادي:
_روجي افتحي الباب....بلاش شغل العيال الصغيرين ده.....لازم نتكلم.
*هبت نحو باب الغرفة تفتحه وعندما اصطدمت بوالدها.....ارتمت فوق صدره تتعلق بقميصه وظلت
تبكي بانهيار:
*وبالأسفل بعد أن سيطرة على بكائها وأصبحت عيناها الجميلتان متورمين باحمرار.....تنهد محمود بأسي بينما صاحت هدى بنزق لأول مرة خارجة عن حدود هدوئها المعتاد:
_بس ده مش اسلوب تفاهم أو حوار يا محمود كل ما يحصل حاجه بينهم هيتعامل معاها بشكل ده.
*صاحت وهي تملس فوق شعر ابنة زوجها....بل ابنتها هي.....هي من ربت روجي واهتمت بها منذ أن كانت طفلة صغيرة تركض وتلعب....
*ولأول مرة كان لهمس شقيقتها الكبرى رأي مخالف
حينما قالت بهدوء:
_بس يا ماما هو المردي عنده حق.....خلينا نتكلم بالعقل واحد بيتغدي مع خطيبته في مكان عام وفجأة يلاقي جوه فاتورة الحساب ورقة مكتوب فيها كده.....مع ملحوظة أن الراجل اللي بنتكلم عنه ده صعيدي اتربي ونشأ في مجتمع له تقاليده ومعتقداته.....لازم اي واحد مكانه يعمل كده.
_عندك حق يا همس.....كلامك كل صح جدا.
*ارتفع زوجان من العيون حدتان إلى همس وابيها بحنق شديد.....ليكمل محمود إلى زوجته وطفلته القابعة بين احضانها:
_في أيه مالكم بتبصلنا كده؟ الراجل له كل الحق يغير ويقلق ويخاف..... إذا كان انا ابوكي حصلي كده لما الكلب ده هددني انا كمان...
*انتفضت روجي تهتف:
_هددك هو مين ده يا بابا؟
*حدقت به هدى وصاحت من بين أسنانه المصتكين:
_تقصد حسام.....هو خرج من السجن؟
*هز محمود راسه بعدم ارتياح وأكمل:
_ايوه خرج حتت محامي متلاعب بالقانون قدر يخرجه بنقض بعد ما قضى سنه ونص من المدة وأول حاجه عملها هو التهديد.....كلمني وقالي لو مش هدفع مبلغ مين مش هيسبنا في حالنا وهيفضل ورا روجي وخطيبها.....غير أن الآنسة
كان ليها صور معاه يظهر انه محتفظ بيها لحد دلوقتي....الصور ديه هتنزل ع النت والجرايد والمجلات....يعني ناوي يفضحنا ويشهر بينا وانتي تقوليلي عمار ملوش حق.
*بقسوة ازدادت فوق ملامحها وغمغمت هدى إلى روجي التي انفجرت في البكاء مرة أخرى:
_الكلام ده صحيح....انتي لكي صور معاه....انطقي.
*هزت روجي رأسها وقالت بخفوت:
_اي....ايوه.
*ابتلعت همس ريقها وقد تشنجت طفلتها بداخلها من هول توترها وقالت ببكاء على شقيقتها التي يبدو أنها ستعاني من غلطة قديمة افتعلتها عندما وضعت ثقتها في هذا الحقير:
_والعمل يا بابا هتعمل ايه في المشكلة ديه....ديه مصيبة لو الصور وصلت لعمار أو الحيوان ده نشرها زي ما بيقول.
*زم محمود شفتاه بغيظ وضرب فوق فخديه بقسوة:
_هدفع....هدفع يابنتي وامري لله بس طبعا دفع المبلغ مش نهاية الابتزاز والتهديد ده أوله....وحتي لو عمار عرف وساب الهانم.....اي واحد تاني هيتقدم غير عمار هيحصل معاه نفس الا بيحصل دلوقتي الكلب ده مسكنا من أيدينا الا بتوجعنا للأسف واختك السبب.
*دفنت روجي رأسها بين كتلة يدها وظلت تنوح وتبكي وهي تقل :
_لا يا بابا انا بحب عمار.....انا ممكن اموت لو بعد عني ارجوك يابابا ساعدني....ارجوك.
*قطع صرختها صوت هاتف محمود الذي دق برقم عمار خطيب ابنته......ارتجف قلبه خوفاً وأجاب على عمار وبعد أن أغلق الهاتف قال بياس:
_عمار و والدته جايين في السكة....
*انخفض قلب روجي بين قدميها وارتعشت بقوة وهي على اهبت الاستعداد لسقوط....عمار وأمه قادمين لفك الخطبة بالتأكيد:
*************************
*لم يحتمل أكثر وهو يعصف بها برياح عاطفته....لم
يعد أمامها هذا الوحش الذي يهابه الجميع بل أصبح عاشق متيم في هوائها....الابتعاد عنها طيلة الايام السابقة كان بمثابة موت مؤكد...والآن هي بين ذراعاه يعتصرها بجنون عشقه وحبه ويتذوق شهد شفتيها....ما أجمل شفتيها الناعمة بعد الفراق لقد
هرولت تتعلق برقبته كطفله صغيرة جاء والدها من مكان بعيد....اخدت تمسح وجهها بوجهه مثل القطة الشقية التي تداعب صحبها تحت أنظار عيون متربصة حقودة....كاد أن يقتلعهم منها لولا انه امسك برباط جأشه بلحظات الأخيرة.
*عندما دلف من باب السرايا ووجدها تقف أمامه ببنطالها الأسود الواسع والذي يتناسب مع بطنها المنتفخة وقميصها الوردي وشعرها مرفوع خلفها كأنه استطال بشدة ويلمس آخر ظهرها....هبت بداخله عاصفة من الجنون أن يحتويها بداخله ويسحقها......ولكنه تغاضى بعد أن رأى هذا المشهد المسرحي الردي أمامه الحقيره تود صفعها كيف يحدث هذا وهو حي يرزق على وجه الأرض ومازال يتنفس...
*كانت تساعد بهية في وضع الطعام فوق المائدة بينما سلمي تجلس بعيدا تطعم الصغار اولا...تلعثمت وهي تقول:
_حمزة سرحان في ايه؟
*احتدت نظراته وهو يقول بجدية:
_ايه الا حوصل بينك وبين امك عشان تمد يدها عليكي؟
*ارتكبت وهي تعتدل في وقفتها وهمست:
_مانا قولتلك من شويه....بس انت طبعا مكنتش فاضي علشان تركز في كلامي.
*امالت بجسدها الصغير نحوه وهمهمت:
_مكنتش فاضي غير لقلة الأدب وبس.
*شعرت بيده على خصرها فأجفلت مبتعدة خوفاً أن تلاحظهم سلمي أو تدخل امها.....او حتى بلال الذي رحب برجوع صديقه وصعد إلى غرفته ليبدل ملابس.....ابتعدت وقالت بأنفاس مرتبكة دون ان تنظر إلى عيناه الجريئة:
_هروح المطبخ اجيب باقي الاكل.
*وجدت نفسها ترتعد ضعفا بين ذراعيه لقد فقد صوابه بتأكيد ويتصرف كمراهق....همس:
_معيزيش وكل ولا شرب....عايزك انتي.....محتاچك يا ام الولد.
**************************
*على مائدة الطعام الحافلة بالأطعمة البحرية الشهية.....والتي ضمت الجميع بما فيهم
الحاجه حليمة وابنتها سمية التي حضرت اليوم معاها لأكسر حدة الموقف بينها بين نيرة وحمزة أيضا.....
*اما أميمة كانت تاكل بصمت وعيناها تتفحصه بنظرات مبهمة لا محل لها من التفسير اي نظرات هي قاسية....حاقده....طبيعية ام حميمية:
*الجميع كان صامت الا حليمة التي هدرت في نيرة بغضب:
_انتي يا مخبلة كفايكي وكل المش الحادج دهو والفلفل....كلي وكل زي الناس عشان اللي بطنك وانت يامخبل جول حاچه لمرتك.
*لم يقل ضحك فقط على عمته التي تتعامل معه وكأنه طفل صغير توبخه....ولكنه يحب هذا التوبيخ منها....مد يده بعد أن اشمر كم جلبابه ووضع في فمها التي اغلقته كالأطفال قطعة كبيرة من الجمبري المقشر.
_حمزه مش عايزه....يا عمتي انتي حرام عليكي كان ساكت.
*حدق فيها بقوة ارعبتها ودمدم:
_افتحي خشمك وخدي من يدي.....كفايكي المدعوج دهو لأحسن اجوم اكسر البلاص كلاته.
تشدد وجهها بنفور ولكنها فتحت فمها مغصوبة قبل أن ينفذ تهديده القاسي ويحرمها من بلاص المش اللذيذ:
_واه بالهدوه عليها ياخوي.....واني حبلة كنت زيها اكديه صوح يا بلال.
*دمدمت سلمي وهي مبتسمة وعندما وجهت إلى زوجها الحديث هز راسه بصمت مهيب جعل سلمي تتنحنح وتسأل سميه على مضض:
_چهزتي حالك يا سمية خلاص دخلتك السبوع الجاي.....يعني بعد فرح عمار بكام يوم....و بعدكم بهية ومناع.
*قالت سمية بهدوء وهي ترمق أميمة التي تقوم بدور المستمعة جيدا:
_ايوه كل حاچه چهزت منجصيش غير شويه رفيع اكديه..
_مبروك يا سمية.
*باركت أميمة إلى سمية التي تلبكت قليلا واجباتها بتحفظ:
_الله يبارك فيكي يامرات خالي.
*كان ينقل نظره بين الجميع خاصة أميمة ونيره التي لا تعيرها اي اهتمام....مسح يده وفمه بمنشفة الطعام الصغيره وأخذ نفس عميق قبل أن يقل بنبرة جامدة:
_هه محديش فيكم هيجولي حوصل ايه؟ اني مش مرتاح ولا عچابني من الأساس أن الضاكتورة كانت عايزه تمد يدها على مرتي.
*ابتسمت بسخرية و قالت أميمة وهي تناظر نيرة التي تلون وجهها بالاحمرار:
_تحبي تقولي انتي لجوزك ولا اقوله انا...وبالمناسبة مراتك ديه تبقى بنتي ولا عندك شك في كده.
*بعينيه الساحرة ذات الجاذبية الخاصة والتي تسحر نساء الأرض رمقها لتذوب أميمة برغم محاولة اظهارها العكس.....ارتفعت زاوية شفتاه بعبث وقال بنبرة شديده:
_لا شك في ايه يامرت عمي....بس بردك محديش جاوبني حوصل ايه...
*وقفت سلمي تهتف بمرح:
_محوصلش أيتها حاجه ياخوي ام وبنتها يعني مصارين البطن بتتعارك ويا بعضيعها...
*صاح بلال بصوت قاطع:
_سدى خشمك انتي ومتتدخليش....روحي اعملي الشاي...
*التمعت عينان سلمي بالدموع من معاملة زوجها الجافه لها أمام الجميع.....ورحلت في هدوء تحمل بعض الأطباق وسمية التي انسحبت خلفها أيضا
بأمر من امها.....بينما بقت نيرة تفكر امها تضعها أمام الأمر الواقع...
*ضحكتها المستفزة لها....وصمتها الماكر تريد أن تشعل الحرب في المنزل وتتحدها واخيرا تنفست وضحكت برقة وهي تنظر لزوجها نظرة تعرف انها ستشعله:
_ماما عندها حق تنرفز عليا بصراحة.
*زمت شفتيها مصطنعة الندم ونظرت إلى أميمة التي تهجم وجهها وقالت بخفوت:
_اسفه ماما اديني بعتذرلك قدام الكل متزعليش مني بس بجد الحمل مخليني عصبيه جدا....
_نيرة حوصل ايه اتحدتي على طول.
*أمرها بصوته الخشن.....فقالت وهي ترفع اكتافها:
_ماما طلبت مني نروح الدكتورة ونعرف نوع البيبي بس انا رفضت....ولما صممت صرخت في وشها علشان كده اتنرفزت هي كمان عليا حبيبي
بس ده كل الموضوع.
*نيرة تختلق كذبه وهو يعلم من تلبكها وعيناها الزائغة التي تبتعد عن عيونه.....اذا كانت أم أخرى غير أميمة لكان صدق واقتنع بتلك الكذبة الغبية لكنها أميمة فاخر الحقيرة الخاطفة والقاتلة...هي ايضا عصفت عيناها بغيمة من الحقد والانكار لكنها
امتنعت عن الحديث يبدو أنها تخفي أمرا ما هي الأخرى والا كانت باحة براحة.....خرجت أميمة من غرفة الطعام وهدا الجو المشحون قليلا عندما قالت حليمة:
_سلمان جدم الشبكة لسمية ياولدي مرتك وخيتك شوفها...
_جميلة جدا ماشاء الله ياعمتي.
*رددت نبرة في محاولة لتخفيف حدة زوجها ولكنه لم يهتم وقال لعمته بصوته الاجش وهو يقف:
_اني هشوف سلمان كمان شوية اني وبلال وهنتفج ع المهر والمؤخر وكل حاجه متجلجيش ياعمتي.
*أمسكت حليمة بكفه وقالت بارتياح:
_اجلج وانت أهنيه ياعيون عمتك وروحها....الله يحفظك ياولدي ويباركلك في عيالك يا بلال.
************************
*وبعد فترة من الوقت خرج من حمام غرفته وهي يلف خصره بمنشفة كبيرة بعد أن تحمم وتعطر ليجدها تقف أمامه تحمل ملابسه الداخلية وعيونها تشع بالإغراء:
*اخذ ملابسه من بين يدها الممدودة دون أن ينبث بحرف واحد لها.....ورماها بطول يده فوق الفراش ثم وقف أمام المرأه يمشط شعره وهو يقول بصرامة:
_انزلي على تحت عمتي وسمية وحديهم.
*همست من خلفه وهي تمرر أصابعها على طول ظهره الندى والذي ارتجف من لمستها....وقد لمحه نظراتها الحارة المفعمة بالاشتياق:
_مش لوحديهم سلمي وبلال معاهم....وبعدين انت مش مشتاقلي ولا كان كلام وخلص.
*مررت شفتيها على ظهره بنعومة وذراعيها يحوطان خصره العريض......احتدت عيناه وهو يقول:
_بعدي يدك وانزلي اعملي جهوة..
*توقف سيل الكلمات من فم نيرة وهي تناظره بصدمة أين ذلك الرجل الذي كان يعتصر جسدها منذ قليل ويعلن عن احتياجه لها بلهفة.....قالت بارتباك وعيناه دامعة:
_مالك يا حمزه؟ انا زعلتك في حاجه عشان تبقى قاسي كده وتبعد ايدي عنك بشكل ده....هو ده اشتياقك واحتياجك ليا بعد 3ايام غياب عني.
*ابتعدت عنه وقالت بغضب:
_انا بتخنق من معاملتك ليا بشكل ده على فكرة.
*التفت إليها بحدة وسألها مباشرة دون أن يرمش له جفن من غضبها وبكائها بخفوت:
_الحديت اللي اتجال تحت ع الوكل كلاته كدب في كدب.....واكره ما على جلبي هو الكدب يانيرة انتي والولية امك ديه بتكدبوا في حديتكم الماسخ دهو بس اني عديتها بمزاچي عشان عمتي وسمية.
*فاض كيلها منه وصرخت في وجهه لأول مرة وهي تقول بغيرة واضحة:
_سمية....سمية....سمية ايه مالك مهتم بيها كده ولا حنيت لحبها لما لاقيتها هتجوز واحد غيرك...خد بالك اهتمامك بيها فاق الحدود يابن عمي.
_نيررررررررررررة
_ احترمي حالك واتحدتي وياي زين لأحسن والله العظيم.......
*نظرة إلى كفه المرفوع أمام وجهها.....وتشنج وجهها بالبكاء وقالت:
_لأحسن ايه هتضربني.....هتضرب ام ابنك الحامل عشان سمية وبكره تضربني عشان الست غالية و بعده عشان وحده تالته.....مانت خلاص مبقتيش تحبني على رأي ماما.....طالما جبت العيل اللي كان نفسك فيه يبقا هتعوز مني ايه تاني.
*اتسعت عيناه بصدمة من كلامها الموجع وتصريحها القاسي......هذه المرأة الحية توسوس لها بانه يستعملها كوعاء للإنجاب وبعدها يتركها أو يهملها ربما....كان يكز على أسنانه من شدة الغضب غضب يكبحه حتى لا يتهور ويصفعها فوق ثغرها الذي استطاعت به أن تتفوه هذا الكلام الغبي الذي لا أساس له من الصحة.....غبية هي
لا تعلم بانه يعشقها يتنفس من أجلها.....قلبه ينبض لها لم يعرف الحب إلا معاها ولها تحمل لسنوات بعدها عنه حتى تكبر وتنضج وتعرف انها لا سبيل لها غيره الان تتهمه انه لا يحبها ويندم على أخرى ستتزوج من غيره....قال بعنف وهو يبتعد عنها:
_انجلعي من أهنيه دلوكيت.....جبل ما ضربك بحج وحجيجي يانيرة.....اخرجي دلوكيت من جدامي.
*بقت متسمرة تلعن لسانها السليط انتفضت على صرخته القوية وهو يقول:
_جولت انجلعي من أهنيه واللي مخبياه انتي والولية الحربية ديه هعرفه ووجتها حسابك معايا هيكون واعر جوي....علي اللي مخبياه وعلى حديتك اللي ملوش أيتها عازه عندي......اخفي من وشي....همي.
*خرجت من الغرفة سريعا قبل أن تحترق بعنفوان غضبه وهي تبكي بحرقة.....لم تنزل للأسفل كما أمرها بل توجهت سريعا إلى غرفة حماتها التي تفتقد غيابها وارتمت فوق الفراش تبكي بحرقة:
*كانت أميمة تقف كعادتها تسترق السمع وفوق وجهها ابتسامة منتصرة.....لم تفوت تلك الليلة المميزة الا ونيرة تطلب الطلاق من حمزة الناجي
على يدها:
************************
*كان النقاش عائلي بوجود الجميع إلا من آدم الذي يتواجد في المصنع لمباشرة استلام شحنة من الخامات الجديدة:
*بعد صمت طويل دام بين الأطراف تكلم محمود بجدية لعمار المنحني الراس بعد أن استمع من محمود الذي تكلم بكل صراحة إلى تهديد المدعو حسام له:
_اسمع يا عمار يابني انت دخلت البيت من بابه وطلبت ايد بنتي ولينا الشرف اننا نناسبكم طبعا بس انت لو شايف ان الرجوع أفضل.....انا معنديش اي مانع وهفضل احترمك واقدرك جدا.
*شهقت روجي وهي تعتصر كفيها بألم خوفاً أن يعلنها عمار قبل صراحة ويتراجع عن الخطبة:
*انتفض قلب دهب الناجي الحنون على تلك الصغيره الجميله والذي بكائها مزق نياط قلبها و اوجعه.....كانت فكره جيدة من عمار حينما طلب منها بإلحاح أن ترافقه إلى منزل عروسته وأهلها....لقد كان يشعر بالخجل مما فعله واراد انه تكن والدته بجانبه كنوع من العون:
*اعتصر قلبها على المذاق التي وقعت به روجي من شخص حقير لا يعرف الضمير ولا الخوف من الله سبحانه وتعالى....تذكرت مثل هذا الموقف والتي عاشت فيه من ثمان سنوات بكل حذافيره مع ابنتها قرة عيناها.....فكيف ستتحمل ما لا ترضيه على ابنتها ترضيه على أخرى ستكون زوجه لابنها وتحمل اسمه:
*همت روجي بالوقوف فهي لن تتحمل أن تبقى أمامه وهو يتراجع عن ارتباطهم....كانت شاحبة ظهر وجهها له من بين خصلات شعرها الثائرة لقد بدت في حالة مزرية بمعنى الكلمة:
_عن اذنكم...
*قالتها بصوت باكي وهي تبتعد عن مرمى نظراته المحرقة.
_علي فين يامرت ابني بجا اكديه تهملي حماتك وتجومي....جربي مني عاد واجعدي في ريحي.
*اتسعت أعين الجميع من هدوء السيدة القوية جميلة الوجه والقلب....ليرفع عمار راسه وينظر إلى أمه بدهشة ولكنها تجاهلت الجميع.....ومسحت بكفها المعقد الخالي بجانبها لروجي التي اقتربت بخطوات متعثرة وجلست بجانبها:
*ملست فوق رأسها ثم استدرات إلى محمود الذي أيقن بان هذه المرأه ليست بهينة:
_اسمعني زين يا محمود بيه من غير تزويج في الحديت..... بس اني ست معرفش اچامل حد....بنتك مغلطتيش لما وثجت في الواد المحروج دهو بالأول وحبيته عمر الحب ماكان عيب....العيب انها مخدتيش حذرها منيه وامنت له.
_أماه ايه الحديت دهو...
*صاح عمار بغضب.....ولكن نظرات دهب القاسية جعلته يغلق فمه بشده احتراما لها ولا حديثها....اي امرأه قويه هذه والتي بنظراتها ردعت ابنها عن غضبه....فكرة هدى:
*اكملت دهب حديثها وكفها مازال يطبطب على روجي الباكية:
_اني ربيت ولادي علي تحمل المسؤولية اني وابوهم الله يرحمه....وخلاصي روجي بيجت مسؤولة من عمار لازمن وحكمن يچبلها حجها من ولد الفرطوش دهو....اللي فكر ياذي الست الا هتكون مرته....وبعدين يهملها ليه ويفض الزواچ عشان واد مترباش... واللي معرفيش التربية يتربى على ايدنا.
*مسح محمود وجهه وقال بارتياح:
_كلامك كله فوق راسي ياحاجه بس انا مش عايز حياتي بنتي وابنك تكون على المحاك....اقصد تكون مهددة في أي وقت اما الولد ده انا كفيل بيه مهما كان الثمن.
*ابتسمت دهب بطيبة وقالت لرجل المهيب الذي يجلس أمامها:
_انت جدها وجدود يامحمود بيه....بس الواد ده بجا يخصنا احنا لأن عرض بنتك من عرض عايلة الناجي....هما كام يوم وهتبجي ناجوية زي باجي النسوان في العايله....اما الولد دهو حظه الهباب وجعه في شر أعماله لازمن يعرف ان بنات الناس وأعراضهم مش لعبة في يده.
_عمار يا ولدي....
*رفع عمار راسه وهمهم بخفوت:
_نعم يا حاجه...
*سألته دهب وهي تلاحظ شرود عيناه إلى الأخرى التي تجلس بجانبها منحنية الراس:
_لو خيتك ولا مرت خوك.....ولا بهية ولا سمية هي اللي في الوضع دهو كنت اتخليت عنيها وهملتها وهملت واد زي ده يجيب سيرتها بالباطل....اتحدت ياولدي.
*اطرق برأسه يحاول الوصول إلى سطح سيطرته على نفسه....والدته تضعه أمام الأمر الواقع اي امر يتحدث عنه وهو يعشقها.... دموعها تحرقه لم تكذب عليه أخبرته بكل شجاعة عن ماحدث لها بالسابق وكانت قويه بالقدر الكافي لإنهاء علاقتهم:
*الأمر معقد للغاية فهو رجل غيور....يغار عليها بجنون صورها مع آخر يتلاعب بها وبعرضه يقوده إلى الجنون.....التفكير يفتك به عندما يتخيل انه لمسها....واقتطف من شفتيها القبلات سيقتل بيده هذا القذر:
*طال صمته ولم يجيب أمه على الفور.....بحة صوتها اخرجته من شروده عندما قالت:
_ارجوكي يا ماما متضغطيش عليه اكتر من كده انا مستعده لأي قرار يأخذه عمار....انا غلط ولازم اتحمل غلطتي.
*رفع رأس محتد عليها بنظراته وقال بغضب:
_لا ياماه وانتي عارفه اكديه زين.....مش عمار الناجي اللي يهمل حجه واصل لو الحج دهو هياخده بالدم....
_دم....
*همست روجي بخوف ونظرت إلى والدها الذي قال بدوره:
_لا يابني كل إلا الدم انت شاب ودكتور في جامعي ناجح ده غير انك عندك طفل محتاجك....انا هعرف اتصرف مع الولد ده.
_جوي جلبك اكديه يا محمود بيه.....دم الفاسد حلال احنا بس هنجرص ودانه عشان يجول أن الله حج....ولازمن الچواز يتم في معاده احنا كلتنا عايزين نفرح.....ولا ايه ياولدي.
*زفر عمار أنفاسه وهز راسه موافقا وهو يراها تلتقط أنفاسها الضائعة من قلقها:
****************************
*خيم الليل وعاد من مقابلته مع سلمان برفقة بلال الذي يعتبر فرد من أفراد عائلة الناجي:
*الاتفاق على الأمور المعتادة في الزواج كالمهر والمؤخر وتحديد ليلة الزفاف والتي ستتم بعد زواج عمار بأسبوع تقريبا حتى يتمكن عمار من حضور زفاف ابنة عمته والوقوف بجانبها:
وبطريق العودة إلى السرايا تحدث مع بلال بخصوص سلمي شقيقته لإنهاء هذه المهزلة الزوجية وفض الاشتباك بينهم والوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف.....وكعادته لم يخيب بلال صديق الطفولة ظنه وقرر أن يصطحب زوجته وأولاده إلى منزله فالبعد غالباً يسبب الجفاء وهو لا يتحمل بعد زوجته أكثر من ذلك......سلمي تحبه وهو أيضا ويجب أن يحارب من أجل عائلته هكذا قرر بلال وأرسل الطمأنينة إلى قلب حمزه الموجوع على أخرى تركها تبكي وتتال بسببه:
*جلس في مكانه المعتاد في التعريشة الخاصة بجانب حظيرة خيوله وقد تعدي الوقت الثانية عشر صباحاً .....هتف بعلو صوته:
_مناع....مناع..
*ثم ضحك وهو يتذكر مناع سافر إلى المدينة لشراء أثاث منزله الجديد هو وبهية....تمتم وهو يستلقي بجسده فوق الاريكة الخشبية بعد أن خلع عباءته الرمادية والعمامة الملفوفة فوق رأسه وتمدد بجسده الضخم وهو يفكر فيها.....كيف هي
الان هل تبكي....تتألم....تتطوق شوقاً مثله....يريد أن يضمها لصدره يستنشق مسك جسدها ينصهر معاها في أتون العشق يتخللها بعاطفته القوية واهواج عشقه....
*كم يعشقها بسكوته الصغيرة ناعمة القلب والجسد حبيبته الأبدية....غفت عيناه وهو يفكر بها افترقت شفتاه بابتسامة وهو يردد:
_نيرة....نيرة يا عشج الجلب.
**************************
*ظلت تراقبه من بعيد ونيران مشتعلة تحرقها وتشعل جسدها.....انحرفت أفكارها وتخيلته يلمسها يتذوقها هي الأخرى.
وربما يعاشرها فهي لا تمانع بالتأكيد سأترضى وتخضع له كامرأة جسدها يحتاجه ويتشوق إلى لمساته الخشنة.....كانت تكذب هذا الشعور ودائما تمنع تفكيرها المنحرف في التفكير به عن طريق التحامل عليه وتحديه أن يحصل على نيرة.....نيرة ابنه حسن و سهيلة والتي استخدمتها لتحصل على مبتغاها فاض بها الشوق وبدت تتلذذ كلماته القاسية وطباعه العنيدة....فهي ليست ساديه ولكنها امرأة ذا طابع خاص في اختيارات الرجال الذي يتطلبهم جسدها الجائع.....بعد تفكير طويل قررت:
*تسللت بخفة إلى خارج السرايا ومنها إلى حظيرة الخيول وهي ترتدي قميص نوم اسود ستان طويل ذو شقين يصل كل منهم إلى فخديها وفوق القميص روبه الخاص....رائحة عطرها كانت مثيرة وحمرة شفتيها حمراء قانية...
*اقتربت ببطء شديد وكان الساعة قاربت على الثانية صباحاً الجميع راح في ثبات عميق الا نيرة التي كانت تستمع الي بكائها وهذيانها:
تمعنت النظر به بعينان جائعة وهي تقف بالقرب منه.....صدره الصلب الظاهر من فتحت جلبابه يرتفع وينخفض بوضوح.....جسده المستلقي العريض قوي صلب يغري القديسين.....ياله من شاب قوي وخطير...
*هكذا فكرت وهي تتقدم ببطء شديد منه
حتى وقفت أمامه وبخفة ملست بنعومة فوق صدره من فتحت جلبابه الواسعة...ثم انحنت أكثر وبحمرة شفتيها القانية طبعت قبلة مثيره على فكه الخشن....وقبل أن تصل بشفتيها إلى ثغره المفترق
قليلا استرق سمعاها صوته الاجش وهو يهمهم:
_نيرة....بحبك.
*************************
*البلاص "قنينة كبيرة من الفخار يخزن بها العسل و الجبن القديم الحار"

يتبع

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن