الفصل 26

2.7K 65 0
                                    

"وما أبقي لي حبك صبراً كي اتصبر فانا مثلك اتألم......وما ابقى لي حبك عقلاً كي اتفكر فقد ضاع العقل خبلا في هواك والعشق يصنع من العاقل مخبولاً"
*بينما هي تتألم بالداخل وتصرخ من ألم المخاض.....
كانت روحه هو تتمزق إلى أشلاء اثر كل صرخة متألمة منها.....يمشي فتغتال خطواته الأرض الصلبه اغتيالاً وكل خلية به تنتفض رعباً. الجميع حوله ولكنه يشعر أنه وحيد دونها فهي المأوى وبين يديها الملاذ:
*مرت ساعتان وهي بغرفة الولادة تتألم حتى انخفض صوتها بل اختفى تماما واصبح المكان يعمه الهدوء وقف متصلبا أمام باب غرفة الولادة ودمدم بتلعثم وهو يشير إلى الباب المغلق:
"هي...ه...ي ساكتت ليه؟ حد يفهمني مش باين لها حس ليه؟؟.
*وقف آدم بجانبه وربت بقوة فوق كتفه المتشنج:
"اكيد اخدت بنج....اهدى يا حمزة وادعيلها تقوم بالسلامة"
*لتهتف دهب بقوة وهى تتحرك بتوتر:
"لطفك بينا يارب.....جومها بالسلامة لچوزها وبيتها وشبابها....يارب يا حنان يا منان الطف بينا ياكريم"
"أن شاء الله هتبجى بخير يا حاجة"
*دمدم بلال هو الآخر بقلق....وانسحب بهدوء يمسك بهاتفه ويحادث سلمي التي تمكث في المنزل تنتظر خبر ولادة نيرة بفارغ الصبر......لقد اصر بلال أن يوصلها إلى المنزل برفقة بهية وشيماء والأطفال وعاد مرة أخرى إلى المشفى.....اما العروسان فقد إصابتهم حالة من التوتر واضطروا لإنهاء حفل الزفاف قبل موعده بساعتين تقريبا وعندما حاول عمار مرافقة شقيقه ذكرته الحاجة دهب بقواعد الأصول قائلة:
"ميصحيش ياولدي تهمل مرتك في ليلة دخلتها....ان
شاء الله اول ما ربنا ينتعها بالسلامة هتصل بيك ع المحمول وابشرك ياحبيبي"
*ضرب الحائط بقبضة يده وعيناه متقدة متألمة ....وفكيه يضغطان على بعضهما البعض حتى صدر من بينهم صرير عال من شدة توتره وقلقه وصرخ قائلا:
"لا مجدرش اتحمل....تلات ساعات فاتوا ومفيش ولا حس ولا خبر اني هدخل واللي يحوصل يحوصل"
"صبرك بالله يا ولدي.... دلوكيت يخرچ الضاكتور عصام ويطمنا يارب هات العواجب سليمة"
*ابتهلت الحاج دهب إلى الله جل وعلا بقلب يكاد ينفطر على نيرة زوجة ابنها البكر وابنة الغالي حسن:
"أني هتچنن محدش يجولي اهدا واتهبب هملوني لحالي"
*دمدم بعذاب وقلبه يحترق.....قرر أن يقتحم غرفة العمليات وليحدث ما يحدث روحه تحترق قلقاً ولن يستطيع صبراً....وقبل أن يخطو مندفعا كان باب الغرفة يفتح على مصراعيه والسرير المتحرك يخرج وفوقه نيرة نائمة في سبات عميق لا
تشعر بمن حولها....صاح بقلب مفطور وهو يقترب منها ويدنو فوقها:
"نيرة حبيبتي.....اني أهنيه.....افتحي عيونك يانيرة جولي انك زينة.....اتحدتي وياي"
*ربت الدكتور عصام الذي صمم على حضور عملية الولادة مع نيرة ابنته بالفطرة فوق كتفه قائلا:
"الحمد لله رب العالمين نيرة بخير والأطفال كمان بس هي دلوقتي في بنج كلي ساعتين بالكتير وتفوق"
"يخليك ياضاكتور عصام طمني عليها و ع الولد"
*هتفت دهب بلهفة بينما هو يقف متسمر في مكانه يراقبها بصمت:
*تقدمت فرحة هي الأخرى والتي تركت ابنها الرضيع برفقة جدته وجاءت إلى المشفى للاطمئنان على نيرة صديقتها واختها التي تربت معاها وقالت بصوت باك:
"فين الاولاد يا بابا حلوين....عايزه اشوفهم هما بخير"
*هز عصام راسه بابتسامة مترددة قليلا....وترك المجال إلى زميله الطبيب الآخر الذي قام بإجراء عملية الولادة القيصرية والذي تحدث بدوره قائلا للجميع وخاصة حمزه الذي شحب وجهه :
"اطمنوا يا جماعة مدام نيرة الحمد لله بخير في الحقيقة عملية الولادة كانت صعبة شوية خاصة أنها نزفت كتير جوه أوضة العمليات....لكن الحمد لله هي بخير والأطفال كمان هما دلوقتي مع دكتور الأطفال قبل دخولهم الحضانة"
*شهقت دهب وهي تضرب فوق صدرها بقوة ودمدمت بخوف:
"ليه كفانا الشر ياضاكتور هما الولد مش بخير....ليه يدخلوا الحضانة"
*اجابها عصام وهو يرمق حمزة التائه بطرف عينه وكأنه أصبح شخصا آخر لا يعرفه:
"ده الطبيعي ياحاجة في حالة ولادة تلات توائم متقلقيش أن شاء الله خير"
*هتفت الحاجه دهب بالحمد لله وهي تحتضن ولدها بشدة وتقول له بصوت باك:
"مبارك عليك الولد ياولدي يتربوا في عزكم"
*ثم و دون وعي منها أطلقت دهب زغروده عالية جلجلت بأركان المشفى من فرحتها بقدوم احفادها اولاد ابنها الغالي:
*ذهبت الحاجه دهب برفقة فرحة و زوجها زياد إلى غرفة الحضانة لترى احفادها الصغار.....وبقى هو بجانبها يضع راسه فوق كفها المنبسط براحة بينما كفها الأخرى المعلق به المحلول يحتضنه بكفه الكبير....كرجل عاشق يبكي و يقبل يديها بشفتيه المرتجفتين .رفع راسه سريعا يمسح بكم قميصه دموعه المنهمرة فوق وجهه عندما شعر بحركة خفيفة خلفه وكان عصام الذي ربت علي كتفه
وقال بخفوت:
"اطمن يابني نيرة بخير الحمد لله"
*قال والغصة تكاد تخنقه وكأن هناك شوكة تقف في حلقه:
"الحمد لله.....متشكرين ياضاكتور على وجفتك معانا معنساش واصل چميلك دهه "
*ابتسم عصام بوجه بشوش ونظر إلى نيرة الجميلة ذات الوجه الملائكي حتى فى أكثر حالاتها تعباً:
"نيرة بنتي زي فرحة تمام انت نسيت والا ايه المهم هي بس تقوم بالسلامة ونطمن عليها هي و أولادك بسم الله ماشاء الله عليهم.....مش ناوي تروح تشوفهم ولا ايه وكمان لازم تتكلم مع دكتور الأطفال بخصوص وضع الأخير اللي خرج بعد أخواته بحوالي نص ساعة"
*تجهم وجه حمزة بالقلق وابتلع ريقه الجاف في حلقه يسأله بتوتر:
"خير يا ضاكتور ولدي فيه ايه ؟"
* جعد عصام بين حاجبيه قليلا وقال بهدوء يبعث القلق:
"أفضل تروح تتكلم مع دكتور شريف هو في انتظارك"
*التفت حمزة يرمق حبيبته النائمة كالملاك ثم تنفس ببطء وهو يطلب من عصام البقاء بجانب نيرة حتى يعود بعد أن يطمئن قلبه على صغاره وقبل أن يخرج من الغرفة استدار برأسه ودمدم بجدية يتخللها غضب:
"مش عايز أميمة تعرف أي حاچه واصل عن نيرة والولد ياضاكتور مش هوصيك.....متزعلش مني بس جلبي مش مطمئن واصل ليها"
*نظر له عصام بحزن واؤما برأسه متفهما موقف حمزة لقد اكتسبت أميمة عداوته وانتهى الأمر وهو لن يلومه فقد تعدت حدودها وبدات بالشر:
"متقلقش انا كمان مبقيتش مطمن لها بعد اللي عملته"
********
*صرخ مهدي وهو يجمع أغراضه في حقيبة جلدية متوسطة وقد فقد أعصابه والدم تجمد في عروقه
من الهلع:
"لساتك بعد اللي حوصل عايزنا نجعد في المخروبه ديه.....اجعدي انتي وحديكي اني هعاود ع البلد دلوكيت ياغالية اني مش مستغني عن عمري"
*صرخت هي الأخرى بغل وكأن قلبها أصبح من فولاذ لا يتأثر بالانفعالات:
"جبر يلمك يا خايب الرچا كفياك چبن عاد واني اللي جولت خوكي ضهر تسندي عليه اتاريك حيطة مايلة
ملهاش عازه.....بجولك روح شوفها ولدت ولا إياك تكون ماتت وارتحت منيها ومن العلجة اللي في بطنها.....كنت خلاص هولع الدنيا نار جايدة بس هجول ايه على بنت الكلاب ديه چت زي البومة وطبت علينا......اااااااااااه جلبي جايد نار"
*ظلت تصرخ وتصرخ مثل من إصابتهم لعنة أو مس شيطاني وشعرها الاشعث تحيط خصلاته بوجهها:
" هتفضل هي اللي تكسب وتاخده مني لحد ما خرجت و خربطت كل حاچه بس لا لازمن تتجهر لازمن جلبها ينفطر على ولدها.....لازمن اني اللي اخنجه بيدي ديه لحد ما يموت وتموت فرحتها وفرحته......عشان اكديه اني عايزاك تروح وتطجس
فهمان"
*ضحك مهدي بسخرية لاذعة من شقيقته التي أصبحت كالشيطان وهتف من بين أسنانه وهو يقف أمامها منتصب بتشنج:
"مريحش أيتها مكان يا غالية ايوه اني حيطة مايلة مليش أيتها عازه حلو اكديه العمر مش بعزجه يابت بوي.....ادعي ربك انها تكون هي و ولدها زينه والا جولي علينا يارحمان يارحيم......اياك فاكره عاد أن ولد الناچي هيچري عليكي ويجولك السماح يابت خالي فوجي لنفسك يا غالية.....حمزة الناچي اتچوز منيكي بس عشان صعوبتي عليه وجده اللي اختارك له لولا اكديه مكنش حد فكر فيكي"
*جلست غالية في مكانها مصدومة ودقات قلبها تهدر بشدة وقالت وعيناها محمرتان كجمر مشتعل من الغضب:
"سد خشمك العفش دهه والا معتشوفش مني غير السواد انت خلاص بجيت كيف الفار عايز تتخبي حلال اللي عملته مره كبيرة فيك وخليتك تهمل دوارك وناسك وتهورب.....اني هعرف كل حاچه وحدي ولا الحوجة ليك يامهدي"
*تشدقت وهي تبكي قهراً وقد أصابها الضعف:
"لما اتحدت وياي ووجف جدامي كيف البدر جلبي انشرح وجولت يمكن جلبه يحن عليكي ويعاود تاني يضمك.....عمري ماسمعت منيه كلمة بحبك بس حنيته عندي كانت بالدنيا ومافيها كنت راضية بجسمتي وياه اني اعيش نص مره.....عارفه زينة انه من حجه يتچوز ويعاشر مرة تانية ويخلف منيها بس مش ديه.....مش مجصوفة الرجبة اللي اخدتو مني من زمان وكانت معششه جواته"
*جلس مهدي يربت فوق فخذها ونظر لها نظرة مبهمة يتخللها الكثير من المشاعر الشفقة .الحزن .الغضب والكره لايعرف اي المشاعر يحملها لها:
"يمكن حديتك يكون صوح بس متنسيش انك حلفتي انك هتنتجمي من العيلة ديه وأولهم دهب الناجي متنسيش كرهك ليهم.....كانك ناسيتي اياك انك
كنتي هتموتي دهب في يوم من الايام لما دسيتي لها السم في الوكل"
*برقت مقلتي غاليه بالشر ولوت شفتيها بنزق قائلة:
"وياريتها ماتت وغارت.....كام نوبة حاولت اجتلها واخلص منيها بس كأنها كيف البسة بسبع أرواح
وكنت ناويه احاول تاني وتالت بس جت خطافة الرجالة وخربطت كل حاچه في غمضة عين هي كماني نفسي اجتلها بيدي واخلص منيها واحرج جلبه عليها ووجتها مش هيلاجي غيري جاره"
*هز مهدي راسه برفض قاطع وهمس لها بصوت شيطاني:
"كل حاچه لازمن تيجي بالعجل يا بنت ابوي لو حوصل اي حاچه دلوكيت أول حد هيجع فيها هو انتي واني ومعانا المرة أميمة.....لازمن نفكر بالعجل يمكن زي ما بتجولي عليا اني جبان بس عندي مخ يوزن بلد......الصبر يا غالية نتخبي عن العيون ونتمهل لحد مايهل وجت الحساب وساعتها محدش هيجدر يمسك علينا أيتها حاچه العدواة بجيت مع أميمة رأس الحية نهملها هي تجع مع حمزة الناجي يموت الولد على يدها....واللي تجري وتبكي وتجول لحمزة الحج ولدك هي الغالية اللي لساتها بتخاف عليه وعلى ولده ووجتها يبجى غالية ومهدي في السليم واللي تشيل الليلة كلاتها الضاكتورة ويا دار........."
*ابتسمت غاليه بشر وأكملت وهي شاردة:
"ويبجى يادار مادخلك شر....يخرب عجلك عنديك حج نعملو عملتنا واللي تشيل الطين الست الضاكتورة ونخلصو منيها وتغور هي كماني واكديه وجتها اني ممكن ابجى مع حمزة وارجع تاني ست الناجوية ومرت الكبير"
*فتح مهدي ذراعيه على وسعهم وقال وهو يضحك بشر وقد التمعت عيناه بالخبث:
"شوفتي بجى ان اوجات كتير بيكون العجل افيد من الجوة والچبن نص الچدعنة عشان اكديه لازمن نعاود ع البلد النهاردة جبل بكره ونرتب كل حاچه مع الضاكتورة......وبعد اكديه يحلها الف حلال"
*وقفت غالية وقالت سريعا وهي تدلف إلى الغرفة:
"هحضر شنطتي بسرعة عجبال ماتجفل حساب الفندج"
*أؤما لها مهدي مبتسما حتى التفتت ودلفت إلى الغرفة واختفت ابتسامته وحل مكانها التواء خفيف فوق شفتيه وردد بينه وبين حاله:
" ايوه اكديه ابلعي الطعم ياحية انتي كماني لازمن تموتي ....عشان اعيش اني واتمتع و اورث جرشناتك اللي صرهم فوج جلبك العليل .اخلص منيكي ومن المره أميمة في وجت واحد"
******
*أغلق عمار الهاتف وهو يطلق تنهيدة قوية بارتياح ورمق عروسته الجميلة وهي تقف أمامه تسأله بقلق
على صديقتها والتي كانت بيوم من الايام لها الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في نجاتها هي وحمزة شقيق زوجها:
"ايه يا عمار طمني على نيرة ولدت"
*ابتسم لها وهو يقترب منها وهمهم بفرحة:
"وشك حلو علينا يا حبيبتي.....الحمد لله نيرة ولدت .جابت عمر وعلى وحسن...ولد منهم اسمه حسن علي اسم عمي ابو نيرة الله يرحمه"
*صفقت روجي بكفيها كطفلة صغيرة وهي تتقافز من الفرح وهتف بسعادة:
"ماشاء الله ربنا يبارك فيهم.....اكيد حمزه الفرحة مش سايعاه خاصة أنهم من نيرة....بجد قصة حبهم جميلة قوى عارف انا اول ماشوفته خوفت منه افتكرته شخص قاسي جدا....لكن لما بشوف نظراته لنيرة وخوفه عليها بحس ان فعلا الحب الافلاطوني لسه موجود"
*ظل يستمع إليها وهي تتحدث بهيام وقد حولها شرودها إلى تحفة فنية جميلة ابدع الخالق في خلقها خاصة عيناها الزرقوان كمحيط عميق يغرق فيه.....ناعمة كقطعة السكر التي تذوب في الفم كانت لا تزال بثوب الزفاف ولكنها نزعت الطرحة واطلقت أمواج شعرها الذهبية والذي صبغته قبل الزفاف ليتماشي مع لون بشرتها القشدية .
نظرت له بعيون حائرة عندما لحظة شروده وهمست له وهي تبتسم:
"روحت فين؟"
"معاكي.....بسمعك ومبسوط وانا شايفك قدامي"
*همس وهو يقترب منها خطوة خطوة ببطء جعلها تتلبك وترجع هي خطوة إلى الخلف......شهقت عندما جذبها من ذراعها لتصطدم بصدره نظرت إلى وجهه الوسيم ومررت اناملها فوقه باناملها الساحره.......
فبادلها اللمسات حينما مرر أصبعه فوق شفتيها الناعمة فارتجفت شفتاها من التأثر وجزت فوقهم لتمنع ارتجافهم.....فما كان منه إلا أن انحني والتهم
شفتيها بنهم بين شفتيه وذراعاه تحتضن خصرها في تقارب شديد حتى شعرت بتصلب جسده وهو شعر بحرارة جسدها المنبعثة منها:
*ابتعد عنها حينما احس بحاجتها للهواء.....ابتعد وهو مضطر.مذاق شفتيها أشهى من الشهد وسكرته اشد من الخمر المعتق.....وقفت بذهول تلتقط أنفاسها بصعوبة لتشعر بانفاسه الساخنه خلف اذنها تلفحها برائحة عطره المنعشة مزيج من العطر الفرنسي مع رائحته الرجوليه المميزة وجسده يلتصق بها:
"كنت هموت لو مكنتيش ليا.....انا بحبك"
*اغمضت عينيها وهي تشعر بجسدها قد إصابته القشعريرة ويرتجف من البرد ربما أو من سكرة الحب فعاود الهمس بصوت رجولي مثير:
"كنت بحلم بيكي كل ليلة امتى تكوني معايا هه بقيت على ايدك مراهق ياسكرتي"
*خفق قلبها من صوته المثير وهو يداعبها وهمهمت مبتسمة وهي تستند على جسده براحة:
"سكرتك انا"
"ااممم سكرتي....ده دلعك الجديد اللي دايما هناديكي بيه واحنا مع بعض.....عارفه ليه اخترت سكرتي"
*همس لها واصابعه تحل شرائط ثوبها براحة....همست تسأله وهي تتنهد:
"ليه....حببيي"
*قبل عنقها نزولا إلى نحرها وعند مقدمة كتفها التي ظهرت من ثوبها الذي على وشك السقوط قضمه برقة جعلتها تئن من نشوتها التي انتشرت بجسدها.....وأكمل ويديه تعبث بجرأة في منحنيات أصبحت ملكه:
"علشان طعم شفايفك زي السكر...طعم جسمك حلو
ومسكر.....ناعمة ونقية زي حبات السكر حتى ريقك شهد مكرر...يبقي عندي حق والا لا اناديكي بسكرة"
*أطلقت ضحكة ناعمة.....وفجأة صرخت تنتفض حينما شعرت بثقل الثوب يسقط من فوق جسدها
ويستقر أسفل قدميها.....التفتت تخفي وجهها في عنقه وصاحت بنزق:
"انت عملت ايه؟ انا بتكسف والله"
*احس بدموع رقيقة تلسعه فضمها إليه أكثر ثم رفعها فوق كتفه العريض وهو يطفئ الأضواء من حوله ويهتف قائلا بمزاح :
"ثواني واوعدك بعدها الكسوف كله هيروح لحاله"
*ليدلف إلى غرفة نومهم ويغلقها بقدمه بقوة هاتفاً وهو يبتسم:
"توكلنا على الله"
********
*رددت دهب بسعادة وهي تحمل بين ذراعيها احد الصغار....وتنظر إلى حمزه الذي يحمل هو الآخر فوق ذراعه الطفلين:
"اللهم صل وسلم على نبينا محمد.....تبارك الله احسن الخالقين واه واه والله عشتي يادهب وحملتي ولاد الغالي......شايف ولدك ياولدي يشرحوا الجلب يتربوا في عزك وخيرك ياولدي وفي عز وشباب امهم"
*كادت الدموع تفر من عينيه وهو يحمل بين يديه صغاره الذين طالما تمناهم منذ سنوات.....تمناهم منها هي فقط كانوا صغار بحجم الكف يصدرون اصواتا صغيره كزقزقة العصافير أعينهم مغمضة أفواههم صغيرة منمنه .....انهم هادؤن لا يبكون وكأنهم يشعرون به:
*ابتسمت الممرضة المسئولة عن مناوبة غرفة عناية الأطفال (الحضانة) وقالت ببشاشة وهو تؤشر على الصغير الذي يقبع بحضن جدته:
"ده اصغر واحد فيهم نزل بعد 35 دقيقة تقريبا ودول نزلوا وراء بعض يعني بين كل واحد عشر دقايق.....ماشاء الله"
*نظر لهم حمزه بعينين باكيتين واقترب من الصغير الذي تحمله أمه وقال بنبرة هادئة يسيطر عليها:
"اني توجعت يكونوا شبه بعض...بس كل واحد منيهم مش شكل اخوه.....اللي على يدك هو حسن يا حاجة اما ده عمر ودهه على"
*إجابته الممرضة قائله:
"ماشاء الله أساميهم جميلة....هما ميشبهوش بعضيهم عشان كل واحد فيهم كان على مشيمة لو كانوا على مشيمة واحدة كانوا هيبقوا شبه بعض"
"رضعوا والا لسه"
*سألها حمزة بقلة خبرة فتبسمت الممرضة واجابت دهب وهي تضع حسن النائم في هدوء في حضنه وحملت على الشقي والذي يتضح عليه ذلك من رفساته المستمرة واصبعه الصغير الذي يلتقمه بفمه:
"لسه ياولدي بس تجوم نيرة بالسلامة وترضعهم من صدرها لبن السرسوب.....دلوكيت يشربوا ميه بسكر صوح يابنيتي"
*اؤمات الممرضة برأسها قائله:
"صح يا حاجه الله ينور عليكي"
*قبلهم حمزه برقة شديدة وهو خائف من ان يجرح نعومة بشرتهم الرقيقة.....وهمس وهو يتطلع إلى حسن:
"هو ساكت ليه ياما مش بيعيط ولا بيتحرك زي أخواته....هو بخير اكديه"
*ضحكت دهب وهي تبكي من فرحتها....ونظرت إلى على الذي بين ذراعيها يتحرك وقالت:
"على اللي فوج يدي من اولها اهه بجولك خد بالك منيه زين الولد دهه كيف عمه شجي وحرك وعيونه الله اكبر كيف الصجر.....وعمر هيكون زيك هادي ورزين بس جوي....اما حسن روح جلبي غلبان وطيب كيف جده حسن يعني نفس الاسم والطبع.....وبكره تجول امي جالت"
*ضحك حمزة والممرضة أيضا التي حملت كل طفل الي سريره الخاص وقالت لحمزة وهي تؤشر على الطيبب الذي دلف إلى غرفة الحضانة:
"دكتور شريف وصل حضرتك تقدر تطمن منه على صحة الأطفال"
*التفت حمزة إلى الطبيب الشاب الذى صافحه وقال له مبتسما:
"الف مبروك ياسيد حمزة.....ممكن بعد اذنك نتكلم شوية"
*خرج حمزة برفقة الطبيب وبقت دهب ترمق احفادها بلهفة ثم أخرجت من حافظة نقود سوداء أنيقة تحملها بيدها مبلغ مالي كبير وضعته بيد الممرضة التي شهقت متفاجئة من المبلغ وقالت لها
بطيبة وتسامح:
"دول حلاوة وصول احفادي يابنيتي خدي بالك منيهم جوي دول الغالين وخدي بالك من الكل الله يكرمك يارب"
"في عيوني ياحاجة من غير اي حاجه.....ده شغلي"
*هتفت الممرضة بسعادة.....وهي تنظر إلى السيدة ذات الهيبة والوقار:
********
*بهدوء ونبرة عملية بدأ طبيب الأطفال يشرح لحمزة الحالة الصحية للتوائم الثلاث.....وقال بان التوامان عمر وعلى بصحة جيدة وتوقف قليلا عند الثالث والأخير حسن وبدا يشرح حالته الصحية الحرجة وقد انضمت دهب إليهما واستمعت لما يقوله الطبيب عن حالة الصغير الصحية:
*امتلئت عينا حمزة بدموع الحسره على صغيره الثالث واصغر أشقائه حسن الذي خرج إلى الحياة بعدهم ببضع دقائق.....هتفت دهب بخوف:
"يا حسرة جلبي عليك يا ضنايا"
*أوضح طبيب الأطفال الذي قام بفحصه جيدا بكلمات قليلة ليطمئن والده وجدته:
"الحالة مش خطيرة أن شاء الله هيكون بخير هو محتاج عناية خاصة لحد سن معين وبعدها ممكن يعمل عملية تبديل صمام بالقلب...."
"يعني وهو صغير اكديه تتعمل العملية ديه ياضاكتور....اني مستعد اسافر بيه لآخر الدنيا بس ولدي يبجى بخير"
* غمغم حمزة بنبرة حزينة وهو علي حافة الانهيار:
*قال الطبيب الشاب وهو ينظر إلى حمزة المقهور على فلذة كبده:
"في الحقيقة أنا مقدرش احدد السن المعين لعملية تبديل الصمام غير لما يكبر الطفل وتظهر الحالة بشكل أوضح.....وعلي فكره سيد حمزة العملية ديه بقت سهلة جدا وبتتعمل بسهولة..... وكفاية أن عندنا دكتور عظيم زي دكتور مجدي يعقوب أفضل جراحين القلب على مستوى العالم......انا عن نفسي افضل ان حضرتك تعرض عليه الحالة"
*أؤما حمزة برأسه مطرقا يمنع دموعه من الهطول فوق وجهه الحزين وقال بلهفة:
"عنديك حج يا ضاكتور.....ازاي أجدر اوصل لضاكتور مجدي"
*ابتسم الطبيب الشاب وهو يشير له بالقدوم إلى مكتبه قائلا بهدوء:
"اتفضل معايا في مكتبي....وانا هتصل بمركز القلب للدكتور مجدي ونحدد موعد في أقرب فرصة"
*وبعد أن خرج من مكتب الطبيب وقد تواصل مع مركز القلب للدكتور مجدي يعقوب......توجه إلى الجناح الخاص بزوجته ليجد والدته في انتظاره جلس بجانبها وهو منهك القوى يبدو في حالة مزرية من التعب النفسي والجسدي دموعه على وشك السقوط فرك وجهه وهمهم:
"الحمد لله رب العالمين.....كله خير يا أمي.....ان شاء الله خير"
"ونعم بالله ياولدي....جدرت توصل للضاكتور الكبير
عشان حسن"
*غمغمت دهب وهي تجفف دموعها.....فقال بتعب وقد تمكن منه الانهيار:
"اني خايف جوي ياما.....لأول مرة جلبي يعرف طعم الخوف.....خايف جوي وجلبي واچعني على ولدي.....خايف يروح مني ومجدرش اعمل حاچه"
*وضع راسه فوق ساق أمه وأخذ يبكي كطفل صغير لأول مرة:
" لو نيرة عرفت وراحت مني هموت ياما.....جلبي معيتحملش فراجها ابدا.....خايف على ولدي وحاسس أن جلبي اني اللي واجعني مش هو......حتي أخواته جلبي واكلني عليهم اعمل ايه ياما شورى عليا اني تعبااااااان جوي.....تعب واعر اول مرة احس بيه"
*مررت دهب اناملها بين خصلات شعره وهي تهدهد له بصوتها الحنون وقد تورمت عيناها من البكاء:
"جول يارب هو الحافظ مالناش غيره ياولدي الضنا غالي جوي حته من الجلب وضي العين امال اني جلبي بياكلني وكل عليك انت واخواتك ليه عشان انتم حته من جلبي وروحي.....حاسه بيك وبجهره جلبك على ولدك بس معنجولش غير الحمد لله ده جدر ومكتوب.....واللي مكتوب على الچبين لازمن ولابد تشوفه العين المهم دلوكيت مرتك متعرفش ايتها حاجة ديه لساتها نفسه والزعل عفش عليها وعلى اللبن اللي في صدرها يسممه لاسمح الله"
*رفع حمزة راسه بفزع وقال ملهوف:
"لا ياما معجولهاش أيتها حاجه دلوكيت.....لازمن متعرفش أيتها حاجه عن الولد وتعبه اني هعرف اتصرف لحالي ربنا يجويني"
"يارب ياولدي.....يارب"
*صمتت دهب قليلا تفكر.....ليهم لحمزة واقفا يقل:
"هروح اطمن عليها لازمن تكون فاجت انا هملت فرحه وياها"
*تنحنت دهب قليلا وقالت بهدوء:
"اسمعني مليح يا حمزة اكيد نيرة سمعت حديتك ويا اللي ماتتسمي الحية غالية.....وبجيت خابرة كل حاجةٍ عشان اكديه اني اتصلت على امها وجولتلها تيجي هنيه تبجى جار بتها خلاص ياولدي المستور انكشف لازمن تعرف عدوها من حبيبها"
*هز راسه موافقاً بعد أن قال بتنهيدة عميقة:
"عنديكي حج ياامي....خير ماعملتي"
********
*بدت نيرة تتململ وتستعيد وعيها قليلا فقفزت فرحة واقفة تجفف عرقها وهي تهمس:
"نيرة انتي سمعاني حمدلله على سلامتك ياام العيال"
*التفتت فرحة على صوت باب الغرفة يفتح ببطء وقد ذهلت عندما رأت تلك المرأة التي تحدثت عنها مع نيرة والتي زرات والدها منذ ايام.....ناظرتها فرحة وهمست بارتباك :
"مين حضرتك؟"
*ابتسامة هادئه تعلو شفتيها رغم انهار الدموع التي سالت عندما تطلعت سهيلة إلى ابنتها الراقدة واجابت فرحة بهدوء وهي تقترب من نيرة وتضع يدها فوق وجهها الناعم:
"انا اسمي سهيلة.....وجايه اطمن على نيرة ب...."
*تعلق بصر فرحة بالسيدة الجميلة والتي فعلا تشبه نيرة إلى حد كبير.....وهمهمت بعدم ارتياح لما يحدث:
"حضرتك قريبة اونكل حسن الله يرحمه....اقصد انتي ناجوية ع العموم الحاجة دهب وحمزة هنا في الاوضة دقيقة وحده اناديهم"
*اؤمات سهيلة برأسها للسيدة الصغيرة وقد أيقنت انها ابنة الطبيب عصام نسبة إلى شبها الكبير بوالدها......تنهدت سهيلة وهي تجلس على حافة الفراش وتنحني تلثم جبهة نيرة بعمق و رددت وقد
أطلقت العنان لدموعها:
"حبيبتي.....حبيبتي يا بنتي......سامحيني لو ظلمتك بس انا ماليش ذنب في كل اللي حصل.....ربي عالم
قلبي كان ازاي بيتالم عشانك اتحملت كتير جدا يا
عمري عشان اوصل للحظة ديه.....نيرة حبيبتي افتحي عيونك لأمك"
*وكأنها استجابت لنداء القلب و فتحت عيناها فتطلعت على وجهها الصبوح وتبسمت بتعب تهمس لها:
"انتي......مين؟"
*لثمت جبهتها وبرقة ملست فوق وجهها وهي تنهار فى البكاء ردت سهيلة باشتياق:
"انا امك يانيرة.....انا امك اللي اتحرمت منك واتحرمتي منى.....مكنش بايدي حبيبتي والله انا اتظلمت كتير"
*رفعت نيره يدها ببطء وملست فوق وجهها ثم عيناها وثغرها وهي تهمهم برقة يتخللها وهن:
"حاسه اني.... شا...شايفة نفسي في.... في المرايه ك
كن...ت حاسه انها استحاله تكون....ام....ي"
*جزت فوق شفتيها وترقرقت الدموع بعينيها واناملها تمسح دموع سهيله التي بدورها جذبت كفها وأخذت تقبله قبلات كثيرة.....وتغمغم:
"الحمد لله ياربي.....كنت خايفه من اللحظة ديه جدا
الحمد لله"
*ابتلعت نيرة ريقها الجاف ونظرت حولها تبحث عنه وعن أطفالها.....وقالت بلهفة وهي تحاول الجلوس:
"فين ولادي.....عايزه اشوفهم....ولادي بخير"
*باختلاجة أصابت قلبه تقدم سريعا منها والتقط جسدها بين ذراعيه دون أن يخجل لوجود الجميع من حوله وأخذ يقبل وجهها وهو مبتسم بعينين حزينتين......همست له بتعب وهي تتعلق بعنقه كطفلة صغيرة:
"وحشتني....شوفت الولاد حلوين؟"
*رحبت دهب بسهيلة التي كانت تمسح دموعها وتناظر ابنتها وزوجها بسعاده:
"واه شوفي عاد نسي الدنيا لما مرته فاجت.....كيفك ياست سهيلة حمدلله على سلامة نيرة"
*احتضنتها سهيلة تشكرها على دعمها لها وابلاغها بولادة نيرة وقالت لها بود:
"مبروك لينا احنا الاثنين يا حاجة نفسي اشوف احفا.... دي"
*اؤمات دهب برأسها تقل:
"الممرضة جالت هتيچي بيهم بس تفوج نيرة الله اكبر عليهم بدر منور"
*شهقت نيرة تحتضن حبيبها الذي أخذ يقبل عنقها الظاهر من ثوبها الوردي الذي بدلته لها فرحة منذ قليل.....وهمس لها بحب:
"سميتهم زي مااتفجنا عمر وعلى وحسن الكبير عمر اول واحد نزل بسلامة.....والصغير حس....ن على اسم عمي الله يرحمه"
*تنهدت براحة وظلت متعلقة به تنتظر وصولهم بلهفه وعيناها معلقة على سهيلة التي تبتسم لها
وفجأة شعرت بنغزة خفيفة تخترق قلبها حينما تذكرت ماحدث فنظرت حولها وابتعد عنه تقل بحزن
امتلكها:
"حمزة فين سلمي انا مش شايفاها.....حمزة اوعي تكون...."
*جعد جبهته متجهماً ووقف يهتف بنبرة منفعلة:
"بعدين يا نيرة.....نتحدت بعدين"
******
انتهى الفصل
*نبذة من الأحداث القادمة......
"سامحني ياخوي.....هو اللي غواني وملا عجلي بحديته المعسول واني كنت صغيرة ومفهماش"
*جحظت عينا روح وابتلعت ريقها بخوف حينما رفع مهدي أمامها اختبار الحمل وهو يطحن ضروسه بغضب مكتوم وسالها بصوت إجرامي خطير يثير الذعر بالقلوب:
"انتي حبلي من مين يازانية يابت الكلاب"
*ضحكت أميمة ولوت شفتيها وهي تستند على ظهر مهدي العاري واناملها تداعب صدره ودمدمت له بصوتها المثير:
"انا مستعدة اتجوزك وادلعك واخليك رجل أعمال كبير بس بشرط"
*لثم مهدي باطن كفها بإغواء وقد لمعت أضواء المال والشهوة أمام عينيه وسالها:
"من غير شروط انتي تؤمري ياست الستات"
*همست بانفاسها الساخنة بجانب أذنه فجعلت جسده يقشعر من النشوة:
"تقتل حمزة الناجي وغالية......ونخلص منهم هما الاثنين"

يتبع

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن