الفصل 3

3.2K 108 2
                                    


*دخلت أميمة غرفه نيره تبتسم....وجدتها جالسه فوق المقعد أمام الشرفة تقرا إحدى الروايات الرومانسية...همست أميمه بصوت هادي لا يدل على اندلاع النيران بداخلها:
"نيرو بتقري رواية ايه؟"
*لم تعيرها اي انتباه ظلت نيره جالسه في مكانها رأسها منحني فوق كتابها وبصوت مبهم المعالم هادي غمغمت:
" رؤايه إني راحلة"
"اممم يوسف السباعي...بس تعرفي دايما بشوف روايات يوسف السباعي بتخلص بنهاية مؤسفة
وللأون في نهايات احلى بكتير...من كون أن انسانه تحرق نفسها علشان حبيبها مات"
"ماما...حضرتك كنتي بتحبي بابا ولا لاه"
*سالتها نيره بوجه متهجم...في حين إجابت اميمه بنبرة بارده خاليه من الشعور وهي تجلس أمامها:
"ايه مناسبة السؤال ده ممكن اعرف"
"مالوش اي مناسبة...بس حبيت اعرف حضرتك عمرك متكلمتي ولا قولتي حاجه عن قصتك مع بابا الله يرحمه"
*قبضت اميمه راحه يدها تقل وهي رافعة الراس بعاليا:
"هما قالوا ايه عني؟ انا عارفه ان دهب وابنها بيكرهوني فاكرين اني انا السبب في موته"

*تصلبت ملامحها من غضب امها المفاجئ...وتفاجئت أكثر من اتهامها بأنها المسئولة عن وفاة والدها...لقد عاجله الموت وهي مازالت في المهد لا تعرفه لا تتذكر ملامحه الا من بعض الصور
فماذا حدث:
"محديش قالي حاجه عمر حمزه أو ماما دهب ما قالت اي حاجه"
*بنزق لوت أميمة شفتيها قائله:
"ماما...طيب اسمعي بقا ماما بتاعتك نويه تعمل ايه
نويه تجوز ابنها لوحده تأنيه...اقصد واحدة تلاته... شويه
وهتصل بالمحامي علشان تخلص إجراءات الطلاق بسرعه"

*رعشه قويه انتابتها جفت الدماء في عروقها
وتجمدت شفتيها عن الحركة بين تراقصت مقلتيها الزرقاء بالدموع...قالت وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
"مستحيل...حمزه يتجوز"
"هو ايه المستحيل ياغبيه...تحبي تعرفي هيتجوز مين؟"
*ألتفت اليها أميمة واستطرد قائله وهي أشد احتدادا....بينما أدارت نيره رأسها تضم اذنيها عن السمع ودموعها تسيل فوق وجنتيها المشتعلة بجمرة من النيران:
"مش عايزه اعرف حاجه...ابعدي عني انتي السبب...انتي السبب دمرتي حياتي"

"انتي إلا غبية...ماشيه ورا حب أعمي مش عارفه الصح من الغلط اهو البيه رايح يتجوز سمية بنت عمتك عليكي...حمزه الناجي كل همه ولد من صلبه وبس.... كل همه وعاء مش اكتر لو تحبي تسمعي بنفسك مستعده اسمعك من سمية ذات نفسها"
*لأول مره تصرخ...تصيح بقوه تنهار قوتها يتحطم قلبها تسقط اقناعتها بالتحلي بالصبر تضعف وتعلن استسلامها:
"بقول مش عايزه اسمع منك حاجه...امشي بعيد عني ارجوكي كفاية...عملتي إلا كان نفسك فيه بعدتي عني الإنسان الوحيد إلا حبيته دمرتني آخر ذرة أمل ليا...حمزه بعد عني بسببك انتي يا ماما"
*لم يهتز لها جفن...لم يحن قلبها ويضعف جبروتها...لم تشعر بإحساس الحسرة علي صغيرتها المتألمة المنحوره مثل شاه تم ذبحها دون رحمة...بسكين بارد النصل:
"انا مش هحسبك علي كلامك يانيرة انا عارفه أنها ساعه غضب بس......"
"بقولك سبيني لوحدي بأه كفايه مش عايزه اسمع حاجه" انهارت أرضا فوق ركبتيها تصرخ
"كفايه...تعبت والله تعبت"
*خرجت أميمة من الغرفة وكنا شيء لم يكن بهدوء حملت هاتفها وقالت بعد سماع صوت أفعى اخري تماثلها شرا:
"الخطة نجحت ياسمية...برافو عليكي مكنتش اعرف انك ذكية كده"
*صمتت قليلا تسمع صوت سميه المنتصر:
"بس إوعاك تجول لحمزه حاجه...لتكون وجعه مطينه بطين"
"لا لا متقلقيش نيرة مش هتقول وحتي لو حولت...حمزه مش بيرد عليها...وتقول ايه هيتجوز سمية ليه؟ خلاص الموضوع أنتهي"

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن