الفصل 32

3K 86 0
                                    

*عاد سلمان في الواحدة صباحا.......وعندما دلف من بوابة قصره الكبير وضع أحد رجاله حقيبة السفر الكبيرة بجانب الباب وسأله:
"تؤمر بحاچه تانية چنابك"
*هز سلمان رأسه نافيا بتعب......فقال الرجل بترحاب:
"أمرك چنابك حمدلله على سلامتك يا بيه"
*أغلق الرجل الباب خلفه وخرج.....بينما جلس سلمان في مكانه متعبا يشعر بالإرهاق الشديد بعد رحلة طويلة أستغرقت عشر ساعات بالطائرة:
*وفي غرفته وقف يحل أزرار قميصه الأبيض وقد أستطالت لحيته البنية الناعمة فزادته وقارا......وقبل
أن ينحني ليخلع حذائه وجد من تجثو أسفل قدميه
وتخلع حذائه ببطء شديد......
*اتسعت عيناه وهتف بحدة:
"سمية أنتي أهنيه......إيه اللي عاود بيكي من دوار حماتي مش جول........"
*قطعت حديثه بأبتسامتها الحالمة فوق شفتيها الناعمتين......وهمست وهي تصعد بجسدها لتقف أمامه:
"مكنش يصوح ترچع بيتك بالسلامه......ومتلجاش مرتك مستنياك وفي إنتظارك.....أطمن أمي في الأوضة نعسانه يعني أني مش لحالي أهنيه ده غير الچيش اللي بره"
*حاول كبح جماح نشوته بقوة وهو يتطلع فيها من منبت شعرها الليلي الناعم حتي أخمص  قدميها الصغيرة المطلية أظافرها بلون أحمر غزالي...... وأثناء تلك الرحلة على جسدها الممشوق القوام مرت عيناه على قميصها النبيذى القصير جدا الذي يكشف عن جسد مرمري رائع....وفوقه مئزره الخاص من الشيفون مفتوح أمام عينيه لا يكاد يخفى شيئا تنحنح يجلي صوته وقال:
"عاودي على أوضتك أنعسي.....أني هسبح وأنعس طوالي"
*لمحت بعينيها عيون الغزلان......بريق عينيه ونشوته فهمست وهي تطوق عنقه بذراعيها المكشوفين من أكمام المئزر الواسعة:
"متوحشتنيش......جوام أكديه رايد تنعس وتهملني مكفكش بعدك عني سبوعين بحالهم مع أم البنات"
*لمعت عيناه بمكر شديد ......ليغمضهما ويقول بهدوء:
"سميييييية رايده إيه مني يابت الناس"
*تأملته بعشق لم تعرفه من قبل وبهدوء سحبت كفه البارد....لتضعه فوق بطنها المسطحة ودمدمت برقة:
"أني معيزاش هو اللي عايز"
*رغم تقافز نبضات قلبه بين ضلوعه أستطاع التساؤل وهو ينظر لها بفضول وحيرة:
"سمية اللي فهمته دلوكيت صوح هه....أنتي...أنتي
حبلى.....حبلى  مني ياسمية"
*أزدردت لعابها بصعوبة وقد تاهت عيناها في عينيه المتلألئتين متمتمة بتحشرج خجول:
"أيوه حبلى.....وهچبلك الواد اللي نفسك فيه إن شاء الله"
*تنفس بقوة وحرك رأسه وهو يقل بفرحة ويحملها من خصرها ليضمها لصدره:
"ميهمش واد ولا بت المهم هيكون ليا ولد منيكي منك أنتي ياسمية.......ولد من صلبي أني هيكبر جوه منك ياست الستات"
*كلمات بسيطة للغاية جعلت عينيها عاجزة عن كبح دموعها التي أنهمرت فوق وجنتيها وهي تتعلق به وتبكي بين حنايا عنقه:
"يعني لو چبيتلك بنته مش راح تطلجني يا سلمان أو تچوز عليا نبيلة بنت خالك رمضان"
*منحها سلمان أبتسامة رائعة وشفتاه تجول فوق عنقها وجيدها الخمري الذي يسكره وأجابها:
"أتچوز ونبيلة بنت خالي كماني.....لو خلفتي ليا عشر بنات مش بنته واحدة ياست الستات عمري
هفضل أعشجك وأشوفك دايما نچمة عالية في السما حلمت بيها كتير وأتمنتها تكون ليا"
"سلماااااان"
*رددت أسمه وهي تتجول بعينيها فوق ملامحه تتشربها وتحفظها داخل مخيلتها وتنقشها فوق جدران قلبها
إنها تحبه......نعم تحب زوجها وتغار عليه.....تشتاق
إلى قربه وتحلم بنعيمه:
*أختنق حلقها بالمشاعر ولكنها أستطاعت القول بصوت مبحوح متهدج من العاطفة:
"جولي بحبك......جولي إنك دايما عتفضل جاري و
إني جوات جلبك"
*وضعها فوق فراشهما الوثير وهو يخلع المئزر عنها بهدوء و رمقها بعيون تلمع بالعشق:
"معشجتش ولا عمري عشج غيرك أنتي ياست الستات"
* دون وعي وكأن مغناطيس قوي يجذبها نحوه أقتربت سمية وهو أيضا يقترب منها......رفعت رأسها له بعيون ناعسة وشفتاها تنفرج عن بعضهما في محاولة لاأتقاط بعض الأنفاس المشبعة بعبقه......وهمست أمام شفتيه:
"هتصدجني لو جولتلك.....إني بحبك جوي جوي"
*أرتفعت أنامله ليزيح عن أكتافها شرائط قميصها
قائلا قبل أن يغيب معها في قبلة جنونية جائعة:
"هصدجك ياست الستات......هصدجك"
                  ***************************
*رفع عينيه نحو السماء التي أكفهرت معلنة عن سقوط المطر حتى الطقس البارد أتفق مع مزاجه المظلم......تنهد بنفاذ صبر وحدق من النافذة الزجاجية إلى قطرات المطر ولكنه أنتفض على
شئ ما يجذب سروال بيجامته الأسود الحريري
التفت ليحدق بذى القامة القصيرة الذي يبتسم
قائلا بتلعثم صغير:
"ب...با...ب"
*أنحني فوق ساقيه يحمل صغيره حمزه....النسخة المصغرة من عمه حتى في قوته و عناده وأبتسامته التي يحبها :
"أنت لسه صاحي...هه"
*حرك عمار جبهته فوق جبهة صغيره الذي أبتسم مظهرا أسنانه اللبنية الصغيرة وهمهم وهو يعضعض ذقن والده بأسنانه :
"ب....با...ب......عم...عمووو"
"لازم تقول عموو ما أنت شبهه وحته من عمك تمام مخدتش حاجه من أبوك كده......حب عمك لما تكبر بس أبوك أكتر"
*صفق حمزه بيديه الصغيرتين وهو يهتز بقوة ويردد بغنج"
"تاتا....لو....ج...ي....ما....م"
*ضحك عمار وقبل وجنتيه هامسا لصغيره:
"يلا ننام جنب بعض أبوك ملوش غيرك في البيت ده"
*وضع طفله فوق الفراش وتمدد هو بجنبه عاري الصدر مفتول العضلات......وسيم الوجه رجولة ناضجة مكتملة لا ينقصها إلا إمرأة تشعر به وتفهمه قبل أن تحبه وتغار بجنون:
*وبعد قليل غفى الصغير فوق صدر والده وأنتظمت أنفاسه بهدوء......وظل عمار يحدق بسقف الغرفة....غرفة النوم الاخري والتي يقضي فيها ليلته الثانية بعد مشاجرة قوية بينه وبين حرمه المصون:
*وفي تلك الأثناء أقتحمت روجي الغرفة فجأة ووقفت أمام زوجها النصف نائم فأنعكس الضوء المنبعث من شق باب الغرفة على جسدها الشبه عاري في قميص نوم ابيض شفاف يكشف قدها
المرسوم بتفاصيل مهلكة:
"ممكن أفهم أنت أخدت حمزه ينام جنبك ليه.....وإيه سبب زعل حضرتك ونومك هنا"
"أولا وطى صوتك ده قولتلك مترفعهوش عليا مرة تانية......ثانيا حمزه دخل الأوضة وفضل معايا وحضرتك مخدتيش بالك من الأساس كفايه عليكي التليفون وصاحباتك"
*دمدم عمار وهو مستنفر الأعصاب.....مرهق البدن لا يريد الخوض في معركة و شجار جديد الآن وإلاسوف تفلت أعصابه ويثور عليها كما لم يثر من قبل:
*أبتلعت ريقها وحدقت به بعينيها الواسعة النرجسية في الظلام وهي تعقد ذراعيها فرق صدرها:
"أنا باخد بالي من حمزه كويس وأنت عارف كده أنا كنت بتكلم مع عليا وهو خرج من غير ماأحس همس قالتلي إنه طالما أتعلم المشي هيبقى عايز يمشي كتير........و"
*نظر إلى صغيره الذى راح في سبات عميق وصوته إذا أرتفع ربما يفزعه.....قفز من فوق الفراش وجذبها من ذراعها حتى أنها تأوهت وهو يجذبها إلى خارج الغرفة.......وفجاة أمسك بفكها وقال مشدداً على كلامه:
"كملي همس قالتلك إيه.....أنا سامعها بوداني يوم ماكنا بنتعشي عند باباكي وأختك أم البنات شايله أبني ومهتمة بيه بتوصيكي عليه....
بتقولك خدي بالك منه ياروجي الولد بيجري ويلعب وأنتى مش واخده بالك منه........خدي بالك من أكله ده كان جعان جدا هه مش ده كلام أختك"
*صاحت بألم وهي تبعد فكها عنه بقوة:
"أنت كنت بتتصنت عليا أنا وأختي......وعشان كده ماصدقت جبت سيرة رامي قومت عامل المشكلة دي"
"متجبيش سيرته قدامي...فاهمه....الست المحترمة يا مدام متجبيش سيرة راجل تاني في حضور جوزها"
*غرقت في عينيه الرمادية لوهلة......لثانية شعر أنه سيضعف ويجذبها لصدره ويطلب منها أن تحب أبنه مثلما تحبه وتذوب بين أحضانه.......همست وأناملها تلمس صدره فأرتجف وهي شعرت بصدمة من أرتجافه هل يرفضها:
"أنا لما جبت سيرة را......أقصد الحقير ده كنت خايفه عليك بعد ما شوفت أنت عملت فيه انت ورجالتك كنت خايفه يموت وأنت لا قدر الله تتسجن بسببه علشان كده قولتلك........"
*قاطعها قائلا بسخرية:
"همجي......وتصرفك ده يدل على الهمجية والإجرام"
"مكتش قصدي ياعمار......والله مكنتش أقصد أنا لما بنفعل بقول كلام غبي.....كلام مش بيخرج إلا معاك أنت وبس مش فاهمه إيه السبب اللي بيخليني أتكلم بالطريقة دي.....أنا أسفه....أسفه حبيبي أرجوك متزعلش مني"
*أحتنضت خصره وظلت تقبله بجنون شفتاه وجهه وأنفه عيناه وعنقه وصدره......ولكنه أبعدها عنه بقوة وهدر يسألها  بصوت  محتقن بالضيق:
"وأبني ياروجي......اللي أهم مني وأنتي عارفه كده كويس......حمزه أولا وأنا ثانيا"
"وأنا ياعمار"
*هتفت بضحكة تهكمية مريرة لاتمت للمرح بشئ:
*ضيق بين حاجبيه وناظرها بأستنكار وهو يهمس:
"أنتي بتغيري من طفل صغير......طفل لسه مكملش حتى سنتين بتغيري من حبي لأبني"
*هزت رأسها نفيا وقالت بدموع :
"لأ لأ أنا بحب حمزه عشان أبنك حته منك والله لكن......لكن"
"لكن إيه أتكلمي......قولي اللي عندك عشان أقدر أفهمك"
*ظلت صامتة تنظر إليه...... هزها بقوة وهو يصرخ بوجهها:
"أتكلمي لكن إيه.....مش عايزه أبني يتربى معايا رافضه حته مني.....بس متنسيش إنك أصريتي يكون معانا وقومتي بدور المضحية ومن الأول وافقتي يامدام وقبلتي"
"مكنتش عارفه إني هشوف فيه صورة أمه....صورة الست اللي كانت في حضنك مكاني.....صورة واحدة كنت بتحبها قبلي مش قادرة مش قادره........والله بحاول أتقبل أنا فعلا بحب حمزه بس الغيرة بتقتلني ياعمار......أنا بغير عليك بجنون"
*ظلت تردد وهي تبكي وتتعلق به.....ولكنه أبعدها عنه بطول ذراعيه وهو يلتقط أنفاسه الثقيلة يحدق بتوهج عينيها وتلطخ وجهها الجميل بالدموع والحزن......َلكن حزنه هو كان أعمق وأقوى:
"أنا مش عارف أقولك إيه......للأسف أنا كمان بحبك بس بحب أبني أكتر......الغيرة هتدمرك وتدمر كل حاجه حلوه في حياتنا بس لحد أبني ومش هسمح............. حمزه هيتربي في بيت جدي أيوب الناجي مع ولاد عمه وعمته هيكون له بدل الأم أثنين وتلاته وأمي الله يبارك في عمرها...مش هقولك ننفصل يا روجي بس هقولك الموقف ده عمري ماهنساه أبدا ولو حصل وهيكون ليا ولد أو بنت منك أعملي حسابك مش هربي ولادي بعيد عن بعض أبدا"
*لم تستطع الحديث ولكن نظراتها الحائرة كانت تطلب التفسير......ألتوت شفتاه بأبتسامة معذبة وهمس:
"يعني هيكون أنتي كمان مكانك هناك في البلد في بيت أهلي وأبني......لأني مش هقبل إنى أفرق بين  ولادي........ده طبعا لو حصل حمل"
*تركها وذهب بهدوء يدلف إلى غرفة نومه يحتضن صغيره ويستنشق رائحته جسده الطفولي وهو يهمس له بعينين تغرقها الدموع:
"سامحني......مكنش قصدي أظلمك"
             *****************************
*صباحا في منزل والد روجي وبالتحديد علي مائدة الإفطار......كانت همس تقف تعد حقيبة صغيرتها رقية وآدم يهتف عليها بتعجل:
"مش ممكن كده ياهمس بقولك عندي مقابلة مع عميل مهم كمان ساعة وأنتي لسه مجهزتيش روكي بسرعة شوية"
*زفرت همس متأففة وهي تضع حقيبة الصغيرة فوق ظهرها قائلة بنفاذ صبر:
"طيب خلاص أهو خلصت......يلا روكي بسرعة عشان دادي مستعجل"
*ركضت الصغيرة على جدها محمود الذي أستقبلها بين أحضانه يقبلها بلهفة كعادته وهو يحمل على ساقيه شقيقتها فاطيما أو طماطم كما يطلق عليها الجميع نسبة إلى وجنتيها المكورتين كحبات البندورة الحمراء الطازجة:
"جدو بيبي باي......تيته بيبتي باي"
*أحتضنت هدى الصغيرة وضحكت لها قائلة:
"باي ياحبيبة تيته السكرة يلا بسرعة عشان بابا"
*وقال جدها الذي يعشقها بحنو:
"جدو مش هياكل البطاطس المحمرة غير اما روكي ترجع وتاكل معاه"
*أشارت الصغيره باصبعها الصغير تهتف:
"وكاتثاب حار......انا كل اكتل من جدو"
*ضحك محمود باستمتاع وقبل جبهتها فصاح آدم من الخارج باستعجال.......وفي المقابل صاحت همس على طفلتها المتعلقة بجنون بجدها وجدتها:
*وأثناء هذا الحوار العائلي الشغوف الممتلئ بالحيوية.......كانت روجي تدلف إلى داخل المنزل وهي شاحبة حزينة متورمة العينين ألقت التحية على الجميع الذين فوجئوا بقدومها مبكرا دمدم والدها  بقلق:
"صباح الخير ياحبيبتي أمال فين جوزك وحمزه"
*نظرت إلى والدها وهزت رأسها ببكاء وأرتمت بين أحضانه تبك بقوة وهي تمسك بقميصه:
"أنا مخنوقه جدا يا بابا......أرجوك ساعدني"
*بحديقة المنزل وقفت همس تودع زوجها وأبنتها الصغيرة بقلق على شقيقتها التي أتت من منزلها باكية:
"خلي بالك من روكي يا آدم ودخلها لحد الكلاس بتاعها Class violets أوعي تنساه"
*نظر إليها آدم بغيظ شديد وهتف قائلا لصغيرته:
"روحي بابا أستنى في العربية......همس على فكره دي بنتي مش بنت الجيران والله عارف أسم الكلاس بتاعها وأسم مدرستها وأسم الميس كمان"
*كزت همس فوق شفتيها وصاحت بخفوت وهي تضربه بقبضة يدها في صدره الأسمر الصلب:
"والله إيه ياواد الخفه دي طبعا لازم تعرف أسم الميس ما أنت خبرة"
*ضحك آدم بأستمتاع وهو يرى الغيرة تنضح من مقلتيها الشفقية بلون العسل.....فضمها من خصرها يجذبها إلى جسده الفائر من نشوته:
"أموت في حبيب الواد الغيور.....بقولك إيه أختك زعلانه مع جوزها.....ماما هدى هتطلق من عمي أو  عمتي نهاد هتتجوز......كل ده ميهمنيش الليلة تبقى في البيت والبنات تسبيهم هنا مليش فيه أنا مستني بقالي أسبوع على نار لحد ما تخلص ظروفك الشهرية"
*أتسعت عيناها وهمست له بخجل وقد أكتست وجنتيها بالأحمرار:
"أنت قليل الأدب ماتجيب ميكروفون وتذيع في الشارع......أزاي بس يا آدم لما أشوف موضوع روجي الأول وإيه مشكلتها"
*هز رأسه مستنفرا وهو يضغط بأصابعه على
خصرها الطري:
"أقسم بالله مايحصل أرحميني ياهمس......أنا بفرفر
أسبوع وأنا شايفك رايحه جايه قدامي وماسك نفسي بالعافيه......وبعدين أختك مشكلتها واضحة مش شايفها جايه من غير حمزه ده دليل كافي إنها مش متقبلة الولد"
*هزت همس رأسها بحزن قائلة:
"أنا كمان حاسه بكده وخايفه عليها جدا"
"دومي دادي يلا بقى بصلعة "بسرعة" بقى"
*هتفت الصغيرة وهي تضرب قدميها بالأرض متأففة مثل أمها......فنظر آدم إلى صغيرته التي تدلله بدومي صائحا:
"أنا أسف ياروح الدومي جاي أهو"
*وهرول سريعا إلى صغيرته التي تكركر ضاحكة وهي ترى والدها يركض إليها سريعا فأشارت إلى أمها ترسل لها قبلة بالهواء صغيرة:
"باي مامي......حبيكي"
"وأنا كمان حبيكي كتير روكي.....باااااي"
*وبعد وقت قصير كانت تجلس روجي أمام والدها ووالدتها السيدة هدي وبجانبها همس التي بدأت  تحدثها بلوم طفيف:
"عمار مغلطش ياروجي عشان تزعلي منه هو عمل اللي يريحك وأخد أبنه يتربى في بيت أهله
ليه بتعيطي"
"عشان حكم عليا إني مش بحب حمزه ومش عايزاه وده مش صح ياهمس"
*دافعت روجي عن حالها وهي تنظر لوالدها عله يحدثها ويقر بأنها لم تخطئ......ولكن السيد محمود ظل على حاله صامتا لا يتحدث وأنتظر هدى التي تحدثت مع روجي بقلب أم مفطور ينتابها القلق على مستقبل أبنتها وحياتها الزوجية:
"روجي حبيبتي أي راجل مكانه لازم يحس بكده خاصة إنك قولتيله الكلام ده  بصراحة......مش هقدر أقولك أنتي غلطانه بس في نفس الوقت مش
هوافقك على كلامك اللي جرحتي بيه جوزك خاصة وأنتي وافقتي من الأول على وجود حمزه معاكي"
*تجمعت الدموع في مقلتيها و هطلت على وجهها  وهي تشهق بوجع صارخ وكأن الروح تنسحب من جسدها:
"يعني كلكم شايفين إني غلطانه......أنا أسفه إني
جيت و أزعجتكم أنا ماشية"
*قفزت روجي من فوق الأريكة تحمل حقيبتها وهمس تحاول إيقافها فصرخ محمود بصوت غاضب عليها وهو يقف خلفها:
"أستنى عندك يابنت خلاص مفيش احترام لأبوكي وأمك.......أقفي هنا قدامي ومتتحركيش"
"محمود أهدى"
*غمغمت هدى متوسلة إليه أن يهدأ قليلا.....فصاح
فيها بعينين غاضبتين:
"من فضلك ياهدي أسكتي أنتي ومتدخليش جه الوقت اللي تفوق فيه لتصرفاتها وأسلوبها الغلط
مع جوزها....أنتي من أول مش وافقتي وكنتي مبسوطة إن الطفل اللي ملوش ذنب  في مشكلة أمه وأبوه يفضل معاكي.......أنطقي"
*أنتفضت روجي من صوت والدها الغاضب وأومأت
برأسها موافقة:
"أيوه يا بابا......بس غصب عني لاقيت نفسي مش قادره......حاسه إني مش عارفه أتعامل مع حمزه و
خايفه مكنش قد المسؤولية دي"
*أتقدت عينا والدها وقال لها بصوت قاطع:
"أنتي غلط من ساسك لراسك وإياكى تفكري إني هقف معاكي في الغلط لأ ياروجي......جوزك فعلا
عنده حق في كل كلمة قالها ومش هقدر ألومه بالعكس أنا معاه في كل قرار...........
وأنا شايف ان حياتكم بالشكل ده هتكون حياة مستحيلة هو بيحب أبنه وده حقه ونفسه يتربى مع أم تحميه......وأنتي الغيرة عمت قلبك وعقلك
لو أنتي شايفه الأنفصال هيكون حل مريح أنا مستعد أتكلم معاه وحالا"
*أرتجفت روجي من عصبية والدها  وعضت على شفتيها ممتعضة وهي تقل بحزن:
"أنفصال.....لأ يا بابا لأ أرجوك متقولش الكلمة دي أنا
أنا بحب عمار ومستحيل أنفصل عنه"
*هز محمود رأسه بقلة حيلة وملس على رأس أبنته
التي فقدت قدرتها على التحمل وأرتمت علي صدر والدها الحنون تبكي:
"حافظي على جوزك وحياتك يابنتي وحاولي تتقبلي حياتك وتتعودي عليها"
*همست روجي بصوت باك حزين:
"حاضر يابابا"
            ******************************
أستيقظ حمزه و فتح عينيه ببطء وجسده المتعب يتململ فوق الفراش..حرك ذراعه فوق الفراش حتي
يجذبها لصدره ولكن الفراش كان خاليا بجانبه أنتفض فجأة وهو يردد أسمها بلهفة:
"نيرة.....نيرررة"
*فرك عينيه ووثب من  الفراش سريعا بصدر عار  وسروال قطني رمادي يستقر فوق عظمتي جانبيه المحددة......تحرك حافي القدمين في الغرفة الواسعة وهو يفرك شعره  الأشعث وعيناه تبحث عنها......دلف إلى  الحمام وهو مايزال يهتف بلهفة ولم يجدها أيضا زفر أنفاسه بضيق
وهو يفتح صنبور المياه الباردة ويضع رأسه أسفلها
وسحب المنشفة بعنف يجفف شعره:
"راحت ع المستشفي وهملت دكر البط نايم في العسل......ماشي  يا نيرة"
*وفجأة أصطدم جسده المتشنج بجسد طري ناعم فشهقت قائلة بأبتسامة تعلو وجهها:
"صباح الخير حبيبي شوف مين هنا"
*أجفله صوتها الناعم فأخفض المنشفة من فوق رأسه ونظرلها وهو لا يصدق أنها هنا تقف بجانبه وتحمل بين ذراعيها الناعمتين المكشوفين من أكمام
بلوزتها البيضاء التي يتلائم لونها مع لون وجنتيها
المتخضبتين:
"صباح النور.....هو عمار جه ولا إيه.....أنت أهنيه ياولد الفرطوس تعالى لعمك ياولد"
*أرتمي الصغير بجسده على عمه الحبيب وهو يرحب به بطريقته الخاصة يرفس بقدميه الصغيرتين......ويحرك ذراعيه بالهواء و يهمهم بتلعثم محبب:
"عموووو.....عمووو"
*أسبلت جفنيها برقة وملست على صدره المندي وهمهمت برقة:
"كده هتبرد الجو برد"
*قبل وجنتي الصغير المكتنزتين وسألها بهدوء:
"أنا جولت إنك روحتي المستشفى لما جومت وملجتيكش جاري........كانت العفاريت عتطنط في وشي"
*أرتفع حاجبي نيرة بأمتعاض وشعت عيناها بالحنق خاصة عندما داهمتها ذكرى أمس بعد أن
تركها تحمم الأطفال وخرج سريعا.....وعاد كعادته
بعد أذان الفجر:
"والله أنا أساسا هطق منك من أمبارح....بس ماشي
لما نشوف أخرتها معاك يابن دهب"
"نيرررررة جولتلك متجوليش أكديه........إيه كانك غاوية تعصبيني ع الصبح"
*أضطربت ملامح نيرة  من هذا الجلف الضخم زوجها وأشاحت عنه وهي تدمدم بخفوت بكلمات غير مفهومة:
*وضع حمزه أبن أخيه الصغير فوق الأرض ليمرح ويركض بتمايل......وجذب ذراعها وهو يناديها بنعومة:
"نيرة...."
"أفندم"
"جربي مني شويه"
*أقتربت وهمست:
"طيب"
*أشرق وجهه وأبتسم بحاجب مرفوع:
"أكتر......كماني.....الزجي فيا أكتر"
*ضمت شفتيها تمنع أبتسامتها بصعوبة وألتصقت به حتى أصبح كليهما جسدا واحدا......حاوط خصرها
وأصابعه تتحرك  على بشرتها  أسفل بلوزتها حتى وصلت إلى مبتغاها....أبتلعت ريقها وهمست بخجل:
"شيل أيدك.....عيب يا وحش الناجوية"
"بوسيني......وبذمة"
*وضعت شفتيها فوق شفتيه فشعر أنه يتذوق الشهد من  شفتيها كان يئن من لذة طعم شفتيها وذوبانها بين ذراعيه وأصابعه تتجول أكثر
شهقت وهمست وشفتيها تلمس عنقه بنعومة وكفيها يمرحان فوق صدره الصلب:
"حم....حمز....ه أبعد"
"مجدرش......لو تجدري بعديني أنتي"
*شعر بها تلعق صدره وهي تتنفس بصعوبة وكل جسدها ينتفض تحت ملمس أصابعه الوقحة التي
حل صدريتها:
"أنا كمان مش قادرة.....إيه العمل"
"أتوحشتك جوي جوي......هموت عليكي.........أني
عشجانك يابت عمي......عملتي في جلبي إيه"
*همس بصوت ضائع أبح من الرغبة......رفعت كلتا
ذراعيها و حاوطت بهما رقبته تشده أكثر إليها مستمتعة بذوبان شفتيها بين شفتيه الساخنة
أبتعد عنها قليلا فآنت برفض وهي تغضن وجهها وتقربه منها أكثر وقد ازداد أشتياقها......ضحك بصوت مسموع وهمس:
"نيرة.....فوجي الباب بيخبط"
*فتحت ستائر أهدابها بكسل وهي تبتسم من بين
قبلاتهما الحارة وطرفت بعينيها وأتسعت مقلتيها
لتدفعه عنها عندما وجدت نفسها تقريبا  قد جردت من بلوزتها و ذا القامة الصغيرة أسفلها يهتف مبتسما:
"مامممم....مامممم"
*أرتدت بلوزتها سريعا وقالت له بعتاب وهو ينظر لها مبتسما بغرور ذكوري:
"كده خليتني أنسى الفطار والدنيا كلها.....لازم احضر الفطار سلمي راحت بيتها وخالتي حفصة وحدها"
*ضحك قائلا بأستمتاع وهو يمشط شعره:
"روحت وولدها أهنيه.....بلال هو كماني مشتاج يعني مش اني بس.....أني هلبس ونروح المستشفى وروجي تساعد الخالة حفصة"
*ألتفت إليه وهي تحمل الصغير وقالت  بحزن:
"روجي مجتش مع عمار حاسه إن في حاجه حصلت بينهم.....وأعتقد الحاجه دي تخص حمزه"
*رمقها حمزه  عبر المرأة وقد أشتعلت عيناه قليلا  وقال بشفاه ملتوية:
"معيزاش الولد وياها ولا إيه.....والضاكتور عمل إيه
ياترى"
*أدارت نيرة عينيها نحوه بحذر وقالت:
"حمزه بلاش تقول لعمار كلمة تزعل روجي برضه مراته.......وبيحبها"
*أومأ لها برأسه هاتفا:
"ربنا يسهل بس أعرف الموضوع بالأول"
           *******************************
خرج مناع بعد أن أخذ حماما دافئا يغني ويدندن أغنية شعبية أسمها بهية وهو يجفف رأسه وعلي شفتيه أبتسامة واسعة اليوم سيأت نسوة آل الناجي إلى بيته لزيارة العروس وتقديم التهنئة......أما هو فكانت الفرحة لا تسعه عندما تلقى أتصالا من حمزه الناجي يدعوه اليوم لسهرة شبابية تقام على شرفه أحتفالا به:
"بهية أنتي يابت.....حضري الجلابية السودة الصوف......والعمة البيضا المجلمة"
*لم تعيره بهية أي اهتمام وظلت واقفة أمام خزانة ملابسها في حيرة أي ثوب ترتدي اليوم.........فهي لديها الكثير مما أبتاعتهم لها الحاجه دهب من القاهرة وأيضا نيرة وروجي إن لديها ملابس تملأ
واجهة محل كبير:
"أنتي مسمعنيش ياچاموس الطين"
"لاه مسمعاش وتعالى أهنيه ونجي وياي ألبس الفستان الأبيض المنجوش......ولا الأحمر ولا أجولك
ألبس الأخضر أبو كسرات"
*نظر مناع إلى الاثواب بتمعن وأعتلت شفتاه أبتسامة ساخرة قائلا:
"كلاتهم عفشين إلبسي الفستان المشمشي اللي أمي لبسته في سبوعي زين جوي جوي وأمي كانت زي الجمر فيه"
"إيه إيه إيه فستان مين ياخوي......فستان أمك وأنت كنت شفتها أزاي إياك زي الجمر كيف يعني
إياك كنت بتلعب في سبوعك مع العيال"
*شهقت بهية بسخرية غاضبة هي الأخرى وهي ترمقه بغيظ.......قال مناع ببساطة:
"نضرتها في التصاوير يا چاموس الطين كانت إيه زي فلجت الجمر  وأنى كمانى كان شعرى أصفر وعيوني زرج وأبيض كيف الشوام"
*أعوج فم بهية بنزق وقالت له مبتسمة بعينيها البنية الواسعة:
"وين الشعر الأصغر والعيون الزرج ااااااه السمس سيحتهم.....مناع أني بهية مش واحدة غريبة أني وعيت عليك أكديه"
*ضم مناع شفتاه بنزق وكأنه طفل غاضب:
"اباااي وأني عفش يابت.....مانتي بتحبيني أهه كيف كنتي راح تعشجيني وأنا عفش وأنت كيف الجمر"
*تقربت منه بهية تضرب كتفها بكتفه العريض وقالت وهي تخجل:
"العشج مش بالشكل ياراچل أنت كفايه بس حنيتك عليا وحبك ليا.....وخوفك عليا طول عمرك وأنت بتجف جدام الكل عشاني حتى أمك كنت بتجولها بهية لأ ياما......وأول ماوعيت ع الدنيا ولاجيت نفسي شابة"
*أكمل مناع وهو يحتضنها ويضمها لصدره:
"رمحت على أمي وجولتلها رايد أتچوز من بنته حلوة وأني عشجانها......وأتحدت ويا كبيرنا وساعتها هو بذات نفسيه أتحدت ويا الحاچه الكبيرة وجالتلي لازمن ولابد أخد رأيها وردلك خبر"
*أخفت بهية رأسها في صدره تقبله وشفتيها المنتفخة من هجوم مناع من قبل قليل تهمس:
"جلبي فط من مكانه وكنت راح أفرفر أول ما أمي الحاچه جالتلي"
*وأكملت بغضب طفيف:
"كنت حسباك راح تتچوز من المايعة أم وسط سايب جدرية بنت عوضين الكلاف.....أصلك كنت
بتبصبص ليها بس أول مادريت إنك رايدني جلبي
دج دج وجولت مناع عاشجني أني وبسي"
*هتف مناع بصوت يبدو عليه الرقة قليلا:
"اباااااااااي أتچوز مين ديه حوله وكماني وهي بتحدت بتف أكمنها بنص لسان......الصراحة بجى
في مرة أكديه أدليت على مصر مع الكبير و روحنا مكان أكديه كلاته نساوين كيف لهطة الجشطة كانه
في بركة والبركة جواتها ميه كتير"
*حركت بهية بؤبؤى عيناها بتحفظ وهي تستمع له بأهتمام وقالت من بين شفتيها:
"بركة إيه.....أسمه حمام سباحة كيف اللي راح يعمله الكبير في الجنينه عشان الصغار......وبعدين
كمل يامناع كمل ياخوي"
*شعر مناع بأن بهيه تستدرجه في الحديث فقال بتحفظ:
"طبعا أني كنت جافل عيوني ومغمضهم كأني عميت بس الكبير كان بيبص من تحت لتحت"
*أبتعدت عنه بهية ورفعت حاجبيها بتوجس:
"والله الكبير بس اللي كان بيبص"
"أيوه أمال......أنتي فاكرني أني أبص برضك على نساوين ملط أكديه.....لا يابهية أني مش بتاع أكديه"
*وتشكلت دوائر الذكرى فوق رأس مناع فتذكر ذلك اليوم الذي ذهب برفقة حمزه إلى أحد الفنادق الفخمة لمقابلة عميل أجنبي ووقتها ظل حمزه يحني راسه ويستغفر الله.....اأما مناع فكان يسير خلفه وهو مغيب تماما وهو يرى كافة أشكال البكيني والوانه وهو يهمس بذهول:
"وي وي وي يا چاه النبي......ده مولد سيدي العريان ولا إيه لهطة جشطة.....ولا دي يا كبير عليها چوز رجلين......أباي بص ياكبير الوحش اللي هناك ده مرة چمل"
*ووقتها صاح حمزه بخفوت:
"وبعدهلك يامناع سد خشمك أنت كماني مش كفايه چهنم الحمرا دي.....يعني الراجل البغل دهو
ميحللوش المجابلة غير أهنيه"
*داعب مناع بحاجبيه إمرأة أربعينية أجنبية كانت تنظر إليه بأفتنان خاصة وهو ضخم الجثة يرتدي سروال من الجينز وقميص قطني أبيض ويبدو كرجل رياضي ضخم:
"وحياة النبي الراجل ده بيفهم هو في أحلى من أكديه.....يابوووووي"
*وفجأة صمت مناع والتفت حمزه على صرخات النساء في المسبح وتفاجئ بمناع و قد سقط في المسبح أثناء إنشغاله بتلك السيدة السمراء الجميلة"
"مناااااااااااااع روحت وين"
*صرخت بهية في وجهه وهي تراه فاغر الفم ومتسع العينين......فقال وهو يهز راسه:
"چري إيه يابهية مالك أكديه بتصرصعي كيف العرسة"
"سرحت في إيه ياجلب أمك"
*عندما سألته بهية بمكر شعر أنه وقع في المحظور
وسريعا أنتابته حالة من الذكاء وأجاب سؤالها بأخر وهو يسألها بصوت خشن غليظ:
"فين جلابية أمي المشمشي إياك تكوني جطعتيها عاد......وينها يابت"
*تلعثمت بهية وقد تناست كل شئ وأرتعب وجهها فهي تعرف قيمة هذا الجلباب الأثري لدى زوجها ومع ذلك تعمدت أن......تقصه إلى أشلاء حتى لا ترتديه:
"م...مع...معرفاش باين أكديه رميته"
"نهارك مطين بطين دي جلابية أمي ياواكله ناسك
ست أبوي أدتلها وجاتلها أنتي تلبيسها يوم ولادة مناع......ومرت مناع تلبسها كماني ده أنتي ليلتك مطينه بطين"
*صرخت بهية وركضت وخلفها مناع يصرخ خلفها: "أجول إيه لأمي.....دي جلابية سبوعي"
             ******************************
*زفرت دهب زفرة متعبة  وهي تنظر لحفيديها حسين وبسمة يلعبان أمام عينيها وحمزه الصغير يركض خلفهما
والصغار يهللون في عربتهم.....همست بخفوت:
"اللهم زد وبارك"
*أجفلت على صوت حمزه الخشن وهو يقول لأخيه بلوم:
"مرتك مش وافجت عليك وكانت عارفه إن ليك واد وكنت متچوز قبل سابج إيه بدل حالها أكديه.....تكونش زعلتها
ولا جولتلها إنك ناوي ترچع لمرتك الجديمة"
*هز عمار رأسه قائلا بنفي:
"كل مافى الأمر ياخوي إني ساعدت لوسي ووجفت چنبها وبس.....عشان ولدي أني بحب مرتي ياخوي بس هي معرفش ليه راسها وألف سيف إني لساتني بفكر فيها"
*ربتت دهب فوق ساق أبنها وقالت بهدوء:
"معلش ياولدي لساتها صغيره و  مفهماش وبعدين ده دار ولدك يجعد أهنيه وياي ويكبر وسط ولاد عمه وعمته والنبي كان جلبي بيتجطع وهو غايب عني روح جلبي"
*أبتسم عمار بألم يمزق قلبه إلى أشلاء:
"ويتربي بعيد عن عيني ياما......وكماني أنتي هتاخدي بالك منيه ولا من نفسك.....ونيرة عنديها
ولادها وسلمى.....َمين بس اللي......"
*صمت يبتلع ريقه بوجع.......فشهقت دهب حزنا على ولدها المتألم وصاحت:
"صدج المثل اللي جال اللي من غير أم حاله يغم بس ياولدي حمزه عنديه مرت عمه جلبها كبير وهتشيله جوات عيونها ولا عمته روح جلبها ولدك
وأني ياولدي أحطه جوات نني عيني ولو عليك أدلى أهنيه كل سبوع مش هتغلب ياعمار وسيب مرتك على راحتها لساتها عروسة و رايده تفرح بكره تشوف روحها هتتعلج بحمزه كيف"
*رفع عمار عينيه المشتعلتين غضبا وحنقا وقال بصوت باتر كحد السيف:
"بعد اللي جالته وباحت بيه نچوم السما أجربلها من ولدي.......أني جلبي شال منيها جوي ياما"
*كان حمزه صامتا يستمع إلى أخيه المجروح في فؤاده ولكنه فضل الصمت وترك الأمر بين يد والدته وحكمتها:
"لا ياحبيبي متجولش أكديه.....مرتك بس غيورة كيفك تماما هي بتحب حمزه وروحها فيه الوجت كفيل ياجلب أمك يداوي الچروح"
*هز عمار رأسه صامتا.....فقال حمزه وهو يقف يتنحنح ينفض جلبابه:
"جوم معايا نركب خيل بجالنا كتير جوي مرمحناش ورا بعضينا وأعمل حسابك الليلة عاملين سهرة لمناع والرچاله أتحدت مع مرتك وجولها إنك مبيت أهنيه وخليها تروح بيت بوها الليلة جوم ياضاكتور.......حديت النسوان هم"
*قالت دهب ضاحكة بأعتراض:
"بجى أكديه ياولد دهب حديت النسوان هم"
*إنحني حمزه يقبل كف والدته ثم رأسها ووجنتيها وتمتم لها بصوته الحنون:
"أنتي غير الكل ياما أنتي ملكة تتحطي فوج رووسنا
ياست الكل"
*ترقرقت الدموع بعيني دهب وهي تنظر لولديها ثمرة حياتها وفؤداها  :
"الله يرضى عنيكم ياولاد بطني ويكفيكم شر النفوس يارب"
           ************************
وقفت عربة ترحيلات المساجين أمام باب سجن المركز لنقل المتهمين إلى المحكمة العليا بالقاهرة
لبدء المحاكمة وأثناء ما كان مهدي يخرج وسط هؤلاء المتهمين مكبل الأيدي بالأساور الحديدية وفي غفلة من أحد الحراس.......ركض مهدي الذي كان يظهر على ملامحه التعب  والشحوب
ركض سريعا محاولا الهرب صرخ أحد العساكر
وركض خلفه وأنقلبت الأجواء رأسا على عقب
يهتفون على مهدي أن يتوقف وإلا فسوف يطلقون عليه الرصاص الحي ولكنه ظل يركض وهو يشعر أنه على وشك السقوط.........
*صاح أحد الضباط بقوة وهو يخرج سلاحه:
"أقف يامتهم مكانك.....أقف مكانك"
*لم يتوقف مهدي وعندما أقترب من السور الفاصل بين السجن والشارع الرئيسي وقبل أن يتسلقه  كان رصاصة الضابط المكلف بحراسة عربة
الترحيلات تستقر بظهر مهدي.......
ليسقط غارقا في دمائه يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد بدموع تسيل فوق وجهه:
"سل.....سلمى....."
               ***********************
*وفي المشفى كانت تجلس نيرة بجانب عمتها حليمة يتحدثان بخفوت......وقلبها يشعر بأن هناك
أمرا ما سيحدث الأن:
*قفزت نيرة من مكانها وخلفها حليمة بسيقان متهاوية عندما أقترب الطبيب برفقة بلال الذي أبتسم بدوره قائلا لنيرة التي أرتسمت علي ملامحها  علامات الرعب والقلق:
"الحمد لله يانيرة.....الست سهيلة فاجت وجامت بالسلامة.....تجدري تدخلي تشوفيها"
            **************************
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....آنا لله وآنا إليه راجعون"
*ردد حمزه  وهو يتوقف بفرسه بعد أن أستقبل مكالمة هاتفية......ليتوقف عمار هو الآخر
بفرسه يسأله:
"خير ياخوي حوصل إيه"
*أجاب حمزه شقيقه بحزن شديد:
"مهدي.....مهدي مات وهو بيهرب......أنضرب بالرصاص"
*ضم عمار شفتاه وهز رأسه قائلا بألم:
"آنا لله وآنا إليه راجعون.....الله يرحمه ويغفرله"
*وفي هذه اللحظات دق هاتف حمزه مرة أخرى وكانت تلك المرة زوجته...... أنقبض  قلبه وردد قبل أن يجيب على هاتفه:
"سترك يارب.......أيوه يانيرة"
*ساد الصمت قليلا وهو يستمع إلى أنفاسها اللاهثة وبكائها بفرحة:
"حمزه ماما فاقت الحمد لله.....وأنا دلوقتي معاها في الأوضة"
*زفر بأرتياح وهو يقول:
"الحمد لله والشكر لله......أني چاي لعنديكي حالا يا حبيبتي"
                  ********************
بداخل زنزانة بسجن النساء
*أنفتح باب الزنزانة وصاحت السجانة بصوت قاس قوي:
"أدخلي هنا أنتي وهي من غير صوت.....مش عايزه وجع دماغ وإلا هتروحوا كل واحدة فيكم الحبس الانفرادي"
*وأغلقت باب الزنزانة بقوة فصاحت إحدى السجينات:
"مابالراحة متزقيش"
*بينما غمغمت الأخرى وهي تنظر إلى السيدة الجميلة التي ترتدي جلبابا أبيض وتقبع في إحدى زاويا الزنزانة بخوف:
"مسا مسا ياجميل.......أزيك يا داكتورة"
*أبتلعت أميمة ريقها بخوف ونظرت إلى السيدة ضخمة الجثة قاسية الملامح.....والتي يزين وجهها ندبة محفورة بقسوة وقالت:
"أنتي مين؟ تعرفيني منين"
*صرخت المراة على إحدى السجينات بالزنزانة:
"وسعى يامرة خليني أقعد جنب الهانم وأعرفها بنفسي......محسوبتك فوزية الدكر والبت اللي واقفة هناك دي سميرة......سميرة صديقة الطلبة"
*أبتعدت عنهما أميمة وهي تنتفض وهتفت بوجه مرتعب:
"أنتم مين؟ عايزين مني إيه"
*ضحكت الفتاة الثانية والتي يطلق عليها سميرة ضحكة مجلجلة تدل على لقبها:
"أحنا هنا مخصوص عشانك يامرة"
"سميرررة أكتمي أنا هنا اللي أتكلم.....وأعمل"
*صاحت فوزية الدكر بصوت خشن كالرجل:

هتفت أميمة بصراخ وهي تحتمي بباقي النسوة  فى الزنزانة اللاتي أبتعدن عنها بدورهم مرتعبين بشدة من فوزية الدكر وسميرة:
"تعملي إيه ياست أنتي ابعدي عني وإلا هصوت وأفضحك"
"هقولك هعمل إيه ياروح أمك......ولو صوتي من هنا للصبح كل اللي بره دول البيه دافع ليهم عشان أنا أعرف أظبطك.......أقلعي هدومك يامرة من غير ولا كلمة"
*أتسعت عينا أميمة بذهول وغمغمت وهي تشعر أنها على وشك السقوط:
"البيه......أقلع......لاااااااا أبعدي عني......الحقوني"
                   

يتبع

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن