الفصل 9

2.8K 100 0
                                    


*شهقة قويه اخرجتها سمية عندما فتحت باب منزلهم وتفاجئت بسليمان أبو السعود يقف أمامها مبتسم :
*هدرت سمية بغضب وهي تغلق باب المنزل خلفها وتخرج إليه مكشوفة الشعر ترتدي جلباب منزلي ملون ومزخرف ببعض الرسومات ولكنها تبدو فيه طفلة صغيرة جميله الملامح :
_انت عايز يه؟ ازاي تيجي لحد هنيه نهار سود ومطين بطين.
_واه واه حوصل ايه ياست البنات...انتم بتستجبلوا ضيوفكم كديه عاد...ده اني واجف علي بابك.
*غمغم سليمان مبتسم في وجه سمية الشاحب وبهدوء مستفز جلس فوق احدي الارائك الخشبية المواضعة في صحن الدار
أو مدخله من الخارج :
_بشربها مضبوط.

*نظرت سمية حول منزلهم من جميع الجهات
وصاحت بغيظ شديد :
هي ايه ديه الا بتشربها مضبوط؟
جهوتي اباي عليكي هتكون يه يعني!
صرخت سميه بخفوت وهي تصفع خدها :
_ يالهو بالي كيف تجي لحد اهنيه كأنك مجنون امي لو شافتك هتجول ايه...حمزة وصل الصبح من
مصر افرض شافك اهنيه هجوله ايه جاي تبيع اللبن؟
*قال سليمان بهدوء تام مبتسما لها بخبث :
_حجعد مطروحي وجوله طالب الجرب منيك ياولد الناجي.
*تسمرت قدميها لوهلة وتمتمت سمية بسخرية لاذعة :
_في مين أن شاء الله...أمي ومن يوم ما سابها بوي وهي مجطعة الرجالة كلاتهم...وخلاصي
محدناش "لايوجد عندنا" بنته صغار هتتجوز من مين بجا.
*ازدادت ابتسامة سليمان الماكرة وحرك شاربه الأسود العريض قائلا :
_ما العروسة واجفة جدامي اهو ست البنته
كلاتهم جمر اربعتاشر تجول للجمر والثمس اختشوا
من جمالي ولا ايه رايك يا ست الستات.

*تسربت غصة من القلق الي كيان سمية لترتعش شفتيها قائله :
_تتجوز مني انا...انت بتجول ايه ؟ انت متجوز 3 نسوان وعنديك
منيهم جرطة عيال
لع يا ولد أبو السعود اتحشم كأنك سوجت فيها.
*أقل من ثواني قليلة او ربما لحظات انكمشت فيها ملامح سليمان ووقف يصيح بغضب :
_اتحشمي انتي يابت الاسيوطي واتحدتي وياي زين انتي معرفاش بتتحدتي مع مين
عاد مش سليمان ولد أبو السعود إلا ترفع
صوتها عليه مره...انا جولت كلمتي وحجك
يابت الناس تجبلي أو ترفضي.

*تراجعت سمية خطوتين الي الخلف لتفادي
عاصفة الغضب التي تسمي سليمان وقالت
بشموخ مصطنع :
_والله عال انت جاي لحد داري و جاعد في معجدنا وكماني بتعيط عليه...مش عشان جايت لحد عنديك وجولتلك محباش والد
خالي يكسب الانتخابات يبجا خلاص عشجاج
واتجوز منيك.
*نظرة غضب اخري ممزوجة بتحذير متوعد انطلقت من عينان سليمان مصوبا إياها إلى سمية ووقف يلملم عباءته الرمادية قائلا بفحيح :
_اسمعيني زينة يا بت الناس...في تنين نسوان علي ذمتي وكل مره منيهم كل خلفتها بنات
اني نفسي في الواد وجلبي جالي انه هيكون منيكي انتي...اجبلي يا ست الست اجسم بالله
هتبجي فوج راسي وجوه عيوني التنين ياست الحسن والجمال...ولا شايفني مش جدها أينعم اني خلجتي عفشه حبيتن مش زين زي ولد خالك وعيوني ملونه بس راجل واعرف جيمة الست إلا وياي....ولا انتي غاوى إلا مساليش فيكي.
*سيطرت سمية علي غضبها بقوه فهي لا تريد أن تفتعل المشاكل مع سليمان حتي ينتقم لها
من حمزه ويخسر حمزه جوالة الانتخابات التي هي بمثابة فخر للعائلة الناجي بأكملها :
_مش سمية بنت صابر الاسيوطي إلا يتجالها لا وميتساليش فيها....بس ليك حج مانت معرفش مين هي سمية اني إلا ميحطنيش كحله بعيونه محطوش مركوب "حذاء" في رجلي
فهمت يا ولد أبو السعود وعرضك مرفوض
اني متجوزيش راجل علي ذمته جوز نسوان
ودلوكيت اتفضل من اهنيه جبل امي متعاود
من سراية جدي.
_ده آخر كلام عنديكي ياست الحسن والجمال.
*سألها سليمان بوجه مكفهر....فأجابت هي بنبرة جامده جافة :
_شرفت يا ولد العم.
*خرج سليمان من بوابه المنزل الحديدية وهو يثور ويفور ضربا ساقه بإطار سيارته وهو يصرخ :
_اني عارف هجيبك لحد عندي كيف يا بت الاسيوطي.
*****************************
في احد المولات التجارية الكبيرة تعقبها عمار وصار خلفها بهدوء يزم شفتيه بحنق وقد استفزه سروالها الجينز الأزرق الذي يلتف حول وركيها فيظهر رشاقتهم...وكنزتها البيضاء الفضفضة التي تشف
ما تحتها....شعر بفورة أعصابه وتلون وجهه بالاحمرار.
_روجي.
* نادها و هو يخطو خلفها بخطوات واسعة متلهفة عليها...اشتدت خطواتها حتى أصبحت هروله ولكنها توقفت فجأه وانحنت تلتقط اشيائها الخاصة التي تناثرت من حقبيتها فوق الأرض
كادت أن تبكي وتغلغلت الدموع بمقلتيها حينما
لمحت حذائه الرياضي الأبيض ذو الماركة العالمية
أمامها....وما ساء الأمر سوء عندم انحني هو الآخر
مقابلها وأخذ يلملم اشيائها الخاصه واصابعه الأنيقة المقلمة لمست اناملها الصغيرة الناعمة :

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن