الفصل 31

2.4K 86 0
                                    


*بعدي عني دلوكيت ياشيماء أني مناجصاكش عاد همي شوفي الست سهيلة وينها ولازميها في أوضة
الولد الصغار ومتتحركيش منيها لا أنتي ولا هي حتى لو الدنيا أتهدت......همي يا محروجة"
*أشعل المحقق سيجارته الثانية وسأل شيماء التي تفرك كفيها بأرتباك:
"وبعدين ياشيماء لما الحاجة دهب طلبت منك كده روحتي الأوضة على طول"
*أغمضت شيماء عينيها وهمست:
"أيو...ه"
"بتقولي إيه ياشيماء على صوتك شويه عشان أقدر أسمعك أنتي خايفة من إيه أنتي هنا شاهدة ع الحادثة مش أكتر من كده....عشان كده لو سمحتي على صوتك عشان أقدر أسمعك بوضوح"
*دمدم المحقق بهدوء محاولا تهدئة الفتاة الشاحبة
التي ترتجف خوفاً من الموقف بأكمله:
*أومأت شيماء برأسها وقالت بنبرة مهزوزة قليلا:
"أيوه روحت طوالي"
"وبعدين لما روحتي إيه اللي شوفتيه بالظبط من وقت دخولك الأوضة لحد اللي حصل"
*سألها المحقق بسلاسة وهدوء.....ظلت شيماء تنظر
في الفراغ دون تعبير ودموعها تسيل دون توقف و
قالت برجفة وهي تتذكر تلك الليلة المشؤومة:
"ست سهيلة......ست سهيلة"
*بحثت شيماء وقتها بين أرجاء الغرفة الواسعة ودمدمت بلسان حالها مستغربة:
"واه هي الست سهيلة وينها"
*والتفتت لتخرج من الغرفة ولكن قنينة الحليب الخاصة بالصغير فوق الطاولة أستوقفتها......فتوجهت شيماء
نحوها لتمسكها وتفاجئت بأنها  مازالت دافئة هذا يعني أن السيدة سهيلة كانت
هنا بالغرفة منذ قليل أو ب.......الحمام:
*هرولت شيماء نحو حمام الغرفة وشئ ما يحثها على فتح الباب دون أستئذان:
"ست سهيلة أنتي أهن................."
*عقدت شيماء حاجبيها وتهدلت ملامحها برعب وفغرت فاها بذهول وهي ترى أميمة التي أتسعت عينا شيماء لرؤيتها برغم تلحفها بالسواد تضع فوهة مسدس برأس سهيلة........وبيدها الأخرى تمسك على من ملابسه وكأنه حقيبة ورقية على وشك السقوط من بين أصابعها:
"أي صوت هسيب الولد يقع على البلاط ويموت و
هقتلها أخرجي حالا و أقفلي الباب بالمفتاح....أخرجي
ياغبية"
*صاحت أميمة بخفوت وعينيها تلمعان بالشر على شيماء التي مازالت تحت تأثير صدمتها لاتعي
مايحدث:
*أبتلعت سهيلة ريقها وعيناها لا تتزحزحان بخوف عن على الصغير المسكين الذي لا يفعل شئ سوى أن يحرك قدميه الصغيرتين المغطاة  بجوارب بيضاء صغيرة.........ويحرك يديه الناعمتين بالهواء:
"أخ....رجي......يلا يا شيماء و أقفلي الباب"
*تمتمت سهيلة للفتاة المذهولة برجاء......فنغزتها أميمة بفوهة المسدس قائلة:
"قوليلها متطلعش صوت وإلا حفيدك هيسقط من أيدي يا سهيلة"
*تحشرج صوت سهيلة بقلق وقالت بلهفة:
"شيماء إياك تطلعي تصوتي يابنتي"
*أستجابت شيماء سريعا وهرولت تغلق الباب بالمفتاح.....أشارت لها أميمة بعينين تقدحان شررا
أن تقترب منها:
"حطي المفتاح هنا وأقفى بعيد ومتتحركيش من مكانك فاهمة"
"أهو ياست هانم....حاضر"
*وبالفعل وضعت شيماء المفتاح فوق الطاولة وتراجعت خطوة للخلف وقد بدأ الصغير يسعل من الأختناق وأحتقن وجهه بالدماء وبكي بصوت ناعم مثل عصفور يرفرف,
*صاحت سهيلة باكية وهي تنظر لحفيدها بقلب ملتاع:
"سيبي الولد ع السرير بتاعه يا أميمة وصفي حسابك معايا أنا على ملوش ذنب"
*ضحكت أميمة بأستفزاز ونظرت للصغير المعلق فى الهواء من ملابسه مثل قطعة ثياب بالية:
"ذنبه  أنه حفيدك وأبن حمزه الناجي ياسهيلة"
*صرخت سهيلة وحاولت دفعها بحرص شديد:
"بقولك سيبي على......أنتي عايزه تنتقمي من طفل
لسه بين أيدين الملايكه....أنتي إيه شيطانه حرام عليكي مش كفايه إنك أخدتي أمه مني وموتى جده"
"أيوه أنا شيطانه مخلوقة من نار اللي ياخد مني حاجه مصيره الموت.......من سنين معرفتش أطولك كان كل أنتقامي منك إني رميتك جوه السجن عشان تموتي جوه زي الكلبة......
مكنش قدامي غير إني أخد منك كل حاجه كل حاجه يا سهيلة......بأيدي دي دفعت فلوس عشان حسن يموت في حادثة عربية.....وأخدت منك بنتك اللي حلفت إني أسقيها العذاب ألوان بس جه الفارس علي
حصانه الأبيض وأنقذها كالعادة وكان واقف زي
العمل الأسود في طريقي"
*هزت سهيلة رأسها وهي تذرف الدموع بألم ووجع على حبيبها الذي أخنطفه الموت.....موت مدبر من تلك
الحية الرقطاء......وعلي أبنتها التي سرقت منها
مثلما سرقت سنين عمرها التي ضاعت داخل المعتقل بتهمة
لم ترتكبها:
"أنتي مجنونة.....حقودة.....حقيرة بقولك سيبي الولد وكفاية لحد كده"
*وسريعا كانت سهيلة تلتقط على الذي بدأ في البكاء وهو على وشك الأختناق....و.َهي تدفع اميمة
بقوة وفي تلك اللحظة كانت شيماء تسرع لتأخذ على من يد سهيلة التي تعافر مع أميمة وتمنعها عن
أذية الصغير.......ضمت شيماء على تهدهد له وهي تختبئ خلف خزانة ملابس الصغار خوفا من أطلاق
نار يصيب الصغير........
واثناء ذلك كانت سهيلة تحاول بكل قوتها إسقاط المسدس من يد أميمة التي كانت تصرخ بجنون:
"هموتك زي ماموته......هقتلك ياسهيلة.....هقتلك"
*تعالت الأصوات والصرخات بينهما فكانت أول من أستمعت إليها من خارج الغرفة نيرة التي كانت
تهرول بدواء صغيرها على..........شهقت وهي تسمع الصراخ وخاصة صوت أميمة التي كانت تهدد أمها بالقتل ظلت تضرب فوق باب الغرفة وتصرخ بعزم
ما أوتيت من قوة:
"أبني......أمي.....أفتحي الباب يا أميمة أفتحي الباب
أبعدي عنهم يا أميمة.....أبعددددددددي عنهم"
*وصل الصوت إلي عمار وباقي الرجال وتعالى صراخ السيدات ببهو السراي .ركض عمار فوق الدرج سريعا وكأنه في سباق مع الزمن ومع صراخ
نيرة.....بالخارج وصراع سهيلة مع أميمة كان عمار
يحاول جاهدا مع مناع دفع باب الغرفة بأكتافهم العريضة وفجأة عم السكون حولهم وساد الهدوء تماما  عندما صدح صوت واحد فقط يزلزل أرجاء السراي بأكملها......صوت طلقات الموت
طلقة ثم أخرى ثم صرخة وبكاء طفل:
*خرت نيرة علي ركبتيها بذهول خارج الغرفة وأستقوي الرجال في دفع باب الغرفة وقد أنفتح
وعندها كان مشهدا مروعا بركة من الدماء تسبح
بداخلها سهيلة التي كانت تصارع الموت وهي تتمسك بجلباب أميمة التي حاولت الركض إلى
الشرفة لينقذها مهدي كما أتفقا مسبقا.......ولكنه جبان حقير فضل الهروب وظلت هي تصرخ وتحاول
القفز حتى شعرت بشعر رأسها  يكاد يقتلع من جذوره

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن