*وقفت انتظره في شرفه غرفتنا...اطرب سمعي أذان الفجر عندما أذن بالمسجد القريب من السراية تنهدت واقتحم قلبي القلق لقد خرج حبيبي من السراية غاضب...حائر...متعب بعد ما حدث مع غاليه لا أعرف ماذا حدث؟ ولا أريد أن أعرف كل ما يهمني ويشغلني هو حبيبي فقط.... دعوت الله أن يعود لي سالما :
*نزلت درجات درج السراية ترتدي فوق قميص نومها القصير عباءة واسعه من الحرير وخصلات
شعرها المموجة والتي تتخطى خصرها تتراقص
خلفها في دلال....جلست بجانب حماتها وزوجة
عمها وهمست بعد أن سلمت الحاجة دهب وأنهت
صلاة الفجر :
_تقبل الله يا ماما دهب.
*التفت إليها الحاجه دهب وتأملتها بحبور وابتسمت لها :
_منا جميعاً أن شاء الله يابنيتي....منعستيش ليه
لحد دلوكيت يا حبيبتي؟ .
*همست نيره وهي تبلل شفتيها وعيناها على باب السراية الكبير لا تفارقه :
_حمزه اتأخر جدا وبحاول اتصل بيه تليفونه مقفول...لاقيت نفسي سهرانه بستناه وصليت
الفجر ولما سمعت صوتك قولت انزل أعقد شويه معاكي...لو مش هزعجك يا ماما.
_واه واه...تزعجيني ايه الحديت الماسخ ده يابنيتي ديه دارك.
و اني كماني فوجت ومحصصه وعيوني كيف الصجر... ولية ياحفصة....انتي يا ولية.
*هرولت الست حفصة....تعقد وشاحها الأسود فوق رأسها قائله :
_ايوه چايه اهو....صباحك بالخير يا حاچه.
*أبدت الست حفصة المرأة الصعيدية طيبة القلب
استيائها حينما لمحت نيره تجلس بجانب الحاجه دهب وهتفت :
_صباحك بالخير ياعروسة سايبة چوزك ليه وجعده
أهنيه اباي يا حاچه متجولي أيتها حاجه.
* قبل أن تفتح نيرة فمها لتجيب الست حفصة كانت الحاجه دهب تجيب بدلاً عنها قائله :
_لا حول ولا جوة الا بالله العلي العظيم...حوصل يا مره منك ليها...مالكم أكديه حشرين حالكم كيف البجدونس...اجول ايه ؟منيكي لله يا حليمة....
_اباي يا حاجه ماعايزاش العروسة...تسيب الكبير وحديه.
_ملكيش صالح يا مرة يا حشرية غوري حضري الفطور...همي يا مرة.
*وقفت نيرة وهزت رأسها ومازالت عيناها متعلقة بالباب الكبير :
_لا يا ماما انا هستني حمزة....
*ابتعلت ريقها وهمست بقلق :
_انا قلقانه عليه جدا...من ساعه ما خرج بليل وهو زعلان وانا خايفه عليه :
*رفعت الحاجه دهب رأسها وتوقفت عن التسبيح
قليلاً وهمهمت إلى نيرة تسألها :
_ليه منعتيه...كنتي همليه يطلجها ؟
*أدارت نيرة وجهها باستغراب...وقطبت حاجبيها
العريضان وهي في حيرة من أمرها :
*كيف يحدث هذا الحاجه دهب تريد أن ينفصل حمزه عن ابنة اخيها....حدثت نفسها في حيرة :
_اكيد في حاجه كبيرة.
_تعالى يا نيرة....تعالي اهنيه اجعدي فريحي شايفه
الحيرة على وشك يابنيتي...زمانتاك بتجولي الولية
كبرت وخرفت ولايه.
*قطعتها بصوتها الناعم :
_لا طبعا انا مقدرش اقول كده بس!
*اخفضت دهب الناجي رأسها وقالت بهدوء :
_لازمن تعرفي كل حاچه حوصلت يانيره يابتي
انتي كيف حسن الله يرحمه...طيبة هو كماني جلبه كان كيف اللبن الحليب طيب وأمير الامراء...وانتي فولة وتجسمت منيه.
_الله يرحمه الا خلف ممتش.
*همست نيرة...و جلست بجانب حماتها وبدأت الحاجه دهب في سرد الأحداث بالتفصيل على
نيرة :
*نيرة التي اتسعت عيناها بشدة واصابتها حالة
من البكاء الصامت فقط عبراتها تنصهر فوق وجنتيها الشاحبتان بفزع واخيرا حصلت علي
صوتها لتقل بتلعثم :
_غال...غاليه تعمل كده في حمزه في جوزها وابن عمتها ليه.
_الغيرة مرة يا نضري...ماعيزهوش يخلف جطعة عيل يحمل اسمه مش كفايه ياعين أمه انه استحمل كل ده....وبالأخر تعمل أكديه فيه وفيكي
انتي كماني.
*مررت نيره اناملها بين بويصلات شعرها حتى أنها كادت أن تقتلعها من جذورها....
_غالية وسحر اسود....على دماء الحيض وماء زوجها يالها من وضعية قذرة.
_انا مش مهم يا ماما المهم هو حمزة....انا خايفة عليه؟
*رمقتها دهب بنظرة عميقة...ولاحت فوق شفتيها ابتسامة ناعمة تحمل الاطمئنان :
_كفايكي بكى عاد انتي مرات كبير الناحية كلاتها
متنخلعيش "لا تخافي" على چوزك وخليكي جوية
بكره عاد تبجي انتي ست السراية ديه وتبجي الأمرة النهائية فيها.
*ارتمت نيرة فوق صدرها ورددت بخفوت :
_بعد الشر عنك....ربنا يخليكي لينا.
أنت تقرأ
أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبي
Romanceرواية مكتملة الجزء الثاني من سلسلة 🔗 عن العشق والهوي
