الفصل الأخير

3.4K 90 2
                                    


*ومن داخل مشفى السجن قال الطبيب المتابع لحالة أميمة والتي نقلت إلى المشفى في حالة مزرية و صراع بين الحياة والموت بعد أن تم الأعتداء عليها بوحشية و ضرب مبرح وتشوهت أعضائها التناسلية نتيجة وضع كمية كبيرة من مسحوق الفلفل الحار داخل جهازها التناسلي مما أدى لأصابتها بالتهابات شديدة و نزيف حاد:
"الحالة خطيرة جدا أحنا قدرنا نوقف النزيف بصعوبة لكن الجهاز التناسلي تلف تماما"
*أحني عصام رأسه حزنا على شقيقته التي دمرها
الأنتقام وأوصلها إلى تلك الحالة من العذاب:
*ردد الضابط المكلف بالحراسة ومتابعة حالة أميمة لنقل تقرير مفصل إلى إدارة السجن:
"ممكن توضح الحالة أكتر يادكتور وياريت تقرير مفصل عن حالة المتهمة"
*أجاب الطبيب بعملية شديدة:
"تلف الأعضاء التناسلية الأنثوية للسجينة ده نتيجة
وضع المادة الحارة أو الشطة بمعنى أوضح داخلها وده تتسبّب في حدوث التهاب شديد و نزف حاد وإنسداد في مجرى التبول..... وإصابة عنق الرحم وقناة فالوب بتشوه حاد وده معناه تشوهات في الجهازالتناسلى بالإضافة للضرب المبرح وأصابتها بكسورفى الضلوع وجروح وكدمات شديدة فى جسمها كله تقريبا وأكيد الدكتور عصام فاهم أنا أقصد إيه
طبعا"
*تنحنح عصام بصوت مجهد من التعب :
"أكيد فاهم.....حضرتك شايف قدامها وقت ولا الحالة ميؤوس منها"
*هز الطبيب رأسه قائلا:
"الأعمار بيد الله أولا وأخيرا....ولكن الحالة في تدهور و الأربعة وعشرين ساعة الجايين
هما الفاصل في حياة السجينة"
*أستأذن الطبيب من عصام الذي جلس متهالكا فوق أحد المقاعد يلتقط أنفاسه اللاهثة من التعب ثم أنتقل
ببصره إلى الضابط وسأله:
"الستات اللي عملوا كده أعترفوا مين وراهم"
*هز الضابط رأسه نافيا:
"لأ طبعا ولا عمرهم هيعترفوا لأنها باختصار دي شغلتهم وحافظين القانون صم أكتر من أي محامي لسه متخرج جديد...عارفين إنها جنحة في مشاجرة عادية جوه السجن...وآخرهم تلات سنين وهيخرجوا منها ومن الواضح طبعا إن اللي
وراهم شخص كبير وله نفوذ ودافع كويس جدا حضرتك بتشك في حد معين يادكتور ؟"
*شرد عصام قليلا وفرك وجهه المرهق بتعب قائلا:
"للأسف هي ليها أعداء كتير ومقدرش أحدد
مين فيهم......علشان كده مقدرش أظلم أو أتهم حد
بعينه"
*وداخل غرفة العناية المركزة لمشفي السجن المجهزة بأقل الإمكانيات والمعدات الطبية كانت أميمة ترقد كجثة هامدة بين الحياة والموت تصارع لتلتقط أنفاسها:
*************************
*بينما بغرفة أخرى ومشفي أفضل وأرقى كانت تجلس سهيلة بوجه متعب شاحب كثيرا ولكن برغم هذا التعب والوقت الطويل الذي قضته بين يدي الله سبحانه وتعالي كانت تعلو شفتيها أبتسامة رقيقة ناعمة ووجه بشوش يبتسم للجميع....
*********************
بعد مرور سبعة أشهر
*أتسعت أبتسامة سلمان بين الدموع التى تترقرق داخل مقلتيه بسعادة لا توصف وهو يحمل بين ذراعيه حلم عمره.......وريث عائلة أبو السعود الزيني من
بعده طفله وسنده فى الدنيا من حبيبته وعشق قلبه سمية:
"الله أكبر عليك ياولدي نورت بيت بوك يا محمود"
*تمتم سلمان وشفتاه تلثمان جبهة صغيره الناعس كملاك صغير يلتقم أصابعه الصغيرة ويصدر صوت ناعم رفيع كمواء القطط:
*وبغرفة نوم سمية كانت نيرة تساعدها في تبديل ملابسها بعد عودتها من المشفى..........وخلفها يحبو
حسن ويتقافز متعلقا بشرشف الفراش حتي يصل
إلى سمية التي تعلق بها كثيرا وأحيانا يبكي حتى يبقى معها:
"بس ياسونه عمتك سوسو تعبانه أقعد هنا يابني الله يهديك"
"نه....نه سو...سو"
*أعلن حسن رفضه بكلماته المتلعثمة البسيطة وهو يهز رأسه رافضا:
"لافيني إياه حبيب عمته أتوحشته جوي جوي"
*همهمت سمية بتعب......فقالت سلمي التي دلفت إلى الغرفة وهي تحمل صينية الطعام بين يديها:
"تلافيكي مين يامخبلة عشان يرفسك في بطنك وانت أجعد أهنيه ياولد حمزه خلي عمتك تاكل
هو ماله بجى كيف المفروكة كده مجعدش على بعضيه.
*زفرت نيرة أنفاسها حانقة من طفلها ذو السنة وبضعة أسابيع:
"والله كان هادي وزي النسمة.....بس البركة في علي فضل يضرب فيه ويشده لحد ما علمه يعمل دوشه كده"
*ضحكت سمية بتعب وهي تهمس بصوت متعب:
"الولد علي دهو دايما بيضحك برغم شجاوته معنساش لما أمي فزت فيه عشان يبطل بكى"
*تعالت ضحكاتهن على تلك الواقعة عندما
كان على يبكى من أجل اللحاق بوالده......فهتفت عليه حليمة وقتها بغضب حتى يصمت وصمت
الصغير بالفعل وأنتظر حتى تلهت حليمة عنه قليلا..........وبعد وقت قليل تعالت صرخات الجدة
حليمة عندما رشقت أسنان الصغير تعضض في أعلى ساقها:
"وي وي عمتي من وجتها بيجت تخاف تزعله"
*تنهدت نيرة وجلست في زواية الغرفة ترضع الصغير عله يهدأ وينعس قليلا:
"عمر بقى ملوش في الدوشة دي خليه بس مع حمزه ساعات جنب الخيل ولا يسأل فيا......حمزه يجيبه
عشان ارضعه وأغيرله وياخده تاني لما قربت أنساه......حتي أبوه يفضل يقوللي عمر هيكون دراعي اليمين ومتعلق بيه جدا"
*رفعت سمية وجهها المجهد إلى نيرة وقالت لها مبتسمة:
"زي سلمان من وجت ماولدت محمود وهو شايله ليل ونهار.....ومعيزيش يهمله واصل"
"طبعا مش الغالي ولد ست الستات"
*داعبتها سلمي بمزحه فأحمرت وجنتا سمية الشاحبتان وغزاهما اللون الوردي الناعم......وقبل
أن يدلف سلمان إلى الغرفة بعد بكاء محمود تنحنح
من الخارج وهو يطرق الباب:
*فسريعا أدخلت نيرة ثديها داخل صدريتها وأغلقت سحاب فستانها......ووضعت سلمي حجابها فوق رأسها وهتفت:
"أتفضل يابو محمود"
*وما أجمله من لقب أكتسبه......أتسعت أبتسامته أكثر بوسامة ودلف قائلا بصوته الخشن الأجش:
"احم احم لامؤاخذه بس محمود بيبكي جولت أكيد
جوعان"
*رفعت له سمية عينا الغزلان خاصتها ترمقه بحب وقالت له وهي تتلقف صغيرها وتسمى "بسم الله":
"لازمن يچوع ويغير كماني"
"أني غيرتله"
*صاح سلمان بلهفة دون وعي منه أمام السيدات اللاتي أتسعت أعينهن دهشة.....سلمان أبو السعود
ولد الزيني يبدل حفاض صغيره ويهتم بنظافته يا
لها من مفاجأة مذهلة.
*لاحظ سلمان أتساع أعين النساء من حوله فقال بخجل وهو يتوارى عنهن:
"بالأذن أني...شويه و هعاود ياست الستات بس لازمن
أروح أطل على سميحة والبنات بجالي تلات ليالي مروحتيش لعنديها"
*أمسكت سمية بكفه تضغط عليه فأشارت نيرة برأسها إلى سلمي ليخرجا من الغرفة تاركين مساحة
من الخصوصية للزوجين.......راقبتهما سمية
حتى خرجا من الغرفة فجذبت زوجها برفق و
تناولت شفتاه بين شفتيها في قبلة قوية أودعتها
كل أشتياقها و لهفتها لزوجها الحبيب *أبتعد عنها سلمان وهو يبتسم هامسا:
"لحجت أتوحشك يا أم محمود ده أني لسه أهنيه جارك"
*رفعت نظرها إليه وسكتت للحظة قبل أن تقل
متنهدة:
"أني دايما بتوحشك حتى وأنت چاري.........أجصد
چارنا أحنا التنين"
*وأشارت إلى محمود الذي يلتقم صدرها بنهم:
*فأفترقت شفتا سلمان بأبتسامة حنونة وعيناه
تراقب كليهما بشغف......فأكملت سمية وهي تمرر
أناملها فوق لحيته الناعمة:
"بيت الليلة مع سميحة وبناتك......هي كماني مرتك
وليها حج عليك"
*هز رأسه رافضا وقال بأمتناع:
"سميحة مجدره وعارفه الظروف.....أني لازمن بس أروح أطل عليها هي والبنات وبكره إن شاء الله أچبهم أهنيه عشان يشوفوا خوهم محمود"
*أنحني يقبل صغيره الذي بدأت عيناه التي تشبه عينا والده تغفو........وقال لسمية التي نظرت له بعشق:
"أني هروح دلوكيت......معيزاش حاچه مني"
*قالت له بصوت خافت حتى لا يستيقظ الصغير:
"عايزه سلامتك ترچعلنا بالسلامة......سلمان"
*التفت ينظر لها فهمست بأرتباك وهي تبتسم:
"أني بحبك جوي......ربنا يخليك لينا"
*أسرع بخطى واسعة إلى فراشها ليحتضنها بقوة ويضمها إلى صدره يقبل كل إنش في وجهها بحب وعشق.

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن