الفصل 24

2.7K 79 0
                                    

*وقفت وقالت بكبرياء وقوة شراسة تسكنها وهي تحدق بمهدي وغاليه التي تنتظر ردها:
_نيرة الناجي.....مش بنتي....انا مش بخلف.
*قال مهدي بعينيه المتسعة من المفاجأة التي فجرتها أميمة:
_اباي ايه الحديت ده ياضاكتورة....مش جوي اكديه
جولي كلام معجول.
*إبتسامة ساخرة اعتلت ثغر غالية وهمست لأخيها
الغير مستوعب:
_مالك ياخويا اتفزيت أكديه.....هو دهو الحديت المعجول تصدجي بايه يا ضاكتوره اني كنت حاسه انك مش امها.....عمر الأم ماتكون جاسية على بنتها واصل وكنت بسأل نفسي دايما كيف ام تكون زيك
جاسية كده وها انتي جولتي السبب.
*أظلمت عيناها بجدية.....وهي ترفعهما إلى غاليه الساخرة ثم قالت بهدوء دون أن تفقد سيطرتها على نفسها:
_اديكي عرفتي السبب يا غالية المهم دلوقتي هو أننا على قد مانقدر نمشي على الخطة عشان اي خطأ ولو صغير هيدمر الدنيا.
*ابتلع مهدي لعابه في حلقه الجاف وهو يشعر بحاله يقف أمام امرأتان من الشيطان وهتف مستفسر:
_أني بيناتكم مفهمش أيتها حاچه بس بردك يا ضاكتوره كيف يعني عايزه تأذي البنته وانتي اللي
ربتيها احنا بنجول عندينا مثل جديم الأم اللي ربيت مش.....اللي ولدت.
_أسباب خاصة يا مهدي مبحبش حد يعرفها أسباب
تخليني عايزه ادمر كل شخص في العايلة ديه واعرفهم مين هي أميمة فاخر.
*هتفت أميمة بصرامه قد تبدو مخفية ولكن غاليه لم تمررها مرور الكرام وباحت عما تعرفه والذي استرسل إلى سامعها من قبل:
_اني عارفه السبب.....سمعت جبل اكديه حديت بين دهب الناجي وحليمة....حديت أن الضاكتور حسن كان عشجان مره تانيه ولما أيوب الناجي عرف شيعله وجاله لازمن تتجوز وحده غيرها
يمكن هو ده السبب ان حسن الناجي كان عشجان غيرك مثلا.
*صرخت أميمة وقد تملكها الغضب....وانهارت قواها:
_حسن الناجي هو سبب كل حاجه وحشه حصلت معايا....فضل عليا وحده تانيه رد سجون برغم اني عرضت عليه حبي ونفسي بس هو فضلها عليا وانا
اللي دفعت التمن علشان كده كان لازم انتقم منه ومن سهيلة و احرمها من بنتها وبنته...واقتله بيدي
انا اللي قتلته ودخلتها هي السجن واخدت نيرة وربتها علشان لما تكبر اقدر استعملها نقطة ضعف
لعايلة الناجي....بس هي غبية زي ابوها مشيت ورا قلبها وحبيت حمزة الناجي اللي انتي مقدرتيش تخليه يحبك.....وراح حبها هي بجنون وكل حاجه عملتها بغبائها هي ضيعته.
*تجمد مهدي في مكانه مذهول لا يقوى على الرد بينما تحول وجه غاليه إلى كتل من الغضب والنيران المتوجهة بالغيرة وصاحت فيها:
_المسخوطة اللي ربتيها عرفت تسرج جلبه من زمان من جبل حتى مايتجوزني كان لازمن تخفيها من الوجود زي ما عملتي ويا بوها وامها بس اجول
ايه انتي كبرتي حية عرفت تسرج چوزي مني.
*بقت أميمة تحدق في الفراغ وذكرتها تستعيد ذكرى من الماضي.....ذكري أليمة لا تنساها مما حدث
عندما دراسة بجديه واستعدت إلى دخول كلية الطب جامعة القاهرة.....و في سنتها الأخيرة وباحدي الايام تفاجئت أميمة بالمعيد الوسيم يدخل من باب القاعة بهيبة ووقار لم تعرفهم في رجل من قبل برغم تعدد علاقاتها ولكنه كان الرجل الوحيد ذو السيطرة القوية على قلبها وكيانها انه حسن أيوب الناچي.....
المعيد الشاب والذي سايدرس إحدى المواد في صفها الأخير..... وقد كان يسبقها بعامين:
*مرت شهور واميمة الفتاة الساحرة ذات البشرة الذهبية تتودد إلى المعيد الشاب الذي كان يسحر ويفتن كل من تمر أمامه....حولت جاهده أن يقع في شباكها خاصة أنه صيد ثمين للغايه وهي تحتاج إلى ذلك الصيد حتى تحسن من وضعها الاجتماعي كفتاة تربت وعاشت في بيت متوسط الحال بين والد شديد الصارمة وأم بسيطة وأخ يصغرها بخمسة أعوام.....توددت أميمة إلى المعيد الشاب تارة بعدم فمهما بعض النقاط في مادته التي يدرسها وتارة أخرى بضحكات والهمسات ونظرات الإعجاب حتى جاء اليوم التي صدها فيه حسن بقوة وقال لها بوضوح:
_أميمة انا بعتبرك اخت وصديقة وطالبة مجتهدة بس يظهر انك فهمتي معاملتي لكي بشكل غلط انا مرتبط ببنت تانية وبحبها وعلى فكرة انا مسافر باريس علشان احضر رساله الماجستير والدكتوراه
ياريت تاخدي بالك من دراستك اكتر من كده.
*وكانت كلماته هي شعلة النيران التي قادتها إلى جحيم مستعار.....كيف يرفضها وهي التي بنظرة من عيناها تقع بعتل القلوب كيف يرفضها هي من
أجل أخرى...اخري بالتأكيد سايلحق بها في باريس ويتزوج منها صممت أن تعرفها وان تخرب تلك العلاقة بشتى الطرق فهي أميمة التي لا يغلبها غالب:
*اجتهدت وقتلت نفسها للحصول على منحة الجامعة للسفر إلى جامعة السوربون بباريس لعمل الماجستير وبالفعل كانت الثالثة على دفعتها وحصلت على المنحة وبعد سنة كانت تلحق به في عاصمة النور باريس....برغم رفض والدها وشدته وتهديده لها بقطع جذورها من العائلة إذا تخطت اوامره وسفرت ولكن انتقامها وحقدها كان أشد من أي شيئآ أخرى وسفرت ودراسة بنفس الجامعة واقتربت أكثر من حسن والذي تفاجي بها تدرس بباريس.........وتفاجي أكثر بعلاقة عاطفية تجمعها مع طبيب فرنسي مسلم من جذور أفريقية موسى رحيم إحدى زملائه بالمشفي التي يتدرب بها:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*قال الطبيب مؤكدا على سمية التي تبكي بجانب امها وسلمان الواقف بهيبته ينظر لها بغضب:
_لازم الحاجه حليمة تاخد الدواء بانتظام الحمد لله ضغطها استقر بمعدل طبيعي.....هي زعلت من حاجه خليت الضغط يرتفع بشكل ده.
*رفعت سميه عيناها متورمة الجفنين إلى سلمان الذي قال بخشونه:
_مفيش دار بتخلا من المشاكل ياضاكتور المهم هي زينة دلوكيت.
*رفع الطبيب عيناه إلى سلمان ثم نظر إلى سمية يقل:
_حضرتك ابنها.
*طبيب المشفى الجديد يجهله هكذا يبدو من سؤاله التلقائي.....دمدم وهو يحدق بالأخري التي اخفضت رأسها:
_تجدر تجول والدها....اني جوز بنتها وهي حماتي.
*رفعت سمية رأسها سريعا تحدق فيه ولكنه و بقسوة ابعد مرمى عيناه عن عيناها وأكمل مع الطبيب:
_لازمن تيجي وتابعها ياضاكتور لحد ماتبجا زينه.
_اكيد طبعا انا هعدي على الحاجه كل يوم اطمئن عليها وعلى معدل الضغط المهم تبعدوها عن أي انفعالات أو زعل....
*اخفض الطبيب صوته وأكمل:
_لو الضغط ارتفع مرة تانية بشكل ده ممكن لقدر الله يصيبها جلطة على المخ.
*شهقت سمية وانحنت تبكي على صدر حليمة النائمة في ثبات عميق بعد أن حقنها الطبيب بحقنة
تخفض معدل ضغطها المرتفع:
*شكر سلمان الطيب ورافقه إلى خارج المنزل وبعدها دلف إلى الداخل ولكنه شعر بحركة خفية من خلفه فالتفت يتطلع إلى سمية الواقفه أمامه
منكسرة ضعيفة هشة دموعها تسيل فوق وجهها بلا توقف....عليه أن يجد وسيلة للتحكم في زمام عواطفه العاصفة فهو للأسف لا يتحمل أن يرى تلك الدموع تنساب منها وهو واقف مكتوف الأيدي ولكن ماتفوهت به منذ ساعات جعله يتغاضى عن تلك المشاعر العاطفيه بأخرى أشد قسوة:
_اني شيعت الغفير يجيب العلاچ من الصيدلية خدي بالك منيها زين.....ان شاء الله تجوم بالف سلامة.
*أحست سمية ببرودة كلماته وقسوتها فاهمست وهي مازالت واقفة في مكانها:
_كتر خيرك...انك وجفت چنبا و.....
_اني عملت اكديه عشان الحاچه حليمة لاني بشوف فيها امي الله يرحمها.....كان لازمن اعمل اكديه....لكن مش عشانك واصل انتي متستهليش أيتها حاچه.
*صمتت سمية قليلا ثم هزت رأسها قائلا بوضوح:
_عارفة....بس اني مكنش جصدي الحديت اللي جولته ده والله...
*صرخ فيها بغضب صرخه اجفلتها وجعلتها ترتعد من الخوف:
_اياكي تحلفي كدب....اياكي ياسمية بيكفي اللي سمعته منيكي لو مكنتش خابر ولد خالك زين جد ايه هو عشجان مرته وجد ايه هو رچل....كنت جتلته جدام عينك وجهرت جلبك عليه زي....زي ما جهرتي جلبي العفش اللي حبك.
*مسحت دموعها وقالت بضعف:
_مش هجولك عشان خاطري عارفه اني خلاص مليش حداك أيتها خاطر ولا عين جوية اتحدت بيها
بس هجولك عشان خاطر أمي الرجدة جوه اديني فرصة كماني يا سلمان....وصدجني هكون چادمة في دارك وتحت رجليك.
*كاد أن ينفجر في وجهها بغضب من نيران ملتهبة ولكنه احكم التصرف بإعصاب باردة وتحكم برباطة
جاشه وهو يضحك غير مبالي لدموعها المنهمرة:
_ولاونكي متستحجيش أيتها فرصة لأنك فاجرة
جولتي بعين جوية انك عاشجة واحد تاني وفي
يدك خاتمي واسمي.......بس انا هديكي الفرصة ديه
يا سمية اول هام عشان خاطر امك الرجدة جوه بسبب جلة تربيتك.....وتاني هام عشان اني ناوي
اربيكي من اول وچديد واعرفك زين مين هو سلمان ابو السعود.....هتعيشي خادمة في داري
تحت رجلي تكوني ليا وجت ما عوزك مره في
سريري.....وبعدها تجومي زيك زي أيتها خادمة
في الدار حجوجك عندي اني أحافظ عليكي وبس
وخليكي جدام الخلج ست الستات سمية مرت ولد
ابو السعود........بس جوه داري انتي ولا حاچه يا سميه ولا ليكي عازة في حياتي.
*ارتج جسدها من الخوف فقد أصبحت عينيه التي كانت تحملان لها عشق لا يوصف....بركتان من النيران اشعلتها هي بيديها وليتها ما فعلت همهمت
تسأله:
_يعني خلاصي كرهتني يا سلمان.......مبجتيش جوات جلبك.
*عبس سلمان وهو يرفع حاجبيه العريضان وقال بضرواة:
_ايوه كرهتك وجوي كماني.....مكانك جوات جلبي بجا شوكه في جلبي يا سمية.....شوكة و لازمن انزعها بجوة حتي لو الشوكة ديه هتجطع جلبي
جطيع بردك هنزعها.
_وإياك تفكري لو بينك وبين حالك تحطي اسمي في الوحل وانتي على ذمتي....وجتها هدفنك حية
في الوحل دهو وادبدب عليكي بجزمتي انتي لساتك مشوفتيش سلمان عفريت الليل.
*اتسعت عيناها بذهول وفغرت شفتيها بذهول وهي ترمق وجهه الذي يشوبه الغضب الناري عندما قال بهدوء به نبرة صآمته:
_حضري حالك.....يا....يا عروسة....اسمعي حديتي ده زين عشان مناويش اكرره تاني اي راجل غيري
اسمه ميتنطجش على لسانك ابدا والا.....
*كررتها سمية خلفه بتلعثم وقد عادت قدماها للخلف في عشوائية مترنحة وكأن كل شيء بها
ينبض بارتباك وخوف....
_والا ايه....هتموتني ولا هتجطع لساني عاد.
*اهتزت شفتاه بغيظ شديد ورفع سبابته في إشارة تحذير وهو يؤكد من بين أسنانه:
_لا ده ولا ده بس غضبي وجتها هيخلي تجولي ياريت امي ماولدتني.....اتجي شر الحليم إذا غضب
يا سمية....فاهمانه ولا اعيد حديتي مره كماني.
*هزت رأسها وهي تجاوبه سريعا برعشة كطفلة أخطأت وتخشي العقاب:
_فاه....مة....فاهمة زين.
*بأصابع خشنة قبض على مؤخرة ذقنها فشعرت بالحرارة تنتشر في جسدها وكأنها إصابتها حامة:
_ايوة اكديه يابت الناس اصلي بصراحة معيزيش ابتلى فيكي.
*ثم اكمل وهو يبتعد عنها قليلا بعد أن نفض ذقنها بقوة:
_عشاية حاجي لاهنيه عشان أطل عليكم وتطمن على الحاچه....واياكي تخطي عتبة الدار وحديكي
في راچل من رچالتي جاعد بره اطلبي منيه اي حاچه تعوزيها.
*هزت رأسها بطاعة لم تعرفها من قبل وهمست بتعجل قبل أن يختفي من أمامها سريعا:
_اللي تؤمر بيه.
*كانت حليمة قد استفاقت من نومها على هتاف سلمان الغاضب واستمعت إلى اؤامره لابنتها الجامحة التي يبدو أنها خضعت له اخيرا....ابتسمت وهي تهز رأسها وتتمتم بخفوت:
_الله يفتح عليكي يا ولدي.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*اعتلت عينيه نظرة قاتمة وهو يرفع معلقة مملوءة بحساء الخضار ويلقمها اياها وكأنها طفلته الصغيرة
ابتسمت وعندما رفعت يدها لمسح فمها....كان هو
يسبقها ويمرر طرف سبابته على حافة شفتيها هامسا:
_متعمليش أيتها حاچه واني أهنيه جارك.
*سرحت عيناها على محياه الوسيم حبيبها هو رجل قلبها....انسلخت هي منه لتكن له فارسها التي
طالما حلمت به مأخوذة بحاذبيته و وسامته وخفة
ظله بشخصيته وهيمنته وها هي الآن مسحورة كاميرة نائمة استيقظت من كتب الحكايات على صهيل فرسه وهو يحملها فوقه ويحلق بها نحو الأحلام...........همست بدلال أنثوي خطير يجعل السعادة تتقافز في أعماقه:
_وحشتني....في الكام ساعه اللي غبت فيهم عنك كنت حاسه اني هموت وارجعلك عشان انام في حضنك.
*لاحت على ثغره ابتسامة هادئة ولكنها تخلج القلب من موضعه وهو يزفر قائلا:
_يا بوي ع الحديت الحلو اللي بيخرج من خشمك المعسول بس متجوليش مرة تانية اموت بعد الشر عنيكي ياجلب.....اعمل ايه انا دلوكيت اخطفك وتخبي بيكي في أيتها حته بعيده عن أهنيه ولا فرح ولا وجع راس المهم تكوني وياي.
*همهمت وهي تضحك وتملس فوق بطنها المنتفخة
بقوة:
_تخطفني وانا بالبطن ديه كلها....حمزة انا بيقت سمينة جدا.
*ابعد صينيه الطعام يضعها فوق الطاولة بجانبه ثم انحني يرفع قميصها البيتي قليلا ليظهر أمامه بطنها المنتفخة وأخذ يمسح بشفتيه فوقها تاره ويلعقها تارة أخرى حتى انا أصدرت شهقة قويه
من بين شفتيها تهمهم:
_حمزة....احنا مش في بيتنا.
*أشرف عليها بطوله المهيب وهو ينزع عن جسده قميصه القطني ويرميه بعيدا....وهي تكتم فمها بصعوبة خوفا أن يصل صوت قهقاتها إلى الجميع بالخارج:
_واه مش في بيتنا كيف يعني امال ده بيت مين
وبعدين ده اوضتي يعني انتي مش في أوضة حد غريب....تعالي أهنيه في حضني.
*جذبها من ذراعها لترتمي فوق صدره تمسح وجهها بعنقه مثل قطة صغيره ناعمة.....رفع انامله برقة يمررها فوق وجهها بلمسات رقيقة وهو يتاملها ومن غيرها يتأمل ويحكل عينه بمحياها الناعم وهي التي امتلكت القلب وجعلته خاضع لها.....لبلي نداء قلبه وجذبها أكثر يقتطف شفتيها بقبلة قصيرة لذيذة ثم ابتعد عنها يلهث بعينان تبرق بالعشق:
_كتير جوي كنت بتمنى في كل مره اشوفك فيها اني اخدك اكديه في حضني وابوسك لما اشبع بس
كنت غلطان.
_ليه...
*سألته بشرود و سماء عيناها تضي بلمعة عاشقة تراقصت ملامحه بالفرحة وقال وهو يجذب رأسها إلى صدره الصلب:
_كنت غلطان لما افتكرت نفسي ممكن أشبع منيكي يانيرة....اديني اهو معرفش أروى عطشي منك ابدا
عملتي فيا ايه يابت عمي....من وجت ماكنتي عيله
صغيرة وشيلتك بيدي وانتي اخدتي جلبي مني.
*ادمعت عيناها من كلماته واحست بأنها ملكة تتربع على عرش النساء وهو تشعر بحبه وغزله لها:
_انا كمان حبيتك كنت بشوفك كل حاجه في دنيتي....كنت بعد أيام الشهر بسرعه علشان اشوفك ساعه واحدة بس تيجي تزرني فيها وتقولي كلمتين مفيش غيرهم على لسانك....خدي بالك من نفسك ولو احتاجتي اي حاجه انا جنبك.
_عمرك ماقولتلي وحشتني ولا حتى بح....بحبك.
*ضحك يهمس:
_كنت بخاف عليكي من نفسي واني شايفك جدام عيوني بنته لساتها عودها أخضر....بس في كل خطوة كنت بخطيها كنت بشوفك جدامي حتى واني....
*تاهت نظرتها في شفتيه القرمزيتين وهما يتحدثان بهمس اجش....وبجراة ناعمة لما يتوقعها أسندت فوق صدره ذو العضلات الصلبة وطبعت شفتيها فوقهم.....لما تعرف معنى الجرأة اللي معه وله عندما سحقت شفتيه بقبلاتها واناملها الصغيرة تداعب صدره.....ابتعدت عنه تلهث بخدين بلون الخوخ بينما هو حدق فيها بتعبير وجهه الدافئة
وعندما استعادت أنفاس التي ضاعت بين شق شفتيه همست مبتسمة:
_كنت نفسي اعملها من زمان وخاصة في اليوم اللي عرفت فيه انك هتجوز من وحدة تانيه....قولت
لنفسي مش يمكن لو كنت بوسته كان اتجوزني.
*أطلق ضحكة صاخبة كشفت عن أسنانه ناصعة البياض واخذها إلى صدره وجعلها تعتليه واصابعه
تفك شرائط قميصها الستان من فوق جسدها:
_چوازي من غاليه مكنش بيدي كان اختيار جدي خصوصي لما علم إني متشعلج فيكي وريدك جالي
يومها الراجل ممكن يتچوز مرة وتنين وثلاثه ومهما
حوصل بت عمك هتكون ليك.......اني خابرك زين انت كيف جدك راسك ناشفة كيف الحجر ومعتفرطش في حجك واصل.
_وها حديته الله يرحمه بيتحجج وانتي بين يدي وهتبجي ام عيالي......بس جوليلي اني شديد جوي اكديه عشان اجيب ثلاثة.....واه كأني هنج على حالي.
_انت حبيبي.
*همست وقد احمرت وجنتيها بتلبك وفي صدره التصقت وهي تشعر بخجلها قليلا.....خجلها اشعاله وجعل من جسده شعلة ملتهبة بنشوة العشق وحينما اعتلها برقة خوفا عليها:
*كانت دقات فوق باب الغرفة كجرس الانذار:
_ست نيرة الحاچه دهب بتجولكم يلا العشاء چوهز.
*حولت نيرة فتح فمها لتجيبها....وبحركه سريعه كان يضع حمزة يده فوق ثغرها قائلا بصوت متصلب اجش:
_جولي لأمي يابهية هنتعشي بعدين يلا همي.
_بس يا كبير الحاجة جا......
_بهييييية انجلعي من أهنيه.
*انتفضت المسكينة وقفزت في مكانها تهرول في ممر طويل من الغرف وعندما وقفت امام طاولة السفرة المجتمع عليها الجميع نظرت لها دهب رافعة حاجبها الأيمن:
_جولتلي لنيرة والكبير الوكل جاهز....واه ردي يا وكلة ناسك.
*هزت بهية رأسها وجلست بجانب شيماء تهتف بخفوت:
_ايوه...ايوه ياما الحاجة جولت....بس الكبير فز فيا وجالي انجلعي من أهنيه.
*مصمصت دهب شفتيها وهي تحركهم يمينا ويسارا في سكون....بينما ضحكت سلمي التي كانت تلقم طفليها تقول:
_خوي من ساعه اكديه اخد صينية وكل لمرته ياما تلجاه وكلها ونامت.
_لا كان في صوت ضحك ياست سلمي..
*هتفت بهية بعفوية فلم تتمالك سلمي تلك المرة نفسها فأطلقت ضحكتها الرنانة....مما جعل قلب بلال الصامت يتراقص بداخله وهو يتطلع فيها
باشتياق:
_جبر يلم العفش حوصلك ايه يا واعرة بتضحكي على ايه يا جليلة الحياء وانتي يا مخبلة كنت بتصنتي عليهم ولا ايه....يا وجعتكم المربرة لو
سمع حمزة حديتكم ده.
*صاحت دهب فيهم بغضب....بررت سلمي وهي تطعم اطفالها:
_ابااااااي عليكي ياما واحنا نطجنا.
*ارتفع حاجبي دهب بسخرية وهزت رأسها بنفور وهي ترمق بلال الصامت عن الحديث....وعندما عم الصمت المكان وبدأ الجميع في تناول العشاء دق هاتف بلال الذي كان يحمله طفله حسين ويلعب عليه إحدى الألعاب الإلكترونية.....اجاب بلال بعد أن أطلق تنهيدة يفرغ بها عن طاقته الجسدية التي
تضخمت بنشوة من ضحكتها الرنانة وجمالها البديع خاصه بعد قص شعرها وعمل ستايل جديد زدها جمالاً:
*تحدث بلال مع المتصل وكان صديقه الطبيب الشاب والذي استلم منه بعد الحالات لمتابعتها لحين عودته......ووسط الحديث عرف بلال بالصدفة بأن صديقه الطبيب زار اليوم إحدى أقاربه
بمنزلها لتعرضها لوعكة صحية.....وعلم انها الحاجه حليمة عمة زوجته:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*غفت نيرة بين ذراعيه بعد صراع عشق شديد تحمم وخرج من عرفته بعد ان دثرها جيدا تنحنح
بقوة كعادته....وعندما اقترب استرق سمعه صوت بكاء أمه اقترب مفزوع يجلس القرفصاء أسفل قدميها بقلق:
_مالك ياما بتبكي ليه....انتي مرضانه....حوصل ايه
يا سلمى.
*همهمت سلمي وهي تربت فوق ظهر امها الباكية:
_ابدا ياخوي متجلجش امي زينه هه جدامك بس عمتي حليمة كانت مرضانه والضاكتور كان عنديها.
انتفض واقفا كالملسوع وصاح بقلق:
_عمتي عنديها ايه....فيها ايه ياما.
*مسحت دهب عيناها وهتف ببكاء:
_ااااه يا حليمة المره كيف الجمل سمية بتجول وجعت من طولها لولا سلمان الله يكرمه لاحجها كانت عمتك انشلت.....بعيد الشر عنك ياخيتي ايه
اللي حوصلها.
*وقف بلال خلف حمزه الشاحب وهو يمسك بهاتفه ويحاول الاتصال بعمته للاطمئنان عليها:
_اطمئن يا خويا زميلي جالي انها زينه هو بس ضغطها ارتفع هبابه بس دلوكيت بيجت زينه الحمد لله.
*ظل يفرك في مكانه حتى عاود الاتصال على هاتف عمته وقد اطمئن قلبه واستكان عندما سمع صوت عمته الغاليه واطمن قلبه انها بخير.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*قبل ليلة الزفاف:
*زفرت روجي بحنق مستاءة وقت استعانت بمصممة ثوب زفافها لتعديل بيسط بثوب الزفاف الذي صمم عمار علي رؤيته وعندما رفضت وغضب كعادته....
اضطرت روجي بعد محادثة شجار هاتفية
استمرت حتى ساعات الصباح الأولى أن ترسل له صور الثوب بكتالوج التصميم.......وكان الانفجار العظيم حينما وصلها صرخاته العالية واعتراضه على الثوب العاري وبعد يومان من الشجار بينهم اضطرت هدى لتدخل بين العروسين وفض النزاع
وانتهى الشجار إلى حل وسط وهو تعديل في ثوب الزفاف الأبيض كثلج المزين بفصوص كرستالية براقة مجسم فوق قوامها الممشوق حتى ركبتيها ومن أسفل الركبتان متهدل بطبقات من الشيفون الأبيض....استعانت مصممة الثوب بطبقة سميكة من التل المخملي المرضع للتغطية الصدر والظهر حتى منتصف الذراعين مع طرحة من نفس خامة التل....
*وبعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة....تحول الثوب إلى ثوب ملائكي رائع التصميم أبهر الجميع برقة وجمال تصميمه برغم من احتشامه:
_تسلم ايدك يا مدام مارين....بجد التصميم روعه تخيلي أن التصميم ده أجمل من التصميم الاول.
*هتفت هدى بسعادة وهي تدور حول روجي الغاضبة كالأطفال.....ابتسمت المصممة الاربعنية وهي تنظر إلى الثوب بنظرة تقيمية أخيرة:
_عندك حق هدى هانم في الحقيقة في الأول كنت معترضة على التعديل بس بعد ما شوفت الفنشنج
الأخير للفستان انبهرت....ايه رائيك يا عروسة.
*أخذت روجي نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء:
_حلو....ميرسي مدام مارين.
*حل المساء وبدأت الفيلا تزدحام بصديقات العروس والاحتفال بليلة ماقبل الزفاف حتى سلمي ونيرة وباقي الفتيات حضور الحفل ورقص الجميع على أنغام الاغاني الشعبية المميزة وعمل نقوش الحنه.....
*كانت نيرة تجلس بعيدا تشعر ببعض التعب
وبطنها تبدو منتفخة بطريقة ملفتة للنظر....جلست بجانبها همس التي كانت تحمل رضيعتها فاطيما
والتي أتمت اسبوعها التاني وفرحة التي تحمل صغيرها الذي يتحرك بشقاوة ويديه الصغيران
تضرب بالهواء وابتسامته لاتفارق شفتيه وهو يري
الفتيات ترقص وتصفق من حوله:
_نيرة انتي كويسة وشك مبيض وعرقانه.
*سالتها فرحة بقلق واصابعها تملس فوق جبهتها اللامعة بحبات العرق:
*جزت على شفتيها وقد ازدادت ضربات قوية أسفل بطنها التي أخذت منحني سفلي:
_شوية ضرب بس الحمد لله انا كويسة متقلقيش.
*ضحكت همس قائله بمزاح:
_شكلك هتعمليها في الفرح وتجيبي عصافيرك في فرح عمهم.
*شهقت فرحة تغمغم بدهشة:
_مش ممكن لسه بدري صح نيرة:
*أجابت بانفاس متثقلة من التعب وهي تحاول تحريك قدميها المنتفخة بعد أن خلعت حذائها البينك الأرضي والذي ترك إثر بقدميها:
_النهاردة اول يوم في السابع....بس متقلقوش الدكتوره أكدت عليا ان الولادة لو حصلت هتكون في نص السابع.
_ثواني هجبلك كاس عصير.
*قالت همس سريعا وهي تترك صغيرتها بجانب فرحة وتذهب سريعا.....اقتربت فرحة قليلا من نيرة وبقت شاردة قليلا وحينها ضيقت نيرة عيناها تسألها:
_فرحة في ايه....حاسه انك مخبيه حاجه عني.
*تلبكت فرحه قليلا وحاولت أن تلهو نيرة فداعبت طفلها تقل:
_ولا حاجه بس كنت عايزه أسألك عن...عن.
_عن ايه....في ايه يا فرحة اتكلمي.
*ضمت فرحة شفتيها وهي تجيبها بتلكلك قليلا:
_انتي تعرفي وحده اسمها سهيلة.
*هزت رأسها نافيا:
_لا معرفش وحدة بالاسم ده....ليه؟
*حركت فرحة اكتافها بالامبالاه تقل:
_من يومين الست ديه زارتنا في البيت واعقدت حوالي ساعتين مع بابا في المكتب.
_طيب وايه يعني ايه علاقتها بيا....يمكن حبيبة خالو هي جميلة.
*بررت نيرة ضاحكا.....فاومات فرحة برأسها وهي تنظر إلى نيرة بتمعن وهمست بشرود:
_انا شوفتها وهي خارجه من مكتب بابا جميله جدا تعرفي انها تشبهك جدا........انا قولت ممكن تكون قريبة عايلة الناجي خاصة أن الشغالة قالتلي انها لما طلبت تقابل بابا قالتلها تبلغه انها عايزاه في موضوع يخص باباكي الله يرحمه....حسن الناجي.
*ابتلعت نيرة ريقها وحركت بؤبؤ عيناها باضطراب
وتمتمت بخفوت:
_بخصوص بابا.....يعني ايه....الست ديه كانت تعرف بابا.
*رفعت عيناها الحائرة وسألت فرحة بلهفة:
_طيب خالو قالك ايه عنها....اكيد سالتيه.
*حركت فرحة رأسها تقل بتأكيد:
_طبعا سألته....بس شخط فيا وقالي ده موضوع خاص وكانت متنزفز جدا جدا.
*تمتمت نيرة بصوت ضعيف وقد تناست ألم بطنها:
_مش عارفه ليه قلبي مش مطمئن حاسه ان الست ديه تعرف بابا....او يمكن كان بينها وبينه حاجه او....
*وفجأة تذكرت صرخات أميمة وكلماتها المسمومة الحاقدة بكرهها لحسن الناجي وحقدها عليه:
*شهقت وكأنها تسحب الهواء إلى رئتيها وأكملت:
_انا متأكدة أن أميمة ديه كانت على علاقة ببابا الله يرحمه......ولازم اعرف من خالو.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*بإحدى الفنادق المطلة على النيل وقفت غالية في شرفة الغرفة تستنشق الهواء العليل وبجانبها وقف مهدي متكئ على ذراعاه ودون أن يلتفت إليها قال
بهدوء:
_مستعدة..... واثجة انك هتجدري تعملي اكديه.
*استنشقت غاليه الهواء بأريحية وهي تغمض عيناها ثم فتحتهم ونظرة ماكرة تنبعث منهما ودمدمت من بين أسنانها وهي تنزع وشاحها الأسود من فوق رأسها بغل:
_جول بكره يارحمان يارحيم عليكم يا ناجوية اما جلبتها نار جيدة مبجاش اني غالية بنت فاطمة الأسيوطي.

يتبع

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن