*لم تغفل كعادتها في غيابه تشعر أنها خاويه وحيده برغم انه اتصاله عليها أكثر من مره عندما وصل إلى بيت شقيقه بالقاهرة....ولكنها تشعر بالوحدة الان.....ملست فوق بطنها الممتلئة وهي تشعر بتحرك جنينها ابتسمت وهي تحدثه:
_انت كمان مش عايز تنام زي ماما انا كمان زيك يا حبيبي..... مفتقده بابا حبيبي جدا.
*ازدادت الركلات بقوة فضحكت وهي تتاؤه وربتت على موضع الركلة بحنان امومي:
_طيب متزعلش انت كمان ابني حبيبي.....انا حاسه انك ولد بس بابا بيقول لا انت بنت....تخيل.
*صمتت عن الكلام مع طفلها عندما دلفت سلمي الباكية الي دخل غرفتها وعيناها مليئة بالدموع:
_نيره ممكن اجي اجعد وياكي شوية....بس لو هتنعسي اخرج..
*أشارت لها نيرة وهي تقفز من فوق الاريكة بتهور رغم تحذير حمزه القاسي لتلك القفزة:
_لا لا مش عايزه انام انا اعقده مستنيه حمزه يكلمني....لم يتفقوا.
*جلست سلمي بجانبها وهمهمت بحزن :
_بلال جاعد مع العيال....وحمزه جالي مهملكيش لحالك واصل جولت اجي اشجر عليكي.
*ضحكت نيرة ببشاشة تقل :
_عمتي حليمة لسه تحت مع ماما.....ياقلبي يا ماما عمتو زي ما تكون ماصدقت لاقيتها.
*حولت نيرة أن تمرح مع سلمي قليلاً حتى تبتسم أو تفرج شفتيها المذمتان ....ولكنها فشلت فقد قلبت سلمي شفتيها كالأطفال وارتمت فوق صدر نيره تبكي بحرقة:
_بلال مجدريش يسامحني بيجول انتي الا اختارتي جوليلي يا نيرة اني غولط في ايه.....اني والله بحبه جوي ده جوزي ابو عيالي.
عارضتها نيرة قائله:
_انتي عارفه انا بحبك قد ايه وبعتبرك اختي الكبيرة مش بنت عمي واخت جوزي وبس.....لكن لازم اقولك انتي غلطتي في ايه يا سلمى.
*برقت عينان سلمي بالدموع ودمدمت:
_حتى انتي كماني يا نيره بتجوليلي غلطتي كيف حمزه وامي...
*حركت نيرة اكتافها وقالت:
_خلاص مش هتكلم..
_لا جولي يا نيرة وريحي جلبي.
*أمسكت سلمي بكفيها وهي تطلب منها أن تتحدث معاها بكل وضوح:
*اقتربت منها وبكفها الصغير أخذت تمسح دموعها المنهمرة فوق وجهها وهمست:
_غلطتي لما ضغطي على بلال بشكل ده وفرضتي عليه أمر واقع بشغلك في الصيدلية.....ومع ذلك وافق ومترددش لحظة انه يزعلك....بس ظهور مهدي ده إثر فيه واتحول حبه للغيرة وخوف عليكي خاصه انه عارف انه كان خطيبك.....انا معرفش ايه الا حصل بالضبط لكن خمنت أن مهدي ده شخص حقود شرير زيه زي اخته....بيسعي لشر بلال خايف عليكي وبيحبك يا سلمى....غلطتك الأكبر هي خروجك من بيتك من غير علمه وكأنك لتأنى مرة بتحطيه قدام أمر واقع....
*اتسعت عينان سلمي وهي تنصت لها باهتمام وقد بدأت دموعها مره اخري في الهطول عندما قالت:
_لا ابدا مكنتش أمر واجع ولا حاجه من ديه واصل.....كل ما في الأمر أني حبيت اضغط عليه وبس.
*قطبت نيره حاجبيها واجابتها بعنف بسيط :
_الضغط احينان يولد الانفجار....وده بالضبط الا حصل مع بلال دايما بتفكريه انك سلمي الناجي بنت الحسب والنسب....جدك أيوب الناجي الا لو كان موجود بينا الله اعلم كان هيعمل ايه فيكي برغم اني مشوفتش جدو كتير بس فاكره كويس شدته وقسوته في الغلط....حتى حمزة صديق عمره احينان بتستخدمي سلطته في التعامل مع بلال وده في حد ذاته غلط ياسلمي....
_عارفه ان كلامي ممكن يكون قاسي أو حجر زي مابيقولوا بس الا بيحب انسان لازم يواجه بكل غلطه وعيوبه....حاولي تصلحي الأمور بينك وبين جوزك حتى لو التمن انك تتخلى عن أحلامك.
**********************
*كانت تصعد درج السرايا الداخلي وهي تسب وتلعن في هذه الشمطاء العجوز حليمة والتي بدورها بعثرت كرامتها كما يقولون....دهب الناجي ملاك يرفرف بجانب تلك المرأة سليطة اللسان نزعت اقراط اذنيها وهي تقول:
_اوووف ايه الست ديه؟اخيرا غارت في داهيه مش ممكن.
*تنفست قليلاً وقررت استأنف عملها في التأثير علي نيرة قليلا....ودق اول شك في قلبها اتجاه حمزه....فقررت ضرب عصفورين بحجر واحد:
_لماذا تركها وسافر بمفرده بدونها....اذا كان يحبها ويخاف عليها..... اقتربت من باب الغرفة وقبل أن تقتحمها سمعت صوت بكاء حاد وصوت سلمي الباكي باختناق:
*ضحكت سلمي بسخريه مريره وهمست لنيره بسر حياتها....والذي يمكن أن يودي بحياتها إذا علمه احد غيرهم:
_اني اكتر وحده في الدنيا ديه بكره مهدي ونفسي اجتله واخلص منيه دلوكيت جبل بكره........مهدي دهو هو النجطة السوده في حياتي يانيره هو ذنبي الا نفسي ربنا يغفرهولي.....جايته ع البلد رعبتني دبت الخوف جوات جلبي....بس بلال وجتها جالي متخافيش واصل اني جارك.....هو لساتو فاكر اني مبحبوش وان الا حوصل من ست سنين لسه مأثر فيا....بس اني بحبه بحبه جوي يا نيره.
*سالتها نيرة بصوت مرتبك ووجه تجلى عليه الشحوب القاسي:
_ايه الا حصل يا سلمى؟
***********************
*انقضى الوقت سريعاً ومر كنسمة ربيع محملة برائحة الفرح.....اخيرا تمت خطوبتهم وسط جو عائلي يقتصر على العائلتين فقط:
*وضع عمار في اصبع روجي محبس وخاتم من الدايمون الحر مع سوار غاية في الرقة مرصع بأحجار الماس يتماشى مع المحبس والخاتم ام الحاجه دهب والتي كانت سعادتها لا تسع الكون وعدتها بطوق ذهبي يزين عنقها ليلة الزفاف كما فعلت مع نيرة تماما....
*وظل الحديث المرح قام بين العائلتان بود ومحبة..... حمزة والذي كان يشتاق بقوه إلى صديقه الوفي والتي جمعتهم معا الصدفة والسيد محمود والد روجي و زوجته هدى مع دهب الناجي شديده المرح....اما همس والتي كانت بين اهتمامها بمساعدة الخادمة في تحضير مأدبة عشاء فاخرة لأنسابهم الجدد وصغيرتها رقيه والتي أصبحت شقية و مرحة بشكل ملفت:
*سعادته لا توصف يكاد أن يحلق في السماء ولكن برغم تلك السعادة....كان ظاهر استيائه منها بوضوح فقد حذرها ولكنها للأسف الشديد لم تهتم بتحذيره هذا.....استئذان من الجميع عندما هاتفه إحدى أصدقائه بالجامعة ليساله عن بعض الأمور فاخرج إلى ترأس البهو ليتحدث....
_روجي....روجي تعالى.
*همست همس من بعيد إلى شقيقتها الجالسة في مكانها وثغرها يمتد أمامها بتكشيرة رائعة.....اقتربت روجي من شقيقتها ودلفوا معا إلى المطبخ الواسع:
_زعل منك....ولا ايه.
*دمدمت همس وهي تسند ظهرها بتعب لقد أوشكت على موعد وضع طفلتها الثانية:
_ايوه زعل....زي مانتي شايفه ضارب بوز شبرين وكل ما تكلم معاه يعمل نفس مشغول مع اخوه وجوزك..
*أكملت روجي بغيظ:
_اوووف بكره الراجل المتسلط.
*رفعت همس اكتافها بلا مبالاه وتحركت ببطء كعادتها مؤخراً....وقالت:
_خلاص فكك منه قبل الفاس ما تقع في الرأس أخرجي بره وقولي لبابا بصوت عالي وقوي.
_بابا عمار الناجي متسلط ومش عايزاه.
*ضحكت الخادمة لتصيح روجي بنزق في شقيقتها التي تتراقص لها ببطنها شديد الانتفاخ:
_ممكن تخليكي في البطيخة الا في بطنك ديه وفي بنتك الا تقريبا استحمت بشكولاتة....اوف انتي بيقتي مملة الله يكون في عون آدم.
*صرخت همس بصدمة وهي ترى صغيرتها تمسح وجهها بيدها الصغيره المكتنزة وقد تحول وجهها الجميل وخدودها بلون التفاح إلى شوكولاته ذائبة بالإضافة إلى فستانها الوردي والذي أصبح بني الصدر:
_ايه الا انتي عملتيه في نفسك ده....انتي عايزه تضربي.....صرخت الصغيره تضحك وخرجت مندفعة نحو حمايتها جدها ووالدها وقد نال آدم من تلك الدفعة بقعة شوكولاته في قميصه الأبيض الناصع.....تعالت الضحكات فاستغلت روجي هذا الانشغال لصالحها وخرجت خلفه حتى تنهي هذه المشكلة المعقدة والتي بدت للتو:
************************
_الا حوصل لا ينحكي ولا ينجال يانيره....اني خايفة جوي بلال يسبني وميغفرليش النوبة دي.... خايفة اكتر من رجوع مهدي....بس بحاول اتظاهر جدام بلال اني جوية.... بس اني ضعيفة جوي.
*ظلت تخبي وجهها وتبكي حتى تورمت جفونها ولون احمر طفيف لون مقلتيها شديده الخضار....ضمتها نيرة وهمست لها بحنو:
_خلاص ياسلمي متحكيش....علشان خاطري بلاش عياط.
*خارج الغرفة جزت أميمة فوق شفتيها وقالت من بينهم بغيظ شديد وهي تنظر حولها:
_ياغبية خليها تتكلم.....اوووف.
_لا لازمن اتحدت وياكي عشان ارتاحي....جلبي بيوجعني جوي ومجدراش انسى واصل.
*هتفت سلمي بتوتر وهي تفرك كفيها ببعضهم ثم أمسكت بوجه نيره واحاطته وقالت بخفوت ورجاء مخيف يتطل من عيناها :
_اوعاكي....اوعاكي يانيره حد يعرف إلا الحديت الا هيدور بينتنا ده.... ده حديت واعر تروح فيه رجابي كتير والدم هيكون اكتر.
*حركت نيره شفتيها برجفة وهمست :
_دم....دم ليه.....في ايه يا سلمى؟
_هجولك....هجولك على كل حاجه عشان ازيح الوجع والمرر دهو من حلجي....يامرات اخوي.
أنت تقرأ
أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبي
Romanceرواية مكتملة الجزء الثاني من سلسلة 🔗 عن العشق والهوي