الفصل 20

2.9K 87 0
                                    

_عمار....حبيبي.
*همست من خلفه واصابعها تلمس كتفه....شعرت بتشنج عضلة كتفه تحت وطأة لمستها الناعمة:
_عمار....بصلي ع الاقل....ممكن افهم انت زعلان مني ليه؟
*ابتسم عمار بسخرية وقال متنهدا:
_لا انا مش زعلان بالعكس انا مبسوط جداا....خاصه وانا شايفك قدامي جميلة وناعمة ورقيقه....فستانك جميل يادوب مغطى جسمك بالعافيه وكتر خيرك والله.
*عقدت روجي حاجبيها وقالت بحزم:
_عمار من فضلك بلاش اسلوب التلميحات السخيف ده معايا....اتكلم على طول قول ان الفستان مش عجبك وخلاص.
*ابتسم بدون مرح ثم قال بمزاح زائف:
_يعني لو قولتلك كده هتجري على اوضتك تغيري الفستان.
_لا طبعا.. لانه.
*هتفت بعناد جعله يكز فوق أسنانه ويجذبها من ذراعها العاري بكل قوته وهو يقول بصرامة قاطعة:
_انا راجل صعيدي.....فاهمه يعني امي الست الا جوه ديه عمرها ما خرجت من باب البيت شعرها مكشوف.....نيرة بنت عمي و مرات اخويا يعني
اختي التانيه....لوحدها من غير حمزه ما يطلب منها
غيرت كل حياتها مش لابسها وبس عشان عرفت انها بيقت ملك راجل تاني.
*همست برقة وهي تتململ بين قبضة يده القاسية:
_بس الكلام ده عشان عندكم في البلد إنما احنا هنا
في القاهرة....
*صرخ فيها وشدد قبضته أكثر ليشعرها بألم قلبه
الذي ينهار من غيرته عليها:
_الكلام ده يمشي عليكي في أي مكان طالما بيقتي ملكي وبتاعتي.
*بيده الحرة ملس فوق كتفها العاري والذي يظهر مقدمة صدرها بوضوح.....ثم انحنت عيناه ترمق جزء من فخدها العاري وصاح:
_ايه معرتيش نفسك اكتر ليه....ماهي الفرجة النهارده ببلاش وعلى عينك يا تاجر.
*نفضت ذراعها من بين أصابعه الا تركت إثر فوق بشرتها هتفت بخفوت وهي تحاول لجم دموعها:
_انا مسمحلكش تتكلم معايا بطريقه ديه فاهم....و
بعدين مين هيتفرج ويبحلق اخوك ولا جوز اختي الا زي اخويا....ولا يمكن بابا....انت راجل مثقف ومتعلم بلاش التفكير ده والا بطريقة ديه مستحيل نقدر....
*قطعت جملتها فجأة حينما رأت اتساع عيناه الرمادية بنيران موقدة:
_مستحيل ايه.....كملي.....مستحيل تقدري تكملي مع واحد صعيدي متخلف أفكاره من العصر الحجري صح.
*رفع اكتافه بهدوء معاكس للغليان الذي يغور بقلبه وجسده.....واكمل وابتسامة بارده تعتلي شفتاه:
_قدرك كده بقا ترتبطي براجل غيور....غيور جدا
بيغير على كل حاجه ملكه..
*بلعت لعابها تلقائيا وعادت للخلف قليلا وهمست:
_بس انا لسه مبقتيش ملكك.....النهارده خطوبتنا مش كتب كتابنا.
*كان نظراته حارة وشبح ابتسامة واثقة ترتسم على وجهه وهو يقول بثقة:
_من اول ما شوفتك وحبيتك وانتي بيقتي ليا وحدي انا وبس....ومن وقتها مصيرك وحياتك ارتبطوا بمصيري وحياتي انا كمان.
*اعلن عمار بصوت مرتفع واثق وهو يسند جبهته فوق جبهتها وعيونه الرمادية مشعة ببريق جاد
بينما عيونها تحدق به باهتمام:
_وللأسف مفيش رجوع خلاص.....انا مش بفرط ابدا في حاجه ملكي وبحبها الا بطلوع الروح عشان
كده لازم تتعودي على طباعي كلها بدون اي مناقشة حبيبتي.
*كلماته الهادئة أشعلت النيران في امعائها التي تقاتلت بداخلها....شعر بتوترها ولين جسدها بين
ذراعيه:
*ارتجفت ابتسامتها ودلكت إحدى ذراعيها بكفها الأخرى....وهي تبدو متململة بين ذراعيه إلى أن
قالت أخيرا بخفوت:
_ن....ندخل جوه....قبل ماحد يسأل......
*كانت تهمس وهي تتراجع برأسها للخلف بينما شفتاه تلامسان عنقها بنعومة ورفق....وأصابعه تتحركان برقة كأنهم تعزفان لحنا باتت تدرك نغماته مؤخرا على جسدها:
_بحبك....بحبك جدا وبغير....بغير زي المجنون عليكي حتى من نسمة الهوا الا بتقرب منك.
*بات يلتقط أنفاسه الضائعة فوق عنقها بارتياح:
*الا انها تابعت محاولة التماسك وقالت:
_عمار حد يشوفنا...
*همهم قائلا بين قبلاته الناعمة:
_وايه يعني.....كلها اسبوعين وتبقى مراتي....وبعدين مش هسمحلك تبعدي عني غير لما
اسمعها منك....
*ضحكت بخفوت وهي تشعر بانفاسه تدغدغها....
وهمست بارتجاف:
_اس...اسفه لو زعلتك......مش هيحصل تاني اوعدك.
*جذبها أكثر لصدره وهمس:
_تؤتؤ مش محتاج وعد أو اسف لأني واثق انك مش هتكرريها....انا مستني اسمع كلمة تانية.
*رفعت عينيها إليه متسائلة بدهشة حتى أيقنت ما يريد سمعاه فقالت مبتسمة:
_بحبك....بحبك جدااا.... اكتر ما يتصور خيالك واكتر ما يتحمل قلبك.
*********************
*دار بينهم حديث كبير حول العمل الذي تغيب عنه حمزة لفترة طويلة.....الارباح كبيرة والإنتاج يتزايد
وتتضاعف الطلبات المصنع الصغير أصبح له مكانته المعروفة و اصبح من أهم مصانع الورق بجميع أنواعه.....ادم شريكه وصديقه يعمل بجد ويصنع
اسم كبير بين المصانع المنافسة:
*وضع توقيعه بجانب توقيع آدم على بعض الأوراق والتعاقدات الجديدة.....وترك القلم وهو يفرك راسه
من التعب قائلا:
_خلاص كفايه اكديه 3 ساعات كفايه ياراجل خلينا نتحدت حبه.
*ابتسم آدم وترك الأوراق من بين يده قائلا:
_نتكلم طبعا....انت اخبارك ايه واخبار المدام ايه؟
*ابتسم حمزه وهو يضع سبابته أسفل ذقنه يهمهم:
_زينة الحمد لله....بس الولد تعبها جوي.
*ضحك آدم وأكمل وهو يلوي شفتيه ويحرك راسه يميناً ويسارا:
_بصراحة انا شوفت ايام جميله مع الحمل لدرجه كان نفسي همس تسيب البيت وتروح عند باباها
في روكا مكنتش مقرفة بشكل ده ياستر.
*ضحك حمزه بقوه وهو يضرب فوق الطاولة ويؤشر له:
_يابوي لو تسمعك دلوكيت هنروح في خبر كان اجفل خشمك احسن.
*حك آدم ذقنه المرتبة وقال بفرحة عارمة:
_على فكرة هنجيب دانا أن شاء الله.
*صاح حمزه بفرحة:
_مبارك عليك يابو البنات.....ماشاء الله إياك تجولي كنت رايد واد.
*نفا آدم سريعا وهو يهز راسه:
_لا لا انا بحب البنات جدااا روكه روح قلبي لما اسافر وابعد عنها كام يوم احس ان قلبي مش معايا
الأطفال دول نعمة من عند ربنا....
*ظل حمزه ينظر له وقد شفتيه تلوح ابتسامه هادئة وهو يحمس نفسه بأنه قريبا هو الآخر سيشعر بهذا الاحساس ويعيش.....لحظات وطرق
باب مكتب آدم ولفت السكرتيرة التي اعتذرت عن
المقاطعة ووضعت أمام حمزه كارت ورقي وقالت:
_الأستاذ ده ومعاه مدام منتظرين حضرتك في
مكتبك.
*ضيق حمزه عيناه قليلا وهو يقرأ الاسم على الكارت وهمهم قائلا:
_مالك العلايلي مين؟
*بمكتبه جلس حمزه أمام السيدة الجميله الذي شعر انه رآها من قبل تلك الملامح الناعمة لهذه السيدة الجميله والعينان الحالمة كالسماء الصافية ليست غريبة عليه..... نظر إلى الرجل الأنيق ذو الملامح الغربية وأعتقد أنه من أصول عربية إنجليزية.....ولكن بعد لهجته التي تحدث بها ايقن انه مصري صميم:
*تنحنح وهو يقل بجدية:
_اهلا وسهلا السكرتيرة جالتلي انكم ريدين تجبلوني.
*بقت سهيلة تنظر له بشدة وعيناها تترقرق بها الدموع شعرت انها تجلس أمام نسخة ثانية من
حسن حبيبها وزوجها....الملامح....الطول....الجسد
العريض....نبرة الصوت العميقة....الهيبة والواضح أن لا أحد يمتلكها غير رجال عائلة الناجي وكفى ....تنفست بقلب موجوع وتركت مالك يتحدث عنها لأنها باختصار لا تقوى على الحديث الان حتى تتمكن من السيطرة على مشاعرها المتضاربة:
*اؤما مالك راسه قبل أن ينظر له مليا....ثم قال اخيرا بهدوء:
_سيد حمزه انا ومدام سهيلة في موضوع خاص حبينا نتكلم فيه معاك.....في الحقيقه انا مش طرف في الموضوع انا مجرد صديق لمدام سهيلة وبساعدها....والحمد لله ربنا قدرني وقدرت اوصلك
المهم مش هطول عليك كتير....احب اعرفك بمدام سهيلة:
*ظل ينظر إليهم عدة لحظات بملامح مبهمة و حاجبين منعقدين......فازداد امتقاع وجهه سهيلة قبل أن تنظر إلى مالك.....الذي أشار لها برأسه أن تهدأ قليلا وهمس:
_اتفضل جول اني سمعك.
*كان ينقل بصره الحاد بين سهيلة المتوترة والذي يشعر أنه رائها من قبل بالتأكيد ملامحها قريبه إلى
قلبه....وبين مالك الذي ابتسم بهدوء وأشار إلى سهيلة قائلا:
_السيده سهيلة رستم صحافية من جذور فلسطينية
مصرية....وهي زوجة عمك المرحوم حسن أيوب الناجي....وبمعني أوضح هي الزوجة الأولى لدكتور
حسن الناجي.
*عقد حاجبيه بصدمة وظل صامتاً لبرهة وهو يبتلع ريقه بصعوبة.....وفجأة حول نظره إلى سهيلة يرمقها بشكوك وكأنه يفحصها بعيون مجهرية....سهيلة التي امتلئت عينيها بالدموع خوفاً من الرفض الصادم فوق ملامحه.....ولكن كليهما تفاجي بردة فعله الغير متوقعة عندما همس حمزة بصوت واثق بشدة:
_انتي....انتي ام نيرة صوح.
*مرت فتره طويله انهارت فيها سهيلة بالبكاء الحاد
هل صغيرتها الجميله تشبها إلى ذلك الحاد حتى
يوفر عليها حمزه الناجي شقاء الحكي في الماضي
ويعرفها بكل سهولة....خف بكائها الا من بعد الدموع التي كانت تنساب بهدوء:
*حتي في بكائها حشرجت صوتها تشبه نيره ام نيره تشبها لا يعرف اختلط الأمر عليه بصعوبة
دائما كان يسأل حال ويردد....كيف أتت نيرة بهذا
الجمال الصبوح والعينان الصافية كسماء زرقاء
بلا غيوم وبشرة أطفال كريمية ناعمة كالستان المخملي.....كيف وعمه يشبه كثيرا صاحب ملامح حادة قمحية......واميمة أيضا لا تمتلك ربع جمال ابنتها وإذا تغاضى عن الشكل.....كيف يتغاضى عن القلب والمشاعر التي لا تملك أميمة ذرة منها:
*حكيت سهيلة عن كل شيء وكيف استطعت أميمة سرقة ابنتها وزوجها أيضا....ودسها بالسجن
لسنين طويلة.....وبعدها حادث حسن الناجي المروع وموته واختفاء اميمة من فرنسا.....حمزة كان يستمع باهتمام وهو يقبض على راحة يده بقوة واسنانه تطبق فوق بعضهم.....أميمة أفعى سامة يجب قطع رأسها حتى يتخلص من سمها الغادر:
*تمتم بوجه غاضب متلون بالاحمرار:
_افهم من حديتك دهو أن أميمة ممكن تكون وراء جتل عمي حسن؟
*ظلت سهيلة على صمتها لبعض لحظات وهي عاقدة حاجبيها وكأنها مقتنعة تماما بأن أميمة
هي من تسببت في هذا الحادث....اخرجت من حقيبتها ملف به بعد الصور القديمة من الصحف التي تحدثت عن الحادث وقتها....وشهاده الميلاد
التي خرجت من مشفى السجن أو المعتقل باسم
نيرة حسن أيوب الناچي واسم الأم سهيلة رستم
عابدين.....اشارت الى حمزه وقرأت بالفرنسية الطليقة ثم ترجمت إلى العربية:
_الجريدة بتقول ان الحادث كان غامض وملابساته
كانت غريبة.....العربية كانت فراملها معطلة يعني في حد ممكن يكون لعب فيها.....وانا واثقة انها هي
حبيت تنتقم منه عشان اتجوزني بعدها.
*مرر حمزه أصابعه بين خصلات شعره وصاح بجهل:
_اني مش فاهمه أيتها حاجه غير أن الست مجرمة
الست ديه خطر علي نيرة جوي.
*مسحت دموعها المنهمرة وقالت له وهي تقف أمامه وتشد على ذراعيه:
_حسن كان حبيبي انا من سنين ولما بدأت ادخل المعتقل بسبب مقالاتي حسن حب يوجعني....اتجوز
من زميلته اميمه فاخر....وبعد خروجي اتجوزنا انا وهو وبعدها حملت في نيرة على طول....ولما أميمة عرفت قدرت توقعني في فخ واتسجنت بسبب مقالات بتهاجم الدول المؤيدة لإسرائيل....المنشورات دبه كانت جوه بيتي في درج مكتبي....قدرت توصل ليهم بسهولة....وبعد دخولي السجن ولدت نيرة واخدها حسن مني على أساس انه هينزل بيها مصر ويرجعلي......
*وهنا انهارت فوق الاريكة الجلدية باكيه وهي تصيح:
_بس للأسف مرجعش تاني.....مرجعش ولا هو ولا بنتي وقدرت المجرمة تخطف الاثنين مني.....ونسبت نيرة ليها عشان الميراث.....لأنها وبكل بساطة مش بتخلف.
*حدق فيها كلا من حمزه و مالك بأفواه متسعة وهنا أعلنت سهيلة عن ما تعرفه من حسن الناجي
الذي أتى إليها في يوم ما....اثناء تعارفهم بالأول وبكى فوق صدرها وهو يقول منهار:
_النهارده أعز أصدقائي مات في حادثة.....والمشكلة أن حبيبته طالبه معانا هي كمان كانت معاه في نفس الحادثة ديه....
*حضنته بقوة وقتها ودفنت راسه بصدرها وهي تهمس بخوف:
_ماتت.....
*هز راسه وهو مازال منهار على فقدان أعز أصدقائه وقال:
_لا ممتتيش بس....بس الحادثة عملتلها نزيف حاد اضطرنا اننا نشالها الرحم....يعني مش هتقدر تخلف.
،شهقت سهيلة وقت وبكيت الأخرى وهي تتمتم:
_مسكينة.....فقدت حبيبها و حته من جسمها...
*رفع حسن راسه وجفف دموعه بظهر يده قائلا:
_فعلا مسكينة.....أميمة.
*كل نقطة دماء في جسده تبخرت وهو يستمع إلى
سهيلة.....الخطر مازال قائم على حياة حبيبته يخشى عليها من حقد واجرام هذه المرأة الحقيرة
يخاف أن يصيبها مكروه....يجب أن يعود الليلة
قبل يشعر بالخوف والهلع:
_اني لازمن اعاود الليلة ع البلد نيرة وحديها معاها
اكيد جربها منيها.....وراها حاجه واعرة.
*قال بصوت متباعد قلق.....ارتجف قلب سهيلة وقالت هي الأخرى سريعا:
_انا واثقه من كده.....اميمة بتكره نفسها مش هتكره بنتي.....وجودها مع بنتي في خطر عليها
وعلى طفلها ارجوك ياحمزه خالي بالك منها.
*نظر إليها عاقدا حاجبيه وقال:
_لازمن اصفي حسابي وياها واخليها تندم على اليوم الا اندعجت فيه وجت ع الدنيا لازمن أظهر حقارتها واجرامها جصاد الجميع وأولهم نيرة.
*هتف مالك بعد صمت دام طويلاً:
_وبالنسبه لمدام سهيلة....هتعمل ايه؟
_مش مهم انا دلوقتي يامالك....المهم بنتي....بنتي
تكون بخير.....انا مش مستعده آخسرها حتى لو مش هتعرف اني امها.....كفايه انها تبقى بخير.
*قالت من بين شهقات دموعها المنهمرة بغزارة......
ليرد حمزه على سؤاله بنبرة مختنقة:
_مراتي حملها صعب وفي خطر كبير عليها وعلي الولد في بطنها.....اني معيزيش الولد المهم هي
عشان اكديه لازمن كل حاجه تيجي في وجتها
اني مش هتخلي عنيكي ابدا يا مرات عمي.....تارك
هيفضل معلج في رجبتي.....من زمان واني جلبي
حسسني أن البومة ديه مستحيل تكون ام نيرة
مستحيل الجسوة ديه والحقد..... يطلع من جوات بطنها بنته جلبها كيف الورد الأبيض.
_بس كل شيء وله أوان....دلوكيت لازمن نتفج ازاي
هتعودي ع البلد يامرات عمي في الوجت المناسب..... وكأنك اول نوبه تشوفيني فيها.
*اتسعت عينان سهيلة بذهول ونظرت إلى مالك الذي لا يقل عنها ذهولا وتمتمت:
_ت...تقصد اني اسافر البلد....بلد حسن.
*هز راسه وهو يفكر عميقا قائلا بحزم:
_ايوه....جه الوجت الا لازمن النجط تتحط فيه ع الحروف....والحجيجة تظهر جدام الكل.
**********************
*كانت تسير على تعليمات الطبية بحذافيرها تتناول المنشطات قبل لقائها معه في لياليهم الساخنة....وتحسب الايام بهتمهم حتى جاء اليوم
الذي تحقق في حلمها الذي تتمناه...
*صاحت روح مبتسمة إلى مساعدتها فوزية بعد أن أنهت رقصتها أمام محبيها وقد شعرت باعياء شديد يهجمها ولكنها تحملت.....خوفاً أن تسقط أمام الجميع ويكتشف مهدي شيء:
_فوزية تعالى بسرعة....
*هرولت فوزيه خلفها وهي تضع فوق اكتافها مزرها
الفضي:
_خير ياست روح مال وشك زي اللمونه الصفرا كده حاسه بحاجه..
*التقطت روح أنفاسها وهتفت وهي تبكي:
_باينه حصل يا فوزيه..
*سالتها فوزيه بجهل وهي تهز رأسها:
_هو ايه الا حصل ياست روح.
_الحمل يا وليه الحمل.....حاسه اني حامل الدورة اتخرت عليا اسبوع اهو....ده غير اني حاسه ان في حاجه جوه مني....في روح بدب جوايا.
*قالت روح بسعادة وهي تمسد فرق بطنها المسطحة وتفرد جسدها...شهقت فوزيه وكادت
أن تطلق زغروطة ولكن روح قفزت تكتم فمها وهي تقل بخفوت:
_بس ياوليه هتفضحينا....لأحسن مهدي زمانه جايه
مش عايزه يعرف حاجه دلوقتي.....بس لازم اتكد الأول.
*حركت فوزية شفتيها المذمتان يمينا ويسارا في اعتراض وقالت وهي تجلس بجانبها وتمسد ظهرها
برفق:
_انا خايفه عليكي منه ياست روح....مش يمكن لو عرف يعمل فيكي حاجه ده مفتري....هه انا بصراحه
مش بحبه وبخاف عليكي من شره.
*تهجمت ملامح روح وبدا الحزن يغزو ملامحها وهي تهز رأسها قائلا:
_انا كمان خايفه قوي منه يا فوزيه....بس اعمل ايه
ماهو ولا بيرحم ولا عايز رحمة ربنا تنزل....وانا نفسي ابقا ام يبقى عندي حتت عيل ولا عيلة منه أو من غيره....نفسي اتجوز واعيش في الحلال بس
هو ولا عايز يتجوزني ولا عايز يعتقني ويسبني اروح لغيره.....مكنش قدامي حل غير كده.
_سبيه ياست روح وتعالى ننزل على مصر ولا إسكندرية دول بلاد واسعه ومحديش يعرفك فيها
وهو مش هيعرف يعتر "يحصل" عليكي فيهم.
*ضحكت روح بتهكم ضحكة مريرة خائفة وقالت
باختناق:
_تبقى بتحلمي.....مهدي هيفضل يدور لحد ما يلاقيني ويجبني وساعتها ممكن يقتلني انا والا في بطني.....على قد حبي ليه على قد خوفي منه....ده
مش بيخشي حد غير واحد بس.
_مين ده ياست روح....فين مكانه واحنا نروحله؟
*سالتها فوزيه بقلق.....فأجابت روح وهي تفكر جديا في الأمر:
_حمزه الناجي ابن عمته.....هو الوحيد الا مهدي بيعمله الف حساب انا واثقه من كده.
_اسمعي يافوية لازم بكره نروح لدكتوره ولو في حمل ومهدي عرف وعمل حاجه.....ساعتها يحلها الف حلال...
*ركزت فوزيه فوق ركبتيها أمامها وصاحت :
_يبقا لازم نروح لدكتوره...
*وفجأة انتفضت كلا منهم على صوت مهدي القوى وهو يقول:
_ضاكتوره ايه الا بتتحدتوا عنيها؟
*تلبكت روح وجفت الدماء في عروقها خوفا أن يكون استمع مهدي إلى حديثهم.....ولكن فوزيه
نهضت وقالت مبتسمة:
_دكتورة عشاني يأسي مهدي بيه....اصل بعيد عنك
المرارة مبهدلاني .
*ضحك مهدي باستفزاز وجلس بجانب روح يعانقها
بشده من خصرها وهو يقل لفوزية بجفاف:
_جبر يلمك يابعيدة....ما تتفجع مرارتك ولا تغوري في خرارة مالها هي ستك بالحديت دهو ولا تكونيش عايزة منيها جرشنات عشان العملية....غوري يامرة صبي كأس وغوري من اهنية
جت خابط في نفوخك.....مرة خرفانه.
*فعلت فوزيه ما امراه به مهدي وخرجت في صمت وهي ترمق روح وتهز لها رأسها بطمئنن....وبعد أن
خرجت أزاح مهدي المزار من فوق كتفيها وأخذ يقبلها بجوع قائلا:
_إياك تديها جرش فهمانه والا انتي حرة ديه مرة طماعة....
*أبعدته عنها وهي تشعر بالغثيان ولكنها تحملت وقالت له:
_هي بس إلا طماعة يامهدي....فوزيه بتحبني.
*ابتعد عنها وهو يرتشف ما بالكأس بجوع ونهم وفجأة كحيوان مفترس انقد على خصلات شعرها
الصفراء وصاح من بين أسنانه:
_جصدك ايه بحديتك دهو يابت نعمة....جولي
قصدك اني.....اتحدتي والا طلعت روحك ياروح.
*صرخت وهي تلتقط أنفاسها وتبعد كفه المقبوض فوق عنقها بقوه يخنقها.....وعندما تحررت من قبضته القاسية هدرت:
_انت عايز تقتلني يا مهدي.....ولا اموت مين هيصرف عليك....انا خالص زهقت وفاض بيا خلاص مش عايزاك ابعد عني وروح لحال سبيلك بقا..
*وقف أمامها كالوحش الغاضب وعيناه تطلق شرارت من الغضب وبكفه القوى ظل يصفعها عدة صفعات فوق وجهها....حتي انفجرت الدماء من زوايه فمها وانفها وهو يصرخ:
_اني بتحدتي وياي اكديه يافاجرة....نسيتي نفسيكي ولا ايه يا بتاعت الموالد.....لا ياروح إياك فاكرني خرونج ومفهمش انتي عايز ايه.....طبعا
ما الراجل الا بيجي كل ليلة الصالة....زغلل عيونك
بجرشناته الا بيرميها عليكي كل ليلة.....بس لع مش اني الا مرة زيكي تجولي لا.....وجت ما زهج منيكي
اني الا هرميكي و دوس عليكي بمدسي "حذائه"
اتعدلي وياي ياروح وفوجي لنفسيكي لأحسن تشوفي مني إلا عمرك ماشوفتيها يا فاجرة.
*رمها بقوة لتسقط فوق الاريكة باكية وخرج....وأثناء سيره تلقى رسالة على هاتفه من أميمة تقل فيها:
_فرصتك جت لحد عندك....سلمي وبلال هيطلقوا قريب....ولو عايز الطلاق يتم بسرعه ممكن تيجي
دلوقتي السراية وتتكلم معاها وتصرحها بحبك....
ويبقا من حظك بقا....لو بلال وصل وسمع كلامك
ساعتها مش هيتردد انه يطلق سلمي وتبقى ليك.
*تهجمت ملامحه وانقبض كفه على الهاتف وهو يردد:
_المرة المدعوجه ديه عرفت حكايتي مع سلمي كيف....جبر يلمك انتي كماني....كانك مرة شيطانية
مسك جان....
*فكر قليلا ثم ابتسم بشرور لقد أتت فعلا فرصته حتى قدميه....يعلم بأن الجميع غادر إلى مصر
ولقد حجته ستكون انه يريد الحديث مع حمزه
فيما يخص شقيقته.....ولذلك ذهب إلى السراية
للحديث معه:
*ضحك قائلا:
_الفرصه جت لحد عنيدك يا مهدي.
****************************
*حمل عصام حفيده الصغير ريان ذو الثلاثة أشهر بين ذراعيه يقبله ويدلله بسعادة....والصغير مكتنز الخدود يضحك ويصدر الأصوات الصغيره ليلتفت نظر جدو....ليبدا في تدليله مرة أخرى:
*وضعت فرحة حقيبتها الخاصة بصغيرها وجلست أمام والدها تبتسم قائله:
_هتوحشني يابابا....مش عارفه ريان هيعمل ايه خايفه من كتر ما تعود عليك يعيط.
*وضع عصام حفيده في حضنه وقال بحزن:
_وانا كمان مش عارف هعمل ايه....بس لازم ترجعي يابنتي بيتك وحياتك كتر خيره جوزك انه سابك هنا ثلاثه شهور.
*حملت فرحه صغيرها الذي غفه فوق صدر جدو...
ووضعته في مهده الصغير....وهمست تسأل والدها:
_هي عمتي رجعه امتى من عند نيرة؟ ولا نويه تنكد عليهم هناك كتير....مش فاهمه مالها ومال
حمزه.
_فرحة وبعدين.....انا قولتلك ايه عيب تتكلمي كده على عمتك.
*هتف عصام بحدة....جعلت فرحة تقل بنزق واضح من عمتها التي تحشر انفها في حياه نيرة المسكينة
والتي سوف تعاني الأمرين من جودها:
_ماهو بقا الصراحة يا بابا مينفعش تيجي من إنجلترا علي نيرة على طول من أمتي ده؟ هي مش فاكره لما كانت بتسبها عندنا هنا....والله وانا صغيره كنت بحسبها مش امها من كتر ما بتعاملها بقسوة.
*قاطعها والدها بغضب وهو يحاول خفض صوته حتى لا يزعج الصغير:
_فرحة انتي حصلك ايه؟ انتي ناسيه انها عمتك ولا ايه؟ من فضلك مش عايز اتكلم في الموضوع ده هي عند بنتها يعني ده الطبيعي....ونيره في وقت
محتاجه امها جنبها.
*أحست فرحه بتحسس والدها وغضبه الزائد عن الحاد....حولت امتصاص غضبه حينما وضعت رأسها على ظهره وحاوطت خصره وهي تقل بمزاح:
_خلاص يادكتور انااسفه حبيبي.....متزعلش مني احلى جدو في الدنيا.... بس حضرتك يابابا انا بحب نيره قد ايه احنا متربين مع بعض....وانا كنت أكبر منها ودايما بحس انها مسئولة مني وبحميها.
_نيرة طول عمرها عايشه من غير اب وكمان ام طول عمر نيرة وهي معانا هنا....حتى لما كانت بتسافر عند جدها كنت بتفقدها وبعيط عشانها
علشان كده خايفه عليها من عمتي ومن حركاتها
انت مش فاكر انها كانت سبب طلقها قبل كده.
*جلس عصام في مكانه وأمسك برأسه يفرك جبهته
بتعب ودمدم قائلا:
_فاكر كل حاجه يا فرحه ملوش لازوم تفكريني يابنتي....انا كمان بحبك نيرة زيك وبخاف عليها
حتى من أميمة ومن حقدها احينان.....ع العموم
هي أطلقت من جوزها دكتور لطفي واعقده في
مصر على طول.
*شهقت فرحة تقل بذهول:
_أطلقت بجد؟ بصراحه اكيد جوزها زهق من اسلوبها المستفز بصراحه مش عارفه اختك ازاي
يا بابا.
*ضحك عصام وهو يضربها بخفه فوق رأسها..... وانتهي الحديث بينهم عند وصل زياد وتغادر فرحة منزل وطفلها منزل والدها الذي أصبح وحيد...شارد
الخوف والقلق يتسلل إليه من أميمة التي مازالت
تكذب بشأن نيرة....وشان قصه التبني:
*اما فرحة والتي لم تستطع كبت ما بداخلها وهاتفت نيرة للاطمئنان عليها وتحذيرها من عواقب زياره....اميمة الغير مطمئنة وبعد حديث
طويل دار بينهم.....كانت المفاجآه الكبرى لنيرة
عندما علمت من فرحة طلاق امها واخفاء الأمر عنها.
***********************
*لاح الاستغراب على ملامح دهب المندهشة...حمزه
من وقت وصوله شارد لا يتحدث وجهه حزين يبدو
عليه الانهماك من التفكير.....يدخن بشراهة من وقت
وصوله سيجاره تلو الأخرى بدون توقف:
_واه ما كفياك ياولدي الهبابه ديه وجولي مالك فيك
ايه كأنك عليك عفريت.
_مفيش ياما....سألتني السؤال دهو جبل سابج ميت
مرة وجولتلك مفيش حاجة.
*قطبت دهب ولاح على وجهها علامات التفكير العميق لتقول بعدها بتساؤل:
_تكونش المرة الا اسمها أميمة ديه عملت حاجه اكديه ولا اكديه.....واه خيتك بخير هي وجوزها ياولدي جول الا يرضى عنيك....لما اجوم اتحدت وياهم ع المحمول.
*زفر حمزه بضيق وهو يكاد أن يقتلع جذور شعره
من القلق والضغط:
_مفيش حاجه ياما الله يرضى عليكي هما شوية مشاكل في الشغل وبس...
_لا لا ابدا انت فيك حاجه ياولد دهب واني معرفاش ولدي ولا ايه؟
_رايح جلب امك يانضري وجولي في ايه...
*لم تستسلم دهب الناجي بسهولة....ولم يرضى قلبه على لوعتها الحل ان يفضفض بما في صدره
ويحكي.....لعلها تهدأ وتستكين....في الصباح سيسافر على أول طائرة لن يتحمل البقاء أكثر من
ذلك....
*ابتلع ريقه وجلس تحت أقدام أمه يمسدها....وهمس لها يغمغم:
_هجولك ياما هجولك ماني كمان مجدرش اشيل وحدي الهم ده كلاته....لازمن تعرفي وتشوري عليا
لأول مره ياما ابجا معرفش هعمل ايه....
*ضربت فوق صدرها والاحمرار يلون وجهها من القلق:
_في ايه ياولدي.....حوصل ايه ياجلب امك.
*وضع راسه فوق فخدها كما كان يفعل منذ الصغر
وضع راسه وهو يغمض عيونه ويقل بضيق:
_أميمة.....اميمة مش ام نيرة ياما.

أهـــــــــــــــواك قـــــــــــــــلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن