الفصل الخامس: حفلة الانتقام

9 2 0
                                    

في غرفة مظلمة تمتلك ضوء شمعة خافت واحد، رجل لا تظهر ملامح وجهه يقف محدقا بصورة في يده. أربع أطفال، صبي وثلاث فتيات، الصبي يمتلك شعرا أحمرا وعيونا خضراء، واثنان من الفتيات يمتلكان شعرا أحمرا وعيون زرقاء، أما الفتاة الثالثة فتمتلك شعرا أشقرا وعيون خضراء. قال بصوت يملأه الحزن والكآبة: اشتقت إليك كثيرا يا ابنتي...

▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩▩

بعد مرور ثلاث أسابيع على وفاة السيد ساروكي، كانت إيميلي تمشي بين العمال في المطعم وتتأكد من سلامة كل شيء وأن كل شيء على ما يرام. ثم عادت لمكتبها وبدأت بقراءة وتوقيع بعض الأوراق الخاصة بالمطعم.

في جهة المطعم الأمامية، كان مارك يأخذ الطلبات ويسجلها ثم يعطيها للطباخين ليعدوا الأطباق. وبينما هو كذلك، دخل كايتو المطعم وبدأ ينظر له من حوله حتى وقف خلف مارك ووضع يده على كتفه قائلا: مرحبا، يبدو أن كل شيء على ما يرام هنا

استدار مارك له قائلا: اووه، إنه أنت فحسب
كايتو باستفزاز: ماذا يفترض بهذا أن يعني!؟
ضحك مارك ثم قال: لا شيء. هل تريد شيئا؟
نظر له كايتو قليلا ثم قال بنبرة قلق: كيف حالها؟
نظر له مارك بتعجب ثم قال: أنت معها بالمدرسة ولا تعرف..
كايتو: إنها تتدعي القوة بالمدرسة طوال الوقت. حتى أنها وقفت ضد أكبر المتنمرين كثيرا في ثلاث أسابيع هذه! ولكن من الواضح أنها لم تتجاوز الأمر بعد، فهل هي كذلك هنا أيضا؟
مارك بتفكير: امم، تقف ضد أكبر المتنمرين؟ هذا يبدو تماما مثل إيميلي. لطالما كرهت المتكبرين.
كايتو: الجميع يفعل باستثنائهم. ولكنك لم تخبرني، أتفعل ذلك هنا أيضا؟
مارك وهو يكمل عمله: هذه عادتها..
كايتو باستغراب: ماذا تقصد؟؟
مارك وهو يحاول إخفاء قلقه: أعرف إيميلي منذ أن كنت في الابتدائية. أتعرف ماذا كانوا ينادوها؟
كايتو: ماذا؟؟
نظر له مارك قائلا: ملكة البرود!
نظر له كايتو بصدمة ليكمل مارك قائلا: لطالما كانت إيميلي باردة منذ أن التقيت بها أول مرة. لطالما كانت قوية، ونادرا ما تظهر الضعف أمام الآخرين بل لم تفعل. هذه هي إيميلي، كلما تألمت وازداد ألم قلبها، ازداد تظاهرها بالقوة والعزيمة وازدادت برودا وهدوءا.
كايتو: هذا يعني أنها تخفي جروحها دوما..
مارك: حاولت من قبل جعلها تتكلم معي حولها، ولكن بات ذلك بالفشل. ليس أنا فقط، خالتها وابنة خالتها، كليهما لم يستطيعا جعلها تفعل! إنها عنيدة تحب العناد.
كايتو: أين هي الآن؟
استدار مارك ليكمل عمله وصمت قليلا ثم قال: في مكتبها، إنه هناك..

أشار له لباب فتوجه كايتو له ثم قال مارك بصوت خافت: ولكن، أظن أن ذلك لن يطول طويلا....

وقف كايتو أمام الباب ثم تنهد وطرقه. سمع صوت إيميلي تطلب منه الدخول ففتح الباب ببهجة قائلا: إيميلي!! مرحبا!!!

نظرت له إيميلي ببرود ثم تجاهلته. دخل وأغلق الباب خلفه ثم مشى بخطوات كبيرة حتى جلس على مقعد أمام مكتب إيميلي.

يأسي وأمليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن