الفصل الحادي عشر: الماضي المنسي

2 1 0
                                    

أتت الأصوات ترنن في رأسها مجددا. تألمت إيميلي ولكنها قررت أن تستمع لما تقوله هذه الأصوات لربما تعرف المزيد حول الماضي الذي أخبرتها عنه خالتها. عندما أتت الأصوات تذكرت إيميلي كلام خالتها في الأمس...

//عودة للوراء//

كانت إيميلي تجلس على أحد الأرائك في الصالة الصغيرة في منزل خالتها سهى التي كانت تجلس بجانبها أيضا.

الخالة: اسمعيني جيدا يا إيميلي، فهذا قد يغير الكثير من الأشياء

هزت إيميلي رأسها بالإيجاب وحاولت، رغم ألمها، أن تركز مع خالتها.

الخالة سهى: إيميلي، لا أعلم من أين أبدأ ولكن اعلمي أنك... أنت فاقدة للذاكرة!
فتحت إيميلي عينيها بدهشة لتقول: كيف!؟ أنا أتذكر الكثير من الأشياء التي حدثت عندما كنت طفلة! مثل حب أمي، وتعليمها لي تصميم الأزياء والكثير من الأشياء!!
الخالة سهى: ولكن، هل تتذكرين وجه والدك؟؟
صمتت إيميلي ثم قالت بحسرة: ألم تقولي أنه تخلى عني هنا بعد وفاة أمي!؟
الخالة سهى: لنقل أن نصف ذلك صحيح والنصف الآخر لا..
إيميلي باستغراب: ماذا تقصدين!؟
الخالة سهى: دعيني أخبرك بالتفاصيل. كما تعلمين وضعنا الاقتصادي سيئ، ولقد كنا كذلك حتى عندما كنت ووالدتك صغارا. لم نكن أغنياء أو من الطبقة المتوسطة، كان والداي يكافحان من أجل دراستنا وتأمين لي ولأختي إيما الحياة الجيدة والمريحة. لذا، قررت أنا وإيما أن نجتهد في دراستنا لكي لا يذهب جهد والدانا سدا. لطالما كانت والدتك فتاة ذكية! كانت مجتهدة ودائما ما تحصل على أعلى المراتب. صحيح أنني في المقابل كانت علاماتي متوسطة، ولكنني لم أشعر يوما أن هذا أمر سيء وكانت حياتنا عادية جميلة هادئة. حتى أتى اليوم الذي قلب ذلك رأسا على عقب...

//عودة للماضي//

تركض ذات الشعر الأحمر الطويل ذو الخمسة عشر من العمر نحو والداها المتعبان وشقيتها التوأم وابتسامتها تصل لخالف أذنيها.

إيما بفرح: أمي، أبي، سهى! احزروا ماذا وصلني للتو!؟
سهى: ما الأمر يا أختي!؟
إيما بسعادة كبيرة: لقد حصلت على منحة كاملة لأرقى المدارس في البلاد!!!
الأم بدهشة: أحقا ما تقولين يا ابنتي!؟
إيما: أجل! انظري، هذه الرسالة تقول أنني قد قبلت للدراسة هناك!!

أعطت إيما الظرف لوالدتها التي قرأتها مع والدها وقد غمرتهما السعادة لذلك.

سهى بسعادة: هذا رائع حقا يا إيما!! أنت رائعة حقا!
وقف الأب واتجه نحو ابنته ليعانقها قائلا: أنا حقا فخور بك كثيرا يا صغيرتي.

بادلت إيما العناق لوالدها بسعادة كبيرة ثم انضم لهما كل من والدتها وأختها التوأم.

بعد بضعة أسابيع، استعدت إيما للذهاب إلى مدرستها الجديدة. عند فترة ما قبل الظهيرة، كانت سهى تقف أمام باب منزلها تنتظر قدوم أختها من المدرسة بعد أن أعدت الطعام لهما بينما والديها في عملهما. فتح الباب ودخلت إيما والسعادة تغمرها. عانقت الأختان بعضهما. بعد أن غيرت إيما ملابسها، جلست على طاولة الطعام مع أختها ليبدآ بالطعام وهما يتحدثان.

يأسي وأمليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن