تعالوا أحكي لكم قصة التوأمين أوتس Otus وافيالتيس Ephialtes..أوتس وافيالتيس كانوا من أبناء إله البحر بوسايدون Poseidon اللي أولاده مالهمش أول من أخر (مايختلفش كتير عن أخوه زيوس Zeus في العط)
المهم أوتس وافيالتيس لما اتولدوا كان فيه نبوءة بتقول إن التوأمين دول محدش من البشر ولا الآلهة هيقدر يموتهم، ده غير أنهم اتولدوا عمالقة ولما وصلوا تسع سنين كانوا في طول وقوة الجبال..
أول ما أوتس وافيالتيس أدركوا قوتهم والنبوءة اللي بتحميهم ساقوا فيها وقرروا يتحدوا الآلهة نفسهم.الأول كانوا هيطربقوا جبل الأوليمب على الآلهة اللي فيه (كانوا بيلعبوا ميكانو بالجبال عادي والموضوع بالنسبة لهم بسيط)..
زيوس حاول بشتى الطرق يوقفهم قبل ما يدمروا الجبل وراح لبوسايدون قال له "لم عيالك يا هقندلها على دماغك ودماغهم".. المهم ساعتها أوتس وافيالتيس قرروا يغيروا خطتهم وكل واحد فيهم حط عينه على إلهة علشان ينام معاها..
أوتس اختار أرتميس Artemis وافيالتيس اختار هيرا Hera زوجة زيوس، وفعلاً حاصروا الآلهة وقالوا لهم مش هنمشي إلا لما تسلمونا أرتميس وهيرا. طبعًا الآلهة الأولمبية رفضت وإله الحرب آريز Ares حاول يتصدى لهم لكن أوتس وافيالتيس حبسوه في زلعة لشهور وحاجة قمة الإحراج يعني..
أرتميس فجأة جات لها فكرة وراحت للأخوين وقالت لهم أنا هاجي معاكم مقابل أنكم تطلقوا سراح آريز. أوتس وافق في ثانية بس افيالتيس تزمر وحس أنه هيطلع من المولد بلا حمص لأن هيرا لسه ماسلمتش نفسها له.. المهم أوتس وافيالتيس مسكوا في بعض وهات يا خناق..
ساعتها أرتميس سهتهم واتحولت لغزال وقعدت تجري ما بينهم ولما التوأمين اتخنقوا منها، كل واحد طلع رمحه علشان يقتلها.أرتميس - في صورة الغزال - وقفت ما بينهم والاتنين أطلقوا رماحهم، وفي ثانية أرتميس جريت بخفتها المعهودة..
أوتس وافيالتيس اكتشفوا أن الرمحين ما أصابوش الغزال ولكن رمح أوتس أصاب افيالتيس ورمح افيالتيس أصاب أوتس.. وطبوا الاتنين ميتين.
أرتميس لما رجعت جبل الأوليمب منتصرة قالت لبقية الآلهة بكل بساطة أن النبوءة قالت إن مفيش بشر أو آلهة هتقدر تقتلهم، فكان الحل أنهم يموتوا بعض!
ودي فعلاً بتبقى النهاية المتوقعة والمنطقية للأشخاص اللي فاكرين ماحدش يقدر عليهم (أو اللي فعلاً ماحدش بيقدر عليهم).. النهاية أنهم بيدمروا نفسهم بنفسهم، ورغبتهم في التدمير والسيطرة لما مابتواجهش مقاومة أو تهديد بتتحول ناحية أنفسهم، زي ما أوتس وافيالتيس دمروا بعض في الأخر.
ومش شرط أشخاص، الإنسانية في المطلق كده.. لما البشر بيحسوا أنهم تمكنوا من الكون وأن مفيش قوة أعلى منهم (طبيعة أو إله أو أيا كانت قناعتكم) بيبدأوا في تدمير ذاتهم.
الدمار سواء بمعناه المادي أو المجازي حقيقة لا يمكن الهروب منها، فلو آمنا وقوعه غالبًا احنا اللي هنتسبب في وقوعه بنفسنا.
KAMU SEDANG MEMBACA
حواديت قبل النوم
Fiksi Sejarahتأملات بالعامية المصرية في الأساطير والفن والفلسفة وعلم النفس... من الحلة إليك