عادةً لما بنتكلم عن النساء في الأساطير الإغريقية بتبقى بطلة القصة يا ضحية مغلوبة على أمرها، يا شخصية شريرة عملت حاجة مهببة.. نادرًا ما بنشوف بطلات صاحبات عزم وقوة تضاهي قوة الأبطال من الرجال مثل هرقل وأخيل..
النهاردة هنتكلم عن البطلة الإغريقية أتالانتا Atalanta
أبو أتالانتا كان ملك مقاطعة أركاديا Arcadia وكان راجل دقة قديمة ودماغه جزمة ونفسه في ولد يشيل اسمه ويرث الحكم من بعده، لما عرف أن مراته خلفت بنت هاج وماج وأخد المولودة ورماها في الغابة علشان يتخلص منها. الطفلة الرضيعة المسكينة فضلت تعيط لحد ما شافتها دبة وأخدتها وأرضعتها من لبنها. أتالاتنا كبرت في الغابة مع الدببة والأسود واتعلمت الجري والوثب والصيد زيهم (كده عرفنا قصة طرزان مستوحاة منين). وفي مرة شافها اتنين من كائنات القنطور Centaurs، اللي نصهم حصان والنص التاني إنسان دول، وانبهروا بجمالها الشرس وحاولوا يغتصبوها، لكن طبعًا أتالانتا صارعتهم وقتلتهم بكل سهولة.
أتالانتا لما كبرت وبقت شابة سابت الغابة وابتدت تتنقل من مدينة للتانية تصارع الأبطال والوحوش وتنجز المهمات الصعبة مقابل الشهرة والمال، وفعلاً ذاع صيتها كبطلة مغوارة لدرجة أن الناس كانوا بيطلبوها بالاسم. أتالانتا مثلاً شاركت البطل جاسون Jason في رحلته الأرجونية مع أبطال آخرين، وكمان صارعت البطل بيليوس Peleus وهزمته شر هزيمة وعرته قدام صحابه الأبطال.
ما علينا، عدت سنين كتيرة وأتالانتا البطلة التي لا تُقهر بقت معروفة في جميع أرجاء اليونان وهنا أبوها المعفن قرر أنه يعترف بيها (ماحدش يسألني عرف أن دي بنته إزاي أصلاً). المهم يعني أتالانتا، اللي عاشت طول عمرها وحيدة من غير لا حبيب ولا قريب ولا غريب، لما عرفت برغبة أبوها لانت وقررت ترجع علشان تبقى أميرة أركاديا. الملك أول ما اتطمن أن أتالانتا رجعت تحت طوعه تاني قال لها احنا لازم نجوزك بقي!.. أي محاولة للسيطرة على بنته وخلاص. أتالانتا طبعًا رفضت وبشدة لأنها كانت واهبة نفسها للربّة أرتميس Artemis ربّة الصيد والبرية وكانت واخدة عهد على نفسها أنها هتفضل عذراء حرة طول حياتها، ده غير إنها كانت غير متقبلة للحياة الزوجية غير المتناسبة مع شخصيتها الجامحة.
المهم فضلت تعارض رغبة والدها وهو يصمم لحد ما وصلوا لحل وسط: أتالاتنا هتسابق أي شخص راغب في الزواج منها ولو قدر يسبقها هتتجوزه لكن لو هي اللي سبقت هتموته. أتالانتا كانت متأكدة أن طبعًا مفيش حد هيقدر يسبقها، وفعلاً عشرات من الراغبين في الزواج منها أقبلوا على السباق وهي كانت كل مرة بتسبق وكانت بتقتلهم واحد ورا التاني لحد ما جيه واحد اسمه هيبومينيس Hippomenes. هيبومينيس كان شاب وسيم شكله ابن ناس ولطيف وأتالانتا أول ما شافته افتكرت أنها هتسبقه بسهولة زي غيره، بس هيبومينيس مكانش زي غيره. قبل ما يروح يتقدم لأتالانتا، هيبومينيس الذكي راح لمعبد ربّة الحب والجمال أفروديت Aphrodite وطلب منها إنها تساعده علشان يفوز في السباق ويتجوز أتالانتا. بعد أيام من الصلاة والتضرع أفروديت وافقت تساعده بشرط إنه يرجع لها بعد ما أمنيته تتحق علشان يظهر الامتنان (أكيد كانت ناوية له على نية سودا، الآلهة وقتها ماكانوش بيهبوا أي حاجة بلا مقابل). هيبومينيس وافق وأفروديت أعطته ثلاث تفحات من الذهب وقالت له يرمي واحدة قدام أتالاتنا كل ما يحس أنها هتسبقه.
VOCÊ ESTÁ LENDO
حواديت قبل النوم
Ficção Históricaتأملات بالعامية المصرية في الأساطير والفن والفلسفة وعلم النفس... من الحلة إليك