سمكة الأخوين جريم

41 6 11
                                    

نحكي حدوتة والناس نايمة/بتنام... 


 من القصص الأقل شهرة للأخوين جريم قصة "الصياد وزوجته" اللي بطلها صياد فقير عايش هو وزوجته في كوخ صغير على البحر..

الصياد في يوم اصطاد سمكة، وهو بيسحب الشبكة لقى السمكة بتتكلم وبتتوسل إليه أنه يسيبها في البحر. فلما استغرب أن السمكة بتتكلم قالت له إنها أمير مسحور ومش عايز يموت، فالصياد صعبت عليه السمكة وسابها فعلاً. 

لما رجع الكوخ لمراته وحكى لها اللي حصل قالت له "وليه ماطلبتش حاجة في المقابل؟"

وقعدت تزن عليه يرجع البحر تاني يطلب من السمكة أمنية مقابل تحريرها من شباكه. الصياد مكانش مقتنع أوي بس قال لها "خلاص ماشي بس أطلب منها إيه؟" مراته ردت بسرعة: "بيت أكبر وأنضف من الكوخ اللي احنا فيه ده!"

الصياد راح البحر ولاحظ أن المياه شكلها عكرت شوية وفعلاً نده على السمكة وطلب منها البيت الأكبر فالسمكة قالت له أرجع بيتك هتلاقي أمنية مراتك أتحققت. وفعلاً بيرجع يلاقي كوخهم بقى كبير ونضيف، ومراته كانت فرحانة بس بعدها بكام ساعة قالت له 

"ماتيجي نخلي الكوخ ده قصر!"

اليوم اللي بعدها راح البحر تاني على مضض وطلب من السمكة قصر زي ما مراته عايزة.. وفعلاً رجع لقاها قاعدة في القصر مبسوطة.. بس برضه مكانش كفاية بالنسبة لها. الموضوع فضل كده، كل شوية تطلب حاجة والصياد يروح للسمكة والسمكة تحقق أمنية الزوجة..
بس اللي كان بيلاحظه الصياد أن كل مرة يروح البحر علشان يطلب حاجة جديدة يلقاه متعكر وهايج أكتر من المرة اللي قبلها. مرات الصياد بعد القصر طلبت تكون ملكة ثم إمبراطورة.. وبرضه مارضيتش! لحد ما في يوم طلبت إنها تتحكم في الوقت والشمس والقمر.. إنها تبقى إله.
الصياد مابقاش مصدق طلب مراته الأخير وراح للسمكة وهو بيضرب أخماس في أسداس، وبصعوبة شديدة - الموج كان أعلى والرياح أقوى من أي يوم - وقف الصياد على الشط ونده على السمكة وقال لها بانكسار "مراتي لسه مش سعيدة، ونفسها تكون إله.."
السمكة ردت بكل هدوء "أرجع بيتك، هتلاقي مراتك قاعدة في كوخكم القديم مستنياك." وتوتة توتة خلصت الحدوتة. طبعًا القصة بشكل واضح بتعلمنا درس عن الطمع وعدم الرضا بدليل أن الزوجة من بعد ما كانت في سابع سما رجعت أتدبت على الأرض بسبب طمعها.
أو ممكن تتشاف بشكل نفسي/روحاني شوية بأن زوجة الصياد هي غريزة الإنسان اللي مابتشبعش والبحر هو روحه/فطرته اللي بتتلوث وبتضطرب بزيادة الشهوات والسعي المضني خلفها.
بس الحقيقة كل مرة القصة دي بتعدي عليا مابشوفهاش ككقصة أخلاقية بتحذر من عواقب الطمع، كل اللي بفكر فيه أن مش يمكن فعلاً السمكة حققت الأمنية الأخيرة للزوجة؟ مش يمكن الزوجة فهمت في الأخر إنها علشان تتحكم في دنيتها مش محتاجة أي حاجة غير الرجوع لنفسها؟
في مخيلتي الصياد بيرجع الكوخ الصغير يلاقي مراته قاعدة ساكنة مبتسمة علشان فهمت أن أعظم درجات المُلك هي التخلي. تمت
سؤال الحلقة: السمكة لو بتعرف تحقق الأمنيات دي كلها مارفعتش السحر عن نفسها ليه؟ ولا ده سحر كارت مش فاتورة؟


حواديت قبل النومTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon