٤؛ الخطاب المُنتظر

1K 108 19
                                    

عام ١٩٩١
بعد عامين.

"أليكس؟" نطقت ليسا وهي تطرق على الباب المفتوح، تنظر نحو أليكس التي تجلس على مكتبها وتقوم بكتابة واجباتها

تراجعت بكرسيها للخلف ونظرت نحو والدتها متساءلة "أهلاً أمي، ما الأمر؟"

"والدكِ في العمل حاليًا وظننت إنه سيكون من الجيد لو ذهبنا أنا وانتِ للحديقة المجاورة، نمشي ونستنشق الهواء الطَلق" إقترحت ليسا، تنهدت أليكس لتنظر لواجباتها، كانت قد أوشكت على إتمامها جميعًا ولكنها أرادت أن تنهيها في وقتٍ واحد. "أنا لا أعلم" أجابت أليكس بتردد

"هيا، لقد كنتِ تدرسين منذ أسابيع. أظن أن عليكِ الترفيه عن نفسكِ قليلاً" توسلت ليسا وهي تحاول إقناعها

"لستُ متأكدة إنني سأكون مسرورة إن مشيتُ في هذا الحي.." صرّحت أليكس وهي تزفر الهواء بتوتر

إقتربت ليسا وإنحنت قليلاً تنظر نحو أليكس لتجيب "لا أحد لديه الحق في منعكِ من عيش حياتكِ كما يجب، طالما هم لا يؤذوننا دعينا لا نهتم لهم"

"حسنًا.. لا بأس بذلك، لكنكِ ستشترين البوظة من أجلي؟" وافقت أليكس ورفعت حاجبها تقول شرطها، ضحكت والدتها وأضافت "بنكهة العلكة، نعم بالطبع"

إرتدت أليكس معطفها وخرجت مع والدتها، أخذت كليهما تسيران وبدأت ليسا الحديث وهن يقصدن الحدِيقة المجاورة. "هل هناك أحدٌ يضايقكِ في المدرسة؟" سألت بإهتمام

"كلا، آنابيل إنتقلت العام الماضي وإيلينا أصبحت تتفاداني شكرًا لله. فقط يوجد ذاك الفتى الذي يهمس حولي قائلاً أشياء مربكة..." أجابت أليكس بتعابير مرتبكة

قطبت ليسا جبينها وإستنكرت "أشياء مربكة؟ مثل ماذا؟"

"إنه يقول للجميع إنني إبنة غير شرعية.. بل إنني في المقام الأول لستُ إبنتكما" أجابت أليكس وإتسعت عينيّ ليسا بينما شعرت بأطرافها تبرد وهي تتابع السير، أضافت أليكس بإستياء "لا أعلم لمَ يقول هذا فهو لا يعرفني جيدًا لكنه يقول أن والديه يعرفان كل شيء.."

"هل بعد أقواله هذه أصبح الجميع يضايقكِ؟" سألت ليسا وهي تبتلع ريقها

"كلا، لكنهم بدأو يتبادلون الأنظار نحوي ويتهامسون أكثر.." أجابت أليكس وهي تتنهد بضيق لتردف وهي تنظر نحو والدتها "هل ما يقولونه صحيح؟"

نظرت ليسا نحو أليكس بدهشة ولم يكن الوقت المناسب لحديثٍ مثل هذا لذا نطقت سريعًا "بالطبع لا! إنكِ إبنتي وإبنة دانييل." وتوقفت تمسك بيدها مضيفةً "إنهم مجرد حمقى يحبون النميمة، لا تصدقي أي شيء من هراءهم رجاءًا.."

اومأت أليكس وهي تقبض على يد والدتها "أعرف، أنا فقط فكرت قليلاً بالأمر.. أعني هذا كان ليفسر الكثير"

تنهدت ليسا ونظرت للحديقة ورأت عربة بيع المثلجات، أردفت تغير مجرى الحديث "هل نذهب لشراء البوظة؟"

- الفتاة الملعونة | The Cursed Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن