٢٦؛ الحُب اليافع

884 71 77
                                    

عند حلول الفجر، كانت أليكس مستغرقةً في النوم، تتقلَّب يُمنتًا ويسارًا بينما تصدر غمغماتٍ متحشرجَة، ويبدو على وجهها عدم الراحة بسبب الطريقة التي تعقد بها حاجبيها وتغلق بها جفنيها بشدة، لقد كانت تحضى بحلم يُشبه الكوابيس لكن لا يمكن تسميته كواحد لأنه كان غريبًا، لا يملك تفسيرًا

كانت تقف في مكانٍ مظلم في اللامكان، مكان شبه معدوم، لا يملك أرضيةً أو سقفًا لكنها تقف فيه بينما تنظر حولها بضياع، لقد كانت تشعر بالخوف وكما لو أن شيئًا يقبض على عنقها ويخنقها ولسعة تسير على طول ذراعها اليُسرى. "أليكساندرا..." هسهسَ صوتٌ مألوف ولكن غير معروف، مجهول الهوية والمصدر

"أليكساندرا." كرر مجددًا وكانت نبرة صوته أشبه بالفحيح، تأوهت أليكس بألم عندما إشتدَّت اللسعة في منطقة ساعِدها، ثم شعرت برياحٍ تلفح الجانب الأيسر من وجهها، ثم صوت همسٍ في أذنها "أليكسا– آنستازيا." وعندما إستادرت كانت قد إلتقت بزوجَين من العيون القرمزية، عيون ضيقة وبشعة بشكل مخيف.

فتحت أليكس عينيها على الفور وجلست مستقيمة على سريرها، تسارعت أنفاسها ونبضات قلبها بينما صدرها يصعد ويهبط، إنتفضت عندما رأت ظلاً طويلاً لشخصٍ يقف بجوار الباب في الظلمة الحالكة حيث لا يوجد نقطة ضوء في الغرفة تنير وجهه، مما جعل ملامح وجهه غير واضحة على الإطلاق وظنَّت أليكس أنه لا يمتلك ملامحًا في المقام الأول.

دَبَّ الرعب في أوصالها، فتحَت فمها وقررت الصراخ بأعلى صوت تمتلكه، ولكنها لم تستطع سماع صوت صرخاتها بسبب الرجل الذي تدَارك الموقف ولوح بعصاته نحوها سريعًا ناطقًا تعويذة لكتم الصوت. "سايلينسو!" كانت قد قبضت على عصاتها أسفل وسادتها لتهجم عليه بعد شعورها بالخطر، هو أسرع بإضاءة طرف عصاته بتعويذة لوموس، منحنيًا لمستواها بينما ينير ذلك الضوء الضئيل تقاسيم وجهه.

"إنه أنا!" تنفست الصعداء ولكن لم يكن لها صوت، فقط إرتخَت كتفيها وأخرجت زفيرًا مكتومًا، لوح سيفيروس بعصاته يلغي تأثير التعويذة، نظر لها قليلاً قبل أن يتمتم بهدوء. "تعرفين إنك في ورطة" نظرت له قليلاً بتعابير ممتعضة، كانت تشعر بالإنزعاج من كل شيء بشكل عام، وهي حاليًا ليست في المزاج للتوبيخ والعِتاب. "هل أيقظتني من نومي فقط لتخبرني بأنني في ورطة؟ حسنًا، نعم أعرف"

دفع سيفيروس لسانه ضد خده بغيظ بينما يحدق بها بغضب، إنها لامبالية، تقلل من شأن الخطر المُحدق بها؛ الذي كان بفضل إستهتارها، بل ولا تريد أن يتم إيقاظها من النوم ليخبرها بأنها في ورطة! يالوقاحة. أخذ نفسًا وأضاف بعصبية. "ليس هذا فقط، إن بعد فترة الغداء لديكِ سبقٌ صحفي من أجل جريدة التنبؤ اليومي، حيث سيتمكن جميع السحرى حول العالم من قراءتها ورؤية صورتك." أسندت أليكس خدها على كفها بينما تستمع له وهي تعقد حاجبيها، أردف منفعلاً قليلاً، مع ذلك كان صوته هامسًا حتى لا يوقظ أحدًا في الغرفة "توخِّي الحذر بشأن كل ما تقولينه خصوصًا وأن الصحفية ستكون ريتا سكيتر، إنها تلوي كل شيء قد تقولينه لذا قومي في البحث عن ردودك في عقلك أولاً ثم قوليهم على لسانك!"

- الفتاة الملعونة | The Cursed Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن