٣؛ قربان للشيطان

1K 108 9
                                    

عام ١٩٨٩

كان قد مر عامين وبدأ العام الدراسي الثاني بالنسبة لأليكس، قد إرتدت ملابسها وهذّبت شعرها لتقف اخيرًا أمام عتبة المنزل وتودع والدتها حتى تذهب لمدرستها القريبة والتي تقع في الحي ذاته.

قامت والدتها بتعديل معطفها ووضعت جديلتيهَا فوق كتفيها. إبتسمت بحُب قائلة "تبدِين جميلة، لا أصدق إنكِ أصبحت في الصف الثاني.. تكبرين بسرعة"

وضعت أليكس إبتسامةً عريضة ولكن تلاشت سريعًا لتتنهد بحزن، نظرت لها والدتها بإستغراب لتسألها بإهتمام "ما الأمر عزيزتي، هل هناك ما يزعجكِ؟"

"سوف يعودون هؤولاء الأطفال لمضايقتِي بسبب شعري.." أجابت أليكس بضيق

"تعرفين إنهم يغارون منكِ؟ لأن شعركِ جميل ومميز" قالت والدتها بحنان وأضافت بإبتسامة عريضة "ولأن المعلمة كارول تحبكِ"

بادلتها أليكس الإبتسامة واومأت متفقة، أضافت والدتها وهي تعطيها صندوق وجبتها "فقط تجاهليهم، ركزي على ما علمه لكِ بروفيسور سنايب"

اومأت أليكس مجددًا وهي تمسِك بصندوقها، زفرت الهواء بإرتعاشٍ بسبب توترها وإستدارت لتغادر المنزل وأصبحت تسير على الطريق بإتجاه مدرستهَا

كانت قد دخلت للفصل، الجمِيع نظر نحوها يتبادلون الابتسامات المستخِفة لكنها حاولت ألا تهتم وتذكرت حدِيث سيفيروس معها العام الماضي وأنه لا أحد يستحِق أن يثير غضبها أو إستياءها من هؤولاء الأطفال الحمقى

تنهدت مرةً أخيرة ورفعت رأسها تتجاهلهم ولكن وبرغم ذلك قد عرقلها أحدهم وسقطت أرضًا، ضحِكو جميعًا عليها بينما عضّت شِفتها بقوة محاولةً كبح دموعها

"هل ستبكِين أيتها العجوز الشمطَاء؟" تساءلت إحداهن وكانت صهباء وذات نمشٍ خفيف على وجهها، تدعى آنابيل

"أظن أن عليكِ البكاء عند عمكِ غريب الأطوار ذو عباءة الرجُل الواطواط" إقترحت إيلينا بإستهزاء وهي تكتّف ذراعيها، نهضت أليكس عن الأرض وتمتمت بتهديد "إياكِ والحديث عنه!"

رفعت إيلينا حاجبها بتحدٍ وقبل أن تنطق بحرف كانت قد دخلت معلمة الرياضيات ليستدير البقية يعطون إنتباههم للوح عوضًا عن المشاحنة التي حدثت توًا، عادت إيلينا وآنابيل للجلوس بجانب بعضهما أما أليكس قد نفضت ثيابها وجلست في الخلف لوحدها

بدأت الأستاذة في كتابة الدرس والشرح لوقتٍ طويل نوعًا ما ومن ثم قررت طرح سؤالها لمعرفة من فَهِم الدرس "فليخبرني أحدكم، ماهو الجَذر التربيعي لرقم تسعة؟"

نظر الطلبة الصغار الى بعضهم يتهامسون بتردد لكونهم لا يملكون أدنى فكرة، أما آنابيل وضعت إبتسامة رقيقة ورفعت ذراعها "أنا أعرف"

نظرت لها الأستاذة وهزت رأسها نحوها ومَنحتها الفرصة للإجابة، نطقت آنابيل بثقة "ستة"

"ليس صحيحًا" قالت الأستاذة فورًا، حدقت بها آنابيل بصدمة ونظرت للخلف عندما أردفت "أوه أليكساندرا، لابد إنكِ تعرفين الإجابة"

- الفتاة الملعونة | The Cursed Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن