٦؛ الحاجز الصلب

1K 95 24
                                    

على طاولة الغداء جلس أربعةُ أشخاص حول الطاولة المُربعة الصغيرة، ليسا بجانب أليكس ودانييل بجانب سيفيروس الذي عاد لشكله بعدما تلاشت مفعول الجرعة التي أخذها. قد مرّت لحظات صمتٍ طويلة منذ وصولهم بينما يتناولون طعامهم في هدوء عدى الصوت الذي تصدره سكاكينهم على الصحون

رفعت ليسا عينيها الزرقاء وقابلت خاصة دانييل الذي كان بمِثل إستغرابها، كان غريبًا صمت أليكس التي عادت من حارة دياجون التي منذ كانت في الثامنة من عمرها تحلم بزيارتها كما غريبٌ أنها لا تتحاور مع سيفيروس أو تنظر نحوه مباشرةً

قرر دانييل أن يكسر الصمت، تحمحم ونظر لأليكس قائلاً بصوتٍ رقيق "أليكس، لماذا أنتِ مستاءة؟ ألم تكن حارة دياجون جيدة كما تخيلتِ؟"

"كانت رائعة." أجابت أليكس بإختصار ونبرة باردة بينما تقطع اللحم وتأخذ قضمةً منه بالشوكة

نظر دانييل وليسا لبعضهما مستغربان أكثر ولم يحصلا على الإجابة الكافية، إن كانت حارة دياجون رائعة إذًا لمَ هي ليست على سجيتها؟

بالرغم من ذلك كان قد رفع سيفيروس رأسه ونظر مباشرةً نحو أليكس بهدوء وضع مرفقيه على الطاولة قابضًا على يديه معًا ليقول بصوته الملتوي "تعلمين إنني كنتُ محقًا في حديثي في متجر العصيّ."

أسقطت أليكس الشوكة والسكينة بعنفٍ على الطاولة قائلةً بشراسة. "عذرًا؟ حديث! كنتَ على بُعد شعرةٍ واحدة بأن تطعنني بعصاك اللعينة!"

بينما إنفجرت أليكس قررت ليسا ودانييل أن يستمعا لحديثهما محاولان إلتقاط الخيط، متجاهلان نبرة أليكس المرتفعة غير متكلفين في توبيخها

تنهد سيفيروس وأسقط قبضته على الطاولة برفق قائلاً بنبرةٍ هادئة "لعلي كنتُ قاسيًا قليلاً ولكنني فعلت ذلك فقط خوفًا عليكِ"

"خوفًا علي مِن مَن!؟ لم يؤذيني أحدٌ بحياتي بقدرك!" قالت أليكس بحنق وعينيها إمتلأت بالدموع

"أنا! آذيتكِ قط؟ لقد كنتُ أكرس حياتي كلها لأحميكِ من شر العالم!" إرتفعت نبرة سيفيروس وضرب قبضته على الطاولة حتّى إنتفض الجميع عدى أليكس التي ردت وهي ترتجف بعصبية "بل كرستَ حياتك لتكبتني وتمنعني من إستخدام سحري، والذي بفضله قد تخلصتُ من المتنمرين وليس العكس!"

إتسعت عينيّ سيفيروس وأظلمت وهو يقف من مكانه منفعلاً "حقًا؟ دعيني أذكركِ إنه وبالرغم من ذلك قد تم فصلكِ من المدرسة لمدة أسبوع، وفي ذلك الوقت لم يكن علي أن أمضي الأسبوع بطوله معكِ بينما قد كانت أشغالي فوق رأسي. ليتكِ تقدرين ذلك لكنكِ مجرد طفلة مدللة تلقين اللوم علي لأنكِ لا تحتملين مسؤولية أفعالك"

"لم أطلب منكَ أن تأتي وتعتني بي، أنتَ من ظهرت في حياتي وليس العكس!" صاحت أليكس بغضب بينما إنهمرت الدموع عبر خديها، إستقامت ليسا فورًا وسحَبت أليكس لحضنها تعانقها وتخفي وجهها في صدرها

- الفتاة الملعونة | The Cursed Girlحيث تعيش القصص. اكتشف الآن