الفصل العاشر "محاولة طهي فاشلة"

842 56 1
                                    

و ذهب شاهين إلى غرفته لينام أو بمعنى أدق ليغوص في بحر أفكاره الذي لا ينتهي ، الأفكار التي قد تجعله لا يُغمض له جفن طوال الليل ، الأفكار التي تجعل عقله ينعصر من كُثر ما فيه ، أفكار في كل شئ .. يُفكر في كل شئ قد حدث له أو معه ، يفكر في نفسه ، عائلته ، عمله ، صلته مع ربه ، ما الذي يجب قوله أمام والدته و أخيرًا يُفكر في رزان.

نترك شاهين الآن يغوص في أفكاره و نتجه إلى غرفة رزان.
تسللت زينه إلى غرفة رزان بحذر و فتحت باب غرفتها ببطء و بدأت في إيقاظها.
زينه بهمس و تُزيل الغطاء من على رزان : رزان .. روزا .. اصحيلي بسرعة.
استدارت رزان و نامت على جانبها الأيمن و أخذت الغطاء مرة أخرى و ضعته على وجهها و قالت بإنزعاج : مش صاحية يا زينه.
أزالت زينه الغطاء من عليها مجددًا : يا بت أصحي .. الموضوع فيه أكل والله.
قامت رزان و جلست مُرَبِعة قدميها و يديها على خدِها و أردفت بتأفأف : أكل إيه يا زينه الساعة اتنين الفجر.
أزاحت زينه الغطاء قليلًا و جلست بجانب رزان و تحدثت و كأنها تُخطط لعملية سرقة ما : بصي يا ستي .. احنا مأكلناش على العشاء عشان خاطر الست مي و اللي عملته.
اومأت رزان بملل : ها .. و بعدين؟
أكملت زينة بحماس : ننزل نعمل اكل.
أمسكت رزان بالوسادة و كادت تضربها بها : يعني أنتِ يا زينه مصحياني الساعة اتنين الفجر عشان تأكلي .. مش مهم ماحنا كدا كدا هناكل الصبح.
أمسكت زينه يد رزان و اخذتها وراءها : يلا بس بلاش لك كتير.
و أكملت و هما ينزلان على السُلم : أنتِ بتعرفي تطبخي بقا.
رزان : والله ما فاكرة.
ضحكت زينه : لامؤخذة .. نسيت انك ناسية.
جلست رزان على إحدى السلالم و مثلت البُكاء : بتعايريني اني فاقدة الذاكرة .. ما اخوكي هو السبب ياختي.
مدت زينه يدها لها لتقوم : يلا بس عشان محدش يصحى على صوتنا.

و بالفعل تسلالا إلى المطبخ على أطراف أصابيعهما و أشعلا نور المطبخ بحذر
لكنهم وجدا شئ ما

زينه بتعجب : ضياء!! بتعمل ايه هنا.
استدار لها ضياء بتوتر و هو يبتلع ريقه : انتو اللي جايين لية.
ضحكت رزان لأنها لاحظت ما يحاول ضياء إخبائه : نفس السبب اللي انتَ جاي عشانه.
و أشارت بيدها على الطعام الذي بخلفه.
ضياء : طب كويس .. يلا بقا يا زينه اعملي حاجه نأكلها.
وضعت زينه يديها الإثنتان على خصرها و تحدثت بصوت يشبه صوت أحد "معلمين" منطقة شعبية : لا يا حلو منك ليه ليها .. انتو هتقفوا و هتطبخوا معايا .. يا أما بطقم السكاكين الجامد اللي هناك دا و هنقلبها مذبحة القلعة.
رجع ضياء خطوتين للخلف و تحدث بخوف مصطنع : اللي تؤمر بيه يا سيد المعلمين.
ذهبت رزان و أحضرت القبعة الخاصة بالطاهيين و "المريلة" الخاصة بالطبخ و أعطت كل منهم واحدة
زينه و ترتديهما من ثم رفعت شعرها إلى أعلى على شكل "ذيل حصان" و رفعت أكمام قميصها عند الكوع : الله عليكي يا رزان .. كدا نبدأ شغل نضيف.
اتجهت رزان إلى أدراج المطبخ و أخرجت الأواني و السكاكين و الملاعق و أيضًا فتحت خزانة المطبخ و نادت على زينه : زينه تعالي .. عايزة ايه من هنا.
زينه : هاتي مكرونة لو في .. ولا اقولك هاتي كل حاجة.
و فتح ضياء باب الثلاجة و نادى أيضًا على زينه : و عايزة ايه من التلاجة.
زينة : هات كل حاجة برضو.
و أحضروا مستلزمات الطعام و وضعوها أمامهم.
و أشعلت زينه النار و وضعت فوقه الإناء و امسكت بعُلبة معجون الطماطم و وضعتها كاملةً داخله ، و أكملت رزان ما فعلته زينه و فتحت كيس "المعكرونة" و وضعته كاملًا .
ضربت زينه كفها بكف رزان ، و اردفت زينه و قد شعرت بالإنجاز : خلصنا المكرونة على خير.

عاليًا في غرفة شاهين،
كان نائم أو يُمثل النوم ، و لكنه كان يسمع بين كل حين و الأخر صوت شخص يعبث في الأسفل ، من يعبث و بماذا فهو لا يعرف ، فقرر أن يقطع حبل الشك هذا و يتفقد ما الذي يحدث بالأسفل.

في الأسفل
_ : بتهببوا ايه؟
التفتوا إليه الثلاثة بفزع ، و تحدثت زينه بتلعثم : مش تقول احم ولا تعمل اي حاجة.
تجاهلها شاهين و اتجه نحو الإناء يتفقده ، و فتحه فـأغلقة سريعًا و استدار لهم.
شاهين : هو ايه اللي في الحلة دا؟

رزان بثقة و تمسح حبات العرق على جبينها : دي مكرونة.
نظر شاهين إلى الإناء مرة أخرى و تحدث : بس انتو نسيتوا تحطوا حاجة .. نسيتوا الملح صح؟
ضربت زينه على رأسها بكفها مُبرهنة انها قد نست : ايوا صح يا شاهين .. نسيت الملح.
تفقد شاهين المطبخ بنظرة خاطفة و لمحت عينه عُلبة بها مادة بيضاء ، توقع أن هذا الملح و وضع منه أكثر من سبع ملاعق.
نظرت له رزان بصدمة و هي تُدبدب على الأرض بقدميها مُردفة : دا سكر دا سكر.
اوقع شاهين الأناء من يده : سكر ايه .. أنتِ اللي سكر.
جلست رزان في مكانها على الأرض مُربعة قدميها : بوظت الأكلة يا شاهين .. اخوكي بوظ لنا الطبخة يا زينه
شاهين و قد احضر الملح و وضع منه سبع ملاعق آخرى : خلاص كدا انا صلحت المشكلة.
زينه : عملت ايه؟
شاهين : مش مهم .. المهم المكرونة شكلها استوت اهي.

و في غضون نصف ساعة
كانت الأطباق أمامهم
ينظرون لها مرة من ثم ينظرون إلى بعضهم مرة ، ينظرون لها مرة من ثم ينظرون إلى بعضهم مرة ، و حزموا قرارهم و أمسكوا الملاعق و................

__________________

تفتكروا هياكلوا الخلطبيطة بالصلصة اللي هم عملوها دي ولا لأ؟😂
متنسوش الڤوت و الكومنت تقولوا رأيكم في البارت❤️

 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن