في بيت رزان
دخلتا رزان و ملك إلى البيت، أشعلت ملك الأضواء في سعادة بينما كانت تقف بجانبها رزان تتفقد المكان بغرابة، نعم المنزل جميل لكنه غريب عليها، اعتادت على قصر الرشيدي، اعتادت على مفروشاته و انتيكاته و غرفه و مطبخه و ماكينة القهوة التي كانت تجلس بجانبها ليلًا نهارًا، إذًا أين تلك الأشياء هنا؟
ربتت ملك على أكتافها لتفيقها من شرودها و هي تقول بحنان:
-" عارفة إنك مستغربة المكان و مش متعودة عليه، بس فترة و تتعودي"
أومأت برأسها مع ابتسامة خفيفة، فقالت ملك بعدها:
-"إن شاء الله الصبح اخدك و نروح لدكتور كويس "
قالت بارتباك :
-" لأ مالهوش لزوم، أنا باخد العلاج اللي الدكتور كان كاتبه و هتحسن أكيد"
و أكملت بعدها بخفوت و صوت حزين، فقد رحلت و لم تودعه :
-" و عبدالرحمن كان بيتابع معايا بس خلاص"
لم تسمع ملك ما قالته جيدًا؛ فسألت :
-" قولتِ حاجة يا بنتي "
ابتسمت قائلة:
-" لأ .. بس كنت بقول إني مش عايزة أروح لدكاترة"
بادلتها الإبتسامة و قالت:
-" طب يا حبيبتي اطلعي اوضتك و كل اللي أنتِ عيزاه هيحصل "
تحدثت رزان بخجل و هي تتحرك معاها صوب الغرفة :
-" مش حضرتك قولتِ إن بابا هيفرح لما يشوفني، هو فين؟"
ابتسمت على براءتها، نعم تلك النظرة التي كانت تطالعها بها عندما تريد شئ ما، نفسها و لم تتغير، و أجابت :
-" هو حاليًا في الشغل، و ميعرفش لسة بوجودك، و هرن عليه و هيجي"
أومأت برأسها و دخلت غرفتها.
أشعلت ضوء الغرفة، و تركتها ملك لتستكشف الغرفة بنفسها، خرجت ملك و أخذت رزان تتفقد الأثاث و السرير و الملابس، رأت ملابسها و بدأت تضحك، أهذا (Crop top)!، أقسمت أن إذا رأها شاهين بتلك الملابس لم يكتفي بدفنها حية.
تطلعت إلى الغرفة بدقة، حاولت أن تجد المكتبة التي كانت بغرفتها في القصر، الذي ملأها شاهين بالكتب و الروايات، و من حبه في الكتب جعلها تحب الكتب أيضًا، حتى أنها تذكرت آخر رواية أهداها شاهين إياها، و كانت (ايكادولي)، هل أداها ذلك الكتاب بغرض أن تفهم معناه، أم أهداها إياها لقصتها المسلية لا أكثر، تمنت أن يكون الإحتمال الأول.
حاولت أن تجد الشمعدان و الأريكة الرمادية و النافذة الزجاجة التي كانت تطل على الحديقة الخلفية، لكنها لم تجد واحدة من تلك الأشياء حتى.
ألقت بجسدها على الفراش لتنام، حتى تكف عن التفكير، مجرد ما وضعت جسدها على السرير تذكرت سريرها في القصر، و كانت ستدخل في دوامة أخرى من التفكير، لم تسمح لنفسها تلك المرة بأن تفكر فيهم، و قالت رزان بغضب لنفسها:
-" اسكتي، اسكتي خالص، ما أنتِ السبب يا رزان، أنتِ اللي سبتيهم، جتني القرف، أنا بني أدمة براس بخاخة أصلًا، و واحدة تعبانة في دماغي"
و بذلك وبخت نفسها قبل ما أحد يوبخها. ____________نعود مرة أخرى إلى القصر
قرر شاهين أن يكف عن التفكير بها و أن ينساها، و أوهم نفسه أنها كانت فقط مجرد مشاعر إعجاب عابرة كتلك الذي كان يشعر بها أيام الثانوية، لكن بالتأكيد ليس حب.
أوهم نفسه بذلك، و اتجه إلى السرير و مازال يفكر فيها، امسك هاتفه و فكر أن يتصل بها حتى يطمئن عليها، لكنه راجع نفسه و قال:
-" خلاص يا بني بقى، هي اللي سابتك، إنت بتفكر فيها ليه، نام و شوف الصبح هروح اتقدم لها ولا هعمل إيه!"
أنت تقرأ
قصر الرشيدي
Mystery / Thriller"حادثةٌ غير مُرتب لها ، قلبت الموازين رأسًا على عقِب ، جعلتها ترى حياتهم عن قُرب ، ترى معاناتهم الأليمة من غصة الحياة و تحزن عليهم ، حتى تتذكر آلامها." تدور أحداث هذة الرواية في النطاق الكوميدي الإجتماعي البسيط ، تُسلط الأضواء نحو المشاكل العائلية ،...