الفصل الثلاثون "انتهينا من أمرها"

927 28 7
                                    

في صباح اليوم التالي

كان يجلس الرشيدي في الأسفل، ينتظر هو و ضياء شاهين حتى ينتهي و يذهبوا لخطبة ريهام إلى ضياء، فقال بتأفأف و هو ينظر في ساعته:
-" روح نادي أخوك يا ابني، مش المفروض أنت العريس"
حضّر شاهين من وراءه:
-" مانا أخو العريس يا رشروشة برضو، يلا عقبال ما تخطبلي"
و بعدها طالع إلى ملابس ضياء و نظر إلى نفسه:
-" الأوتفيت بتاعي أحلى على فكرة"
تجاهله و هو يشيعه بنظرات سخرية، و أردف الرشيدي:
-" طب يلا عشان منتأخرش على الناس "

أمام العنوان الذي اعطته ريهام لضياء، دق ضياء الجرس، ففتحت له فتاة صغيرة تقريبًا تسع سنوات، ابتسم في وجهها و قالت البنت:
-" حضرتك عايز مين يا عمو"
أردف ضياء باسمًا:
-" بابا و ريهام موجودين يا قمر"
قالت تزامنًا مع حضور والدتها:
-" بابا موجود بس مين ريهام دي"
تدخلت والدتها التي حضرت وراءها:
-" اتفضل حضرتك"
بدى عليه التوتر حين شعر أن هناك شئ غريب يحدث، فقال بتوتر:
-" هو حضرتك والدة ريهام صح"
تعجبت الإمرأة قائلة:
-" ريهام مين؟ أنا معنديش غير بنتين، الصغيرة اللي فتحتلك و بنتي الكبيرة ليلى، خير يبني في حاجة"
علق شاهين :
-" لا يا طنط شكرًا، و اسفين على الإزعاج"
و في هذة الأثناء، كانت تتصل ريهام على ضياء، عندما رأي اسمها على الشاشة لم يتردد للحظة و أجابها، تحدث بلهجة عادية، و حاول رسم الهدوء، و ذهب يحدثها بعيدًا عنهما، و بدأت هي الحديث بحماس:
-" يا ضياء أنا كلمت أهلي و تعالى بكرا على الساعة سبعة، بعتلك العنوان صح؟"
تحدث بشك:
-" اه بعتيلي العنوان، حتى أنا قدام بيتكم دلوقتي، و الغريبة بقى إن مامتك بتقول انها متعرفش واحدة اسمها ريهام، اتفضلي بقى كدا و بكل هدوء فهميني إيه اللي بيحصل، عشان أنا مش عيل بتلعبي بيه يا ريهام "
ازداد توترها و تلعثهما، بدأت تهذي بحديث لا فائدة منه حتى تكتسب وقت تفكر فيه في حجة جديدة، أقصد كذبة جديدة، انتهى بها تفكيرها على أن تخبره الحقيقة و حسب، و يفعل ما يحلو له، و قالت:
-" هفهمك كل حاجة يا ضياء والله، و مش هكدب في ولا حرف، بس نتقابل و احكيلك"
صارخ فيها:
-" مش عايز اقابلك، مش عايز، فهميني كل حاجة دلوقتي "
ترجته أكثر من مرة إلى أن وافق.
اتجه ضياء نحو شاهين و الرشيدي و اخبرهما أنه يريد التجول قليلًا، جذبه شاهين جانبًا و همس بنبرة غضب و هو يمسك بمعصمه بقوة:
-" رايح فين يا ضياء و متستهبلش"
أزاح يده و إستدار قائلًا:
-" رايح أقابلها"
صاح فيه:
-" براحتك يا ضياء، خليك كدا، براحتك"
تجهاله ضياء و سار في طريقه حتى يلتقي بـريهام.

اتجه شاهين نحو السيارة و معه الرشيدي، و لاحظ رنين هاتفه أكثر من مرة، كاد الرشيدي أن يبدأ في موشحه و شكاواه و توبيخ ضياء، لكنه أشار له بمعنى أن ينتظر و هو يضع الهاتف على أذنه و يقول بقلق:
-" خير يا طنط ملك، حضرتك رنيتِ عليَّ اكتر من تسع مرات"
اخبرته بهدوء و هي تحاول التماسك حتى لا يقلق هو الآخر:
-" أنا مع رزان في المستشفى دلوقتي، أغمى عليها فاجأة و معرفش إيه السبب"
و أخبرته على اسم المستشفى، أغلق المكالمة و بدأ في زيادة سرعة السيارة، حتى أنه قاد بالسرعة الغير قانونية، ظل يتساءل الرشيدي عن سبب تغير ملامحه، و لما يقود بتلك السرعة، خصوصًا أن شاهين لا يحب القيادة بسرعة أبدًا، و ظل يلح عليه حتى أجابه في ضجر و هو يزفر بضيق من إزدحام الطرقات:
-" رزان تعبانة و في المستشفى يا جدي، هعدي على البيت حضرتك تنزل و أنا هكمل طريقي"
و أكمل و هو يخرج رأسة من زجاج السيارة:
-" ما تخلص يا عم ورانا مشاوير"
كاد أن يتحدث الرشيدي و يخبره أن لا داعي لكل ذلك الذعر، لكنه تراجع و صمت حتى لا يزيد توتره.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 12, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن