الفصل الثاني و العشرون "مَكيدة"

527 37 14
                                    

رد عليها ضياء بإقتضاب :
-" خلاص يا جماعة كفاية اسئلة ، أنا هكلمها تيجي بكرا و تشوفها و تسألوها كل الأسئلة دي "
أومأوا جميعًا بالإجاب ، و تناولوا طعامهم بينما كان عقل زينة منشغل بعدما قال ضياء الأسم ، و نظرات الرشيدي محاولًا أن يستحث منها على ما يدور بعقل ضياء.

انتهوا من الطعام و صعد كل شخص إلى غرفته.


___ ___ ___ ___ ___

في غرفة زينة

كان هاتفها يُعلن صوت رنين و كان المتصل جاسر ، سرعان ما ردت عليه ، لكن بادرها هو بالحديث و كانت جُملته التي قالها أثارت في داخلها القلق و الغيرة في نفس الوقت :
-" زينه .. أنا قابلتها "
ردت زينه بتوتر :
-" هي مين دي! "
جاسر
-" كاميليا..!"
تحدثت زينه بلهفة :
-" بجد! .. طب ازاي ، و قالت لك إيه .. احكيلي "
روىٰ لها جاسر عما حدث بالتفصيل ، لكنه لم يقل لها على جزئية زواجه السابق من كاميليا.
تحدثت زينه بحزن بعد ما ختم جاسر حديثه :
-" ربنا يهديها و يصبرك "
رد عليها جاسر بقوله :
-" آمين.."
و كادت هي أن تُختم الحوار و المكاملة معه لكنه فتح حوارً آخر :
-" بقولك يا زينه .. ابعتيلي رقم اخوكِ "
تعجبت زينه و سألته بإستفسار :
-" ليه؟! "
هتف جاسر مازحًا :
-" كلام رجالة إيش حشرك أنتِ "
تحدثت الأُخرى بضيق :
-" والله! .. طب مش هديك رقمه يا جاسر و شوف بقى كلام الرجالة دا هتتكلمه مع مين"
ابتسم بهدوء و جاءها صوته و هو يقول :
-" يوه ، دا أنتِ قفوشة اوي ، و أنا أكتر حاجة بحبها القفش"
حمحمت هي لتقول بحرج :
-" عايز أي رقم فيهم ، 010 ولا 012 "
ضحك بخفة و قال :
-" أي حاجة "
أعطته رقم الهاتف و لم تنتظر حتى أن يشكرها و أغلقت المكالمة سريعًا.

في غرفة ضياء

كان ضياء يُهاتف ريهام و يخبرها بأن تأتي إليهم في الصباح لتتعرف على أهله و أيضًا ليتعرف أهله عليها
ردت عليه و هي تدّعي الحرج :
-" هو أنت قولت لهم على موضوعنا بسرعة كدا "
رد عليها ضياء بإجابة حكيمة و مقنعة :
-" أكيد لازم اقول لهم ، و كمان أنا فاتحتهم في موضوع الخطوبة عشان كل حاجة بينا تكون رسمي و عشان تعرفي تقولي لأهلك "
فكرت ريهام في الأمر لبضع ثوانٍ و وجدت أن بخطبتها لضياء ستتمكن أخيرًا من دخول قصر الرشيدي و التمكن من أن تصبح إحدى أفراد تلك العائلة المرموقة.
قالت ريهام بسعادة :
-" طب يا حبيبي ، بكرا على الضهر إن شاء الله هكون موجودة "
عرض عليها ضياء بأن يأتي صباحًا ليأخذها ، فردت هي سريعًا بتوتر :
-" لأ لأ يا ضياء مالهوش لزوم ، السواق هيجبني ، ابعتلي بس اللوكيشن "
بالطبع نحن نعلم أنه لا يوجد سواق و لكن ادّعت هي ذلك لأنها أخبرته سابقًا أنها من عائلةٍ غنية و لها قدْر و قيمة.

في غرفة شاهين

دفعت رزان الباب بقوة و عزم و هي تقول بغضب :
-" شاهين .. على فكرة أنت بتستهبل "
فوجئ من حالتها الغاضبة تلك و سألها بتعجب :
-" سلامٌ قولٌ من رب رحيم ، في إيه يا بنتي براحة "
قالت و هي تعقد يدها أمامها :
-" أظن إن أنت كنت قايل لي إنك هتحاول تعرف أي حاجة عني أو عن حياتي أو عن عيلتي ، و أنت ولا بتدور ولا حاجة "
أخرج زفير بهدوء و هو يقول :
-" يا بنتي بدور والله ، إيه اللي هيخليني مدورش ، عاجبني يعني قعدتك هنا "
صمت لحظة تُعيد ما قاله في الأخير ، ثم قالت بصدمة :
-" والله! .. على أساس إني عالة عليك ، باكل من أكلك ولا بشرب من شربك .. و بعدين أنا كنت همشي و اريحك أصلًا بس عبدالرحمن هو اللي مسك فيَّ..."
قاطعها شاهين بصراخ مشاكس :
-" بس ، اسكتِ الله يهديكِ ، مكنتش كلمة قولتها بالغلط "
إستدارت لتخرج بحزن ، أو ادّعت أنها حزنت ، و عندما وصلت إلى الباب توقفت لحظة و إستدارت له ببطء :
-" و خلي بالك يا شاهين ، لسانك ميخاطبش لساني ، و ابقى شوف مين هيرزل عليك من بعدي"
و خرجت مثلما أتت و هي تغلق الباب بقوة.
و لكنها عادت و فتحت الباب و أغلقت الضوء و خرجت مجددًا.
اتجه و اشعل الضوء و هو يقول بهمس :
-" لا حول ولا قوة إلا بالله .. ذنوب و بتخلص والله "

___ ___ ___ ___ ___

في الأسفل

قد وصلت مي و تحمل شيئًا صغيرًا بيدها تزامنًا مع دخول عبدالرحمن القصر.
حمحم عبد الرحمن و ألقى عليها السلام :
-" السلام عليكم يا مي ، عاملة إيه "
توترت مي و أخبأت ما بيدها داخل الحقيبة بسرعة و ردت :
-" تمام الحمد لله "
لاحظ عبدالرحمن ما فعلته و لكن لم يعقب و ابتسم لها نصف ابتسامة و صعد إلى غرفة شاهين ، و صعدت هي إلى غرفة هيام.

___ ___ ___ ___ ___

عاليًا في غرفة هيام

طرقت مي الباب بخفوت و فتحت هيام الباب و قالت بخفوت :
-" ادخلي تعالي "
دخلت مي فسألتها هيام :
-" حد شافك "
ردت مي :
-" اة ، عبدالرحمن "
عادت لتسألها مرة أخرى :
-" طب شاف الكيس اللي في إيدك"
ردت مي بإرتياح :
-" لأ الحمد لله ، خبيته في الشنطة "
ظهر وميض الشر في أعين هيام و هي تقول :
-" طب هاتي ، هنفذ على العشا "
تحدثت مي ببطء محاولة لتهدئة هيام :
-" ما بلاش يا خالتو جو الأفلام دا ، أنا مش عارفة سمعتِ الخطة دي في فيلم إيه و جيتِ تنفيذها على البنت ، رزان اصلًا ملهاش علاقة بحاجة ، شاهين سابني عشان عايز يسبني مش عشانها ، فكري يا خالتو كويس و بلاش تهور و هتجيبي لنفسك المشاكل على الفاضي "
استمعت لها هيام ثم صرخت فيها :
-" اطلعي برا يا مي ، و ملكيش دعوة أنا اللي هحط السم ، و بعدين دا سم فران يعني آخرها تروح العناية كام يوم و خلاص "
خرجت مي و هي تُتمتم :
-" براحتك بقى يا خالتو أنا عملت اللي عليَّ و نصحتك "
كانت هيام زواجرها الإنتقام من رزان التي لم تفعل شيئًا ، فهل سيتم تنفذ خطتها ، ام ستتراجع و تدرك أن ما تفكر به مجرد هراء؟

_________________

دا كدا يعتبر أول بارت يتكتب في رمضان ، و كل سنة و انتوا طيبين يا شباب🖤✨




 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن