الفصل الثامن عشر "مشاعر تُلد"

634 48 0
                                    

في غرفة شاهين ، فاق شاهين منزعجًا على صوت طرق على باب غرفته ، قام بخمول من الفراش ليفتح الباب بضيق.
شاهين بصدمة و لم يصدق عيناه :
-" رزان!! "
فَرَكَ في عينه عدة مرات لربما يتهيأ له وجودها ، لكن لا .. هي بالفعل أمامه ، و لكن هُناك شيئًا غريب ، ماذا يفعل عبدالرحمن مع رزان.
طرد من ذهنه تلك الأفكار و أدخلهما داخل الغرفة.
جلست رزان على طرف السرير و بدأت في سرد ما حدث بالأمس عندما استقوت في نظرات شاهين علامات الإستفهام.
رزان بصوت مُجهد من أحداث البارحة :
-"هحكيلك..."

__________________

عادت رزان بذهنها للخلف و هي تروى له ما جرىٰ.

بعدما خرجت هي من القصر دمعها يسيل على وجنتيها ، كانت تبكي على كُل شئ ، على ما سمعته منذ قليل من مي ، و على هؤلاء الأخوة التي شعرت معهم بـ أُلفة على الرغم من مشكلاتهم لكنها احبتهم حتى بمشاكلهم ، و أنها الآن أصبحت بلا مأوى ، لا تتذكر شئ ، كالطفل الذي وجد نفسه في عائلة يحبهم و يحبوه و اكتشف أنهم ليسوا عائلته و يجب عليه الرحيل دون أن يعرف ما مصيره ، ظلت تبكي و تبكي و هي شاردة ، لا تُبالي بالسيارات التي تنبهها ، الأشخاص الذين يحاولون معرفة ما بها ، و الأطفال الذين ينظرون لحالتها بشفقة ، حتى عادت إلى صوابها على صوت هي تعرفه جيدًا.
-" رزان .. في إيه مالك .. تعالي بلاش تعيطي كدا في الشارع "
و أخذها يُدخلها سيارته.
سارت هي معه و كأنها مُغيبه ، كانت تعرفه لكن ليست واعية من هو ، ركبت السيارة و هي على نفس الحالة حتى أعطاها كوبًا ماء ، و عاد ليسألها عن حالتها.
-"رزان في إيه .. اتخانقتي مع حد في البيت ولا إيه اللي حصل"
ارتوت رشفة من الماء لتقول بعدها :
-" مافيش يا عبدالرحمن ، كل الموضوع إني مش راجعة للبيت دا تاني "
عبدالرحمن و تسلل إليه القلق ، من الواضح أن الموضوع ليس بهين :
-" طب براحة ، إيه اللي حصل عشان تطلعي من البيت بالشكل دا ، مي عملتلك حاجة؟"
تنهدت بحزنٍ بالغ و قالت :
-" هتعمل ، و أنا مش هستنى لحد ما تعمل فيَّ حاجة ، سمعتها و هي بتتفق عليَّ مع والدة شاهين إنهم يخرجوني من البيت ، فـ أنا عملت اللي هم عايزينه و ريحتهم "
لم يُصدق عبدالرحمن ما سمعته للتو ، يعلم أن مي بداخلها حقدٌ لكن لم يتوقع أن يصل بها الأمر بأن تُخطط لطرد أو إفتعال مُصيبة ما لتُخرج ضيفة من المنزل.
كان سيتحدث إلا و قاطعه رنين هاتفه و كان ضياء هو المُتصل.
اجابه عبدالرحمن :
-" خير يا ضياء ، في إيه "
أخبره ضياء عما حدث في عجالة ليقول بعدها :
-" بعد ما شاهين رمىٰ الدبلة مشىٰ و سألت حد من الخدم قالي إن رزان مشت فـ تقريبًا شاهين راح يدور عليها ، فلو تعرف تروحله و تدور معاه عشان هو مش هيسكت غير لما يرجعها"
صمت عبدالرحمن لبرهة و يتبدلان النظرات هو و رزان ، ليقول بعدها لينهي الحوار و يفكر ماذا سيفعل :
-" تمام ضياء ما تشغلش بالك "
و أنهى المُكالمة ، و نظر لرزان ليعرف ما قرارها بعد الذي سمعته ليسألها بهدوء :
-" سمعتي .. ناوية على إيه"
رمقته بصمت و قالت بتذبذب :
-" رأيِ مش هيتغير "
قال الآخر محاولًا إقناعها للمرة الألف :
-" مينفعش يا رزان .. يعني متزعليش مني بس هتروحي فين .. و زي ما سمعتي اهو تقريبًا شاهين مش هيرجع لـ مي و هتخصلي منها ، فـ استهدي بالله و تعالي معايا النهاردة بيت امي و ابويا و الصبح إن شاء الله ارجعك"
اومأت برأسها بخفة و نظرت للطريق ، فعلًا كما قال عبدالرحمـٰن اين ستذهب هي بعدما ترحل من القصر.

 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن