في القصر بالتحديد في غرفة ضياء
بعد ما دلف شاهين إلى غرفة اخيه ضياء ، فتح باب الغرفة بهدوء فوجد ضياء على سجادة الصلاة يسجد سجدته الأخيرة في الرقعة الأخيرة ، قد طالت تلك السجدة كثيرًا ، ظل ضياء ساجد لربه يشكي له همه حتى يُخفف عنه ثقله.
إنتهى ضياء من الصلاة و التفت نحو الباب فوجد شاهين و أَذَنَ له بالدخول و الجلوس.
فجلس شاهين بجانبه على الأرض و هو يقول :
-" ربنا يتقبل "
رد ضياء :
-" منا و منكم إن شاء الله "
تحدث شاهين فاجأةً دون مقدمات :
-" أنا حجزتلك عند الدكتور .."
و صمت لوهلة ليستعد لقول الكلمة الأخيرة الذي ثَقُل لسانه عن قولها :
-" النفسي .. الدكتور النفسي "
نظر ضياء للفراغ الذي أمامه ، و كان رده الوحيد هو بأنه أومأ برأسه بوجةٍ جامد خالي من أي مشاعر.
فسأله شاهين حزينًا على تلك الحالة :
-" مالك؟ .. مش أنت اللي كنت عايز كدا ، مش أنت كدا هترتاح "
قال ضياء بصوت هادئ و هو يقوم و يمسك سجادة الصلاة :
-" والله ما عارف هرتاح ولا لأ ، و المشكلة فيَّ أنا ، مش عارف هتقبل نفسي و أنا كل فتره رايح و جاي من عند دكتور نفسي ، أخرتها عند الدكاترة النفسيين "
و قال تلك الجملة ملحقًا بها بضحكة ساخرة و حزنًا بارز في طياتها.
كاد يُكمل ضياء حديثه لكن بادره شاهين بالبدء :
-" و طبعًا كنت هتقول و جدي و ماما لو عرفوا هيعملوا إيه .. أحب أقولك يا أخي العزيز إنك ماتشلش همك ، أنا هشيل همك عنك ''
ابتسم ضياء له ابتسامة راضية و اتجه ليجلس بجانبه و تحدث بصراحة تامة و أفرغ ما بداخله :
-" تعرف يا شاهين ، أنا زمان كنت بكرهك..."
قاطعه شاهين بصدمة :
-" بتكرهني!! "
ضياء و تحدث بسرعة حتى لا يدور عقل أخيه بخرفات لن يقصدها :
-" استنى بس اهدى .. أنا كنت بكرهك زمان.. "
شاهين بغضب مُزيف و هو يلوح بيده :
-" أنت بتأكد على المعلومة يعني "
ضحك ضياء بخفة ليستكمل حديثه :
-" أنا أقصد إني كنت بكرهـ...."
قاطعه شاهين ببرود :
-" إنك كنت بتكرهني زمان ، عايزين المعلومة الجديدة و هي إنك مكنتش بتطقني كمان "
تعالت ضحكات ضياء و هو يقول :
-" كنت لسه هقولها "
ثم توقف عن الضحك و تحدث بجدية :
-" ابوس ايدك سبني اقول الكلمتين اللي عندي .. أنا زمان ولا كنت بحبك ولا بطيقك حتى و دا لأن كنت شايفك مُدلل اكتر مني رغم إن أنا اصغر يعني المفروض العكس ، لكن واحدة واحدة بدأت أحس إن كلنا في الهوا سوا ، يعني لا أنت مدلع ولا نيلة و كلنا عايشين نفس الوضع ، و بدأت أشيل شوية مسافات من اللي بينا لحد ما اهو بقيت قاعد قدامك و بتكلم بقالنا ساعتين "
و انهى حديثه بإبتسامة مُمتنة لشاهين ، فبادله شاهين نفس الإبتسامة و كاد أن يتحدث لكنه قاطعه صوت طَرقات الباب و كانت الخادمة و قد أخبرتهم أن يجتمعوا على طاولة الطعام للغداء ، و فعلت الخادمة ذلك أيضًا في غرفة زينه و أخبرتها هي و رزان.__ __ __ __ __ __ __
تجمع الجميع في الأسفل على مائدة الطعام عادا مي ، فقد رحلت بعد وعيد و تهديد شاهين خوفًا منه.
قاطع ضياء ذلك الصمت الذي عمَّ عليهم و جعلهم يأكلون في صمت :
-" أنا عايز أخطب.."
وقف الطعام في حَلْق شاهين فقال بتوتر و هو يسعُل :
-" مين؟! "
أجابه ضياء و هو يناول كأس العصير :
-" بنت كنت متعرف عليها ، محترمة و بنت ناس ، اسمها ريهام...! "__ __ __ __ __ __
في ذاك المكان المشؤوم ، في مكانٍ انتهت فيه قصة و بدأت فيه الأُخرى ، في بيت خالد _ والد رزان
كانت ملك _والدة رزان ، على الحال نفسه منذ يوم رحيل ابنتها و جهلها بمعرفة أحوالها ، تفيق نهار اليوم التالي بعدما كانت في ليالي آمس تبكي بحرقة ، بكاء أُم تقيد إشتيقًا لرؤية ابنتها ، تستيقظ مع كل صباح و تتجة صوب غرفة رزان علها تجدها يوم ما ، لكن كالعادة يخيب ظنها فتتفقد خزانتها و اغراضها ، و تسأل نفسها و هي تتفقدهم "هل ظلمت هي و زوجها ابنتها بذلك القدر؟ " ، "من اراد في الأساس فعل تلك الفعلة الشنعية؟ " ، "من له غرض ليفرق بينهم بتلك الطريقة؟ " ، "هل ستعود رزان يومًا ما؟" ، "ام كل هذا كابوس بشع و ستفيق منه قريبًا" ، و السؤال الذي كان يرعبها "هل رزان حية ام ماتت؟"
كان كلما خَطَرَ على ذهنها ذلك السؤال تحاول طرده سريعًا و عدم التفكير بأي مكروة قد يصيب ابنتها.__ __ __ __ __ __ __
أجابه ضياء و هو يناول كأس العصير :
-" بنت كنت متعرف عليها ، محترمة و بنت ناس ، اسمها ريهام...! "
رمقت زينه رزان بصدمة و بعدها انهالت على ضياء بالأسئلة ، عله يُكذب شكوكها :
-" اسمها ريهام إيه؟ ، و ساكنة فين؟ ، و بتدرس في كلية إيه؟ ، اوصفلي شكلها ، اعرفها ولا لأ؟... "
قاطعها ضياء و هو يقول بمشاكسة :
-" اهدي يا زينه في إيه .. متخافيش مش همشي و اسيبك دلوقتي"
ردت زينه بلا مُبالاة :
-" يا شيخ اتنيل ، أنا عايزة اعرف مين اللي هتدبس فيك مش اكتر "
و هنا جاء دور الرشيدي في الحديث ، فتحدث بهدوء و بإبتسامة :
-" شوف يا ضياء ، لو أنت متأكد من قرارك دا و متأكد منها و واثق من اختيارك ، فـ على بركة الله ، لكن لو عايز تتسلى بس بصورة رسمية فبلاش يا ضياء أحسن "
رد ضياء بهدوء مماثل هدوء جده :
-" متقلقش يا جدو ، أنا اخدت القرار دا يعد تفكير كتير و متأكد من القرار دا ، و أنا مش هتسلى بيها لأنها ماتستهلش مني دا "
تحدثت هيام بكبرياء التي اعتادت عليه :
-" بنت مين ، يعني باباها رجل اعمال نعرفه و اتعاملنا معاه؟ "
رد عليها ضياء بإقتضاب :
-" خلاص يا جماعة كفاية اسئلة ، أنا هكلمها تيجي بكرا و تشوفها و تسألوها كل الأسئلة دي ".....___________________
عارفة إن الغيبة المرة دي طولت حبتين تلاتة بس كان عندي امتحانات و كنت تعبانة و كذا حاجة مع بعض ف بعتذر جدًا عن الغياب دا ، و بعتذر كمان عن قِصر البارت و دا لأني مكنتش عايزة اتأخر عليكوا اكتر من كدا👈👉❤️
هنحاول ننتظم تاني الثلاثاء و الجمعة من كل اسبوع❤️✨
أنت تقرأ
قصر الرشيدي
Mistero / Thriller"حادثةٌ غير مُرتب لها ، قلبت الموازين رأسًا على عقِب ، جعلتها ترى حياتهم عن قُرب ، ترى معاناتهم الأليمة من غصة الحياة و تحزن عليهم ، حتى تتذكر آلامها." تدور أحداث هذة الرواية في النطاق الكوميدي الإجتماعي البسيط ، تُسلط الأضواء نحو المشاكل العائلية ،...