الفصل العشرون " لن أُسامحها! "

629 35 9
                                    

بعدما اشترا الزهور ، و اخذت رزان من شاهين باقتها و هو يقول لها بمشاكسة :
-" يلا يا ستي أي خدمة "
إبتسمت هي و اخذت منه الباقة و شكرته ، ثم تذكرت شئ ما و قالت :
-" شاهين صح .. احنا طلعنا من غير ما حد يعرف إننا خارجين ، هنرجع ندخل تاني ازاي؟"
قال بثقةٍ و هو يُعدل من هيئة قميصه :
-" عيب عليكِ هو أنا اي حد ولا إيه ، مظبط مع الحرس أنهم يأمنوا المكان و يدخلوني "
رزان :
-" طب يا عم الجامد .. يلا "
و قالت جملتها و تحركت أمامه و لكن بخطوات بطيئة عندما رأت السيارة في الجانب الآخر من الطريق ، فتوقفت لحظة و قالت بخجل :
-" بُص ، أنا مش بعرف اعدي السكة لوحدي "
حرّك الآخر رأسه بيأس ليقول بعدها و هو يتحرك و هي تلحقه :
-" الشارع اللي قد عقلة الأصبع دا سكة!! ، دا مافيهوش عربيات حتى"
تحدثت الأُخرى بتذمر و هي تحاول اللحاق :
-" ما تهدى يا بن الحلال أنت ، امشي براحة محدش بيجري وراك "
اهدأ قليلًا من سيره و قال :
-" على فكرة دي أبرح حاجة عندي"
قالت رزان مستفهمة :
-" أبرح!! ، يعني بتتكلم غلط اصلًا و بعدين تتريق على الشِعر بتاعي "
توقفا عن تلك المشاجرة اللطيفة أمام السيارة ، فركباها و قاد شاهين سريعًا.

________________

في القصر

دخلا شاهين و رزان إلى القصر بعدما اخبرهما الحراس بأن كل شخص بغرفته فدخلا و هما يضحكان ، لكنهما توقفا عندما وجدا مي أمامهما.
إقتربت مي من رزان حتى اخذت باقة الزهور من يدها و القتها أرضًا ، و لم تكتفي بذلك القدر من الشر بل و دعست عليه حتى مُزق و تلف الورد.
قالت بصراخ و جحظت عيناها غضبًا :
-" و كمان جايبلها ورد يا شاهين ، دا عمرك ما عملتها معايا "
ازداد غضبه من فعلتها تلك ، و زاد غضبه أكثر عندما رآى نظرات رزان التي كانت تتوجه نحو باقة الزهور المُلقاه على الأرض و قد شعر أنها تبكي بداخلها لكنها لم تُظهر ذلك حتى لا تكُن ضعيفة أمام تلك الحرباء ، أقترب شاهين من مي و تحدث و هو يرفع سبابته أمامها بتحذير و وعيد و بعينه وميض غضب و صوت خافت ارتعبت مي منه :
-" اجيب للجن الأزرق يا مي ، أنتِ ملكيش دخل بتصرفاتي ، و خلي بالك أنا ماسك نفسي من إني أعلي صوتي أو أمد إيدي عليكِ لأن دي مش تربيتي يا بنت خالتي ، بنت خالتي و بس فاهمة ، و على الله يا مي اشوفك بتقربي من رزان ولا بتدايقيها بكلمة من بتوعك لأن تصرفي مش هيعجبك..."
و أكمل بصوت جهوري جعلها تتراجع إلى الخلف عدة خطوات :
-" فاهمة!! ، و مش هقولك اطلعي برا يا مي لأن عايز اشوف لسة هتعملي إيه و عايزك تشوفي أنا هعمل إيه "
و التفت لرزان ليراها تبتسم ابتسامة توحي بالقوة و تعقد يدها أسفل صدرها كالفتاة التي دافع عنها ابيها أمام الجميع و أظهر برأتها.
إبتسم و قال بلطف كأنه تبدل من شخص لشخص :
-" خدي الحاجة يا رزان و اطلعي لزينه و أنا عايز ضياء في موضوع و هجيلك "
أومأت رزان برأسها بالإجاب و تحركت و تحرك ورأها شاهين بعدما رمق مي بتحقير و تهديد في الوقت ذاته لكنه أكمل سيره ليلحق برزان و صعد بجانبها على الدرج.
صعد بجانبها و ظل يضحك هو و هي ضحكاتٍ عالية ، و توقف هو فاجأة و نظر لها بطرف عينه و هو يغمز هاتفًا :
-" بس إيه رأيك فيَّ! .. أعجبك برضو و أنا متعصب "
ضحكت بخفة و قالت :

-" شفتلي غَليلي من البت دي ، بس البوكية صعبان عليَّ ، دا أنا ملحقتش اصوره حتى "
عَلِمَ شاهين ما بخاطرها و قال و قد وصل أمام غرفة ضياء :
-" حاضر يا رزان ، هجبلك واحد تاني "
قالت و هي تنظر لأسفل و تتفقد أظافرها بنظرها :
-" لأ على فكرة مش دا قصدي خالص "
هزَّ كتفه و هو يمسك بمقبض الباب :
-" تمام براحتك "
قالت الأُخرى في لهجة متسرعة :
-" لأ يا معلم أنت صدقت ولا إيه ، هاتي لي الورد عادي"
ابتسم بيأس و قال بين نفسه :
" كنت مُتأكد والله "
و دخل شاهين إلى غرفة ضياء ، و ولجت رزان إلى غرفة زينه.

__ __ __ __ __ __ __ 

في إحدي المقاهي الفاخرة

جلس جاسر منتظرًا إحدى الأشخاص بملابسه سوداء اللون دليلًا على حزنه ، حتى رآها و أمرها بالجلوس و لم ينظر لها حتى.
جلست و كادت أن تتحدث لكنه قاطعها بحزم :
-" مش عايز اسمع ولا كلمة ، أنا اللي عايز اتكلم "
و أكمل بعباراتٍ يغلفها كلمات اللوم و العتاب :
-" ارتاحتي! .. ارتاحتي يا كاميليا لما مات ، مش دا اللي كان نفسك فيه صح؟! "
أوقفته عن حديثة بغضب :
-" اسكت يا جاسر ، أنت إيه اللي أنت بتقوله دا ، مهما كان أنا بنته و زعلت عليه
رمقها جاسر بضيق و قال سريعًا :
-" بس ماتقوليش انك بنته بس "
زفرت بضيق و تحدثت و هي تنظر للفراغ :
-" أنت بتتكلم كدا ليه ، جاسر على فكرة أنا زعلانة عليه اكتر منك "
نظر لها بطرف عينه و ملامح جامدة و تحدث بجمود ، فهو مُتأكد أن ذلك الحديث فقط تقوله لتُحسن من مظهرها لكن في حقيقة الأمر هي تخدع نفسها :
-" لو كنتِ زعلانة عليه بجد كنتِ على الأقل حضرتي عزاه ، لكن أنتِ حتى ماهنش عليكِ ابوكي تشوفيه مرة واحدة بس قبل ما يموت ، ولا حتى هان عليكِ ابوكي و هو نفسه يشوفك و يملي نظره منك "
و أكمل بصوت ضعيف و جُمّع الدمع في عيناه لكن حاول كبته :
-" عمي في أيامه الأخيرة يا كاميليا كان بيقولي أنا عايز اشوفها و اطمن عليها و أخدها في حضني ، و مات و هو على لسانه الكلام دا ، و بنته ولا هي هنا و ولا هو فارق معاها اصلًا ''
توترت هي و بدأت تفرك في يدها و كانت تحاول هي الأُخري كبت دمعها :
-" جاسر إحنا بعد ما اتطلقنا أنا و أنت ، أنا توهت و معرفتش أعمل إيه ، سافرت و كان في نيتي إني ارجع تاني والله لكن...."
قاطعها هو بهجوم :
-" لكن اتجوزتِ واحد عشان فلوسه و منعك إنك تزوري باباكي ، و طبعًا جالك على الطبطاب و أنتِ ما صدقتِ و وافقتِ إنك ما تشوفيش باباكي ، صح!! "
لم تُجيبه الأُخرى ، ففقد أعصابه و قال بصراخ :
-" ردي .. صح "
حركت رأسها بالنفي و عيناها لم تجرأ أن ترفعها و تطالعه ، فنهض هو بجمود و قال كلمة أخيرة قبل ما يغادر :
-" عمي الله يرحمه قبل ما يتوفى قال ليّ أنه مسامحك ، مسامحك من قلبه ، لكن كان نفسه يشوفك ، بس لو هو سامحك أنا عمري ما هسامحك يا كاميليا ، ولا هتلاقيني واقف في ضهرك في اي مشكلة ، روحي للي خلاكي تعصي ابوكي "
و رحل غاضبًا حزينًا و لم ينتظر منها ردًا ، فكان ردها الوحيد هو البُكاء على ما فعلته بنفسها و بأبيها....

____________________

نبدأ أولًا بالسلام عليكم
حبيت إني اقولكم إن في لغبطة كتير هتحصل الفترة الجاية في المواعيد ، لأن اولًا عندي امتحانات الأسبوع الجاي ، دا غير إن الترم قصير و داخلين على رمضان و محتاجة إني الم نفسي الأول و بعدين الم المنهج ( و دا لأني دحيحة شوية ) ، لكن هحاول بقدر الإمكان إني متأخرش لكن في كل الأحوال اعذروني يا جماعة👈👉🚶🏻‍♂️

محتاجة رأيكم في البارت و تشجيعكم ( عشان الشغف في النازل )
و أخيرًا بحبكم❤️✨
دُمتكم سالمين🦋

 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن