الفصل السادس عشر " رحلت... "

645 47 2
                                    

في الصباح

بعد ما تجهزوا بملابسهم السوداء خرجوا بعد إخبار الرشيدي بطلعتهم.
مهلًا! .. لما أنا أتحدث بصيغة الجمع ، أليسا كانا إثنين ، شاهين و زينه فقط ، فـ للأسف تشبثت بهما رزان لـتأتي معهما ، هل تعتقد تلك البلهاء أنهما ذاهبان مدينة الملاهي ، فهما ذاهبان عزاء لكن ( حكم القوي على الضعيف ).

_________________
بعدما انتهوا من طقوس العزاء ، ذهبوا ليعازوا المسكين جاسر.
في نفس المكان بعيدًا عنهم قليلًا ، كانت تقف إمرأة في أوائل العقد الأربعون و بجانبها يقف زوجها.
- "خالد .. شوف البنت اللي هناك دي ، شبه رزان جدًا ، الله يرحمها."
قالتها ملك بحزن و هي تُطالع رزان الواقفة بعيد و تحاول أن تحفر صورتها في ذاكرتها و تتشبع من ملامحها ، فـ ابنتها قد ماتت و لا يتبقَ منها إلا صورها.
أجابها خالد متوترًا :
-"لأ مش شبهها خالص ، الله يرحمها."
نعم أيها الخالد ، لك كل الحق أن تتوتر ، بعدما أشعت خبر وفاتها و هي حيةٌ تُرزق  ، إذًا حقك أن تتوتر.

تعجبت رزان من نظراتهما ، لِمَ ينظران لها بتلك الطريقة الغامضة ، هل هي بها شئ خاطئ ، نظرت لنفسها في الهاتف فوجدت نفسها كمان خرجت ، إذًا ما بهما.
حاولت تجاهل نظراتهم و عدم تبادل النظرات لكن لاحقتها ملك بعينها أينما ذهبت.

بينما ارتفعت رزان بقدميها لتصل لطول شاهين الذي كان يقف بجانبها لتهمس في أذنه :
-" شاهين  .. ما يلا نروح".
نظر لها شاهين نظرة ساخرة ليقول و هو يتابع بنظره تصرفات زينه مع ذلك الذي يُدعى جاسر :
- "مش أنتِ فضلتي تزني عشان تيجي معانا"
قالت الأُخرى بإرتباك :
- "مانا مش عارفة في إتنين هناك قاعدين يبصولي كدا و مش مرتاحة ، هيخطفوني و ياخدوا أعضائي تقريبًا ، يعني هكون فاقدة الذاكرة و مسروقة أعضاء"
حرك نظره نحوها ببطء و دهشة عندما سمع جملتها الأخيرة :
- "مسروقة أعضاء! ، معلش فهميني يعني إيه مسروقة أعضاء دي عشان أنا فهمي على قدي شويتين"
قالت الأُخرى و هي تنظر بذكاءٍ و فخر :
- "يعني هياخدوا أعضائي يا جاهل"
تجاهل حديثها و اكمل متابعة زينه ليقول :
- "هنمشي بس لما البني أدمة دي تخلص وصلتها"
أومأت رزان برأسها و صمتا الإثنين.

بعدما أنهت زينه حديثها المعسول الذي قد هوّن على جاسر كثيرًا فقدان عمه ، بالأخص بعدما أخبرته أنها ستظل بجانبه في وحدته   ، فشعر هو بالطمئنينة تسللت إلى قلبه.
استأذنت زينه من جاسر بأن تذهب بعدما لاحظت نظرات شاهين الغاضبة فذهبت إليه لتقول بضيق من نظرات أخيها :
- " في إيه يا شاهين ، بتبص كدا ليه"
أشار شاهين على نفسه بإستنكار :
-" أنا؟ .. أنا بصيت؟ .. أنا بصيت يا رزان "
أجابته رزان لتكمل معه حواره :
- " لأ طبعًا أنتَ مبصتش خالص"
نظرت لهما زينه بحاجبٍ مرفوع :
- "والله! .. طب يلا يا اخويا أنت و هي نروح ، عايزة اعدي بس على الكلية هقابل واحدة صاحبتي أخد منها ورق"

 قصر الرشيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن