راقبهما الرشيدي و راقب نظراتهما لبعض، و قاطع سعادتهما و أحلامهما الوردية، و نهض قائلًا بتهكم:
-"و أنا مش موافق، مش موافق يا شاهين، يعني انتوا تقرروا من غير ما تسألونا حتى"
حاول شاهين كظم غيظه قائلًا:
-" معلش يا جدي بس احنا نسألك عشان ناخد قرار في حياتها ليه"
و بعدها مسح وجهه بكف يده محاولًا تهدئة نفسه و قال متظاهرًا الهدوء:
-" ممكن نتكلم لوحدنا يا جدي "
خرجا من المكتب بينما كانت رزان في الداخل تتابع شاهين بنظرات ترجي، و تحاول التفكير في سبب رفض الرشيدي لها.خارج المكتب
تفوه شاهين بغضب مكتوم حتى لا ترتفع نبرة صوته و تسمعها رزان:
-" هو في ايه يا جدي، اي رفض و خلاص يعني، و بعدين بتقول انك مش موافق قدامها، و أنا أصلًا مش عارف ايه سبب الرفض"
تحدث الرشيدي بنفس الثبات:
-" مش موافق و خلاص يا شاهين، انت هتحقق معايا"
بدأ شاهين يفقد أعصابه و ترتفع نبرته قائلًا:
-" من حقي أعرف ايه سبب رفضك، و سواء كان عندك سبب أو لأ كدا كدا لا موافقتك ولا موافقة هيام ولا موافقة اي حد هتهمنا "
تماسك الرشيدي أعصابه و قال غاضبًا:
-" شاهين .. خدها و امشي من هنا يا شاهين و مش عايز اشوفك معاها، و لو نزلت كلمتي الأرض يا شاهين شوف بقى هتتجوزها ازاي ولا هتسكن فين، و ابقى قابلني لو اديتك قرش واحد ولا خليتك تسكن معاها في القصر"
نظر له نظرة تحدٍ و دلف إلى المكتب، تحدث بنبرة خالية من أي مشاعر فلم تميز رزان إذا كان غاضبًا أم لا:
-" تعالي يلا نمشي بسرعة، عندنا تجهيزات في البيت"
اومأت دون أن تتلفظ حرفًا واحدًا و سارت وراءه.في منزل جاسر
كان يقف أمام مرأته، يقيم سرواله الأسود و قميصه الأسود و شعره برضا، وضع اللمسات الأخيرة، و وضع العطر، امسك بباقة الورد البيضاء كما تحبها زينة، قائلًا لنفسه بابتسامه:
-" عريس والله يا جاسر "
و بعدها نظر حوله آملًا في أن يجد معه أحد في تلك المناسبة السعيدة فلم يجد، فقط في تلك اللحظة شعر باحتياجه لأهله، حتى كان يتمنى أن يقف بجانبه عمه في تلك اللحظة، أو تتفقد والدته شكله و ملابسه، و يحتضنه أبوه مطمئنًا إياه بأن كل شئ سيجري على ما يرام، لكن لم يحدث واحدة من تلك الأشياء، محا دمعه الذي بدأ يترقرق دون أن يشعر قائلًا:
-" مش هنكد على نفسي لأ، كفاية النكد اللي هاخده من زينه"
و اخذ الورد و الشوكولاتة و خرج من المنزل و قاد سيارته متجهًا إلى زينه .. عذرًا، زوجته المستقبلية.في القصر
كان يقف شاهين و معه رزان في المطبخ ليتفقد تجهيزات الخدم:
-" طنط ليلى، حطيتي الجاتو مع الباتونسالية ولا لأ "
اومأت بالإيجاب:
-" ايوا يبني متخافش، كل حاجة جهزت، و مصطفى خلص كل التجهيزات اللي برا"
ابتسم برضا قائلًا:
-" طب تمام، المهم يا رزان انا حابس زينه فوق اطلعيلها دلوقتي خليها تلبس"
أومأت برأسها و هي تتحرك إلى غرفة زينه، و أوقفها شاهين قائلًا:
-" ما تقوليش لزينه حاجة يا رزان بالله عليكِ، جاسر مش هيحلني"
قالت و هي تطمئنه:
-" متخافش، أنا مش فتانة يعني"
حدّث نفسه قائلًا:
-" زمان الخبر وصل عند زينه دلوقتي"
و جاء من خلفه ضياء:
-" ايه يا شاهين اتأخرت"
و أكمل و هو يخلع سترته الجلد الثقيلة:
-" الجو برا نار يا شاهين، عايز ابقى أطلع الصيفي بقى"
تجاهل ما قاله في الأخير و قال:
-" لأ متأخرتش، خليك إنت هنا شوف التجهيزات و انا هطلع لماما"
أنت تقرأ
قصر الرشيدي
Misteri / Thriller"حادثةٌ غير مُرتب لها ، قلبت الموازين رأسًا على عقِب ، جعلتها ترى حياتهم عن قُرب ، ترى معاناتهم الأليمة من غصة الحياة و تحزن عليهم ، حتى تتذكر آلامها." تدور أحداث هذة الرواية في النطاق الكوميدي الإجتماعي البسيط ، تُسلط الأضواء نحو المشاكل العائلية ،...