¹°21|

39.8K 1.3K 50
                                    


لوسيفر

استطعت أن أرى بوضوح أن بيلا كانت تواجه صعوبة في التنفس بشكل صحيح. كان وجهها أحمر و منتفخًا. ظلت الدموع تنهمر على خديها و هي تحاول جاهدة دفعي بعيدًا. كانت تعاني من نوبة هلع.

"بيلا؟"
سألت، صوتي مليء بالقلق.

"لو-..لوسيفر.."
حاولت أن تقول شيئًا و لكن لم يخرج شيء من فمها. في اللحظة التي سمعت فيها اسمي، تركتها تذهب بسرعة و تراجعت بضع خطوات. كان جسدها الصغير يرتجف بعنف. مشهدها بهذا الشكل المتعذب جعل قلبي يتألم.

ما كان هذا؟ بعد حادثة الليلة الماضية، حاولت عدم التفكير فيها. لكنني فشلت فشلاً ذريعاً، شعرها البني، شفتيها الممتلئتين، بشرتها الناعمة، الطريقة التي تئن بها من المتعة، تستجيب للمساتي. لقد خططت للتو للعب مع الهرة لكنها كانت تربطني ببطء بعقدها.

كانت ترتجف، كان الخوف واضحًا في عينيها. كانت تحاول إخفاء نفسها، كانت تحاول تحرير نفسها. لم أكن خائفًا في حياتي أبدًا، لكن بحق الجحيم، جعلني هذا المشهد خائفًا. عندما نادت باسمي في حالتها الضعيفة، شعرت بهذه الرغبة في حمايتها و إخفائها بين ذراعي.

بحثت عيناها عن شيء ما. شاهدتها و هي تتجه بسرعة نحو الباب قبل أن تغادر من الغرفة. لم أوقفها لكنني تبعتها من الخلف. كنت أعرف إلى أين هي ذاهبة، كانت ذاهبة إلى الحديقة، هذا المكان جعلها تشعر بالحرية.

فتحت الباب الزجاجي و ركضت حتى وصلت إلى منتصف الحديقة المحاطة بالأشجار. تبعتها ببطء، دون إحداث أي ضوضاء. نظرت إلى سماء الليل و هي تغمغم بشيء لم أستطع فهمه تمامًا. ثم لفت يديها حول هيكلها الصغير بطريقة وقائية.

عبست عندما اقتربت و لكني حافظت على مسافة لائقة بيننا. كانت تبكي لأنها كانت لا تزال تواجه صعوبة في التنفس، و كان صدرها يرتفع. ألمها، جعل صدري يتألم. أعطيتها الوقت لتهدأ.

وقفت هناك خلفها حتى هدأت، بكت بهدوء قبل أن تستدير و تنظر إلي. كانت عيناها ما تزالان حمراء من البكاء. حاولت أن تتجنب النظر إلى عيني لأنها كانت على وشك المرور بجانبي لكنني أمسكتها من ذراعيها.

"ماذا حدث بيلا؟ لماذا تبكين؟"
سألت، كان صوتي متطلبًا.

"لا شيء، فقط-.."
حاولت أن تعطيني تفسيرًا أو يجب أن أقول، عذرًا غبيًا.

"ماذا؟ أنه راودك حلم سيء مرة أخرى؟"
كنت أعلم أنها كانت خائفة. حاولت أن أبدو لطيفًا و ناعمًا لكن صوتي بدا قاسيًا بينما كنت أنتظر إجابتها.

آلَخـــــــآدمِــــــــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن