¹°24|

37.6K 1.2K 66
                                    


بيلا

إستيقظت من الشعور بلمسة خفيفة على بشرتي، ترسم ببطء دوائر على خدي، ثم تشق طريقها لتلعب بخيوط شعري. ما زالت عيناي مغمضتين، ربما كنت أحلم؟ لقد استمتعت باللمسة، لدرجة أنني تأوهت و انحنيت إليها أكثر لأشعر بها. هذا عندما أدركت، أنه لم يكن حلمًا.

ضحكة مكتومة عميقة جعلتني أجفل، رفرفت عيناي لترى رجلاً جميلًا جالسًا على حافة سريري، و عيناه مدفونتان في خاصتي بينما أظهر لي أجمل ابتسامته. ارتفعت أصابعه ببطء و تشابكت بشعري يلعب به، و هو يرعى فروة رأسي. لقد كان شعورًا غريبًا و لكنه مألوف جدًا. سُرقت أنفاسي مني بينما كانت عيناه الملونتان بالفولاذ المزرق تحدقان في وجهي، و تشاهدان حركاتي. نفس العيون التي هدأتني الليلة الماضية، تلك اللمسات نفسها جعلت قلبي المتألم يشعر بالراحة. كانت لمسته لطيفة جدًا و ناعمة. الليلة الماضية، تعامل معي كما لو كنت شخصًا ثمينًا بالنسبة له. لم أكن أتوقع منه أن يدخل غرفتي فجأة لكنني لم أستطع الشكوى. كان دفئه شيئًا إحتجته بشدة الليلة الماضية. كنت بحاجة إلى الخروج من ماضي الرهيب و لو حتى لبضع لحظات، جعلتني ذراعيه أشعر بالحماية. كنت مرتاحة بشكل مدهش عندما كانت ذراعيه من حولي لدرجة أنني لم أرغب في تركها تذهب. لم يشتكي أيضًا لأنه فرك ظهري بهدوء و تمتم بكلمات حلوة حتى أنام.

لوسيفر لارسو. كان يرتدي سترة سوداء و قميصًا أزرق تحتها و بنطلون أسود، شعره البني الداكن مثالي حيث بدا جاهزًا تمامًا لهذا اليوم. أو يجب أن أقول أنه بدا وسيمًا بشكل لذيذ.

هززت رأسي، و جلست بسرعة بشكل مستقيم، صنعت مسافة جيدة بيننا. بدا محبطًا بعض الشيء لكنه لم يمنعني لأنه أزال يده و توقف عن لمسي و بشكل مفاجئ إفتقدت ذلك الدفء. ركضت أصابعي على شعري، محاولة إصلاحه، أنا متأكدة من أن شعري يشبه عش الطيور في الصباح. لم يبعد عينيه بل كان يراقب حركاتي بجد.

"لماذا أنت هنا، سيد لارسو؟"
همست بصوتي الصباحي.

يبدو أنه لم تعجبه كلماتي حيث اختفت ابتسامته من وجهه، و استبدلها بنظرة صارمة.
"في المرة القادمة التي تناديني فيها بالسيد لارسو، ستواجهين العواقب."
تحدث بصوت عالٍ، و كان صوته يحمل كل ذرة من الجدية.

اتسعت عيني عند تغيره المفاجئ. في ثانية، كان لطيفًا جدًا و في الثانية التالية، أصبح وقحًا. لم أرغب في إفساد الصباح، أومأت برأسي ببساطة، و سحبت ملاءة السرير بالقرب من صدري.

"إذن، ماذا كنتِ تسألين مرة أخرى؟"
سأل، يتصرف و كأنه لم يسمعني في المرة الأولى.

آلَخـــــــآدمِــــــــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن